أشادت مجموعة من القيادات الطبية ومثقفين وفعاليات مجتمعية ومواطنين، بدور المرجعية الدينية العليا والعتبات المقدسة وخاصة العتبة الحسينية خلال أزمة جائحة (كورونا) وتأثيراتها، وذلك بعد أن قامت الحكومة بتطبيق عدة إجراءات وقائية، فيما شهدت أغلب المستشفيات نقصا في عدد الأسرة ومستلزمات الوقاية للكوادر الصحية والتمريضية والخدمية (خط الصد الأول)، فكان للعتبات المقدسة الدور الأبرز في التصدي لهذا الفيروس القاتل من خلال ما قدمته من خدمات ساندة لجهود وزارة الصحة، مع مد يد العون للمتضررين جراء حظر التجوال في عموم البلاد.
وقال وزير الصحة الدكتور حسن التميمي، إنه "ليس بالغريب أن تقف المرجعية الدينية العليا والعتبة الحسينية مع الجيش الابيض، كما وقفت مع القوات الامنية في ذلك الوقت لتحرير الارض والعرض من دنس الارهابيين".
وأضاف أن "المراكز الصحية التي بنيت هي استجابة لدعواتنا وتواصلنا مع العتبة الحسينية من اجل دعم واسناد المؤسسات الصحية من خلال البناء الجاهز في سبيل تقديم الخدمات الصحية واستيعاب اعداد الحالات التي تسجل يوميا"، مبينا أن "هذه المبادرة الكريمة وفرت لنا العديد من الاسرة في بغداد والنجف وكربلاء".
من جانبه، قال مدير عام صحة بغداد الرصافة الدكتور عبد الغني الساعدي، إن "هذا الدعم الذي تقدمه العتبة الحسينية المقدسة يحفزنا على الاصرار والعزيمة لمواصلة العمل في خط الصد الأول".
وأضاف أن "دعم العتبة الحسينية لم يقتصر عند هذه المرحلة بل انه مستمر وسيستمر حتى بعد الازمة إن شاء الله، حيث قام وفد العتبة الحسينية بتدوين احتياجاتنا وبالتأكيد سيكون هنالك دعما آخر".
إلى ذلك، قال الصحفي غزوان العيساوي في حديث للموقع الرسمي، إن "العمل الذي تقوم به العتبة الحسينية المقدسة وخاصة في الفترة الحرجة التي يمر بها العراق حيث الجهود مستمرة للقضاء على جاحة (كورونا) يثير الأعجاب، فوجدناها قدمت ما لم تقدمه الكثير من المؤسسات الى المرضى، حيث استنفرت جميع إمكاناتها من أجل دعم القطاع الصحي، فوجدناها في كل مكان، وفي أغلب المحافظات".
وأضاف أن "العتبة الحسينية قامت بتقديم الرعاية الصحية، وبناء مستشفيات بمدة ربما تكون شبه المستحيلة، كما وفرت المواد الطبية، وأمور لا نستطيع أن نحصيها، وهي مازالت تقدم وتقدم، حيث أثبتت أنها الظهر الساند للشعب العراقي المظلوم".
من جانبه، قال الشيخ سالم الحايف، احد شيوخ عشائر محافظة ذي قار، إن "توجيهات المرجعية الدينية العليا ودعواتها كانت السلاح الذي وجدنا الكوادر الطبية تقاتل به (كورونا)، كما كانت فتوى (الدفاع الكفائي) هي سلاح العراقيين الأقوى في مواجهة (داعش) والقضاء عليه".
وأضاف أن "يد المرجعية الدينية العليا وهي العتبات المقدسة كانت فعلا فخرا لنا، حيث وزعت السِلال الغذائية من الموصل إلى الفاو، كما بنت المراكز الصحية التي تميزت بسرعة إنجازها ودقت عملها، كنا ومازلنا نفتخر بأننا أبناء هذه المرجعية العليا أمام العالم أجمع".
من جهته، قال علي أبو تراب، مواطن نجفي في العقد الثالث من العمر، إن "أبناء المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني ها هم في الميدان، يد على الزناد تواجه (داعش) وتهزمه، ويد تبني وتطور وتذلل كل الصعاب في مواجهة فيروس (كورونا)".
وأضاف "شكرا للمرجعية، لأن لديها رجالا يشد بهم الظهر ساعة المحن، فالنجف الأشرف مدينة الإمام علي (عليه السلام) عانت من (كورونا)، لكن بهكذا مبادرات وصمود وتفاني كوادرنا الطبية البطلة (الشهداء الأحياء) في خط الصد الأول، ستستمر الحياة وستعلن بإذن الله قريبا أنها قضت على الفيروس".
وكان مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني قد وجه في 17 آذار/ مارس الماضي، في جوابه على استفتاء خاص بفيروس (كورونا) كلمة للكوادر الطبية، جاء فيها: "أن علاج المرضى ورعايتهم والقيام بشؤونهم واجب كفائي على كل المؤهلين لأداء هذه المهام من الاطباء والكادر التمريضي وغيرهم، ولكن يجب على السلطات المعنية ان توفر لهم كل المستلزمات الضرورية لحمايتهم من مخاطر الاصابة بالمرض، ولا عذر لها في التخلف عن ذلك ".
يذكر أن العتبة الحسينية المقدسة، كانت قد أفتتحت في وقت سابق مركز الشفاء للعناية والطوارئ في محافظة كربلاء المقدسة، كما أفتتحت كذلك مركز الشفاء (2) في النجف الأشرف، ومركز الشفاء (3) في مستشفى الفرات ببغداد جانب الكرخ، ومركز الشفاء (4) في مستشفى أبن الخطيب في جانب الرصافة لدعم القطاع الصحي لمواجهة جائحة (كورونا) ، كما وضعت مدن الزائرين العصرية التابعة لها وهي كل من مدينة سيد الاوصياء، ومدينة الإمام الحسين، ومدينة الإمام الحسن (عليهم السلام) تحت تصرف وزارة الصحة لجعلها مكانا للحجر الصحي للملامسين والوافدين، فضلا عن قيام عدد من أقسامها ومراكزها والمؤسسات التابعة لها بدعم العوائل المتعففة وتوفير السِلال الغذائية وتعفير المناطق.