اختارت هيئة المستشارين في مجلس الوزراء الأمين العام للعتبة المقدسة الأستاذ المتمرس الدكتور جمال عبد الرسول الدبّاغ رئيساً لفريق كتابة إستراتيجية التربية والتعليم في العراق للمدة 2020 ولغاية العام 2030.
ولهذه المناسبة أجرى موقع العتبة المقدسة الإلكتروني لقاءً مع السيد الأمين العام.
سؤال/ لماذا تم اختياركم لهذه المهمة؟
الجواب/ لسببين: الأول كوني مختصاً بالإدارة الإستراتيجية، والثاني لخبراتي السابقة في هذا المجال، فقد كنت عضواً في لجنة الخبراء والاستشاريين لإعداد الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم العالي في العراق (2012 – 2022) ورئيس لجنة صياغتها، ورئيس لجنة إعداد إستراتيجية التدريب والتعليم المهني والتقني في العراق (TVET)، وعضو لجنة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم، وعضو لجنة إعداد إستراتيجية هيئة التعليم التقني (2010-2014)، وعضو لجنة إعداد أنموذج الحاكمية للتدريب والتعليم المهني والتقني.
سؤال/ كيف ينظر العالَم إلى التعليم؟
الجواب/ بدأ الاهتمام العالمي بالتربية والتعليم واضحاً منذ إعلان حقوق الإنسان عام 1948 حيث نصّت المادة (26) منه على حق الإنسان في التعليم. وتوالى بعد ذلك التوكيد على هذا الموضوع في الكثير من المناسبات، وفي السنوات الأخيرة نجد محطات بارزة، منها اعلان (انشيون/ كوريا الجنوبية) للعام 2015 الذي أطلق شعار: نحو التعليم الجيد المُنصف والشامل والتعلّم مدى الحياة للجميع، ووُضع العام 2030 لبلوغ هذه الغاية. كما حدّدت الأمم المتحدة عام 2015 أهداف التنمية المستدامة لغاية العام 2030 وكان عددها (17) هدفاً منها الهدف الرابع التعليم الجيد، مع الاعتقاد أن بإمكان التعليم أن يُعجّل التقدم نحو تحقيق جميع الأهداف الأخرى.
ولم يأتِ هذا الاهتمام من فراغ بل من الدور الرئيس للتربية والتعليم في حياة البشر، ووفق النظرة العالمية فإن التعليم من الممكن أن يصبح واحداً من أقوى المحفزات للتنمية في السنوات المقبلة، فيخدم كجسر من الفقر إلى الرخاء والازدهار البشري والتنمية المستدامة، ومن الإقصاء إلى المشاركة، ومن الانقسام والفـُرقة إلى التفاهم من أجل السلام والتسامح. كما ينظر العالم إلى التعليم على أنه طريق لتغيير حياة الناس وفق رؤية جديدة له، وتدابير جريئة ومبتكرة ترمي إلى تحقيق الطموحات، وأنه الوسيلة الضرورية لتمكين الانسانية من التقدم نحو المُثل العليا للسلام والحرية والعدالة الاجتماعية. ومع تنامي صعوبة التحديات التي نواجهها، فسوف تكون زيادة التعليم وتحسينه المفتاح لمواجهة هذه التحديات.
سؤال/ ما هي الأغراض من تطوير إستراتيجية للتربية والتعليم:
الجواب/ يمكن اجمالها بالآتي:
- توجيه الإصلاح والتطوير للنظام التربوي والتعليمي من خلال تحديد الوضع المستقبلي الأكثر رغبة الذي تريد الدولة تحقيقه.
- الجمع بين أصحاب المصالح كافة (الأطراف ذوي العلاقة) في مجال التربية والتعليم حول رؤية مشتركة وأولويات مشتركة.
- استخدام الإستراتيجية كأداة لتعبئة الموارد.
ان النجاح في بلوغ الأغراض يتطلب وضع سياسات وخطط سليمة فضلاً عن ترتيبات فعالة للتنفيذ.
سؤال/ ما هي الهيكلية التي سيتم إنجاز الإستراتيجية على وفقها؟
الجواب/ من المؤمّل بإذنه تعالى الاستفادة من التجارب العراقية والعربية والإقليمية والعالمية، وستكون البداية من إستراتيجية التربية والتعليم التي أُطلقت في العام 2012، وما أفرزته عملية التنفيذ من تحديات، ودروس مستخلصة. ثم يتم تحديد التوجهات الإستراتيجية بخصوص الرؤيا والرسالة والغايات (التي تتفرع إلى أهداف) والقيم الجوهرية.
وقبل الدخول في تحليل الواقع لا بد من الإلمام ببعض الأطر ذوات الصلة بعمل التربية والتعليم، وتشمل الأطر العالمية والدستورية والاقتصادية والسكانية والتقنية والأمنية والسياسية. ثم يتم تحليل الواقع التفصيلي لمجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي كافة، ويشمل الإطار التشريعي والقانوني والإطار الإداري والبنى التحتية والفرص المتاحة وإدارة الجودة والتمويل والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وفي ضوء تحليل الواقع سيتم تحديد أبرز التحديات التي يواجهها قطاعَيْ التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، واقتراح البرامج والمشاريع المناسبة ضمن أطر زمنية ومالية وتنفيذية محددة.
وكأي نشاط لا بد أن تخضع الإستراتيجية عند تنفيذها إلى ملاحظة مؤشرات التقدم، وتقديم تقارير التنفيذ الدورية لغرض المتابعة والتقويم وتعديل المسارات كلما تطلّب الأمر ذلك.