المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


رحيل الإمام المهدي (عليه السلام) عن الدنيا والعالم بعده  
  
840   04:08 مساءً   التاريخ: 2023-08-27
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 589-597
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

بعد الانتصارات العظيمة التي يحققها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على أعدائه وقيام الدولة الإسلامية بقيادته ، وما يقوم به من إنجازات فيها الخير الكثير للبشرية ، وانتشار العدل في كافة أرجاء الأرض ، بحيث لا يعود هناك بقعة إلا وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه . وغيرها من الجوانب المضيئة التي تعكسها عملية نشوء هذه الدولة المهدوية .

بعد هذا يبرز إلى الواجهة السؤال التالي :

إن هذه الدولة مهما كانت مدة بقاؤها واستمرارها ، وأيا كانت الفترة التي يحكم فيها الإمام المهدي هذه الأرض . . .

فهل ينتهي عمر الدنيا مع انتهاء حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟ أم أنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يرحل عن الدنيا تاركا وراءه من ينهض ويتحمل أعباء المسؤولية الكاملة في استمرار دولة العدل الإلهي ؟ وكيف تنتهي حياته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟

وعلى فرض وجود من يحكم من بعد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فهل أن الحاكم هو من الأئمة المعصومين عليهم السّلام ؟ أم أنه من الخلفاء والحكام العادلين الذين يمارسون الحكم على ضوء ما تعلّموه وتلقوه من تعاليم الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟ وهذا موضوع يتعلق بمسألة وقضية العالم بعد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

تبين لنا مما سبق في الحديث عن مدة حكم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أن الروايات وإن كانت متضاربة ولا تعكس لنا جوابا واضحا وصريحا في هذا المجال إلا أن الجامع المشترك بينها هو الاتفاق على مبدأ انتهاء عمر الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وعدم بقائه ، لأنه وإن كان قد عاش في هذه الدنيا لفترة طويلة كانت له فيها غيبتان ( الصغرى والكبرى ) لكنه بعد قيامه بالمهمة الإلهية التي من أجلها إدخره اللّه سبحانه وتعالى وأبقاه حيا لتحقيقها ستعود حياته لتتخذ شكلها الطبيعي ، فهو سيظهر كما تقول الروايات ابن أربعين أو شابا . . . ثم يمارس حياته الطبيعية التي تنتهي في أمر معين كما كتب اللّه ذلك لكل نفس إنسانية وكما قال اللّه تعالى في كتابه الكريم :

كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ[1].

والأئمة المعصومين ومنهم الإمام المهدي عليهم السّلام لا بد وأن يطرأ عليهم عارض خارجي كالقتل ونحوه لكي يكون السبب في انتهاء حياة كل واحد منهم .

وعلى ضوء ما ورد لدينا من روايات نستطيع القول في الإجابة على السؤال المتقدم بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تنتهي حياته وتبقى دولته مستمرة إلى فترة من الزمن حتى قيام الساعة .

ونذكر من هذه الروايات التي تشير إلى وفاته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ما ورد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« أبشركم بالمهدي . . . إلى أن قال : فيكون ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين . ثم لا خير في العيش بعده ( لا خير في الحياة بعده ) »[2].

وعن أم سلمة في حديث عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يتحدث فيه عن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

« فيلبث سبع سنين ، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون »[3].

أما كيف تنتهي حياته وكيف تكون وفاته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟

فإن الثابت لدينا أن أئمة أهل البيت عليهم السّلام لا يموتوا حتف أنفهم بل إما عن طريق القتل أو دس السم لهم .

ويؤيد هذا الأمر الروايات المنقولة عنهم وكذلك الشواهد التاريخية .

فعن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« ما منا إلا مقتول أو شهيد »[4].

وما روي عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام حيث قال لجنادة بن أبي أمية :

« والله لقد عهد إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إن هذا الأمر يملكه أحد عشر إماما من ولد علي وفاطمة عليهم السّلام ما منا إلا مسموم أو مقتول » .

وأما الشواهد التاريخية في كيفية انتهاء حياة كل واحد من الأئمة المعصومين عليهم السّلام .

فالإمام علي عليه السّلام قتل بالسيف ، والإمام الحسن المجتبى عليه السّلام قتل بالسم ، والإمام الحسين عليه السّلام استشهد بالسيف وهكذا بقية الأئمة وصولا إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام فهل يمكن أن يشذ أمر وفاة أو استشهاد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن هذه القاعدة ؟ بالطبع لا .

ولكن هل تختم حياته بالقتل أم بالسم ؟

ليس ما بين أيدينا ما يمكن أن نستشهد به على هذه القضية سوى ما ذكره الشيخ اليزدي الحائري في كتابه إلزام الناصب حيث قال :

« ملخص الإعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة . لبعض العلماء :

ومما ينبغي اعتقاده : رجعة محمد وأهل بيته . . . إلى أن يقول :

فإذا تمت السبعون سنة ، أتى الحجة الموت ، فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ، ولها لحية كلحية الرجال - بجاون صخر من فوق سطح ، وهو متجاوز في الطريق ، فإذا مات تولى تجهيزه الحسين عليه السّلام . . . »[5].

وهذا الخبر الذي نقله صاحب إلزام الناصب عن بعض العلماء من دون أن يذكر اسمه لا يخلو من الغموض والإجمال وهو يدل على أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يقتل بجاون صخر يقع عليه من أعلى وهو ماش في الطريق ، والجاون آلة قديمة لسحق الأشياء ودقها كالحبوب وهو عبارة عن جسم مجوف ثقيل الوزن له فتحة من أعلاه توضح فيه الحبوب ، ويلحق به جسم أسطواني ضخم للدق فيه ، وهو قد يعمل من الصخر وقد يعمل من الخشب .

ومن الممكن حمل ( الجاون ) على بعض الآلات المتطورة ، كما يحمل لفظ السيف على كل آلة للقتال .

فهذا الخبر مع ضميمة الخبر الوارد عن الإمام الصادق عليه السّلام بأنه « ما منا إلا مقتول أو شهيد » والخبر الوارد عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام « ما منا إلا مسموم أو مقتول » وشهادة التاريخ على سيرة أهل بيت العصمة عليهم السّلام يمكننا القول بأن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ستكون نهاية حياته الطاهرة بنفس هذه الطرق - والباقي علمه عند علام الغيوب . . .

وفي أثناء كتابة هذه السطور عثرت على رواية تدعم الرأي المتقدم من أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تنتهي حياته قتلا . ففي رواية عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول :

« . . . ثم يخرج المنصور إلى الدنيا ، فيطلب دمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال : . . . فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر فيقتل كل عدو لنا جائر ويملك الأرض كلها . . . ثم قال عليه السّلام : يا جابر وهل تدري من المنتصر والسفاح ؟ يا جابر المنتصر الحسين والسفاح أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أجمعين »[6].

وهذا الخبر فيه دلالة صريحة على أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يرحل عن هذه الدنيا عن طريق القتل ، وإلا ما معنى أن يخرج المنصور والسفاح أو الإمام الحسين عليه السّلام وأبوه الإمام علي عليه السّلام من أجل طلب دمه ودم أصحابه وانتقامهم له ! ! ! . . . .

ماذا بعد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟ :

وهذا هو جواب عن السؤال الأخير من الأسئلة التي طرحناها في الفقرة السابقة .

وحيث ثبت لدينا بأنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ينتقل من عالم الدنيا ، وأن انتهاء حياته لا يرتبط بانتهاء حياة البشرية وبالتالي قيام الساعة . وأن الدولة الإسلامية المهدوية ستبقى وهي بحاجة إلى القيادة الإلهية الحكيمة والداعية .

فمن هي الشخصية الحاكمة والقيادة الباقية بعد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ؟

في هذا المجال يمكن طرح احتمالين :

الأول : هو استمرار القيادة المهدوية من خلال خلفاء وأوصياء يسيرون على نهج المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ويكون أمر تعيينهم مشابها لتعيين أمر القيادة في عصر الغيبة الكبرى والتي كانت للفقهاء العدول والصلحاء من هذه الأمة والأمناء على خط الرسالة .

الثاني : استمرار القيادة من خلال المعصومين أنفسهم وذلك بما دلّت عليه الروايات في مسألة الرجعة المتسالم عليها عند الشيعة وعلمائهم - مع الالتفات إلى أن الرجعة كما دلّت على رجوع المعصومين من أئمة أهل البيت عليهم السّلام كذلك دلّت على رجوع المؤمنين ممن محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا وهذا من مؤيدات الاحتمال الأول .

مع الأخذ بعين الاعتبار أن كلا الاحتمالين اللّذين سنذكرهما مبنيان على فرض استمرارية الدولة الإسلامية بعد رحيل الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن هذه الدنيا وإلا فإن في مقابل هذين الاحتمالين يوجد ما يعارضهما وهو القول بأنه مع انتهاء حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فلن تبقى الدنيا بل سيعقب ذلك قيام الساعة .

قال الطبرسي في أعلام الورى : وجاءت الرواية الصحيحة بأنه ليس بعد دولة القائم دولة لأحد ، إلا ما روي من قيام ولده إن شاء اللّه ذلك .

ولم ترد به الرواية على القطع والثبات . وأكثر الروايات أنه لن يمضي - يعني الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف - من الدنيا إلا قبل القيامة بأربعين يوما ، يكون فيها الهرج[7].

هذا ما قالته المصادر الإمامية . ولم نجد لدولة ما بعد المهدي في المصادر العامة أي أثر[8] .

وفي محاكمتنا لكلا الاحتمالين نجد أن كلاهما مما أيدته الروايات وأشارت إليه . ولكن الدلالة للروايات على الاحتمال الثاني أقوى من دلالتها على الاحتمال الأول .

ويضاف إلى ذلك أن دولة المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف هي آخر دولة إسلامية تحكم هذا العالم ، وعلى ضوء ما بيناه سابقا من مواصفات وخصائص لهذه الدولة يقوى الاحتمال العقلي في الدلالة والبرهان على أن هذه الدولة التي هي بمثل هذه المواصفات لا يمكن بقاؤها ولا قيادتها ولا استمرارها على نفس النهج والقاعدة التي أسسها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلا من خلال شخص المعصومين أنفسهم ولا يستطيع أحد مهما بلغت قدراته ومواصفاته القيادية ، أن يتحمل عب ء هذه المسؤولية في إدارة شؤون هذه الدولة وتحمل مسؤولياتها .

ويؤيد ذلك ما ذكرناه من دلالة الروايات في قضية الرجعة التي تنص بوضوح على رجوع أئمة أهل البيت عليهم السّلام سيما الرواية التي تشير إلى رجوع الإمام الحسين عليه السّلام إلى الدنيا وتوليه أمر الصلاة على الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بعد وفاته وتجهيزه وتكفينه ودفنه . باعتبار العقيدة الثابتة عند الشيعة في أن الإمام المعصوم لا يغسله ولا يصلي عليه إلا الإمام المعصوم .

فقد سئل الإمام الصادق عليه السّلام عن الرجعة . . . أحق هي ؟

فقال عليه السّلام : نعم

فسئل : من أول من يخرج ؟

فقال عليه السّلام : . . . الحسين . . . يخرج على أثر القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف[9].

وعنه عليه السّلام قال :

« . . . ويقبل الحسين عليه السّلام . . . فيدفع إليه القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الخاتم ، فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ، ويواريه في حفرته »[10].

ولأجل استكمال البحث في هذا الموضوع وإتماما للفائدة نذكر الروايات المؤيدة لكلا الاحتمالين :

فمن الروايات التي تؤيد الاحتمال الأول : ( استمرار القيادة بعد المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن طريق الأولياء والحكام الصالحين ) ، ما ورد عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السّلام :

« يا بن رسول إني سمعت من أبيك عليه السّلام أنه قال : يكون بعد القائم إثنا عشر مهديا فقال : إنما قال إثنا عشر مهديا ولم يقل إثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا »[11].

ونقل العلامة المجلسي عن الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الليلة التي كانت فيها وفاته ، لعلي : يا أبا الحسن ، أحضر صحيفة ودواة . فأملى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وصيته حتى انته على هذا الموضع . فقال : يا علي ، إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا . فأنت يا علي أول الإثنا عشر إمام . . . إلى أن قال : وليسلمها الحسن ( يعني الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ) إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم .

فذلك إثنا عشر إماما . ثم يكون من بعده إثنا عشر مهديا . فإذا حضرته الوفاة فليسلمها على ابنه أول المهديين . . . »[12].

وفي عدد من الأدعية الواردة في المصادر الإمامية الدعاء لهؤلاء الأولياء الصالحين والسلام عليهم بعد الدعاء للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والسلام عليه .

ففي بعض الأدعية المكرّسة للدعاء للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والثناء عليه يقول في آخره :

« اللّهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده ، وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم ، وأعزّ نصرهم وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم وثبّت دعائمهم ، واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا . . . »[13].

ومن الروايات التي تؤيد الاحتمال الثاني ( استمرار القيادة عن طريق أئمة أهل البيت عليهم السّلام ) نذكر الخبر الذي يشير إلى حكم أو حكومة الإمام الحسين عليه السّلام في هذه الأرض بعد مقتل الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف : عن المعلى بن خنيس وزيد الشحام ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قالا : سمعناه يقول :

« إن أول من يكر في الرجعة الحسين بن علي عليه السّلام ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه »[14].

فمع وجود الإمام المعصوم - الإمام الحسين عليه السّلام بعد القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لا معنى لحكومة غير المعصوم ، بل لا يجوز ذلك .

وقد حاول العلامة المجلسي في البحار أن يرفع التنافي بين هذه الأخبار الدالة على كلا الاحتمالين من حيث كونها دالة على إيكال القيادة بعد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى غير الأئمة المعصومين عليه السّلام وبين القول بالرجعة الذي يقول : بإيكال القيادة إلى الأئمة المعصومين أنفسهم . فقال : هذه الأخبار مخالفة للمشهور - يعني القول بالرجعة - وطريق التأويل أحد وجهين :

الأول : أن يكون المراد بالاثني عشر مهديا : النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وسائر الأئمة سوى القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بأن يكون ملكهم بعد القائم .

الثاني : أن يكون هؤلاء المهديون من أحباء القائم هادين للخلق في زمن سائر الأئمة الذين رجعوا ، لئلا يخلو الزمان من حجة . وإن كان أوصياء الأنبياء وأوصياء الأئمة حججا أيضا . واللّه تعالى يعلم .

 

[1] سورة آل عمران ، الآية : 185 .

[2] الملاحم والفتن ، ابن طاووس ، ِص 135 .

[3] سنن أبي داود ، ج 2 ، ص 423 .

[4] أعلام الورى ، ص 349 .

[5] راجع الزام الناصب ، ج 2 ، الفصل التاسع ، ص 280 .

[6] الغيبة ، للطوسي ، ص 286 ، الاختصاص ، ص 257 - 258 والبحار ، ج 52 ، ص 298 ، باب 26 ، ح 61 .

[7] أعلام الورى ، الطبرسي ، ص 435 .

[8] تاريخ ما بعد الظهور ، ص 914 .

[9] منتخب الأنوار المضيئة ، السيد علي بن عبد الكريم النيلي ، من علماء القرن التاسع الهجري .

[10] بحار الأنوار ، ج 53 ، ص 103 ، باب 29 ، ح 130 .

[11] كمال الدين ، الصدوق ، ج 2 ، ص 358 ، باب 33 ، ح 56 .

[12] البحار نقلناه عن تاريخ ما بعد الظهور ، ص 912 .

[13] راجع مفاتيح الجنان ، ص 542 .

[14] البحار ، ج 53 ، ص 63 - 64 ، باب 29 ، ح 54 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف