المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
الإمام علي (عليه السلام) أوّل من يقرع باب الجنة ويدخلها التجفيف الصناعي لبعض الفواكه طبيعة وأهمية الإدارة الإستراتيجية في المصرف ( المهمات الثلاث لإستراتيجية المـصارف ــ تكوين الإستراتيجية Strategy Formulation) التقسيمات العلمية للنفقات العامة أشكال النفقات العامة بطاقة الدرجات المتوازنة في اطار إستراتيجية المصرف وربط المكافأة معها ومزايا التغذية العكسية الحماية الجنائية للأموال العامة في ظل القوانين العقابية مكونات ثمار الخضار والفواكه اسلوب بطاقة الدرجات المتوازنة Balanced Scorecard, BSC ( تعريف البطاقة ومقاييس الاداء على مستوى المصرف) درجة الاستقلال الذاتي لمراكز المسؤولية في المصرف والتضحية بالأمثلية الجزئية للأقسام تـحديـد أسعار التحويـل فـي المـصارف على أسـاس التـفـاوض صناعة السكاكر والكراميل تكنولوجيا تصنيع الهلاميات تكنولوجيا تصنيع المرملاد تكنولوجيا تصنيع المربيات


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أهمية التعليم والتعلم برأي الاسلام  
  
2081   11:55 صباحاً   التاريخ: 2023-04-01
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص165 ــ 176
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

ان اهمية التعلم والتعليم برأي الاسلام عظيمة جداً. والثواب الذي اعطي لهذا الأمر لم يعط لأمر آخر حتى ان الصادق (عليه السلام) قال: (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)(1)، ويذكر ايضاً الشهيد الثاني في كتابه منية المريد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع)(2).

ويروى أيضاً ان في غزوة خيبر كان علي (عليه السلام) راكباً والنبي (صلى الله عليه وآله) مترجلاً.

وكان الجيش يتهيأ للذهاب فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (يا علي لئن يهدي الله بك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس)(3)، والقرآن الكريم يقول أعظم من ذلك: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

إذا استطاع الوالدين ان يقدما للمجتمع انساناً مسلماً بتعليمهم او ان يهذب المعلم والعالم تلميذاً فان ثوابهم كمن يحيي العالم أجمع. وللتعليم والتعلم اهمية قصوى عند الشيعة، ينقل المرحوم المحدث القمي (قدس سره) عن الصدوق (قدس سره) (رئيس المحدثين) وهو افتخار الشيعة. والمذهب الشيعي مديون له.

ينقل عنه القمي في كتابه مفاتيح الجنان. ان الصدوق (قدس سره) قال: كنا في جلسة يحضرها العلماء ويتباحثون فسألوا ما أفضل الأعمال في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. فأجمع الجميع على التعليم والتعلم.

اي ان أفضل الأعمال في ليالي التسعة عشر الحادي والعشرين والثالث والعشرون هو ان يتعلم فيهم الانسان. فاذا غرقت اليوم ساعة من الزمن في التفكير بنفسك وتعلمت شيئاً من المنبر. فان فضيلة هذا العمل أكثر من اي عمل آخر.

لذلك نرى ان بعض العظماء ينهون كتبهم في هذه الليالي المباركة. مثل صاحب الجواهر الذي يعد فقهه المصدر لمراجع التقليد. هذا الشخص الذي يندر وجوده في الاسلام لقد طبع كتابه الجواهر في اثنين واربعين مجلداً اليوم. يكتب في آخر كتابه انهيت الكتاب في الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك من الواضح ان أفضل الاعمال عند صاحب الجواهر في هذه الليلة ان يدون الفقه افضل من ان يضع القرآن على رأسه ومن ان يقرأ دعاء الجوشن والتوبة مع ان ثوابهم عظيم(4).

كذلك استاذنا الأعظم العلامة الطباطبائي (قدس سره) يذكر في المجلد العشرين من (الميزان) الذي يعد نادراً هذا الكتاب القيم والذي أصبح أحد افتخارات الشيعة يذكر رضوان الله عليه ايضاً انه انتهى من كتابته في الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك(5). ومن الواضح ان التعليم والتعلم من أفضل الاعمال عند السيد الطباطبائي ايضا.

وحسب رأي القرآن الكريم فإن عالم الخلق التكويني والتشريعي من اجل التعليم والتعلم.

اي يقول القرآن الكريم: إذا خلقت العالم وارسلت مئة واربعة وعشرين ألف نبي. انما ذلك للتعليم والتعلم.

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12].

ويقول عن التشريع في سورة الجمعة: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]، ويصل مدى اهتمام القرآن بالتعليم والتعلم انه يعتبر ان المدينة المتحضرة والراقية التي يوجد فيها عالم، فقم المقدسة هي الأرقى والأشرف على وجه الأرض. يتحدث القرآن الكريم في سورة يس عن انطاكية: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} [يس: 13]، ويدعوها هنا بالقرية. ثم يذكرها في آخر القصة: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20]: وهنا قال عنها المدينة. لماذا؟! لأنه في البداية لم يكن فيها عالم وعندما ظهر فيها العالم اصبحت مدينة. اي ان الآية تقول حيث يكون هناك تعليماً وتعلماً فهناك مدينة وحضارة والمتحضر هو الذي يشتغل بالعلم والتعلم.

ويعتبر ان الأرض التي لا يوجد عليها عالم وتعليم وتعلم فانه لا قيمة لها وتذهب قيمتها بموت العالم: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد: 41]، يقول الصادق (عليه السلام): تقل قيمة الأرض عندما يرحل العالم من هذه الدنيا وقيمتها في ان يكون فيها عالم اي ان الشخص لا قيمة له عند الله الا إذا كان عالماً، ومتعلماً. ونجد نظيرها كثير في الآيات في القرآن، جاء في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح عليهم مداد العلماء على دم الشهداء)(6).

اي ان يجلس العالم ويكتب صفحة فان فعله هذا أفضل من دم يقدم في سبيل الله.

ولقد جاء في الرواية ان النظر الى العالم عبادة. والنظر إلى بيت العالم عبادة. والتحدث معه وان لم يكن يعلمه عبادة. ولدينا الكثير من هذه الآيات والروايات.

وأخيراً اقول للجميع ان الاسلام يريد ان نكون جميعاً علماء، متعلمين وهو ينفر من الجاهل. يقول الصادق (عليه السلام) بصراحة تامة (تفقهوا في الدين فإن من لا يتفقه في الدين فهو اعرابي). فالإسلام يذم الجاهل ويطرده. لكن لماذا يهتم الاسلام بالعلم إلى هذا الحد. بحيث ان ساعة منه تعادل سبعين سنة من العبادة. ولماذا يشوق الناس اليه ويرغبهم به؟ الجواب من اجل ثلاث أمور.

لأن الاسلام يحتاج الى من يدافع عنه بالعلم كاحتياجه إلى المرابطين في ثغور المسلمين اي انه يطلب من الشباب ان يدافعوا عنه بهذه الوسيلة كما يدافعون عنه بالقتال وهذا لا يتعلق بنا نحن المتعممين فقط فان هذا من واجب الجميع.

لقد جاء في القرآن الكريم انه يجب ان تكون هناك حوزات علمية ليتفقهوا فيها ويدافعوا عن الاسلام وأوجبها على الجميع. {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]، اي انه على جميع المسلمين ان يكون لديهم حوزات علمية ويساندها الآخرين كي يتخصص فيها الأشخاص لكن يفهم من القرآن والروايات انه على الجميع ان يتمكنوا من الدفاع عن الاسلام على الشاب الذي يحمل الشهادة العصرية ان يتمكن من ان يجابه الشاب الملحد وإلا فإن اسلامه أعرج والاسلام يريد اشخاصاً واعين مدافعين كما يحتاج إلى المجاهدين. ان الاسلام يريد مثل هشام بن الحكم فلم يكن هذا قد ذهب إلى الحوزة ولم يكن متخصصا في علم الفلسفة او الكلام او الفقه الا انه كان يجالس الصادق (عليه السلام) ويستمع إلى دروسه وخطاباته وكان شابا مدافعا وكان الصادق (عليه السلام) يحترمه حتى انه يذكر في الروايات ان شابا دخل على الصادق (عليه السلام) فقام له الصادق وقدمه على الكبار وأجلسه إلى جانبه مع أنه كان شابا صغيرا في الثامنة عشر او العشرين من عمره وعندما اعترضوا على ذلك قال الصادق (عليه السلام): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: 11]، اي ان الإسلام لا يعتني بجميع الامتيازات الوهمية يقول النبي (صلى الله عليه وآله): (ومآثي الجاهلية تحت قدمي) والامتياز الوحيد المقبول هو العلم والتقوى والايمان والقرآن يميز العالم المتدين بدرجات لا بدرجة واحدة فقط. يقول الصادق (عليه السلام) ان القرآن يطلب مني ان أحترمه بهذا الشكل. واضاف هل تعلمون لماذا أحترمه بهذا الشكل. (هذا ناصرنا بلسانه) يعني ايها الشباب الأعزاء ان الاسلام يحتاج إلى نوعين من النصرة. نصرة الاسلام بالدم كما يفعل اعزاؤها في جبهة الاسلام. ونصرته باللسان، مثل هشام بن الحكم. الذي يقول فيه الامام الصادق (عليه السلام): (هذا ناصرنا بلسانه) لهذا السبب.

ونقل انه دخل هشام بن الحكم يوماً على الامام الصادق (عليه السلام) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هشام! قال: لبيك يا ابن رسول الله! قال: الا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني اجلك واستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.

فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا امرتكم بشيء فافعلوه! قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة وعظم ذلك علي فخرجت اليه ودخلت البصرة يوم الجمعة وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتديها والناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم انا رجل غريب أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال: أسأل قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني اي شيء هذا من السؤال إذاً كيف تسأل عنه؟ فقلت: هذا مسألتي. فقال: يا بني! سل وإن كانت مسألتك حمقى قلت: أجبني فيها قال: فقال لي: سل! فقلت: ألك عين؟ قال: نعم. قال: قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص قال: قلت: الك أنف؟ قال: نعم. قال: قلت: فما تصنع به؟ قال: اشم به الرائحة. قال: قلت: الك لسان؟ قال: نعم قلت: فما تصنع به؟ قال: أتكلم به. قال: قلت: الك أذن؟ قال: نعم قلت: فما تصنع بها؟ قال: اسمع بها الاصوات. قال: قلت: الك يدان؟ قال: نعم قلت فما تصنع بهما؟ قال: ابطش بهما واعرف بهما اللين من الخشن. قال: قلت: الك رجلان؟ قال: نعم. قال: قلت: فما تصنع بهما؟ قال: أنتقل بهما من مكان الى مكان قال: قلت: الك فم ؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع به ؟ قال: أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها. قال: قلت: ألك قلب ؟ قال: نعم قال: قلت: فما تصنع به ؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح قال: قلت: أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال: لا قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال: يا بني ان الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته او ذاقته ردته الى القلب فتيقن بها اليقين وأبطل الشك قال: قلت: فإنما اقام الله (عزوجل) القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم. قلت: لا بد من القلب والا لم تستيقن الجوارح قال: نعم. قلت: يا ابا مروان! ان الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وينفي ما شكت فيه. ويترك هذا الحلق كله في تحيراتهم وشكهم واختلافهم، لا يقيم لهم إماما يردون اليه شكهم، وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد اليه حزنك وحكمك؟؟!! قال سكت ولم يقل لي شيئاً: قال: ثم التفت الي فقال لي: أنت هشام؟ قال: قلت: لا. فقال لي. أجالسته؟ فقلت: لا قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت اذاً هو. ثم فأنت إذاً هو. ثم فأنت إذا هو. ثم ضمني اليه وأقعدني في مجلسه وما ينطق حتى قمت. فضمني أبو عبد الله ثم قال: يا هشام من علمك هذا؟ قلت يا ابن رسول الله جرى على لساني قال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.

يروى ان شخصاً مخادعاً في البصرة ادعى انه عارفاً كبيراً فصدقه جمع كبير من الناس والتفوا حوله ذات يوم وهو يصلي قال (شحشع) فردد الناس ذلك وعندما انتهى من الصلاة سألوه ماذا يعني ذلك. قال بينما كنت أصلي إذا بكلب اراد ان يدخل المسجد الحرام فطردته بهذه الكلمة. فزاد اعجابهم وتصديقهم له انه يرى ما يجري في المسجد الحرام من البصرة. فذهب أحد هؤلاء البسطاء وأخبر زوجته فقالت له حسناً أدع الشيخ ومريديه إلى تناول الغذاء. وقررت في سرها ان تفتضح أمره. فوضعت في صحن كل منهم مقداراً من الأرز وفوقه الدجاج الا صحن الشيخ خبأت الدجاج فيه تحت الأرز. وعندما نظر الشيخ الى صحنه خالياً من اللحم غضب واعتبرها اهانة بحقه فقالت المرأة من وراء الباب: أيها الشيخ الذي ترى الكلب في المسجد الحرام من البصرة ألم تستطع ان ترى الدجاج تحت الأرز!! فانكشف كذبه وذهب ولم يعد.

الاسلام يحتاج الى هؤلاء الأشخاص الواعين الذين لا ينخدعون بأي شيء. وهناك العديد من امثال هذه المرأة النبيهة الا انه لا مجال لذكرهن في بحثنا. فكم من النساء اللواتي انزلن ابن الجوزي من على منبره. الاسلام يحتاج إلى هكذا نساء. فهذه المرأة لم تكن تحمل شهادة الا انها تعرف الاسلام وهشام بن الحكم لم يكن ليملك شهادة الليسانس الا انه كان يتردد على المسجد ويستمع إلى المنبر. وإذا كان الاسلام يؤكد ويهتم بالتعليم والتعلم لكي يصنع مدافعين عن الاسلام.

اقول للفتيات ان لم تستطيعي ان تثبتي مسألة الحجاب للسافرات فإن هذا يعد نقصاً فيك وكذلك الشاب الذي لا يستطيع ان يدافع عن دينه امام الملحد حتى لو كان طبيباً ومتخصصاً في العلوم الأخرى فهناك نقص في اسلامك حسب رأي الاسلام.

السبب الثاني: ان الانسان إذا كان عالماً فلن يركن إلى الظلم وتيقنوا ان الذي يركن انما هو الجاهل. وكما يقول المستثمرين او المستعمرين كما يدعون انهم اول شيء يقومون به عند نفوذهم إلى منطقة ما انهم ينشرون ثقافتهم الاستعمارية فيها ثم يستولون عليها. لذلك فان أحد مهام الاستعمار ان يغرق الناس في الجهل.

إذا طالعتم اوضاع البلدان الاسلامية او الضعيفة تجدون ان حيث يسيطر عليهم الاستعمار لا توجد ثقافة جيدة. حتى الثقافة التي ورثناها من عهد الطاغوت.

فإن ثقافتنا ما زالت ناقصة جداً ويجب ان تصبح اسلامية. وقائمة بذاتها.

لقد قرروا ان يسترجعوا اسبانيا تلك البلاد العزيزة والمتخصصة في جميع فنون العلوم والتي علمت الغرب الحضارة والتي يقول عنها تاريخ بريطانيا انه إذا وجدت بريطانيا فمن اجل اسبانيا. ولقد قتلوا من المسلمين في ليلة واحدة ما يقارب الثماني عشر ألف شخص وحسب، يروي محمد بن رافع: كنت طفلاً صغيراً فأخذني والدي الى الغرفة وأخرج كتاب دفن في الأرض وقال لي هذا كتابك هذا قرآن المسلمين. سأدفنه هنا ولا تخبر احداً حتى أمك بذلك فانت مسلم وهذا كتابك وإذا علموا بذلك فسوف يقتلونك يقول أخرجت الكتاب مرتين وذهبت إلى المدرسة في اليوم التالي فجاء صديق أبي وقال علينا الفرار من المدينة فلقد قتلوا والدك ورموا نصف بدنه في طرف الشارع والنصف الآخر في الجهة الثانية هذا ما فعله النصارى والاستعمار بالإسلام وهكذا أصبح وضع المسلمين حتى استطاعوا ان يستولوا على اسبانيا. لكن هل تعلمون لماذا أخذوها وكيف؟. جميع التواريخ تقول لسببين: الحكومات الغير اللائقة التي كانت تحكم على البلدان الاسلامية حينها. واول ما يقومون به نشر الثقافة الاستعمارية ثم يلهون الشباب بالفحشاء والاختلاط ومراكز الفساد حيث يقدمون النساء والشراب مجاناً وهذا ما جلبوه إلى اسبانيا حتى استطاعوا ان يسترجعوها في ليلة واحدة. إذا كان المسلم جاهلا فسيركبه الآخرون.

كان في اصفهان شاعراً تعيساً يهجو الجميع العالم والتاجر وغيرهم اي كان طبعه سيئاً يقول خادمه طلب مني ان أسقي حصانه. فرأيت باب المدرسة مفتوحاً فدخلت وسقيته الماء وعند عودتي قال لي سيدي: ما بالك عدت سريعاً فأخبرته أني سقيته من المدرسة فقال: انطلق فانه لم يعد يصلح للركوب عليه. اي انه كان يريد الاستهزاء ان الذي يتعلم يصبح تنبلا وخمولاً، عندما أخبروني عنه قلت انها من كلماته الجيدة ان الذي يتعلم لا يقبل ان يركبه أحد. كما يقول القرآن الكريم: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279]، المسلم ليس بالسبع ولا بالحمار، السبع يظلم الآخرين والحمار يظلم وكل شعب يقبل بالظلم فهو حمار وسيحشر على هذا الشكل يوم القيامة.

وكل امة تظلم الآخرين ستحشر على شكل السباع وجميع هذه الآيات والروايات التي قرأتها تقول لا نريد ظالماً ولا منظلم نريد متعلمين لا يقبلون بالظلم. وهذا كان الأمر الثاني.

السبب الثالث: لكي ترغبوا وتحرصوا على التعليم والتعلم. تربية الأبناء على هذا الأساس لأنه إذا نشأ جاهلا فسيكون ايمانه على حرف: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11].

فهؤلاء لم يرسخ الايمان في قلوبهم وكما يقول ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) في خطبته: (الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم(7)، هؤلاء عندما يصيبهم خير يفرحون ويشكرون الله على كسبهم وبيتهم وسائر النعم. {اطْمَأَنَّ بِهِ} [الحج: 11]، ويقول دائماً: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، لكن ما ان تحل الحرب حتى يغضب ويعترض على كل شيء على الثورة وعلى الله (عز وجل) يتعالى صراخه في البيت ونقاشه في المحل. {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} [الحج: 11].

يقول القرآن: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11]، ان لم يكن الانسان عالماً يصبح دينه قائماً على حرف او لعق على لسانه. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة (الناس ثلاثة: عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق)(8)، فاحذر ان تكون من القسم الثالث وهؤلاء (الهمج الرعاع) بعضهم لديه استقلال والبعض الآخر يفتقدونها وتطاير لهم الرياح. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) اذا لم يكن الانسان عالماً وتابع عالم يكون من هؤلاء ويصبح (اتباع كل ناعق) كلما سمع صوت يلحق ويندب مع كل ناعق لعلي (عليه السلام) كان ام لمعاوية: (يميلون مع كل ريح) لأن نور العلم لم يضئ، في قلبه ولا يتكئ إلى ركن وثيق ولا يرتبط بالعلماء. فيصبح يوماً ملحداً وآخر شيوعيا وقد يتوب في اليوم الثالث.

عادة عندما لا يملك الانسان موقفا فان البيئة والحالة العامة والرفيق السيء تجذبه وتتحكم بمشاعره والاسلام لا يريد لك ذلك. لا يريد ان يخطف منك العلم والعقل. بل يريدك ان تتبع العلم والعقل. وان لم تكن عالماً ان تكون متعلماً وهذا منشأ جميع المفاسد يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك)(9)اي العالم من دون عمل كعمرو بن العاص وامثاله والجاهل المتنسك امثال الخوارج. خوارج النهروان كانوا متنسكين اغلبهم يؤدي صلاة الليل لكنهم كانوا جهلة حتى انهم كفروا علياً (عليه السلام) وكان يقول جورج جرداق المسيحي. ان جهلهم بلغ بهم ان قتلوا ولي الله في المسجد قربة الى الله تعالى!.

إذا قلنا كن تابعاً للعالم او ارتبط بالمسجد والمنبر لأنك ان لم ترتبط بعلي (عليه السلام) ستقتله كابن ملجم في المسجد قربة إلى الله تعالى!! ايها السادة ايتها السيدات اعملوا على ان يتعلق ابناءكم بالمساجد والمحاضرات. كرروا ذلك دائماً لا تستخفوا بالأمر. إذا كان لديهم شبهات فخذوهم إلى من يقدر ان يجيبهم عليها.

ايها الشباب الأعزاء!. اقول لكم ان الاسلام خاصة المذهب الشيعي أقوى من اي معدن وأسسه ثابتة جداً، ويجيب على اي اشكال ولا يوجد طريق مغلق في الاسلام ولا يمكن للعالم ان يعجز على الرد على شبهاتك، راجع العلماء، ولا تدع ان يوسوسك الشيطان والنفس الأمارة عن طريقها. فان لم تكن عالماً كن متعلماً. والحمد لله هناك كتب دينية كثيرة في المعارف الاسلامية وفي علم الكلام والأخلاق. ايها الشباب تعاملوا مع الرسالة العملية ومع المحراب والمنبر. واعلموا ان هذا ينفعكم وان لم تصبحوا كذلك فقد تغتالون عالما ربانيا قربة إلى الله وسبب ذلك الجهل وعدم اتباع العالم. سأذكر شيئاً لأن كثيراً من الجهلة تلبس عليهم الأمور فاحذروا ذلك. يقول الامام علي (عليه السلام) في رسالة كتبها إلى معاوية:

 سمعت أنك تبني مسجداً ثم يقول: اظنك كتلك المرأة التي كانت تزني في الجاهلية وتتصدق بمالها فقال لها الناس: (فويل لك لا تزني ولا تتصدقي).

إذا أصبح الانسان جاهلاً فانه يقوم بذلك اي يتصدق بالمال الحرام قربة الى الله تعالى وقد يظلم نية التقرب ويرتكب المعاصي باسم الحسنة. يقول القرآن الكريم:

{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103، 104]، وكما يقول علي (عليه السلام): (الجاهل اما مفرط او مفرَّط)، وكلاهما يتعارض مع الاسلام وكي يحافظ الانسان على الاعتدال يحتاج الى علم ومجالسة العلماء واتباعهم. وعليكم ان ترغبوا أبناءكم على ذلك. حتى يتعلموا أمور دينهم قبل ان يكبروا ويدخلوا إلى المجتمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار، مجلد71، ص327.

2ـ منية المريد، ص10، البحار، مجلد1، ص117، ح47.

3ـ شرح ابن ابي الحديد مجلد14، ص13.

4ـ الجواهر في اللواحق، ص453.

5ـ الميزان، مجلد2، آخر جزء30.

6ـ كنز العمال، حديث28715.

7ـ تحف العقول، ص176، البحار، مجلد44، ص195.

8ـ البحار، مجلد1، ص187، خبر4.

9ـ المصدر السابق، مجلد2، ص111.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






الأمين العام للعتبة الحسينية: ينبغي أن تحاط اللغة العربية بالجلالة والقدسية فهي سلاح الأمة وسبيل وحدتها ونهضتها
بالفيديو: الامين العام للعتبة الحسينية: مشروع الكابل الضوئي هو مشروع تنموي كبير سيرفع من سقف التنمية في محافظة كربلاء
بالفيديو: بحضور ممثل المرجعية العليا والامين العام للعتبة الحسينية.. جامعة الزهراء (ع) للبنات تحتفي بتخرج (دفعة طوفان الاقصى)
بالتعاون مع جامعة ليفربول وتستهدف مليون فحص مجاني... العتبة الحسينية تعلن عن موعد إطلاق حملة للكشف المبكر عن الأمراض السرطانية