أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2016
1696
التاريخ: 23-6-2021
3774
التاريخ: 17-6-2021
2727
التاريخ: 4-12-2016
2004
|
في الطريق إلى المدينة :
عن أبي عبد الله «عليه السلام» : إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما خرج من الغار متوجها إلى المدينة ، وقد كانت قريش جعلت لمن أخذه مئة من الإبل ، خرج سراقة بن جشعم فيمن يطلب ، فلحق رسول الله ، فقال «صلى الله عليه وآله» : اللهم اكفني سراقة بما شئت ، فساخت قوائم فرسه ، فثنى رجله ثم اشتد ، فقال : يا محمد إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك ، فادع الله أن يطلق الي فرسي ، فلعمري ، إن لم يصبكم خير مني لم يصبكم مني شر.
فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» : فأطلق الله عز وجل فرسه ، فعاد في طلب رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فلما أطلقت قوائم فرسه في الثالثة ، قال : يا محمد ، هذه إبلي بين يديك فيها غلامي ، فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه ، وهذا سهم من كنانتي علامة ، وأنا أرجع فأرد عنك الطلب.
فقال : لا حاجة لي فيما عندك.
ولعل رفض النبي «صلى الله عليه وآله» ما عرضه عليه سراقة قد كان من منطلق : أنه لا يريد أن يكون لمشرك يد عنده.
وقد تقدمت بعض النصوص الدالة على ذلك في فصل أبو طالب مؤمن قريش ، وسيأتي في هذا الكتاب بعض من ذلك أيضا.
وسار «صلى الله عليه وآله» حتى بلغ خيمة أم معبد ، فنزل بها ، وطلبوا عندها قرى ، فقالت : ما يحضرني شيء ، فنظر رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى شاة في ناحية قد تخلفت من الغنم لضرها ، فقال : أتأذنين في حلبها؟
قالت : نعم ، ولا خير فيها.
فمسح يده على ظهرها ، فصارت من أسمن ما يكون من الغنم ، ثم مسح يده على ضرعها ، فأرخت ضرعا عجيبا ، ودرت لبنا كثيرا ، فطلب «صلى الله عليه وآله» العس ، وحلب لهم فشربوا جميعا حتى رووا.
ثم عرضت عليه أم معبد ولدها الذي كان كقطعة لحم ، لا يتكلم ، ولا يقوم ، فأخذ تمرة فمضغها ، وجعلها في فيه ، فنهض في الحال ، ومشى ، وتكلم ، وجعل نواها في الأرض فصار نخلة في الحال ، وقد تهدل الرطب منها ، وأشار إلى جوانبها فصار مراعي.
ورحل «صلى الله عليه وآله» فلما توفي «صلى الله عليه وآله» لم ترطب تلك النخلة ، فلما قتل علي «عليه السلام» لم تخضر ، فلما قتل الحسين «عليه السلام» سال منها الدم (١).
فلما عاد أبو معبد ، ورأى ذلك سأل زوجته عن سببه قالت : مر بي رجل من قريش ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثجلة (أو نخلة) ولم تزر به صحلة (أو صقلة) وسيم في عينيه دعج ، وفي أشفاره عطف ، وفي صوته صحل ، وفي عنقه سطع ، وفي لحيته كثاثة ، أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء ، أكمل الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحسنه وأعلاه من قريب ، حلو المنطق فصل ، لا نزر ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن ، ربعة لا تشنؤه من طول ، ولا تقتحمه العين من قصر غصن بين غصنين وهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا.
إلى أن قالت : محفود محشود لا عابس ولا مفند. (ووصف أم معبد له «صلى الله عليه وآله» معروف ومشهور).
فعرف أبو معبد أنه النبي «صلى الله عليه وآله» ، ثم قصد بعد ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى المدينة ، فآمن هو وأهله (2).
الكرامات الباهرة بعد الظروف القاهرة :
وليس ذلك كله بكثير على النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» وكراماته الظاهرة ، ومعجزاته الباهرة ، فهو أشرف الخلق وأكرمهم على الله من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.
ومن الجهة الثانية : فإن حصول هذه الكرامات بعد مصاعب الهجرة مباشرة إنما يؤكد ما أشرنا إليه سابقا :
من أنه قد كان من الممكن أن تتم الهجرة بتدخل من العناية الإلهية ، ولكن الله تعالى أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها وليكون هذا الرسول «صلى الله عليه وآله» هو الاسوة الحسنة ، والقدوة لكل أحد ، في مواجهة مشاكل الحياة ، وتحمل أعباء الدعوة إلى الله بكل ما فيها من متاعب ، ومصاعب وأزمات ، فإن للأزمات التي يمر بها الإنسان دورا رئيسا في صنع خصائصه ، وبلورتها ، وتعريفه بنقاط الضعف التي يعاني منها وهي تبعث فيه حيوية ونشاطا ، وتجعله جديا في مواقفه ، فإنه إذا كان هدف الله سبحانه هو إعمار هذا الكون بالإنسان ، فإن الإنسان الخامل الذي يعتمد على الخوارق والمعجزات لا يمكنه أن يقوم بمهمة الإعمار هذه.
والخلاصة :
إن ذلك لمما يساعد على تربية الإنسان وتكامله في عملية إعداده ليكون عنصرا فاعلا وبانيا ومؤثرا ، لا منفعلا ومتاثرا وحسب ، إلى غير ذلك مما يمكن استفادته من الأحداث الآنفة الذكر.
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٥ عن ربيع الأبرار.
(2) راجع : تاريخ الخميس ج ١ ص ٣٣٤ والبحار ج ١٩ ص ٤١ و ٤٢ ودلائل النبوة للبيهقي (ط دار الكتب العلمية) ج ١ ص ٢٧٩ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٩ و ٥٠ وغير ذلك من المصادر. وحديث أم معبد مشهور بين المؤرخين ، والنص المذكور من أول العنوان إلى هنا هو للبحار ج ١٩ ص ٧٥ و ٧٦ عن الخرائج والجرائح.
|
|
طبيبة تبدد 5 خرافات رئيسية عن تغذية الأطفال
|
|
|
|
|
وفاة أول رجل خضع لزراعة كلية خنزير.. والمستشفى يوضح الأسباب
|
|
|
|
قبل افتتاحها بايام.. شاهد بالصور اكاديمية الثقلين للتوحد واضطرابات النمو في البصرة
|
|
قبل ايام من افتتاحه.. لقطات حصرية توثق اللمسات الاخيرة لإنجاز أحدث مستشفى لعلاج السرطان في البصرة تابع للعتبة الحسينية (صور)
|
|
بالصور: طلبة وطالبات الجامعات التابعة للعتبة الحسينية يؤدون الامتحانات النهائية
|
|
الأمين العام للعتبة الحسينية: تبني مشروع تأسيس هيئة التعليم التقني يأتي لحاجة العراق الماسة إلى الربط بين الجانبين النظري والعملي
|