الفصل الرابع

مستويات الستراتيجية  

Strategis Levels

تباينت آراء الباحثين والكتاب في تحديد مستويات الستراتيجية تبعاً إلى المنظار الذي يرون من خلاله تأثير وتفاعل المنظمة مع بيئتها المحيطة بها، وما تسعى لتحقيقه من أدوار ومهام قد لا تنحصر في حدود الأهداف الربحية فقط ، إلا أنهم مع ذلك فقد اتفقوا على أن مستويات الستراتيجية تكون ثلاث على المستوى الكلي ووحدات الأعمال والمستوى الوظيفي. ولكل مستوى هنالك عدد من المتضمنات والمتغيرات التي تؤثر وتتأثر بها عملية التخطيط الستراتيجي في صياغة الستراتيجية.

الا أن الشيء المميز هنا في تحديد مستويات الستراتيجية انها تتجه من حيث الشمولية والسعة من الأعلى إلى الأدنى، أي من المستوى الكلي (النظرة الشمولية) إلى المستوى الوظيفي (النظرة المتخصصة) ، ويرى البعض ما هو أبعد من ذلك عندما يتم اشراك المستوى التشغيلي كجزء مضاف من مستويات الستراتيجية.

وفي هذا الفصل سيتم البحث في :

-        الستراتيجية على المستوى الكلي للمنظمة.

-        الستراتيجية على مستوى وحدات الأعمال.

-        الستراتيجية على المستوى الوظيفي.

مستويات الستراتيجية :

يبدأ التخطيط الستراتيجي في أي منظمة هادفة إلى البقاء والاستمرار من المستوى الكلي إلى المستويات الوظيفية والتشغيلية فيها، وباتجاه خلق وحدة واحدة متكاملة تصب في أهداف وغايات المنظمة والتي تشتق من رسالتها التي اختطتها أساسا. والشكل (٤-١) يوضح المستويات المتفق عليها في الستراتيجية من قبل أكثر الباحثين والكتاب في هذا المجال.

ويتضح الشكل بأن المنظمة تضع استراتيجيتها الكلية الشاملة والتي تعبر من خلالها عن مجمل أنشطتها المتعددة والمختلفة والتي تصب في غاياتها الستراتيجية ، ومن ثـم تشتق منها المستويات الادنى في الستراتيجية وبدءاً من وحدات الاعمال الستراتيجية والتي تتنوع وتعدد تبعاً لتعدد منتجاتها وأسواقها. فعلى سبيل المثال فإن شركة جنرال إلكترك قد صنفت اعمالها او استراتيجيتها الكلية الى (49) وحدة اعمال، وكل وحدة لها خصوصية قد تكون مختلفة كليا أو جزئيا عن الوحدة الأخرى، ولكنها جميعاً ترتبط بالستراتيجية الكلية للشركة. ومن ثم يكون المستوى الوظيفي الذي يمثل الوظائف الرئيسة في المنظمة والتي تكون استراتيجية التسويق هي إحدى الستراتيجيات الرئيسة التي تعبر عن الستراتيجية الكلية ومستوى وحدات  الأعمال في السوق الذي تطبق فيه.

ونظرا لأهمية وسعة هذا الموضوع فإننا سنتناوله بشيء من الإيجاز في هذا او الفصل وبخاصة للمستوى الأول والثاني، وأما الستراتيجية الوظيفية فإننا سنتناولها من خلال العناصر الأربع الرئيسة للمزيج التسويقي تحديداً في فصول محددة تأتي لاحقاً.