المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
معجزة الدين الاسلامي
2024-05-03
موضوع الإعجاز
2024-05-03
سبب نشؤ علم الإعجاز
2024-05-03
الهيكل العظمي للدجاج
2024-05-03
واضع علم الاعجاز
2024-05-03
برامج تسمين افراخ الرومي لانتاج اللحم
2024-05-03

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الدلالة والنحو  
  
5060   10:42 صباحاً   التاريخ: 20-2-2019
المؤلف : جون ليونز
الكتاب أو المصدر : اللغة وعلم اللغة
الجزء والصفحة : ص214- 225
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / تحليل المعنى /

 

الدلالة والنحو
معنى جملة ما حاصل كلا المعنيين المعجمي والنحوي أي: معنى المفردات المكونة للجملة، ومعنى الأبنية النحوية التي تربط مفردة بأخرى من الناحية الأفقية "انظر 5 - 1" ومصطلح "نحو"، ومصطلح "نحوي" يذكرانا بأنهما مستخدمان بالمعنى الضيق خلال هذا الكتاب "انظر 4 - 1".
ويتضح المعنى النحوي بمقارنة أزواج الجمل التي تشبه ما يلي:
1- الكلب أمسك بساعي البريد The dog bit the postmam
2- ساعي البريد أمسك بالكلب. The postman bit the dog
فهاتان الجملتان تختلفان في المعنى لكن هذا الاختلاف لا يمكن أن يعزى إلى أي مفردة من المفردات المكونة للجملتين كما هو الأمر في الاختلاف بين 1، 3
3- الكلب أمسك بالصحفي The dog bit the journalist

ص214
أو بين 2، 4.
ساعي البريد ربت على الكلب 4- The postman pacified the dog
والاختلاف الدلالي بين1، و2 يفسره تقليديا القول بأنه في 1 تكون "The dog" فاعل، و"postman" مفعول به، بينما في 2 تكون الأدوار النحوية منعكسة.
والاختلاف الدلالي بين 1، و2 اختلاف في المعنى الوصفي أي: يمكن تفسيره -كما سنرى فيما بعد- من خلال شرط الصدق الخاص بها "انظر 5 - 6"، ومع ذلك فإن المعنى النحوي ليس بالضرورة معنى وصفيا، فالجملتان الخبرية والاستفهامية المتناظرتان 1، 5.
5- Did the dog pite the postman
يمكن أن يقال بشكل معقول إن لهما معنى وصفيا واحدا لكنهما تختلفان في بعد آخر، وهذا البعد الآخر هو ما سنناقشه في القسم الذي خصصناه للعلاقة التي تربط بين الجمل والأقوال "5 - 5"، ويمكن أن تندرج الحالة تحت المعنيين التعبيري والاجتماعي وتوجد اختلافات نحوية أخرى بين الجمل التي ترتبط بعلاقة متبادلة مع اختلافات المعنى غير الوصفي.
فعلى سبيل المثال تؤدي رتبة الكلمة وظيفة تعبيرية في لغات كثيرة، وتحدد أيضا -في حالات معينة- اختيار "صيغة من صيغ الأفعال" دون أخرى "وذلك على سبيل المثال صيغة الشرط أو التمني أو الدعاء بخلاف الصيغة الخبرية في أبنية معينة في اللغة الفرنسية، واللغة الألمانية، واللغة الأسبانية" وفيما يتصل بالمعنى الاجتماعي فمن المعروف جيدا أن معظم اللغات الأوروبية -رغم أن اللغة الإنجليزية النموذجية ليست كذلك- تفرض على مستخدميها أن يميزوا بين ضميري الخطاب "في اللغة الفرنسية "voug"و "tu"، وفي اللغة الألمانية

ص215

"sie"، و"du" وفي اللغة الأسبانية "usid" و"tu" وفي اللغة الروسية "vy" و"ty".... إلخ"، وأن استخدام أحدهما دون الآخر تحدده -جزئيا- الأدوار والعلاقات الاجتماعية "انظر 10 - 4"، واستخدام ضمير دون آخر يرتبط في كل حالة بعلاقة متبادلة مع اختلاف العدد "الإفراد" في مقابل الجمع" أو الشخص "المخاطب في مقابل الغائب"، وهذا الاختلاف النحوي يمكن أن يكون الاختلاف الوحيد بين جملتين لهما معنى وصفي واحد، ويوجد كذلك في لغات كثيرة ما يطلق عليه اسم ضمير الجمع للمتكلم المعظم وهو ما تمثله في اللغة الإنجليزية الجملة رقم6.
6- we have enjoyed ourselves
التي تختلف في المعنى الوصفي عن رقم 7.
7- we have enjoyed ourselrve
وتختلف كما تطعلنا على ذلك الملكة فيكتوريا - "انظر:
8 عن we are not amused
8- we heve enjoyed myself
في كل من المعنيين التعبيري والاجتماعي، وسيقال المزيد عن وسيلة نقل المعنيين التعبيري والاجتماعي في الفصول الأخيرة، وما يهمني هنا أن أؤكد على الاختلاف بين المعنى المعجمي والمعنى النحوي لا يتطابق مع الاختلاف بين المعنى الوصفي والمعنى اللا وصفي.
ويعتمد الاختلاف بين المعنى المعجمي والمعنى النحوي -من حيث المبدأ- على الاختلاف بين المفردات "أو المعجم" والنحو، وحتى الآن كنا نتعامل وفق الافتراض الذي يذهب إلى أن هذا الاختلاف واضح المعالم، لكن الأمر ليس كذلك، ويرسم اللغويون أحيانا فارقا بين كلمات تامة تنتمي إلى معظم أقسام الكلام "الأسماء، والأفعال، والصفات، والأحوال"، وكلمات معروفة بالكلمات الوظيفية بمختلف أنواعها تشمل أداة التعريف "the"،

ص216

وحروف الجر "for، at، of... إلخ" وأدوات الربط "but، and... إلخ"، وأداة النفي "not" ليبينوا الفارق المميز بينهما من اللغة الإنجليزية، وتتميز مثل هذه الكلمات الوظيفية بأنها تنتسب إلى أصناف تتكون من مجموعة أفراد قليلة العدد، ويميل توزيعها إلى أن تحدده القوانين النظمية للغة تحديدا قويا إلى حد بعيد، وتلعب عادة الدور الذي يؤديه التنوع التصريفي في لغات أخرى، فعلى سبيل المثال "for" في "for three days" في مقابل "in" في "in three days" يمكن مقارنته من الناحية الدلالية مع استخدام حالة المفعولية دون حالة الأبلتية(1) في اللغة اللاتينية "ress diss: tribus diebus" ومما هو مقبول -بصفة عامة- أن الكلمات الوظيفية أقل اتصافا بالمعجمية التامة من الأسماء والأفعال، والصفات، والظروف، وأكثر من ذلك فإن بعض الكلمات الوظيفية أكثر اتصافا بالمعجمية من بعضها الآخر، وفي حالات محدودة لا يمكن للكلمة الوظيفية إلا أن ترد في تركيب نظمي معين دون أن يكون لها معنى معجمي على الإطلاق: لاحظ "to" في "He wants to go" أو "of" في "three pounds of butter" لكن بين الحالات المحدودة للكلمات النحوية البحتة غير ذات المعنى المعجمي من ناحية والمفردات التامة من الناحية الأخرى توجد كثير من الأنواع الفرعية للكلمات الوظيفية التي تسهم -دون أن تكون مفردات تامة- إلى حد ما في المعنى المعجمي للجمل

ص217

التي تذكر فيها، وما يشار إليه هنا باعتباره اختلاف بين الكلمات التامة والكلمات الوظيفية يناظره في النحو المؤسس على المورفيم الاختلاف بين المورفيمات النحوية والمورفيمات المعجمية "انظر 4 - 3".
وبناء على ما قيل الآن حول صعوبة وضع فارق حاسم بين نحو لغة ما ومفرداتها فما يمكن أن نؤكد عليه باعتباره قضية نظرية هامة أن ما يكون في إطار مفرداتي في لغة يمكن أن يكون في إطار نحوي في لغة أخرى فعلى سبيل المثال الفارق المعجمي بين "kill" و"die" في اللغة الإنجليزية "الذي يرتبط أيضا بعلاقة متبادلة مع الاختلاف النحوي الخاص بالتكافؤ "انظر 4 - 4" يناظره في لغات كثيرة أخرى الفارق النحوي بين الفعل المتعدي والفعل غير المتعدي المناظر له، أو مرة أخرى فإن ما يمكن أن تنقله بعض اللغات عن طريق الفصيلة النحوية الخاصة بالزمن "وذلك مثل الماضي في مقابل المضارع" يجب ن تنقله لغات أخرى بدون زمن عن طريق مفردات معناها لنقل "في الماضي" في مقابل "الآن"، وهذان المثالان -مع ذلك- يكشفان عن نقطة إضافية يجب أن تثار عند وصف الأساس الذي يكون الفارق الدلالي الواحد وفقا له إما معجميا أو نحويا.
ومعنى المفردات كما رأينا من قبل يتجه إلى أن يكون غير محدد بدرجة أو بأخرى "انظر 5 - 2"، لكن حتى المعنى المرتبط بالمميزات التي تقع في إطار فصائل نحوية مثل السببية، والزمن، وصيغة الفع.. إلخ أكثر اتصافا بعدم التحديد، ونتيجة لذلك فمن المعتاد أن يكون من الصعوبة البالغة أن نقرر ما إذا كان فارق معجمي في لغة ما مكافئا دلاليا دقيقا لفارق نحوي في لغة أخرى، والصيغ السببية للفعل التركي "olmek" "يموت" تستخدم بشكل عام لترجمة الفعل الإنجليزي "kill" لكن المرء يمكن أن يثبت أنهما

ص218

ليسا بمعنى واحد على نحو دقيق كما يمكن أن يثبت المرء أن التعبير الإنجليزي المعقد من الناحية المعجمية "caue to die" يختلف عن المفردة "kill"، وفيما يتصل بالمعنى فمما له مغزاه أن أحدًا لم ينجح في تقديم تفسير مرض عن معنى الأزمنة(2) "التي تحدد تحديدا تقليديا من خلال مصطلحات مثل "الماضي"، و"الحاضر"، و"المستقبل"" في اللغة الإنجليزية أو أي لغة مدروسة دراسة جيدة، والزمن -من بين الفصائل النحوية التقليدية- يبدو من الوهلة الأولى أكثرها سهولة من حيث إمكانية تحديده من وجهة نظر دلالية، وقد ذكر من قبل أن هناك بلا شك أساس دلالي للتمييز بين أقسام الكلام، والفصال النحوية "انظر 4 - 3".
وإذا سلمنا بذلك فيجب أن نسلم أيضا بأن طبيعة العلاقة المتبادلة بين البنية النحوية والبنية الدلالية من الصعسوبة البالغة أن نوضحها فيما يتصل بهذه الناحية، وعلى وجه العموم كلما درست لغة ما أكثر كلما ظهر تعقيد هذه العلاقة أكثر، ومن الأفضل أن يضع المرء هذه النقطة في الاعتبار عندما يقرأ تفسيرات لمعنى الفصائل النحوية في لغات غير مدروسة دراسة جيدة، وكل المسميات التقليدية للفصائل النحوية في اللغات الأوروبية المشهورة -تقريبا- ملبسة، فالزمن الماضي لا يشير بالضرورة إلى الوقت الماضي، والمفرد يستخدم على نطاق أوسع مما يوحي به المصطلح، وصيغة الطلب

ص219

تستخدم في أبنية كثيرة لا علاقة لها بالأوامر وهلم جرا، وليس هناك سبب للاعتقاد في أن الموقف يختلف بأي شكل من الأشكال فيما يتعلق بالمسميات التي يتسخدمها اللغويون في الوصف النحوي للغات أخرى.
ولنتناول الآن باختصار جانبا آخر من العلاقة بين الدلالة والنحو: قضية إفادة المعنى والصواب النحوي، وقد ذكرنا من قبل أن هاتين الخاصتين للجمل لا يجب أن تكونا متطابقتين "انظر 4 - 2"، وفي أحوال كثيرة لا يكون الإعلان عن مبدأ عام أسهل من تطبيقه، وتوجد عوامل عديدة معقدة، فليس كل شيء موضع قانون نحوي يبدو هكذا من الوهلة الأولى، فعلى سبيل المثال اللغة الإنجليزية بخلاف ما يكون عادة لا تشتمل على فصيلة نحوية خاصة بالجنس، وما يوصف بشكل عام على أنه موافقة جنسية في اللغة الإنجليزية لا يعتمد -بقدر ما يلقى الرجوع إلى الكائنات الإنسانية البالغة من اهتمام- إلا على الجنس الذي يعزى إليه المقصود بالكلمة "أي: إلى الكيان المشار إليه انظر 5 - 5" في وقت النطق بواسطة المتكلم، "والجنس الفعلي في الحياة الواقعية الخاصة بالمقصود بالكلمة غير ذي صلة من حيث المبدأ، وإذا أخطأت رجلا فجعلته امرأة أو أخطأت امرأة فجعلتها رجلا، واستخدمت ضميرا خطأ للإشارة إليه أو إليها فلن أنتهك نتيجة ذلك أي قانون في اللغة الإنجليزية" فجملة مثل:
9- My brother had a pain in stomach
يمكن أن تبدو على نحو معاكس ما ذكرناه منذ لحظات حول ما يعرف بالتوافق في النوع، لكن "9" ليست شاذة من الناحية النظمية، ولا من الناحية الدلالية فعلى سبيل المثال إذا عرف "أو باستخدام الكلام على نحو دقيق إذا ظن" من أن ص فتاة، وأنها تلعب دور الزميل له في مرحلة فإن

ص220

 

9- تكون جملة يمكن أن يكون من المقبول تماما أن ينطق بها س، ومما يقبل المناقشة أن هذه الجملة يمكن أن تختلف في المعنى عن:
My brother had a pin in his stomach
إذا ما قيلت في ظروف مماثلة، ولكن ذلك وضع آخر، ويمكن أيضا أن يكون من المناسب لـ س أن ينطق الجملة 9 إذا كان ص متغير من الناحية الجنسية: الارتياب في الحقائق، قبول س للموقف.... إلخ يفترض أن يحدد بشكل مسبق ملائمة 9 أو عدم ملائمتها، واختلافها فيما يتعلق بأناس مختلفين، وعلى الجانب الآخر فإن:
10- He had a pain in her stomach
شاذة شذوذا لا شك فيه، لكنها لا تنتهك أي قانون من القوانين النظمية البحتة في اللغة الإنجليزية، وفي الواقع يمكن للمرء أن يثبت على نحو معقول أنها أيضا جملة صحيحة التركيب من الناحية الدلالية، والغرابة في 10 أن القول فيها يتضمن -بافتراض أن he و her تشير إلى شخص واحد- أن القول فيها يتضمن تناقضا "أو تغييرا ذهنيا في سياق القول" لدى المتكلم، وثمة قضية أخرى هامة تنشأ هنا, الاختلاف بين صحة التركيب الدلالي والملائمة السياقية، وسوف نعود إلى هذه القضية عند مناقشتنا للعلاقة بين معنى الجملة، ومعنى القول، وقد قدمنا مثالا واحدا لتوضيح قضية أن سلاسل الكلمات التي يقال عموما إنها تنتهك قوانين نحوية للغة من اللغات يمكن في الحقيقة أن تكون جملا صحيحة التركيب من الناحيتين النحوية والدلالية، ويمكن تقديم أمثلة أخرى كثيرة بلا حدود تشتمل على أمثلة عديدة مأخوذة من أعمال حديثة في الدلالة والنحو تبدو عجلة مؤلفيها إلى حد ما في نعتهم لسلاسل الكلمات التي استشهدوا بها بعدم الصحة النحوية.

ص221

وهناك عامل معقد يتصل بقضية الفصل فيما إذا كانت مصاحبة معينة شاذة "أي مجموعة مفردات مترابطة من الناحية النحوية"، يرجع شذوذها إلى معنى المفردات المكونة والأبنية النحوية التي تجمع هذه المفردات الواحدة بالأخرى أو إلى أسباب أخرى، فعلى سبيل المثال: "haired" the blond (3) boy (4) borse "coured" haird" من المصاحبات المعتادة بينما the bay "haired colored" the blond hors ليستا كذلك، هل يرجع ذلك إلى معنى أو بالأخص المعنى الوصفي والدلالة الذاتية لكلمتي "boy"، و"blond"، فحتى لو كان شعر شخص ما باللون البني المائل إلى الحمرة مثله في ذلك مثل جلد فرس كميت اللون "bay" فإننا بكل تأكيد لن تستخدم المفردة "bay" في وصفه أو وصف شعره، وبالعكس إذا كان شعر رأس حصان ما أو جلده يكافئ تماما لون شعر شخص أشقر "blond" فإننا سنظل نمانع في أن ننسب إليه الصفة "blond" موضع المناقشة التي في الفرس، والقصد أن هناك مفردات كثيرة للغاية في كل اللغات لها معان لا يمكن أن تعد مستقلة تماما عن المصاحبات التي ترد فيها بشكل أكثر تمييزا. والملاذ الأخير أن يكون الفارق بين اتجاه المصاحبة والقانون النحوي من المستحيل أن يظهر شيئا سوى العشوائية.
وفي النهاية هناك مشكلة عامة عاناها لغويون كثيرون، واحتار بها فلاسفة فترة طويلة تتعلق برسم الحدود بين المحددات اللغوية والمحددات غير اللغوية للصواب النحوي، ويصوغ القضية عادة أولئك الذين يؤيدون الأفكار

ص222

التوليدية عن طريق وضع فارق مميز بين معرفة اللغة ومعرفة العالم أو فيما يمكن إثبات أنه إساءة لاستعمال فارق تقني مفيد بين القدرة والأداء "انظر 7 - 4"، فعلى سبيل المثال يمكن أن نفترض أن سلسلة الكلمات التالية "مع منحنى تطريزي مناسب مركب عليها".
11- The president of the united states has just elapsed
يحكم عليها معظم متكلمي اللغة الإنجليزية بأن لا معنى لها، لكن هل هي عليلة التركيب من الناحية النحوية؟ وإذا كان الأمر كذلك فإن عدم صوابها النحوي يتضح بسهولة من خلال تكافؤ "elapse"(5) والفعل "elapse" يمكن أن نقول إنه واحد من صنف معين من الأفعال اللازمة التي يجب أن يكون المسند إليه معها متعلقا بالزمن مثل سنة، شهر، يوم، قرن... إلخ.
وإذا كانت 11 ننتهك هذا القانون المفترض ومن ثم لا تكون جملة إنجليزية متفقة مع القواعد النحوية فإن الجملة 12.
12- Three presidents have elapsed and nothing and nothing has changed
يجب ألا تكون جملة كذلك، غير أن 12 لا يمكن تفسيرها بشكل مؤكد، وبطبيعة الحال يمكن إثبات أنه لكي نفسرها -أو نقدم معنى لها- علينا أن نأخذ كلمة "president" أو كلمة "elapse" بمعناها غير الحرفي أو المجازي، وربما كانت أكثر التفسيرات وضوحا أن نأخذ كلمة "president"(6)

ص223

بمعنى "presidency"(7) "انظر: thee president.... إلخ"، الأمر الذي يعده النحاة ذوو الاتجاه التقليدي إما مجازا مرسلا أو كناية، والمصطلحان قليلا الاستعمال في هذه الأيام، والإطار المعقد لما يعرف بالصور البيانية "مثل التصنيف التقليدي لأجزاء الكلام" يكشف عن كل أنواع النقد المفصل، والقضية إذن هي حقيقة أننا نستطيع بسهولة أن نفسر 12 اعتمادا على فهمنا للاعتماد المتبادل لمعنى elapse وتكافؤها النحوي، وما إذا كانت 11، 12 مطابقتين للقواعد النحوية أم لا يتعدى كونه حكما نظريا أو منهجيا، ونستطيع إذا قررنا أن نعدهما جملتين مطابقتين للقواعد النحوية أن نستمر في توضيح حالتيهما الشاذتين، وإمكانية تفسير 12 أكثر سهولة من تفسير 11 على الأساس الدلالي.
والطريقة التي ترتبط بها البنية النحوية للغات معينة وللغة عموما بالعالم قضية فلسفية شاقة في الواقع، وسنعود إليها في الفصل العاشر، ولقد ذكرنا هذه القضية هنا بسبب ما تتضمنه فيما يتصل بالعلاقة بين الدلالة والنحو، وعموما فإن اللغويين يميلون إلى الحديث بثقة كبيرة إلى حد ما عن الفارق بين المعرفة اللغوية، والمعرفة غير اللغوية، وأقل ما يقال عن كثير من سلاسل الكلمات التي تصنف باعتبارها غير صحيحة نحويا أن عدم صحتها يقبل الأخذ والرد، وثمة سلاسل أخرى مثل 11، 12 يقال إن معناها غير حرفي وربما قيل أيضا إنها غير مطابقة للقواعد النحوية وهي أمثلة مثيرة للاهتمام من الناحية النظرية، لكن كثير من سلاسل الكلمات التي استشهدت بها المقالات والكتب الأساسية لا يحوم شك حول صحتها النحوية والدلالية رغم ما قاله عنه مؤلفو تلك المقالات والكتب.
ص224

وقد بدأنا هذا القسم بقولنا إن معنى جملة ما محصلة المعنيين المعجمي والنحوي، ونرى الآن أنه على الرغم من وجود فارق مميز بين هذين النوعين من المعنى في حالات واضحة فإن الحدود بينهما ليس من السهل دائما تحديدها كما نريد أن تكون، وقد رأينا أيضا أن التمييز بين صفة إفادة المعنى والصواب النحوي للجمل بعيدة -لأسباب عديدة- عن القطع والحسم، ولننظر الآن عن قرب فكرة معنى الجملة.

ص225

___________________

(1) الأبلتية "Ablative" مصطلح يوجد في اللغات التي تعبر عن علاقاتها النحوية عن طريق التصريف، ويشير هذا المصطلح إلى الصيغة التي تأخذها الكلمة "تكون عادة اسما أو ضميرا" التي تستخدم للتعبير عن المكان، ولا توجد هذه الحالة التصريفية في اللغة العربية ولا في اللغة الإنجليزية بينما توجد في اللغة اللاتينية.

(2) شكلت مسألة الزمن على الدوام قضية محورية أثارت قدرا كبيرا من الجدل بين الفلاسفة حيث ذهب بعضهم إلى أن الزمن أمر حقيقي بينما ذهب آخرون إلى أن الواقع يخلو من الزمن وأن الزمن مضاف من فهمنا على الواقع، ولا يشكل الزمن برأي العلم جزءا من العالم المادي بل هو فكرة يفترضها الفهم كعلاقة بين الأشياء.

(3) الولد الأشقر الشعر.
(4) الحصان كميت اللون.

(5) انقضى.
(6) رئيس.

(7) رئاسة "فترة الرئاسة".




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



العتبة العباسية المقدسة توزع معونات غذائية في الديوانية
قسم الشؤون الفكرية يبحث سبل التعاون المشترك مع مؤسَّسة الدليل للدراسات والبحوث
قسم العلاقات العامة ينظّم برنامجًا ثقافيًّا لوفد من جامعة الكوفة
مركز الثقافة الأسريّة ينظّم برنامجه التثقيفي (تألق وإبداع) لمجموعة من تربويّات العاصمة بغداد