المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


علم اللغة والنفس البشرية (علم اللغة وعلم النفس)  
  
3582   03:11 مساءً   التاريخ: 23-11-2018
المؤلف : د. رمضان عبد التواب
الكتاب أو المصدر : المدخل الى علم اللغة
الجزء والصفحة : ص137- 146
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / علم اللغة والعلوم الأخرى / علم اللغة وعلم النفس /

 

 

علم اللغة والنفس الإنسانية

أدت بحوث علماء الاجتماع في اللغة، ومبالغتهم في الربط بين اللغة والمجتمع، وإنكارهم أن يكون لغير الظواهر الاجتماعية أثر في اللغة كل هذا أدى إلى هجوم بعض العلماء عليهم، ولا سيما علماء النفس، الذين كتبوا عن العلاقة بين اللغة والفكر. ويقول في ذلك "فون در جابلنتس" G von der Gabelentz: "الإنسان لا يستخدم اللغة، للتعبير عن شيء فحسب، بل للتعبير عن نفسه أيضا"(1).

ويذهب بعض العلماء إلى أن الألفاظ، ليست إلا رموزا تعبر عن المعاني الكامنة في النفس، وهي ضرورية للتقدم العقلي لأنها هي التي تثبت كل خطوة يخطوها الذهن البشري، وهم يشبهون ذلك بجيش يغزو بقعة من الأرض، وينتصر على أهلها، وينتشر في أرجائها، ولكنه لا يستطيع أن يملكها إلا حين ينشئ فوقها الحصون، التي يضع بها حاميته، وهم يرون أن الألفاظ حصون الفكر، وأنه لا وجود للفكر بدون اللغة، ولذلك يرى هؤلاء أن علماء النفس، لا علماء الاجتماع، هم الذين يستطيعون أن يبينوا لنا، كيف يظل المعنى حائرا في الذهن، حتى يستقر في الكلمة المناسبة، وحيئنذ يتحدد المراد منه، ويثبت ويتضح.

ويذهب هؤلاء العلماء، إلى أن اللغة ضرورية للفكر، حتى في رحلات التفكير الشخصية، ويقولون إن الإنسان يفكر بينه وبين نفسه في

 

ص137

 

أثواب من اللغة، ويذهبون إلى أن "أحد لا يستطيع أن ينكر الأهمية العظمى للكلمات، في أي نوع من التفكير، حتى ذلك التفكير الذي يطلق عليه اسم "الكلام الداخلي" inner speech. ومما لا شك فيه أننا مررنا جميعا بالتجربة العامة للأحلام، وعرفنا أن أحلامنا تتبخر من أذهاننا بسرعة، إذا لم نبادر بتسجيلها في كلمات. وكثيرا ما يظل الإنسان عاجزا عن تحديد خطة البحث، الذي ينوي القيام به، أو الطريقة التي يسلكها في مناقشته إلى أن يوضحهما ويبلورهما، بوضعهما في تعبير لفظي. وقد برهنت تجارب التحليل النفسي، على أن مخاوف اللاشعور، سوف تنتهي تلقائيا إلى مجرد تخيلات، ويزول أثرها، فلا تكون عقدا، أو تسبب كبتا، في اللحظة التي تصاغ فيها هذه المخاوف في عبارات واضحة. فإذا جاوزنا ذلك إلى مستوى أعلى، وجدنا أن التفكير المجرد لا يمكن إدراكه، إذا لم يتحول المضمون الذهني الغامض المتميع، إلى شيء مادي، بطريق الصياغة اللفظية"(2).

ولكل هذا يرى هؤلاء أن علماء النفس هم الذين يفسرون لنا، كيف ينقل الإنسان فكره إلى غيره، متخذا وجهة نظر الآخرين، ملقيا من تفكيره المدركات الشخصية البحتة. مستبقيا المدركات العامة، التي يفهمها هو ويفهمها غيره.

ونحن لا ننكر هنا أن تكون للنفس البشرية، أثر في الظواهر اللغوية، كما سبق أن قررنا أن العلاقة وثيقة، بين هذه الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية. وقد لاحظ علماء النفس بحق، أن مسائل كثيرة من علمهم تساعد مساعدة جدية، على فهم الظواهر اللغوية، فالتذكر والاسترجاع،

 

ص138

 

والتخيل، وتداعي المعاني، والإدراك، والانتباه، والحالات الوجدانية المختلفة، وغير ذلك من مسائل علم النفس، هي التي تفسر لنا كيف يتعلم الطفل اللغة كلاما ثم كتابة، وكيف يصوغ الإنسان عباراته ويكون جمله، ليعبر عن أفكاره، وكيف يفهم السامع ما يسمع، ويدرك القارئ ما يقرأ، من تلك الرموز الكتابية.

ولكي تدرك مقدار أثر الخبرات السابقة، في فهم الكلام لدى السامع، ضع أمامك ما تقول به الإحصاءات اللغوية، من أن "ما يحدث في الغالب خلال المكالمات التليفونية، هو وصول 50% فقط من المحتوى الصوتي، ولكن يحدث تعويض عن طريق معرفة السامع بالمحتوى الدلالي، وعن طريق استنتاجه شبه الطبيعي، المؤسس على خبراته وعاداته السابقة.

ويلاحظ في مثل هذه الحالة، أنه إذا ورد ذكر كلمة غير مشهورة، كاسم أسرة مثلا، فإن الحديث يتوقف طلبا لنطق الاسم بوضوح أو تهجيه"(3).

ولكل ذلك، لا ينبغي أن ندخل في اعتبارنا الصورة التي تصاغ عليها الأفكار فحسب، بل كذلك العلاقات التي توجد بين هذه الأفكار وحساسية المتكلم.

وعلى ذلك، فإن اللغة لا يصح أن تدرس على أنها أداة عقلية فحسب؛ لأن الإنسان كما يتكلم ليصوغ أفكاره، فإنه يتكلم ليؤثر في غيره من الناس، وليعبر عن أحساسه وشعوره وعواطفه، فهو يعبر باللغة عن

 

ص139

 

نفسه، كما يعبر عن آرائه. بل إنه يمكن القول بأن التعبير عن آية فكرة، لا يخلو مطلقا من لون عاطفي، إلا إذا استثنينا التفكير العلمي، أو اللغة العلمية، التي يجب أن تكون معبرة عن الفكرة المحضة، والحقيقة المجردة، الخالية من الانفعالات النفسية.

ويدلل "فندريس" على ملازمة الانفعال للتعبير عن الأفكار، بقوله: "فمن النادر جدا -عندما تتسابق في ذهننا، ونحن بصدد التعبير عن فكرة ما، عدة عبارات مختلفة- أن تكون إحدى هذه العبارات عقلية محضة، وأن تعبر عن استدلال منطقي بحت، أو أن تصور حقيقة أو حادثا ما، في بساطته العارية من كل لباس، فإنني أرى حادثا يقع أمامي، فأصيح راثيا لحال صاحبه: "آه! المسكين! " وأقابل صديقا لم أكن أتوقع لقاءه، فأقول له: "أنت! هنا! "، فهذه الجمل ذات قيمة انفعالية، واضحة كل الوضوح، فإذا صيغت في لغة المنطق الجدلية، صارت: "أرثى لهذا المسكين" أو: "يدهشني أن أراك هنا". تخيل أني استعملت في الواقع هاتين الصورتين من صور الجملة، أفتظن أنهما أيضا يخلوان من كل قيمة انفعالية؟ قيمة تختلف بلا ريب عما في جملتي التعجب، اللتين قيلتا في تلهف، وإن كانت لا تقل عنها قرعا للذهن. بل قد يحس الإنسان فيهما، إما رغبة في استخراج المغزى الأدبي من الحادثة، وإما تفريعا للدهشة الناجمة من مقابلة صديق، وإما كبتا لحركة من الحساسية شديدة العنف، تحاول أن تنطلق من عقالها، ولكن محاولة التخلص من إظهار العاطفة، في هذه الحال، ليست إلا إظهارا للعاطفة"(4).

 

ص140

 

ويذهب "فندريس" بعد هذا، إلى أنه لا تكاد توجد جملة -مهما كانت شائعة الاستعمال أو مبتذلة- تخلو من العناصر الانفعالية، فإنني إذا قلت "حامد يضرب عليا" بدا عليَّ أني أعبر بكل بساطة، عن علاقة بين شخصين، يجمع بينهما حدث الضرب. وهذا على الأقل كل ما يزودني به التحليل المنطقي المزعوم. ولكن الواقع أن مثل هذه الجملة، لا يمكن مطلقا أن تكون عبارة منطقية عن علاقة ما؛ إذ إني أضيف إليها دائما ألوانا انفعالية، فضرب حامد لعلي، لا يمكن أن يكون عديم الأثر بالنسبة إلي؛ إذ لو لم يكن له مساس بنفسي لما قلته. إذن فالجملة التي أنطق بها، ذات قيمة تختلف عن القيمة التي تكون لها، لو كنت قد قرأتها في كتاب من كتب التاريخ، يدور فيه الكلام عن ملك ما اسمه "حامد" وملك آخر اسمه "علي" لا يعنيني من أمرهما شيء.

ذلك لأن القصص التاريخي موضوعي دائما. وهذا هو ما يجعل التلميذ الصغير، الذي يحفظ دروسه في التاريخ عن ظهر قلب، يقبل دون تقزز على تعدد الفظائع التي ارتكبها بنو البشر في تناحرهم بعضهم مع بعض، فهي لا تحركه لأنه يراها تقع في ماض سحيق، تباعده عنه سنون طوال، وإذن فهو يتسلى بها.

وعلى العكس من ذلك، لا نستطيع أن نقرأ دون أن نحس بقشعريرة تسري في أجسامنا، خبرا لجريمة عادية وقعت أمام منزلنا، فإني في المثال المتقدم أراني لدى نطقي بالجملة، أحس في نفسي بعواطف مختلفة من الحنق، أو العقاب، أو التهديد، أو الغضب، أو الرضا، أو التشجيع أو القبول، أو الدهشة، وذلك تبعا لما إذا كان حامد وعلي ابني، أو طفلين غريبين عني، وتبعا لسنهما وقوتهما، وتبعا لميولي واتجاهاتي، وتبعا لظروف أخرى كثيرة، يمكن تصورها بسهولة.

 

ص141

 

هذه العواطف يمكن بطبيعة الحال، التعبير عنه بواسطة التنغيم، أو تغيير الصوت، أو سرعة الحديث، أو الشدة التي يركزها المتكلم على هذه الكلمة أو تلك، أو بالإشارة التي تصحب الكلام.

فالجملة الواحدة، تحتمل عند النطق بها، مئات ومئات من وجوه الاختلاف، التي تقابل أشد ألوان العاطفة خفاء. والفنان الدرامي، الذي يقوم بدوره في المسرح، عليه أن يجد لكل جملة التعبير اللائق بها، والنغمة الحقة التي تناسبها، وذلك أوضح ما يلاحظ على مواهبه، فالجملة التي يقرؤها في صحيفة، تعد ميتة خالية من التعبير، ولكنه ينعشها بنطقه، وينفث فيها الحياة(5). وإذن فمعرفة كلمات الجملة وتحليل عناصرها النحوية، ليس معناه استخراج كل مكنوناتها بل يبقى بعد ذلك تقدير قيمتها الانفعالية.

ويذهب "فندريس" إلى أن تقدير هذه القيمة الانفعالية "واجب يفرض نفسه على العالم النفسي، الذي يدرس طبيعة العواطف، وبدرجة مساوية على الفنان، الذي يسعى إلى إبرازها على المسرح، وعلى العالم اللغوي، ولكن بدرجة أقل، فهذه العواطف لا تعني هذا الأخير، إلا عندما يعبر عنها بوسائل لغوية"(6).

كما يرى "فندريس" أن "الفرق الأساسي بين اللغة الانفعالية واللغة المنطقية، ينحصر في تكوين الجملة. وهذا الفرق ينبثق جليا، عندما نقارن اللغة المكتوبة، باللغة المتكلمة، فاللغة المكتوبة واللغة المتكلمة، تبتعدان في

 

ص142

 

الفرنسية، إحداهما عن الأخرى إلى حد أنه لا يتكلم إطلاقا كما يكتب، ولا يكتب كما يتكلم إلا نادرا. وفي كل حالة هناك اختلاف في ترتيب الكلمات، إلى جانب الاختلاف في المفردات؛ وذلك لأن الترتيب المنطقي، الذي تسلك فيه الكلمات، في الجملة المكتوبة، ينفصم دائما في الجملة المتكلمة، إن قليلا وإن كثيرا، فمن اللغة المكتوبة مثل هذه الجملة: "يجب المجيء سريعا" و"أما أنا فلا وقت عندي للتفكير في هذه المسألة" و"هذه الأم تكره طفلها"، ولكنها في اللغة المتكملة تتخذ صيغة مختلفة كل الاختلاف، فيقال مثلا: "تعال بالعجل! " و"الوقت، إيه دا يا أخي! هو أنا عندي وقت، أنا علشان أفكر في المسألة دي! " و"ابنها! دي هي بتكرهه، الأم دي! ".

"ماذا يمكن أن يقال في جمل اللغة المكتوبة؟ تلك الجمل المنسقة، بما فيها من جمل تابعة، وحروف وصل، وأسماء موصولة، وكل ما تحتوي عليه من أدوات وأقسام! إننا لا نقول إطلاقا في اللغة المتكلمة: "بعد أن نخترق الغابة، ونصل إلى بيت الحارس الذي تعرفه، بجداره الذي تكسوه أغصان اللبلاب، سندور إلى اليسار، ونسير حتى نجد مكانا مناسبا، فنتغدى فيه فوق الأعشاب"، بل يقال: "حنخترق الغابة، وبعدين نمشي لحد البيت، إنت عارفه.. بيت الحارس.. إنت واخد بالك منو كويس.. البيت ده اللي جداره فارش عليه اللبلاب، وبعدين نحود ع الشمال ونشوف مكان لطيف.. ونتغدى هناك ع الحشيش"(7).

فالعناصر التي تسعى اللغة المكتوبة، في أن تسلكها في كل متماسك

 

ص143

 

تبدو في اللغة المتكلمة، منفصلة منفصمة مقطعة الأوصال، بل إن الترتيب نفسه يختلف فيها عنه في الأولى كل الاختلاف؛ إذ ليس هنا ذلك الترتيب المنطقي، الذي تمليه قواعد النحو، بل ترتيب له منطقه أيضا، ولكنه منطق انفعالي قبل كل شيء، فيه ترص الأفكار، لا وفقا للقواعد الموضوعية، التي يفرضها التفكير المتصل، بل وفقا للأهمية الذاتية، التي يخلعها عليه المتكلم، أو التي يريد أن يوحي بها إلى سامعه.

ويقول فندريس: "فكرة الجملة بالمعنى النحوي، تتلاشى في لغة الكلام، فإني عندما أقول: الرجل الذي تراه هنالك جالسا على الرمال، هو ذلك الذي قابلته بالأمس عند المحطة. أراني أستخدم طرائق اللغة المكتوبة، فلا أصوغ غير جملة واحدة، ولكني لو تكلمت لقلت: شايف كويس الراجل ده.. عندك هناك.. قاعد قدامك ع الرمل.. أهو ده.. أنا شفته إمبارح.. كان ع المحطة. فكم يوجد من الجمل هنا! "(8).

ومن أمثلة اللغة الانفعالية، في العربية الفصحى: قول العجاج الراجز:

حتى إذا جن الظلام واختلط

جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط

إننا هنا لسنا في حاجة لتأويل النحاة، وادعائهم حذف الوصف، وأن الأصل: بمذق مقول فيه: هل رأيت الذئب قط، وأن الجملة الطلبية معمولة لهذا القول المقدر(9)، فما قصد العجاج إلى شيء من هذا!

 

ص144

 

ويقول "برجشتراسر" معلقا على قول من يقول: "أميران هلك القو! " في حالة غضب وهياج: "واستعماله شبه الجملة "الجملة ذات الطرف الواحد"، والاستغناء عن ربط الجمل بعضها ببعض، من خصائص مبادئ اللغات، ومن بقايا حالها الأولية البسيطة، ولو لم تهج نفس القائل، بل كان غافلا مطمئنا، يؤدي فكرا لا يمازجه شيء من الغضب أو مثله، لقال: إنا نجد للقوم أميرين، فنخاف أن نهلك -أو مثل ذلك.

"والكلام الخاص بهيجان النفس جنسان: أحدهما متكون من كثير مما يتكلم به بين الناس في مساعيهم اليومية وتعاطيهم شئون الحياة، وخصوصا عند أقوام البلاد الجنوبية والسامية من بينها، فإنا نراها أكثر حدة وتحركا من شعوب الشمال، وإذا قرأنا الكتب، كدنا أن ننسى حقيقة موقف اللسان في حياة الإنسان، فإن الكتب مملوءة بالكلام الساكن المستوي. والجنس الثاني من الهيجان، هو إلهام الشعر، فنرى الشعر يميل إلى مثل ما يميل إليه الكلام الخاص بهيجان النفس، من ترك الربط، واستعمال أشباه الجمل، وغير ذلك"(10).

وخلاصة القول في هذا الفصل، أن النفس الإنسانية بما يعتورها من حالات الرضا والسرور، والغضب والنفور، والاستحسان والاشمئزاز، وغير ذلك، ينعكس أثرها على اللغة في تطورها وحياتها؛ إذ تقبل النفس ألفاظا فتحيا، وتعاف ألفاظا أخرى فتموت، ويؤدي النبر المعبر عن الرضا أو الغضب، إلى تغيير في النطق، فتطول بعض المقاطع الصوتية، وتقصر الأخرى وتتلاشى.

 

ص145

 

وهكذا نرى أن دراسة العلاقة بين نفسية الشعوب المختلفة ولغاتها، من واجبات اللغوي كذلك. ولا عجب بعد كل هذا، إذا نشأ في علم النفس فرع من فروعه يدرس اللغة، وأثر النفس الإنسانية على الظواهر اللغوية، وهو فرع: "علم النفس اللغوي".

 

ص146

 

 

__________

(1) انظر: اللغة لفندريس 183.

(2) دور الكلمة في اللغة لأولمان 202.

(3) انظر: أسس علم اللغة لماريوباي 91.

(4) انظر: اللغة لفندريس 183.

(5) انظر: فصل "اللغة الانفعالية" في كتاب: علم النفس اللغوي 37، 38.

(6) اللغة لفندريس 185.

(7) اللغة لفندريس 191، 192.

(8)اللغة لفندريس 192.

(9) انظر: خزانة الأدب 1/ 276 وشرح ابن عقيل للألفية 2/ 204.

(10) التطور النحوي 83.

 

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك