تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع البصيرة عن إخلاص المعلم: العلامة (4): أن يكون على اتصال مستمر بالتجارب التعليمية والتربوية وبمصادر المعرفة الضرورية لمهنته، حتى يكون مواكبا للجديد فيها، ويصبح متطورا مع تطور المهنة وعلومها. وأن يجعل من نفسه القدوة الحسنة لطلابه في هيئته وأقواله وأفعاله وسلوكه ومواقفه كلها، ويحرص على ربط المادة العلمية التي يدرسها بالدين والأخلاق والقيم الإنسانية والحياة العامة، فتكون المادة العلمية وسيلة لتذكير الطلبة بالله جل جلاله وبالآخرة ولتزكية أنفسهم وإعدادهم لتحمل المسؤوليات العامة في الحياة: الإنسانية والإسلامية والقومية والوطنية، بشرط أن لا يطغى هذا الربط على جوهر الدروس فينقلب الأمر إلى ضده. العلامة (5): أن يتسم بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والرغبة التلقائية الشديدة في تحمل المسؤولية، وعدم الضجر والتبرم منها، وأن يتفانى ويضحي في سبيل القيام بمهام عمله. العلامة (6): أن يكون واضحا في تصرفاته، شريفا في معاملاته، متواضعا في علاقاته مع زملاء المهنة. وأن يتسم بالرفق واللين والطيب مع الطلبة، ويتجنب القسوة والغلظة معهم، وعدم خلق المشاكل لهم أو التمييز بينهم، وأن لا يسمح لمشكلاته الذاتية أن تؤثر على عمله. العلامة (7): التعاون مع الهيئتين الإدارية والتعليمية لتحقيق الواجبات التعليمية والتربوية في المؤسسة التعليمية والحرص على نيل ثقتهم المشروعة في العمل، وتجنب الأنانية والتنافس المضر والاستغلال السيئ لعمله لتحقيق مصالحه الخاصة وإشباع الرغبات النفسية المريضة، وتجنب الدعاية لنفسه على حساب المهنة. فهو يفرح لكل ذي كفاءة من زملاء المهنة وينصفه من نفسه، ولا يحزن لمن تميز منهم، ولا يكره ظهوره في الصورة وحصوله على حقه في التقدير والمكافأة المادية والمعنوية دونه.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن الاخلاص "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء 146 وَأَخْلَصُوا: وَ حرف عطف، أَخْلَصُ فعل، وا ضمير. إلا الذين رجعوا إلى الله تعالى وتابوا إليه، وأصلحوا ما أفسدوا من أحوالهم باطنًا وظاهرًا، ووالوا عباده المؤمنين، واستمسكوا بدين الله، وأخلصوا له سبحانه، فأولئك مع المؤمنين في الدنيا والآخرة، وسوف يعطي الله المؤمنين ثوابًا عظيمًا.
جاء في موقع جامع الكتب الاسلامية عن حقوق المعلِّم وواجباته: أهمية الموضوع: إن الناظر في حال مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، أي في حال الأمة جمعاء، يلمح بوضوح أنواعاً من الخلل قد انتظمت كافّة مناحي الحياة وشرائح الأمة، فهذا أمر لا تخطئه عين، إذ هو خلل واضح وقصور فاضح، إنْ كان في الأداء السياسي على مختلف مستوياته، أو في الأداء الاجتماعي على تنوع أحواله، أو في الأداء الاقتصادي في جميع مجالاته. فهذا حاكم مستبد وصل إلى سُدَّة الحكم على غير رضىً من رعيته، فعمل على كل ما يضمن له الاستقرار والاستمرار على رغم الأنوف، دون مُراعاةٍ لحقوقٍ أو أداء لواجبات، ومثله وزيرٌ لم يُصَدِّق أنّه في هذا المكان حتى أعمته نفسه ومَنْ وراءه مِن أهلٍ وعشيرة عن النظر في واجبات الوظيفة ومتطلباتها، وفي المقابل معارضٌ التزم بالكلمة لفظاً ومعنى، لا يرضى بالحقّ ما دام قد خرج مِن غير إنائه، ولا يؤيد الخير ما دام قد صدر عن خصومه، ولا حرج عنده أن يُدمِّر كل مكتسبات دولته إذا كان ذلك يوصله إلى السلطة، فهو معارضٌ وكفى. وهذا إعلاميّ همّه الربح المادي أو الشهرة، فجعل الإثارة ديدنه، ودغدغةَ الغرائزِ مركبه، غير مبالٍ بقيمٍ ولا أخلاق، ولا وقائعَ ولا حقائق، مجانبٌ للصدق ومعايير المهنة. وذاك محامٍ تتصارع على لسانه الكلمات، ويلعب بها لياً ودفعاً للحقّ، وهو أول من يعرف أن موكله ليس له في الحقّ نصيب، لكِنّه يسعى بكل جُرأة مستغلاً ما في القوانين من ثغرات ليستخرج لصاحبه صك البراءة المزور. وهناك يقف رجلُ أمن تصور من نفسه أنه القانون والنظام، وأنه الخصم والحكم، فيرمي بين الناس آلة البطش والقهر، ويوقع فيهم الرعب والخوف بدلاً من الأمن والطمأنينة، دون أن يجد من يردعه أو يحاكمه. وأيضا هناك شكوى عامة قائمة في عالمنا العربي والإسلامي من تدني مستوى التعليم الجامعي، ويعزون ذلك إلى ضعف التعليم العام باعتباره الرافد له، لكننا عند التأمل نجد أن القائمين على التعليم العام ما هم إلاّ متخرجوا التعليم الجامعي، فيعود الأمر جَذَعاً، أو دوراً، فلا بد أن تتسم عملية الإصلاح بالشمولية لجميع قطاعات التعليم، حتى يأخذ بعضها بحُجَز بعض. فدور التعليم إذن جِدّ كبيرٍ وخطير، إنْ في الإصلاح وإنْ في الإفساد، فما مِن فردٍ مِن أفراد المجتمع إلا وقد مرَّ بمرحلةٍ أو أكثر مِن مراحل التعليم، قد كان له فيها مُعَلِّم يتلقّى عنه، ويتأثر به، فحاجة الناس إلى المُعَلِّم فوق كل حاجة، ووجوده وأثره في حياتهم ـ إن استغل بالشكل الأمثل ـ بارز وظاهر، فتعليم ناجح يعني مجتمعاً ناجحاً.
عن شبكة الألوكة الاجتماعية المعلم والإخلاص للدكتور محمد بن إبراهيم الحمد: إن العمل المثمر هو الذي ينبني على عقيدة، لئلا يتناقض، وما تدفعه إرادة، لئلا يتراجع، وما يحثه جهاد، لئلا يقف، وما يصحبه تجرد، لئلا يتهم، وما ينتشر، لئلا يضيق فيضيع، وما تكون غايته الخير، لئلا يكون فسادًا في الأرض. وذلك إنما يكون بالإخلاص، فإن للإخلاص تأثيرًا عظيمًا في هذا الشأن، فمن تَعَكَّسَتْ عليه أمورُه، وتضايقت عليه مقاصده فليعلم أن بذنبه أصيب، وبقلة إخلاصه عوقب. فإذا كان الإخلاص بهذه المثابة، وإذا كان له تلك المآثر فحقيق علينا معاشر المعلمين أن نضعه نصب أعيننا، وأن نجاهد أنفسنا على التحلي به، وأن نربي من تحت أيدينا عليه، لكي يتخرجوا رجالًا يقوم كل منهم بالعمل الذي يتولاه بحزم وإتقان. وإن مما يعين على التحلي بالإخلاص أن تعلم أخي المعلم أن الإخلاص يثمر لك أن تتمتع بما يتمتع به غيرك من مزايا مادية، وإجازات وترقيات، وتزيد عليهم أن تتذوق عملك، وتعشق مهمتك، وتقبل عليها بكل ارتياح وسرور، وأن جميع ساعاتك التي تقضيها في إعداد دروسك، وفي ذهابك إلى المدرسة وإيابك منها مدخرة لك عند الله عز وجل. أما الآخرة وهي المقصود الأعظم، والمطلب الأسمى -فهناك أي ثواب ستناله، وأي أجر ينتظرك هذه أمور علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى، والله يضاعف لمن يشاء.







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN