المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المقاومة المتعددة Multiple Resistance
4-4-2019
الاستراتيجية
2-1-2021
يصنف التجاوز وفق قوانين ادارة البلديات
22-6-2021
علي الوصي الأكبر(عليه السلام)
9-02-2015
Samuel Giuseppe Vito Volterra
27-3-2017
لا يجوز السب حتى على المشركين
30/10/2022


ملك الموت يستأذن النبي (صلى الله عليه واله)  
  
10745   02:37 صباحاً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص81-82.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

 

روى ابن شهرآشوب في (المناقب) عن ابن عباس : انه اغمي على النبي (صلى الله عليه واله) في مرضه، فدق بابه، فقالت فاطمة (عليها السلام) : من ذا؟.

 قال : انا رجل غريب اتيت اسال رسول الله (صلى الله عليه واله) اتاذنون لي في الدخول اليه؟ فأجابت (عليها السلام) : امض رحمك الله لحاجتك، فرسول الله عنك مشغول، فمضى ثم رجع، فدق الباب وقال : غريب يستأذن على رسول الله اتاذنون للغرباء، فأفاق رسول الله (صلى الله عليه واله) من غشيته وقال : يا فاطمة، اتدرين من هذا؟ قالت : لا يا رسول الله، قال : هذا مفرق الجماعات، ومنغص اللذات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن علي لكرامتي على الله، أئذني له.

 فقالت : ادخل رحمك الله، فدخل كريح هفافة وقال : السلام على أهل بيت رسول الله، فأوصى النبي (صلى الله عليه واله) الى علي (عليه السلام) بالصبر عن الدنيا، وبحفظ فاطمة، وبجمع القران، وبقضاء دينه، ويغسله، وان يعمل حول قبره حائطا، ويحفظ الحسن والحسين.

[و] روى علي بن عيسى في (كشف الغمة) عن الباقر، قال : لما حضرت النبي (صلى الله عليه واله) الوفاة استأذن عليه رجل، فخرج اليه علي (عليه السلام) فقال : حاجتك؟ قال : اردت الدخول الى رسول الله، فقال علي (عليه السلام) : لست تصل اليه، فما حاجتك؟ قال الرجل : انه لا بد من الدخول عليه، فدخل علي (عليه السلام) واستأذن النبي، فأذن له، فدخل وجلس عند راس رسول الله، ثم قال يا نبي الله اني رسول الله اليك قال: واي رسل الله انت؟.

 قال :انا ملك الموت ارسلني اليك يخيرك بين لقائه والرجوع الى الدنيا، فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : فأمهلني حتى ينزل جبرئيل فأستشيره، فنزل جبرئيل فقال : يا رسول الله، الآخرة خير لك من الاولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى، لقاء الله خير لك.

 فقال (صلى الله عليه واله) : لقاء ربي خير لي، فامض لما امرت به، فقال جبرئيل لملك الموت : لا تعجل حتى أعرج الى ربي وأهبط، فقال ملك الموت : لقد صارت نفسه في موضع لا اقدر على تأخيرها، فعند ذلك قال جبرئيل : يا محمد، هذا آخر هبوطي الى الدنيا، انما كنت انت حاجتي فيها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.