أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
2539
التاريخ: 15/10/2022
1434
التاريخ: 14-11-2014
1869
التاريخ: 14-11-2014
1748
|
قلنا : ان كثيرا من رواد العلم ، كانوا قد نهضوا نهضتهم الكبرى ، في سبيل كسب المعرفة والحصول عـلـى مـعـالـم الـدين الحنيف وحيث كان قد اعوزتهم الاستضاءة المباشرة من انوار عهد الرسالة ، استعاضوا عنها باللجوء الى اعتاب الصحابة الاعلام ، فاخذوا منهم العلوم ونشروها بين العباد فكانوا هـم الـواسطة والحلقة الواصلة بين منابع العلم الاولية وبين الامة على الاطلاق ، ليس لذلك الدور فحسب ، بل لجميع الادوار والاعصار فاصبحوا هم حاملي لوا هداية الاسلام الى كافة الانام .
و هـم جماعات ، لا يحصون عددا ، كنجوم السماء المتألقة في دياجي الظلام ، ومبثوثون في الارض منتشرون في الاقطار والاكناف .
غير انا نقتصر على الاعلام ، والمعروفين بتعليم القرآن ، ونشر علومه وبيان معارفه بين الناس وهـم الـمـتـخـرجـون مـن الـمـدارس الـتـفسيرية المعهودة ، ولا سيما مدرسة ابن عباس بمكة المكرمة ، حسبما عرفت ، واليك منهم :
سعيد بن جبير :
ابو عبد اللّه ، او ابو محمد الاسدي بالولاء ، الكوفي ، من اصل حبشي ، اسود اللون ابيض الخصال كان مـن كـبـار التابعين ومتقدميهم في الفقه والحديث والتفسير اخذ القراة من ابن عباس ، وسمع منه الـتـفـسـير ، واكثر روايته عنه كان قد تفرغ للعلم والقرآن حتى صار علما واماما للناس قال ابو القاسم الطبري : هو ثقة ، حجة ، امام على المسلمين ، وكان مجمعا عليه بين ارباب الحديث والتفسير.
له مناظرة مع الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي ، حينما اراد قتله ، تدل على قوة ايمانه وصلابته في الولاء لإل البيت (عليه السلام) ، قتله صبرا سنة (95) وهو ابن (49).
روى ابـو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي باسناده الى الامام ابي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) قـال : ان سعيد بن جبير كان ياتم بعلى بن الحسين (عليه السلام) ، وكان على (عليه السلام) يثني عليه وما كان سبب قتل الحجاج له الا على هذا الامر ، و كان مستقيما (1) .
و في مصنفات اصحابنا الامامية عنه وصف جميل (2) ، وكذا في سائر المصنفات الرجالية وغيرها (3) .
روى ابـو نـعيم الاصبهاني باسناده الى خلف بن خليفة عن ابيه قال : شهدت مقتل سعيد بن جبير ، فلما بان راسه ، قال : لا اله الا اللّه ، لا اله الا اللّه ، ثم قالها الثالثة فلم يتمها (4) .
و ذكر ابن قتيبة : انه امر الحجاج فضربت عنقه ، فسقط راسه الى الارض يتدحرج ، وهو يقول : لا اله الا اللّه ، فلم يزل كذلك ، حتى امر الحجاج من يضع رجله على فيه ، فسكت .
و لم يدم الحجاج بعده غير سنة ، ولم يستطع اراقة دم بعد دمه الطاهر وكان الحجاج عند ما حضره الموت يقول : ما لي ولسعيد بن جبير ، كان يقول ذلك وهو يغوص ثم يفيق وكان يراه في المنام ، وقد اخذ بمجامع ثوبه يقول له : يا عدو اللّه ، فيم قتلتني ؟ فيستيقظ مذعورا ، ويقول : ما لي ولسعيد ذكر ذلك ابن خلكان في الوفيات .
مـكانته العلمية : اخذ العلم عن عبد اللّه بن عباس ، وكان قد لازمه في طلب العلم ، فاجازه ابن عباس في التحديث قال له : حدث ، فقال ـ متحاشيا ـ : احدث وانت هاهنا؟ فقال ابن عباس : اليس من نعم اللّه عليك ان تحدث وانا شاهد؟ .
قـال احـمد بن حنبل : قتل الحجاج سعيد بن جبير ، وما على وجه الارض احد الا وهو مفتقر الى علمه (5) ورواه ابو نعيم عن عمرو بن ميمون عن ابيه .
و كان ابن عباس اذا اتاه اهل الكوفة يستفتونه يقول : اليس فيكم ابن ام الدهما ، يعني سعيد بن جبير.
قـال يـحـيـى بن سعيد : مرسلات ابن جبير احب الي من مرسلات عطا ومجاهد وكان سفيان يقدم سعيدا على ابراهيم النخعي في العلم ، وكان اعلم من مجاهد وطاووس (6) .
و كـان سـعـيـد يـعـظم من شيخه تعظيما بالغا ، قال : كنت اسمع الحديث من ابن عباس ، فلو اذن لي لقبلت راسه (7) .
و قد جمع ابو نعيم من التفسير المأثور عن سعيد بن جبير نخبا ، وعقد له فصلا ، وعنونه بثأره في الـتـفسير (8) فقد روى عنه في قوله تعالى ـ حكاية عن نبي اللّه موسى (عليه السلام) ـ : {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص : 24] قال : انه يومئذ لفقير الى شق تمرة وفي قوله تعالى : {أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} [طه : 104] قال : اوفاهم عقلاء (9) .
________________________________
1- ذكـر الـكـشـي فـي رجـالـه (ط رجـائي ) ، ج1 ، ص 335 ، رقم190 ـ : لما دخل سعيد على الحجاج ، قال له : انت شقي بن كسير قال : كانت امي اعرف باسمي قال : ما تقول في فلان وفلان ، هما في الجنة او في النار؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت الى اهلها لعلمت من فيها ، وان دخلت النار ورأيت اهلها لعلمت من فيها قال : فما قولك في الخلفاء؟ قال : لست عليهم بوكيل قال : ايهم احب اليك ؟ قال : ارضاهم لخالقي قال : وايهم ارضى للخالق ؟ قال : علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم قال : ابيت ان تصدقني
2- راجـع : اعيان الشيعة للأمين العاملي ، ج7 ، ص 234 ـ 236و سفينة البحار للقمي ، ج1 ، ص 621ـ622 ومناقب ابن شهر آشوب ، ج4 ، ص 176.
3- راجـع : حـلـيـة الاولـيـاء لابـي نعيم ، ج4 ، ص 272ـ310 وابن خلكان ، ج2 ، ص 371 ـ 374 ، رقم 261 والمعارف لابن قتيبة ، ص 197 وتهذيب التهذيب لابن حجر ، ج4 ، ص 11ـ14.
4- حلية الاولياء ، ج4 ، ص 291.
5- ابن خلكان ، ج2 ، ص 371 ـ 374 رقم 261 وراجع : الحلية ، ج4 ، ص 273.
8346- تهذيب التهذيب لابن حجر ، ج4 ، ص 11 ـ 14 والحلية ، ج4 ، ص 273.
7- حلية الاولياء لأبى نعيم الاصبهاني ، ج4 ، ص 283.
8- في الجز الرابع من الحلية من الصفحة 283 فما بعد.
9- الحلية ، ج4 ، ص 288.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|