المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18812 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التفسير الموضوعي  
  
7016   03:06 مساءاً   التاريخ: 28-2-2016
المؤلف : السيد محمد علي ايازي
الكتاب أو المصدر : المفسرون حياتهم ومنهجهم
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 134- 142.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / التفسير الموضوعي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-11-2014 1648
التاريخ: 2023-07-24 1790
التاريخ: 24-02-2015 1337
التاريخ: 13-10-2014 1664

التفسير الموضوعي منهج لكشف ومعرفة وتبيين الموضوع بملاحظة الآيات المشتركة في ذلك الموضوع والمضمون ، وأحياناً الآيات المباينة التي يتساعد على معرفة الموضوع ، وفي هذا المنهج يضع المفسر الآيات المتنوعة بعضها الى جنب الآخر ويستكشف رأي القرآن حول ذلك الموضوع من خلال استنطاقها واستنباطها وتحليلها (1). وعادة ينشأ التفسير الموضوعي بعد عملية السؤال والجواب في المجالات المختلفة : الاعتقادية ، الاجتماعية ، السياسية ، التاريخية ، الفقهية وحتى المفهومية ، ويقوم المفسر باستكشاف نظرية القرآن الكريم من خلال فرضيات مسبقة (2).

أما في التفسير في منهج تفسير القرآن بالقرآن ، فيتم الكشف عن مدلول الآيات بالترتيب المذكور في القرآن ومع غض النظر عن استخراج النظرية ، وهدف المفسّر حينئذ إزالة الغوامض المتعلقة بالمفهوم والمراج من الآية ، فالهدف النهائي من التفسير الترتيبي الكشف عن معاني المفردات والتعرف على المراد من كل آية من الآيات حتى لو استعان لتحقيق هذا الهدف بالآيات الأخرى (3). الا أن هدف المفسّر في التفسير الموضوعي أوسع دائرة من مجرد فهم الآية أو مفرداتها ، فهدفه الكشف عن نظرية القرآن الكريم في موضوع من المواضيع المختلفة من خلال فهم مداليل الآيات المشتركة كلاً على انفراد ، أو معرفة نظرية القرآن بالنسبة الى أحد المواضيع التي طرحها القرآن نفسه على بساط البحث من خلال استنطاق مجموع الآيات الواردة في ذلك الموضوع. وربما وردت في موضوع معين عبارات مختلفة في الآيات الشريفة : فالمفسّر يقوم بجمعها وإبراز نظرية القرآن بشكل منسجم ومتناغم حول ذلك الموضوع.

ويمكن في التفسير الموضوعي التحرك على ثلاث محاور دقيقة :

1- القيام بعملية تجميع المصطلحات والمفردات التي تكون مفاهيم مشتركة لموضوع معين والتي بإمكانها أن تكون مؤثرة بشكل مباشر في معرفة الموضوع ، من قبيل مفردة : الصبر ، الايمان ، التقوى ، وفي هذه الصورة يتحرك التفسير الموضوعي باتجاه المعاني المشتركة في المضمون ، ويقوم على أساس هذا الاشتراك بعملية التفسير الموضوعي من خلال حصر دائرة الموضوعات في المفاهيم الخاصة التي تدل على المطلب بشكل مباشر. ويعتبر هذا المنهج أيسر الطرق في بحث ودراسة الموضوعات القرآنية.

2- المحور الآخر يشمل المفاهيم والمفردات القرآنية الت يؤدي الكشف عن مدلولاتها واستجلاء مضامينها الى إجابة عن مجهول من المجاهيل المفهومية في القرآن واستخراج النظرية القرآنية على مستوى المعاني والمقاصد المعرفية ، من قبيل إذا أردنا معرفة المراد من مفردة (الكفر) وارتباطها بمفردات أخرى مثل : فسق ، شرك وإلحاد ، ومعرفة ما يقابلها من المفردات من قبيل : إيمان ، تقوى ، توحيد ، اخلاص ، وان القرآن الكريم ماذا يريد ويقصد من كل واحدة من هذه المفردات ، وما هي النسبة المتصورة بينها؟.(4)

3. المحور الثالث للتفسير الموضوعي ، استخراج نظرية القرآن بالنسبة للموضوعات الخارجية في حياة الانسان والاجابة عن علامات الاستفهام التي تتجلى في مراحل رشد وتكامل الانسان ، وهل يكون القرآن له رأي خاص في البناء المعرفي الذي توصلت اليه البشرية ضمن معطيات التطور العلمي ، فالمفسر يريد أن يعلم هل يكون للقرآن نظرية خاصة في هذا المجال ، وما هي هذه النظرية؟(5)

وفي هذه الحالة يمكن توسعة دائرة التفسير الموضوعي لتمتد مجال المفاهيم والمعاني القرآني ، وبالتالي دخلوا بعض البحوث اللغوي أو بعض مباحث علوم القرآن (مثل المحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ والقسم والقصص).

في دائرة التفسير الموضوعي ، كان الشهيد محمد باقر الصدر (م1402هـ) لا يرى أن مثل هذه المباحث تدخل في صميم التفسير الموضوعي ، بل يعتقد بأن هذه التحقيقات في حقيقتها تمثل جمع بعض التفسيرات الجزئية على أساس من تشابه الكلمة (6).

فالموضوع هو الشيء الذي يمكن استخراج مدلول واحد له كيما يتسنى استكشاف نظرية القرآن حول ذلك الموضوع (7).

ولكن في مقابل هذا الرأي يطرح هذا السؤال ، وهو أنه لو كان الهدف من الموضوع توحيد مفاصل الشيء المعرفي كيما يتنسى من خلال ذلك الكشف عن نظرية القرآن في ذلك المجال ، فمن المسلّم أن هذا المعنى يشمل التحقيقات المفهومية الكلمة والمركّبة في القرآن ، لأن التفسير يعني الكشف وإزالة الستار. وهنا أيضاً نلاحظ أن الهدف ليس هو الكشف عن المعاني المفردة ومعرفة المصطلحات لجملة معينة ، بل إن الهدف تجميع وتحليل نظرات القرآن حول كلمة معينة وردت في القرآن مرات عديدة ولا نعلم ما هو مراد القرآن منها.

ولهذا لو تحركنا في علمية التفسير باتجاه استخراج النظرية القرآنية في دائرة المفاهيم أو علم القرآن ، فسيكون عملنا هذا من التفسير الموضوعي طبعاً ، وليس من الضروري أن يكون التفسير الموضوعي خالياً من صبغة العلوم القرآنية ، فان الملاك في التفسير الموضوعي بدلاً من تمركزه حول كشف مراد القرآن لمفردة معينة لمدلول جملة خاصة من آية ، ينصب حول استجلاء نظر القرآن حول أحد المواضيع في دائرة الفكر القرآني الذي يواجه إشكالية في المفهوم.

وبذلك يتضح بهذا البيان الفرق بين التفسير الموضوعي وتفسير القرآن بالقرآن ، ففي تفسير القرآن بالقرآن يبحث المفسر في جوانب الآية ويستعين في استحياء المراد منها بالآيات الأخرى ثم يتجه الى آية أخرى في عملية فهم المقصود الكلي للكلام الإلهي ، وأما في التفسير الموضوعي فالهدف هو استخراج نظرية القرآن واستنباط رأيه ، أي أن الهدف بيس هو كشف المراج من آية معينة واستجلاء معاني

مفرداتها ، ولهذا يتم في التفسير الموضوعي تجميع الآيات المتماثلة والمترابطة في مكان واحد ، واستيحاء نظرية القرآن أو محتوى ومضمون الخطاب القرآني بالنظر الى مجموع الآيات الشريفة الواردة في هذا المجال (8).

أهمية التفسير الموضوعي

القرآن الكريم الذي وصف نفسه بأوصاف من قبيل : {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2] ، {نُورًا مُبِينًا } [النساء : 174] ، {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل : 89] ، وله الشمول والجامعية ، يواجه اليوم ضرورة أساسية على مستوى استخراج وتنظيم نظرياته وأفكاره في منظومته المعرفية ، فلو أننا لم نتوجه الى القرآن لاستكناه معطياته الفكرية في مواجهة حاجات المجتمع ومشكلات الأفراد ، أو أراد بعض الأفراد من خارج الدائرة الإسلامية التعرف على نظر الإسلام بالنسبة للمواضيع والمسائل المختلفة ، فسوف لا يتسنى له ذلك بمجرد مراجعته التفسير الترتيبي وادراك نظر القرآن الكريم من خلال رؤيته لآية واحدة ، فالقرآن نزل في مدة 23 سنة من بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه واله  استجابة للاشكاليات والأحداث المتنوعة التي تعرض لها المجتمع الإسلامي ، ففي مرحلة معنية كانت مباحث القرآن تدور حول محور مواجهة الوثنية والشرك ، وفي مرحلة أخرى حول الجهاد مع الأعداء من خارج دائرة المجتمع الإسلامي ، وثالثة حول الأعداء من الداخل حيث نزلت الآيات في كل مرحلة بما يتناسب مع ظروف المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة وناظرة لسؤالات ومشكلات تلك المرحلة ، ولهذا لا يمكن استخراج نظر القرآن في موضوع خاص بذلك الترتيب. والحلّ الوحيد هو تجميع الموضوعات المتناثرة هذه وتنظيمها على أساس ما نواجهه من مشاكل واستجواب علامات الاستفهام.

ومن جهة أخرى يعاني ويحتاج المسلمون اليوم أكثر من أي وقت مضى الحاجة الى تدوين نظريات القرآن وإبراز أطروحة جامعة للموضوعات والمسائل المبتلى بها في المجتمع البشري ، فكيف يمكن التحدث على مستوى المعارف الإسلامية في مجال : الاقتصاد ، السياسة ، التعليم والتربية ، المشكلات الاجتماعية ، العلم والثقافة ، الحرية ، السلطة واكتشاف نظر القرآن الكريم في تلكم المسائل بمراجعة آية واحدة من آياته؟!

الآيات القرآنية من هذه الجهة مثل الكلمات المنفصلة التي لكل واحدة منها مفهوم مستقل ، فاذا انضمت بعضها الى بعض أعطت مفاهيم جديدة ، ولهذا فالتفسير الترتيبي لا يستطيع اشباع هذه الحاجة والاجابة على أسئلة العصر.

مع هذه المقدمة يمكننا الإحاطة بأهمية التفسير الموضوعي وضرورته ، ولهذا يدّعي الشهيد الصدر بصراحة ان هذا المنهج في التفسير هو الطريق الوحيد الذي يجعلنا قادرين على استطلاع نظريات الإسلام والقرآن الأساسية في مواجهة المسائل المتنوعة للحياة (9).

مناهج التفسير الموضوعي

لاشك في أن المفسرين في مجال التفسير الموضوعي يختلفون في المنهج وكيفية الورود الى البحث والخروج منه واستنباط المفهوم والموضوع القرآني وربما لم يلتفتوا الى أنهم يتفاوتون مع الآخرين في المنهج ، ولكن عندما نقوم بعملية مقارنة بين التفاسير الموضوعي يتضح لنا أنه مضافاً الى انهم يختلفون في الرؤى والمعتقدات والاتجاهات الفكرية ، يختلفون كذلك في المنهج وكيفية طرح الموضوع واستنباط النظرية على مستوى العمل ، فلم تكن الاتجاهات العلمية ، الاجتماعية ، العقلية منحصرة في التفسير الترتيبي ، وأن المباني والأسس الفكرية تترك بصماتها على عمل المفسرين في دائرة التفسير الترتيبي ، لأن من البديهي أن الاتجاهات والمباني الفكرية تؤثر في كل من التفسير الترتيبي والموضوعي ، فصحيح أن التفسير الموضوعي حركة جديدة في عالم المعرفة القرآنية ، ولكن نلاحظ وجود هذا الاختلاف أيضاً في مجموعة التفاسير والمؤلفات المطرحة في هذه الساحة. والشاهد البارز على هذا الاختلاف المنهجي ما نلاحظه على مستوى البحث الفقهي من تفاوت في تفسير آيات الأحكام ، فالفقهاء في مثل هذه الكتب أو حتى على مستوى الكتب الفقهية التي تهتم بالاستنباط الموضوعي من القرآن والسنة الشريفة ليسوا متفقين من جهة المنهج والاتجاه والاستناد والاستنباط وكيفية الورود والخروج من المطالب المبحوثة عنها.

ولا يقتصر الاختلاف في الكتب الفقهية على الاتجاهات المذهبية والكلامية . (10)

فاختلاف الاخباريين والأصوليين نموذج بارز من الاختلاف في المنهج في دائرة البحث والاستناد (11) . ونرى أيضاً ان منهج الفقهاء المعاصرين يختلف عن منهج القدماء. ولا يصح إدخال هذا التفاوت في مقولة النقص والكمال أو البساطة والتعقيد ، بل بعنوان اختلاف المباني والاتجاهات الفكرية والتي تؤثر اثرها في مناهجهم.

وبغض النظر عن وجود التفاوت بين كتب آيات الأحكام وبين التفاسير الموضوعية في هذه الدائرة ، فان منهج المؤلفين في مجال آيات الأحكام استنادي بصورة عامة ، ومنهج التفاسير الموضوعية منهج تحليلي واقناعي ، فالبعض اهتموا في التفسير الموضوعي في الاستناد على التجارب البشرية ومقارنتها مع نظرات القرآن الكريم أو التأكيد على المنهج العلمي في التفسير وأحياناً الاستفادة من الكشوفات والنظريات العلمية وتطبيقها في عملية التفسير واتخاذها وسيلة لفهم كلام الله تعالى.

على كل حال يمكن تقسيم التفاسير الموضوعية الى ثلاثة أقسام :

1. على أساس العقائد والاتجاهات المذهبية والاجتماعية للمفسرين.

2. على أساس المنهج وكيفية ورود المفسر الى المطلب والخروج منه (اختلاف المباني) والذي بدوره يوجب اختلافاً في المنهج.

3. على أساس تنظيم وترتيب المباحث والآيات الكريمة (السير المنطقي للآيات والسير الطبيعي) (12).

فعلى هذا فلو أن المفسر الموضوعي استفاد من مجلوبات الثقافة البشرية الى جانب الاستفادة من الروايات لفهم مطالب الكتاب العزيز ، أو استخدم المناهج التاريخية والتجريبية لفهم النصوص المقدسة ، فهو في الحقيقة يستخدم منهجاً خاصاً في التفسير الموضوعي يختلف عن مناهج المفسرين الآخرين الذين لا يقبلون بهذه

المباني ، وأساساً لا يرون للمناهج التاريخية والتجريبية مكاناً في دائرة التفسير.

فما يجعله المفسر الموضوعي مبناه في فهم الآيات هو الذي يوجد لمنهج متفاوت في الحقيقة ويؤثر في كيفية استنباط المفسر واكتشافه للنظرية القرآنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

1- عبد الستار ، فتح الله السعيد ، المدخل الى التفسير المضوعي ، ص21ن القاهرة ، دار التوزيع والنشر الإسلامية ، 1411هـ وكذلك أنظر : العمري ، أحمد جمال ، دراسات في التفسير المضوعي ، ص43.

2- السيد محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، ص21 ، بيروت ، دار التعارف ، ولكن السيد الصدر لا يرتضي البعد المفهومي للتفسير الموضوعي ، ويراه محصوراً في المواضع الخارجية.

3- نفس المصدر ، ص11.

4- ايزتسو ، توشيهكو ، الله والانسان في القرآن – ترجمة أحمد آرام بالفارسية ، طهران شركة انتشار ، الطبعة الأولى.

5- الشهيد الصدر يؤكد على أن محور التفسير الموضوعي منحصر بالموضوعات الخارجية فقط – أنظر : المدرسة القرآنية ، ص19.

6- قانه قال في ذلك واما ما ظهر على الصعيد القرآني من دراسات تسمى بالتفسير الموضوعي أحياناً من قبيل دراسات بعض المفسرين حول موضوعات معينة تتعلق بالقرآن الكريم كأسباب النزول ، أو القرأءات ، أو الناسخ والمنسوخ.. وليس من التفسير التوحيدي والموضوعي بالمعنى الذي نريده ، فان هذه الدراسات ليست في الحقيقة الا تجميعاً عددياً لقضايا من التفسير التجزيئي لوحظ فيما بينها شيء من التشابه – أنظر : المدرسة القرآنية ، ص17.

7- نفس المصدر ، ص29 – الموضوعية أن يقوم بعملية توحيد بين مدلولاتها من أن يستخرج نظرية قرآنية شاملة بالنسبة الى ذلك الموضوع.

8- الصدر ، محمد باقر ، مقدمات في التفسير الموضوعي/11.

9- نفس المصدر/ 33 – وكذلك في مجال أهمية التفسير الموضوعي أنظر : فتح الله السعيد – المدخل الى التفسير الموضوعي/ 40-43- وكذلك المدرسة القرآنية/ 33-37. ومقالة : التفسير الموضوعي ، للمؤلف في مجلة : بيام جاودان ، عدد1 و 2 لمنظمة الأوقاف.

10. زلمي- محمد مصطفى – في كتاب : (أسباب اختلاف الفقهاء) ويشير إضافة الى الاختلاف في المباني الى اختلاف الفقهاء في منهجهم في عملية الاستنباط : كما ان سعود بن عبد الله الفنيسان في اختلاف المفسرين/147 ، 233) يشير الى موارد من اختلاف المفسرين لما جنبة منهجية.

11. الاخباريون يرفضون الاستفادة من القواعد الأصولية في عملية استنباط الاحكام من الروايات ، لن علم الأصول في نظرهم مقتبس من أهل السنة ، ولذا يختلف منهجهم حتما مع منهج الصوليين في استنباط الاحكام. ومنهجهم هو نوع من الأخذ بالظاهر (الالتزام بالنص). أنظر أيضاً : كرجي ، أبو القاسم ، تاريخ الفقه والفقهاء/ 230 ، بالفارسية ، طهران ، سمت ، 1375 ش .

12- حول تقسيم التفاسير الموضوعية من جهة التنظيم والترتيب للمباحث أنظر : نكامي به تفاسير موضوعي معاصر (للمؤلف) – بالفارسية – في مجلة كيها انديشه ، العدد/ 14228 ، شهر بهمن واسفند 1368- وأيضاً كتاب شناخت ناخة قرآن ، ج2 ، ص 495 . وهذه الحركة وان كانت صورية وبنائية وتهدف الى ارائة المجلوبات الفكرية الى المجتمع ، ولكنها تعتبر نوعاً من التفاوت أيضاً.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .