إن هذا التنوع فى الأشكال التضاريسية وتداخلها مع بعضها على النحو الذي أوضحناه سابقاً ينعكس في تعدد الأنواع المناخية والنباتية على النحو الاتي :

أ- مناخ ونباتات نوع البحر المتوسط: يتميز مناخ البحر المتوسط بشتاء معتدل ممطر لا ينخفض أثناءه المتوسط اليومي لدرجة الحرارة في معظم المناطق انخفاضا يؤدى إلى توقف نمو معظم أنواع النبات. أما الصيف فيمتاز بحرارته المرتفعة وجفافه. ولكن غابات البحر المتوسط تتكون في جملتها من أشجار عريضة الأوراق دائمة الخضرة لا تنفض أوراقها بسبب الجفاف لأسباب منها أن الأشجار تكون متباعدة بحيث يسهل عليها الحصول على حاجتها من المياه الجوفية ولا سيما أن الجذور تكون متشعبة وطويلة حتى تصل طبقة المياه الباطنية. أما الأوراق فهي صغير وقليلة وسطحها أملس ناعم يحول دون سرعة فقدان المياه بالندح. وأحياناً تكون الأوراق من النوع الشوكى وكثيراً ما يغطى جذوع الأشجار بقشرة سميكة تحول دون ضياع مياهها وعصارتها بالندح. وغابات البحر المتوسط من نوع الأدغال ذات أشجار قصيرة أو متوسط الارتفاع. ويأتى البلوط والفلين من أهم أشجار البحر المتوسط وكذلك أشجار الزيتون. ومن الأشجار المهمة أيضاً شجرة القسطل والغار وبعض الأشجار المخروطية مثل الأرز والسرو. كما يمتاز هذا المناخ بأشجار الفاكهة من موالح ومشمش وكمثرى وتفاح وخوخ ولوز وتين وكروم. ويسود هذا المناخ معظم أجزاء حوض البحر المتوسط.

ب ـ المناخ الجبلي وغطائه النباتي: على المرتفعات الجبلية التي أشرنا إليها تندرج الحياة النبائية مع الارتفاع. فبينما تسود غابات نوع البحر المتوسط عند المقدمات الجبلية، نجد أن النمط الغابي يتغير مع الارتفاع حيث تبدأ في الظهور ملامح مناخ غرب أوروبا بمطره الدائم وحرارته المعتدلة صيفاً والمنخفضة شتاءاً وتسود أشجار الغابات الصنوبرية وهي مخروطية الشكل مستقيمة الجذع بصفة عامة. أما أوراقها فهي إبرية سميكة تغطيها طبقة صمغية تحول دون فقدان مياهها وعصارتها بالتبخر وهي دائمة الخضرة. وتعتبر الغابات الصنوبرية أهم موارد للأخشاب اللبنة في حوض البحر المتوسط ومن أشجارها الصنوبر والشربين والأرز والسرو.

ج ـ المناخ شبه الجاف وحشائش الاستبس: هذا النوع من المناخ يسود في الأجزاء الداخلية من الهضبة المراكشية وهضبة الشطوط بالمغرب الأطلسي وكذلك في هضبة الأناضول وهضبة سوريا والعراق وفلسطين. وهذا النوع من المناخ يشكل تدرجاً داخلياً لنوع مناخ البحر المتوسط حيث تسقط بعض المطار فى نصف السنة الشتوى وهي تسمح بنمو الحشائش ولكن مقدارها أقل من أن يسمح بنمو الأشجار أما الضيف فهو فصل الجفاف. وحشائش الاستبس تبدو أقصر وأكثر اخضرارا وليونة من أعشاب السفانا والاستبس الحار مما يجعلها أصلح منها لتغذية الماشية.

د ـ المناخ الصحراوى ونباتات الصحراء: وهذا النوع من المناخ يسود أساساً في كل من مصر وليبيا حيث تمتد صحاريها مطلة على البحر المتوسط. وأهم ما يميز هذا المناخ أن أمطاره قليلة جداً بحيث لا تزيد على 25 سنتيمتر في السنة. كما أن المدى اليومي والفصلي لدرجة الحرارة يبدو مرتفعاً. وكذلك يندر أن تحتجب السماء بالسحب. ولا تستثنى من ذلك إلا الأطراف الصحراوية الساحلية فيظهر الضباب في الساعات الأولى من الصباح مما يؤدى إلى ظهور حياة نباتية فقيرة في جملتها من أنواع يمكنها أن تتحمل الجفاف الشديد مثل نبات الصبير. ومن هذه النباتات ما يستطيع أن يتعمق بجذوره في الأرض ليستفيد من رطوبتها أو يصل إلى مستوى الماء الباطني في بعض الأحيان. وهذا النوع من النبات يتمثل في شجيرات قليلة الارتفاع ذات أوراق شوكية مثل السنط. وتمتاز هذه الصحاري بانتشار الأحواض الداخلية المنخفضة حيث تظهر الواحات معتمدة على رصيدها من المياه الباطنية مثل منخفض غدامس ومنخفض جنوب ومنخفض الكفرة فزان ومنخفض سيوة ومنخفض الواحات الداخلة والخارجة والبحرية. وتمتاز هذه الصحاري بغناها في الثروه المعدنية ولاسيما حقول النفط المتناثرة في الشمال الليبي والشمال المصرى مطلة على البحر المتوسط.