المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



[سيرة علي (عليه السلام) شاهد على أبعاد شخصيته]  
  
3313   03:02 مساءً   التاريخ: 9-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2، ص81-82
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

سيرته متتالية متتابعة من ولادته إلى شهادته نشأته وتربيته نشا علي (عليه السلام) في حجر رسول الله (صلى الله عليه واله) وتأدب بآدابه وربي بتربيته وذلك أنه لما ولد أحبه رسول الله (صلى الله عليه واله) حبا شديدا وقال لأمه اجعلي مهده بقرب فراشي وكان يلي أكثر تربيته ويطهره في وقت غسله و يوجره اللبن عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره ، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها كأنه يفعل ذلك ترويحا له وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة :

وربيت في حجر النبي محمد * فطوبى لمن من احمد ضمه حجر

وغذاك بالعلم الإلهي ناشئا * فلا علم الا منك قد حاطه خبر

بآدابه أدبت طفلا ويافعا * وأكسبنك الأخلاق أخلاقه الغر

وفي بعض السنين أصاب أهل مكة جدب شديد وكان أبو طالب كثير العيال قليل المال فاجتمع النبي (صلى الله عليه واله) وحمزة والعباس فقالوا إن أبا طالب كثير العيال فهلموا نخفف عنه فقال لهم أبو طالب ما أبقيتم لي عقيلا فخذوا من شئتم فاخذ النبي (صلى الله عليه واله) عليا واخذ حمزة جعفرا واخذ العباس طالبا وابقى أبو طالب عنده عقيلا لميله إليه ولعل ذلك كان لضعف عقيل وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة :

أتت سنة شهباء أصبح عندها * أبو طالب قد حل ساحته الفقر

فقالوا دعونا نكفه بعض ولده * مساعدة فالحر يسعده الحر

خذوا من أردتم ان تركتم بجانبي * عقيلا فلي في حبه منكم عذر

لأحمد أعطينا عليا وجعفرا * لحمزة والعباس طالب فليدروا

وقد كان علي (عليه السلام) يلازم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يتحنث في غار حراء كل سنة قبل النبوة .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : قد ورد في الكتب الصحاح ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يجاور في حراء من كل سنة شهرا حتى جاءت السنة التي أكرمه الله فيها بالرسالة فجاور في حراء شهر رمضان ومعه أهله خديجة وعلي بن أبي طالب وخادم لهم الحديث .

فلم يزل علي مع رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى بعثه الله بالنبوة فكان أول من آمن به واتبعه وصدقه ، وقال ابن حجر في الإصابة : ربي في حجر النبي (صلى الله عليه واله) ولم يفارقه وشهد معه المشاهد الا غزوة تبوك .

وفي أسد الغابة : كان مما أنعم الله به على علي انه رُبي في حجر رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل الاسلام وقال هاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه واله) الا تبوك وله في الجميع بلاء عظيم وأثر حسن (اه) ولم يكن لاحد غيره في تلك المشاهد مثل أثره ومر عند ذكر فضائله ما ينبغي ان يراجع .

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.