وضع النمو الاقتصـادي لـدول أمريـكا اللاتـينـية وبـحر الكـاريـبـي |
1225
01:44 صباحاً
التاريخ: 17-1-2023
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
608
التاريخ: 5-5-2020
6801
التاريخ: 3-1-2023
2503
التاريخ: 1-12-2018
2005
|
2-1- دول أمريكا اللاتينية وبحر الكاريبي :
بالرغم من ما تملكه أمريكا اللاتينية من إمكانيات إلا أنها لا تزال متأخرة في مجال التنمية الاقتصادية وتسودها وضعية عميقة من عدم المساواة حيث يعيش ثلث سكانها تحت وطأة الفقر، ولطالما ظلت هذه المنطقة مكاناً للمفارقة والتناقض حيث أنها أرض الرخاء والفقر والاستقلال والتبعية والاستقرار والاضطراب (1) .(انظر الشكل الموالي)
وكما يتضح من الشكل فقد عرفت هذه المنطقة في العقد الأول من القرن الحالي نمواً سريعاً للناتج وتحسناً في الأحوال الاجتماعية حيث انخفضت معدلات الفقر بـ 10 نقاط مئوية بين 2002 و 2008 وهو ما يعني انتشال 40 مليوناً من ربقة الفقر ، و تحسن الدخل في 15 بلداً في أمريكا اللاتينية من بين 18 بلداً، كما أنها دعمت أسسها الاقتصادية مما جعل تأثير الأزمة المالية الأخيرة عليها معتدلاً مقارنة بأزمات سابقة.
لكن ما تنبغي الإشارة إليه أن الأداء كان مختلفاً بين دول هذه المنطقة حيث البلدان التي تحسنت ظروفها تركزت في تلك المصدرة للمواد الأولية مستفيدة من ارتفاع أسعار هذه المواد في الأسواق الدولية مؤخراً، أو البلدان التي ترتبط بعلاقات وثيقة الأسواق الديناميكية في آسيا (خصوصاً الصين)، أما الاقتصاديات الأخرى فلازالت في مستوى متأخر، كما أن دولة المكسيك تعرضت بقوة للأزمة المالية بسبب ارتباطها بالاقتصاد الأمريكي الذي يمثل مصدر دخلها الرئيسي من الصادرات والخدمات السياحية وتحويلات رعاياها هناك (2) .
إذن، تظل أمريكا اللاتينية تشتمل على نسيج من الاقتصاديات مختلف الوضعيات والحالات ويمكن بيان بعض ذلك كما يلي:
أ- اقتصاديات قوية:
تشتمل أمريكا اللاتينية على اقتصاديات قوية مثل تشيلي، الأرجنتين والأروغواي التي بدأت تنميتها الاقتصادية منذ الثلاثينات، وبلغ الدخل الفردي بها مستويات عالية (ففي 2011 بلغ متوسط الدخل الفردي مُقوّما بمعادل القوة الشرائية بالدولار الأمريكي لسنة 2005- في الأرجنتين حدود 14.527 وفي تشيلي 13.329 وفي الأوروغواي 13.242)، وتصنف هذه الدول الثلاث في المراتب 44 45 و 48 عالمياً حسب مقياس الأمم المتحدة للتنمية البشرية IDH لسنة 2011، أي في أصناف الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة والمرتفعة جداً (3). وتجدر الإشارة إلى أن النمو الاقتصادي بتشيلي هو أسرع المعدلات في أمريكا اللاتينية خلال جيل كامل حيث وصل إلى 8 % ما بين 1985 ـ 1996، وقد تلقت هذه الدولة في 2009 دعوة من OCDE للانضمام وانضمت في ماي 2010.
وتعتبر البرازيل القوة الاقتصادية الأولى في أمريكا اللاتينية وثاني قوة صناعية في العالم الثالث بعد الصين وثامن أكبر اقتصاد في العالم إذ حققت اقتصادها نموا بمعدل يعد الأسرع خلال الـ 14 عاماً الأخيرة وذلك طبقاً للإحصائيات الرسمية الخاصة بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2010 وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي كما نما الاقتصاد البرازيلي بنسبة 2,7 في المئة في الأشهر الثلاثة الماضية بما يتجاوز توقعات المحللين(4) كما تعتبر البرازيل القوة التجارية الأولى في السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية المعروفة باسم مركوسور Mercosur (*) وتشكل منافساً قوياً للدول المتقدمة في الأسواق العالمية ، مع تحقيق فائض مهم في ميزانها التجاري، حيث تستند قوة صادراتها إلى المنتوجات المصنعة التي تشكل الجزء الأكبر من الصادرات البرازيلية.
ذلك تظل التنمية متباينة داخل مناطق البرازيل إذ تضم الولايات الوسطى الجنوبية وهي سان باولو وريو دي جانيرو وميناس غيرايس أكثر من 52 من إجمالي الناتج المحلي البرازيلي رغم أنها لا تشكل سوى 15 % مساحة البرازيل(5).
وتعتبر فنزويلا خامس مصدر للنفط في العالم وصاحبة أكبر احتياطي نفطي خارج منطقة الشرق الأوسط باحتياطي يتجاوز 211 مليار برميل، كما تعتبر من الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة حيث بلغ مؤشر IDH بها عام 2011 مقدار 0.735 بدخل فردي يقدر بـ 10.656 معادل الدولار الأمريكي، مع العلم أنها رفضت تطبيق برامج صندوق النقد الدولي المتعلقة بالتثبيت والتكييف الهيكلي ونجحت في تحقيق نمو قوي في السنوات الأخيرة.
وتعد المكسيك واحدة من الدول الصناعية الجديدة ومن الاقتصاديات القوية في العالم، وهي أول عضو من أمريكا اللاتينية ينضم لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية( منذ عام )1994 وتصنف كدولة ذات دخل متوسط أعلى قدر عام 2011. بـ 13.245 بمعادل القوة الشرائية للدولار، كما صنفت كدولة ذات تنمية بشرية مرتفعة خلال نفس العام بمعدل 0.770 وبرتبة 57 عالمياً . يرتبط اقتصاد المكسيك بقوة بشركائها في اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية وخصوصاً الولايات المتحدة، وقد تعرض كما أشرنا بقوة لآثار الأزمة المالية الأخيرة بسبب ذلك الارتباط (6) .
ب - الدول الفقيرة :
تعتبر العديد من دول أمريكا اللاتينية من أكثر المناطق فقراً في العالم :
* فالإكوادور البيرو، وبوليفيا تتميز بصناعات ،متخلفة، حيث أن ناتج صناعات هذه الأربع دول مجتمعة أقل من إنتاج فنزويلا وحدها .
* هايتي: وهي الأكثر كارثية والدولة الأفقر في أمريكا اللاتينية، ويرجع السبب إلى التاريخ الاستعماري الصعب الذي مرت به(الاستعمار الفرنسي ثم الأمريكي) الذي سبب دماراً كبيراً، وعوامل التصحر والكوارث الطبيعية والأمراض (الإيدز) والأزمات الاقتصادية المتلاحقة. فما إن بدأت هايتي تتعافى من الآثار المدمرة للإعصار الموسمي في عام 2008 (مع العلم أنه وقتها كان أكثر من 55 بالمئة من سكان هايتي يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً، وفقاً لتقديرات "البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة". و أن 1.9 مليون نسمة قد تضرروا من نقص الأمن الغذائي. وظل الافتقار إلى سبل الحصول على مياه نظيفة يؤثر على ملايين السكان، وكانت المياه الملوثة هي السبب الأساسي لوفيات الرضع ولأمراض الأطفال) حتى ضربها زلزال 12 يناير 2010 العنيف الذي تسبب في مقتل الآلاف وتشريد قرابة 2 مليون إنسان من منازلهم، وأشعل شرارة أزمة إنسانية غير مسبوقة. وفي نهاية عام 2010 ظل أكثر من مليون شخص من النازحين داخلياً في مخيمات مؤقتة (7) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Nicolas Eyzaguirre, Souteir l'amérique latine dans sa transformation, Finances & Développement,
FMl, Mars 2011, Volume 48 • Numéro 1. p : 8-9.
Ibid, p:9..(2)
(3) انظر تقرير التنمية البشرية في العالم 2011، ص: 131 .
(4) سانا : الوكالة العربية السورية للأنباء
http://www.saa.sy/ara/280/2010/06/20/294039.htm
(*) مركوسور : Mercosur اتحاد جمرة ركي بين بعض بلدان أمريكا الجنوبية استهدف تحرير المبادلات
(5) البنك الدولي، تقرير التنمية في العالم 2009، ص : 5 .
(6) انظر : - تقرير التنمية البشرية في العالم 2011، ص: 132.
- الموسوعة الحرة ويكيبيديا على الصفحة:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%83 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|