أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2022
![]()
التاريخ: 23-12-2019
![]()
التاريخ: 2025-01-27
![]()
التاريخ: 2024-05-30
![]() |
سابعاً : التنمية البشرية
إن مفهوم التنمية البشرية يشكل تطورًا بارزاً في مفهوم التنمية، وهو يرتكز على مقولة أن: "البشر الثروة الحقيقية للأمم"، وبالتالي فإن غاية التنمية ينبغي أن تركز على توسيع خياراتهم وتحقيق رفاهيتهم بالدرجة الأولى، لذلك عرفت في تقرير PNUD الصادر سنة 1990 (أول تقرير عن التنمية البشرية) بأنها عملية توسيع الخيارات المتاحة للناس وتشمل بالأساس العيش بحياة طويلة صحية، الحصول على المعارف والحصول على الموارد الضرورية لتحقيق مستوى معيشة ملائم .
وقد تطور هذا المفهوم تأسيساً على المساهمات النظرية للاقتصادي الهندي "أمارتياسن"(*) الذي طور مفهوم "الاستحقاقات" كمعيار لقياس رفاهية البشر عوضًا عن المقاربة التقليدية التي تُعرف الرفاهية على أساس المنفعة، ويقصد بالاستحقاقات تلك الحقوق الجوهرية التي ينبغي أن يتمتع بها البشر كالحريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتوفر الفرص للإنتاج والإبداع وتحقيق الذات، والعيش حياة طويلة وصحية مع الحصول على مختلف أنواع المعارف وتوفر المستوى المعيشي اللائق.
وبذلك فإن مفهوم التنمية البشرية يقوم على جملة من المرتكزات أهمها (1) :
ـ المرتكزات الاقتصادية : استثمار الموارد الطبيعية لتحقيق الرفاهية الاجتماعية وتكوين البنى التحتية والقضاء على البطالة.
- المرتكزات الاجتماعية والثقافية : المساواة الاجتماعية ، الرعاية الصحية، التعليم، الضمان الاجتماعي....
- المرتكزات السياسية (تحقيق الاستقرار) : النظام السياسي، البناء المؤسسي، النهج الديمقراطي، احترام حقوق الإنسان...
- بالإضافة إلى مرتكزات أخرى كالمرتكزات البيئية وغيرها.
إن الاهتمام بالتنمية البشرية كأساس للازدهار الاقتصادي في الدول النامية يرجع إلى أن الكائن البشري هو قائد التنمية الاقتصادية ومحورها ووسيلتها وغايتها في آن واحد، وكل قصور في حياة هذا الكائن سواء تعلق بصحته أو معيشته أو معرفته يؤثر سلبًا وبصفة مباشرة على التنمية حدوثًا وتدهوراً. فلا يمكن تصور حدوث للتنمية دون توفر يد عاملة مؤهلة متعلمة ومتدربة وبصحة جيدة تحرص على تعظيم الإنتاجية والطموح إلى الابتكار والتجديد ، أو دون توفر مواطنين متفتحين يحملون هَمّ التنمية ويحافظون على الإنجازات.
كما أنه لا يمكن تصور توفر مناخ ملائم لتنفيذ الخطط التنموية في بيئة تتسم بارتفاع لمعدلات البطالة بين الشباب خصوصاً، وبتدهور للحريات وحرمان من الحقوق ، والإحساس بإنجازات ملموسة في الحياة اليومية. إن هذه المواصفات متى توفرت في المجتمع لمدة طويلة تدفع إلى عدم الثقة في البرامج التنموية وإلى كثرة التوقعات الخائبة التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تأجيج مشاعر الإحباط، وإلى الاضطرابات الداخلية، ويرى كثير من المحللين أن ما شهدته المنطقة العربية من اضطرابات فيما سمي الربيع العربي يرجع إلى ارتفاع معدلات البطالة والعمالة الناقصة بين الشباب المتعلم، حيث أن نصف السكان في البلدان العربية هم دون سن 25 سنة، ومعدلات البطالة بينهم هي ضعف المعدل العالمي تقريبا، وتشير التقديرات أن حوالي 25% من خريجي الجامعات في مصر و30 % في تونس لا يستطيعون إيجاد فرصة عمل بدوام كامل(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998 .
1 ـ ماجد مالك الرزامي مرج سابق، ص: 18 .
2 ـ تقرير التنمية البشرية في العالم لسنة 2011، ص: 24 .
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|