الأنماط المختلفة للعلاقات المكانية بين المدينة وريفها- العلاقات الاقتصادية - الأسواق المركزية |
1940
05:19 مساءً
التاريخ: 23/10/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/10/2022
1406
التاريخ: 31-1-2016
2458
التاريخ: 21-6-2021
1701
التاريخ: 4-10-2021
1727
|
الأنماط المختلفة للعلاقات المكانية بين المدينة وريفها
يحتل موقع المدينة أهمية كبيرة في الدراسات الحضرية فهو يتحكم بنشأتها وإحجامها ووظائفها ، كما يقوم أيضا بتحديد العلاقات المكانية والعلاقات الاقليمية والتي تتعدى حدود المدينة الادارية ، فمن المعلوم أن لكل مدينة علاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية تربطها مع المناطق المحيطة بها والواقعة تحت تأثيرها ، أو قد تتعدى تلك الحدود إلى أبعد من ذلك لتتجاوز الحدود الدولية ويتحدد ذلك بفاعلية تلك المدينة والأداء الوظيفي البارز الذي تقوم به .
تظهر أهمية الموقع في نشوء المدن ضمن أماكن معينة لاختلاف الظروف الطبيعية والبشرية على سطح الأرض ، الأمر الذي يؤدي الى خلق قيم مكانية متفاوتة يقوم الإنسان بموجبها في اختيار الموقع الأفضل الذي يجعل من تلك المدينة بؤرة رئيسية تتجمع فيها منتجات الأقاليم المجاورة ، ومركزة مهمة للتفاعل الاقليمي من خلال ارتباطها بعلاقات اقليمية متنوعة مع ظهيرها، وتتباين امتدادات تلك العلاقات وفقا لتباين حجم تلك المدينة وإثرها الوظيفي.
وبناء على ما تقدم تكون العلاقة بين المدينة وإقليمها علاقة تبادلية تتضح فيها معالم الدور الاقليمي للمدينة، إلا أن هذه العلاقة تأخذ أبعاد مختلفة وذلك حسب نوعيتها ، ففي بعض الحالات تصل أبعاد هذه العلاقات إلى خارج الحدود الادارية للإقليم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية المدينة بالنسبة للمناطق المحيطة بها .
ومن الطبيعي أن تقوم مجموعة من العلاقات بين المدينة وبين المراكز العمرانية التابعة لها والمنتشرة في إقليمها ، حيث أن المدينة بصفة عامة هي مركز الإدارة والخدمات الأساسية التي يحتاج إليها س كان المناطق المجاورة مما يجعل للمدينة تأثيرا عميقا ومتزايدة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم الذي يتبعها ، وسنحاول هنا أن نحدد أنواع هذه العلاقات وعلى النحو الآتي:
العلاقات الاقتصادية:
تعد العلاقات الاقتصادية من أهم وأقدم العلاقات المتبادلة بين المدينة والريف ، إذ تعتمد المدينة على الاقليم ويعتمد هو الآخر عليها وبالشكل الذي يتضح من خلاله الدور الاقليمي القيادي الذي تلعبه المدينة في اقليمها، فهي تقوم بدور المخزن والسوق والمصنع لإقليمها .
تتمثل العلاقات الاقتصادية المستخدمة في تحديد الاقليم بالإقليم التجاري والصناعي والزراعي، يتضمن الاقليم التجاري اقليم تجارة الفرد الذي يقع ضمن الاقليم الكثيف والذي يتحدد بمعرفة مناطق المتسوقين الذين يترددون للحصول على البضائع من خلال الحركة التي يقومون بها وهي غير منتظمة فقد تكون يومية أو أسبوعية ، أما اقليم تجارة الجملة فتعد من المعايير الاقتصادية المهمة في تحديد الاقليم التجاري ، إذ تقوم المدينة بدور المستودع الذي توفر فيه البضائع التجارية والحاجات المختلفة ومن ثم تقوم ببيعها بالجملة الى المناطق الأخرى الأقل مرتبة ، كما تؤدي الوظائف الأساسية للمدينة دورا رئيسا يمكن من خلاله تحديد مركزية المدينة، وبالتالي تحديد اقليمها حسب عدد هذه الوظائف إذ تمثل المدينة مكان العمل وجمع وتسويق انتاج الاقاليم المحيطة والمكان الخاص بتوزيع منتجاتها للأقاليم ذاتها.
أما بخصوص الاقليم الصناعي فيمكن ملاحظته في المدن التي تعتمد على الصناعة كأساس اقتصادي لها ، ويؤثر هذا الاقليم مباشرة على حركة السكان داخل الحيز الحضري ، ويمكن تحديد الاقليم الصناعي عن طريق استخدام معيار العلاقة المكانية بين مواقع الصناعة ومساكن العمال ، إذ يعتمد هذا المعيار على عامل سهولة الوصول ، ويتم تحقيق ذلك بالحصول على البيئات التي تبين أعداد العاملين واماكن سكانهم ، وعليه يظهر الدور الإقليمي للوظيفة الصناعية التي تقوم بها المدينة بشكل واضح من خلال تصنيع المواد الخام المستوردة من الأقاليم الأخرى ومن ثم تقوم بتوزيعها على سكان الاقليم أو تقوم بتصنيع المواد الخام التي ينتجها الاقليم وبعد ذلك تقوم بتوزيعها على سكانه أو تصديرها إلى مناطق تقع خارج الاقليم.
أما المعيار المستخدم لتحديد الإقليم الزراعي للمدينة فيتمثل بمعرفة المناطق التي يسوق منها الانتاج الزراعي إلى المدينة ، ومعرفة المسافة بين المناطق التي يسوق منها والمدينة ، إذ يعتبر الاقليم مصدر المدينة الذي يمولها بما تحتاجه من المواد الغذائية نباتية كانت أم حيوانية حيث تكون المدينة سوقا لتصريف المنتجات الزراعية ، ويساهم الطلب على المنتجات الزراعية في تحديد نوعية وكمية الإنتاج الزراعي في الإقليم الريفي ، ويمكن تحديد هذا الإقليم عن طريق إجراء عملية مسح ميداني للأسواق الخضروات والفواكه المخصصة لبيع الحيوانات المختلفة واللتين تمثلان مجمعة لتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية إلى المدينة.
تمثل أحد صور العلاقات المكانية والتي يعني بها مجموعة العلاقات التي تنشأ نتيجة الوظيفة الاقتصادية للمدينة في إقليمها والتي تتمثل في كون المدينة سوقا لتوزيع الخضر والفاكهة وإنها مركزا لاستيعاب العمالة الريفية، يعد الريف ظهير وإقليم المدينة حيث يعد المدينة بالغذاء ، فهي سوق استهلاكية غذائية ، ومن ثم تفرض نفوذها في توجيه الإنتاج الزراعي في الريف المحيط ، بل وفي دفعه وتشكيله وتحديد خصائصه ، فالاستهلاك هو اهم ضابط يحدده الإنتاج والتوزيع ، والمدينة هي منطقة نشاط متخصص هو بالضرورة ذو طابع اقتصادي وهي حلقة الوصل بين الاقتصاد الصناعي الحديث والاقتصاد الزراعي القديم، والريف بالنسبة للمدينة هو منطقة المعيشة العامة ، ويظهر أثر العلاقات الاقتصادية فيما يأتي:
الأسواق المركزية :
المقصود بها السوق الأسبوعي الذي يعقد في المدن وهو أحد المقاييس الهامة لعلاقة المدينة بالريف ، وهو بؤرة النشاط الزراعي فإليه يتجه س كان الريف لشراء احتياجاتهم والعودة ، تعد الأسواق من أهم مظاهر العلاقات المكانية بين الريف والحضر ، إذ يعد السوق مكان محدد مكانيا وزمانيا يتم التعامل فيه بين البائع والمشترى من أجل المتاجرة في السلع والمنتجات الريفية أو الخدمات المتصلة بإنتاج واستهلاك تلك السلع ، وفي السوق تتم عمليات العرض والطلب من خلال اسعار السلع المعروضة والمواجهة بين المتعاملين ، ومنه يمكن أن نتبين نمطين هما:
- يعـد سـوق المدينـة أحـد الظواهر الاقتصادية التي تعمل على تقوية العلاقات المكانية بين المدينة و المحلات العمرانية الريفية ، وذلك من خلال جذبه لسكان القرى المجاورة ، ولا تخصص لـه منطقـة محـددة بسـور كـمـا هـي العـادة لانعقاد السـوق ، وبهذا يعتبر السـوق أول مظهـر مـن مـظـاهـر امتداد العلاقات الخارجية بصورة واضحة مع القرة المجاورة ، فالسوق يضعف الشعور بالعزلة ويقـوي الانتماء للقرية الواحدة ، كما أن الريفي يتعرف على عددي من السلع مما يجعله يستفيد منها اقتصادياً ، وإنما يحتل سـوق المدينة الأسبوعي أحد شوارع المدينة الرئيسة ، والذي يمثل القلب التجاري للمدينة في نشأتها الأولى ثم امتد ذراعاً إلى الشرق مع النمو العمراني للمدينة ليشمل الشوارع الجانبية ، ولا تدخل الماشية والحيوانات فيما يتم تبادله بهذا السوق.
- يقتصر البيع السوق الأسبوعي على سلعة واحدة ، بل يتسم بعدم التخصص ويقول لومس Loomis أن معظم الأسر لا تنتقل نحو المركز التجاري ، وذلك من أجل الحصـول علـى الخدمات الأساسية كتجارة الخضراوات والفاكهـة والجـين والزبد وبعض الطيور الحية وكميات من الثوم والبصل والفلفل وغيرها ، وغالباً ما يجلس الباعة على عرباتهم الصغيرة أو على الأرض مفترشين بضائعهم أو عارضين لسلعهم ، وغالباً ما توجد المحلات التجارية علي جانبي الشارع الرئيسي والتي تباع فيها اللحوم والدواجن والأسماك المجمدة والطازجة من الأقمشة والخردوات والأحذية والبطاطين والصاغة، ويعتمد السوق على منتجات أهـل الـريـف مـن الإقليم المحيط والتي تتمثل في الطيور ومنتجات الألبان والخضراوات لطازجة والفاكهة والسماك والحبوب ، وفيه تتم عملية التبادل السلعي حيث يقـوم الوافدون ببيع سلعهم وشراء السلع التي يحتاجون إليها.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|