أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-25
404
التاريخ: 2024-08-28
346
التاريخ: 11-5-2021
2213
التاريخ: 2023-04-05
1260
|
يقول تعالى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27].
يكاد يجمع اكثر المفسرين ان القول اثابت هو الإيمان ، والتوحيد ، والحق وهذه الكلمة اطبقت على الدعوة إليها جميع رسالات السماء عبر حلقاتها جميعاً وعلى طول خطها التوحيدي بشعارها الخالد (لا إله إلا الله) الذي يمنح الإنسان الاستقلال الفكري، والهداية الرشيدة ، والسلوكية المستقيمة ، وهو يمثل قوة رفض لكل الإلوهيات الموهومة، وينسف كل العقائد الفاسدة ، لأنه في الوقت الذي يمثل قوة رفض وسلب ، يمثل قوة جذب وايجاب، وتثبيت فهو العمود الفقري في العقيدة الإسلامية .
بل كان ما نزل في كتاب الله تعالى من دلالات عقلية وبراهين فطرية، ودساتير سماوية تهدف إلى إرساء وتركيز عقيدة التوحيد في النفس البشرية؛ لتوجد الإنسان الموحد بكل ما للكلمة من أبعاد الثبات والاستقامة على كلمة التوحيد ، وهدايته إلى صراط الله { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } [الفرقان: 32] .
إن الغرض الأساسي من نزول القرآن الكريم نجوماً متفرقة حسب الوقائع والاحداث وحاجة الامة إلى امر معين هو تثبيت فؤاد الرسول (صلى الله عليه واله) – رغم ثباته – وتربية الامة على مراحل متعددة، وقد ثبت علمياً ان التعليم المرحلي (اثبت في النفس ، واوقع في القلب، واشد استقراراً ، واكمل رسوخاً في الذهن وخاصة في المعارف التي تهدي إليها الفطرة. فإن الفطرة إنما تستعد للقبول وتتهيأ للإذعان إذا احست بالحاجة).
والقول الثابت الذي جاء به القرآن الكريم، وقام عليه البناء الفوقي للأمة الموحدة، اعظم ذكر لمن اراد ان يستقيم ويثبت على دين الله ، فإنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} [التكوير: 24 - 28] ؛ ولذا فإن مواصلة قراءة القران ، ومتابعة البحث فيه ، والتحري لأسراره سبيل عظيم من سبل الاستقامة ، يقول امير المؤمنين : (وما جالس هذا القرآن احد إلا قام عنه بزيادة او نقصان : زيادة في هدا او نقصان : زيادة في هدى او نقصان من عمى. ألا ان كل حارث مبتلى في حرثه ، وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته واتباعه واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على انفسكم ، واتهموا عليه آرائكم واستغشوا فيه اهوائكم).
واخيراً فإن العمل بما أمر الله تعالى في امتثال الواجبات ، واجتناب المحرمات هو حصيلة التمسك والاعتصام بالقول الثابت، وبالعمل يثبت الله المؤمن في طريق الإيمان {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا } [النساء: 66]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العلامة الطباطبائي ، الميزان في تفسير القرآن : 15/211.
(2) نهج البلاغة خطبة : 176 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|