المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حكم كلام الجواد ومواعظه (عليه السلام) ‏  
  
6385   05:35 مساءً   التاريخ: 2023-02-21
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2، ص441-448
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

من جملة الروايات المنقولة من حكم كلام الامام الجواد (عليه السلام) واقواله منها : الاولى: قال (عليه السلام) : الثقة باللّه تعالى ثمن لكلّ غال، وسلّم إلى كل عال‏ .

الثانية: قال (عليه السلام) : عزّ المؤمن من غناه عن الناس‏ .

الثالثة: قال (عليه السلام) : لا تكن وليّ اللّه في العلانية، عدوّا له في السّر .

يقول المؤلف: هذه الكلمة الشريفة تشبه كلمة جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال:  لا تسبّنّ ابليس في العلانية وأنت صديقه في السّر .

الرابعة: قال (عليه السلام) : من استفاد أخا في اللّه فقد استفاد بيتا في الجنة .

الخامسة: قال (عليه السلام) : كيف يضيع من اللّه كافله؟ وكيف ينجو من اللّه طالبه؟ ومن انقطع إلى غير اللّه وكله اللّه إليه، ومن عمل على غير علم ما، أفسد اكثر ممّا يصلح‏ .

السادسة: قال (عليه السلام) : اياك ومصاحبة الشرير فانّه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره‏ .

السابعة: قال (عليه السلام) : كفى بالمرء خيانة ان يكون امينا للخونة .

الثامنة قال للجواد (عليه السلام) رجل: أوصني، قال: وتقبل؟ قال: نعم، قال: توسّد الصبر، واعتنق الفقر، وارفض الشهوات، وخالف الهوى، واعلم انّك لن تخلو من عين اللّه فانظر كيف تكون‏.

التاسعة: قال (عليه السلام) : المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: توفيق من اللّه، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه‏ .

العاشرة: قال (عليه السلام) : لا تعادي احدا حتى تعرف الذي بينه وبين اللّه تعالى، فان كان محسنا فانّه لا يسلّمه إليك‏  وإن كان مسيئا فان علمك به يكفيكه فلا تعاده‏ .

الحادية عشرة: قال (عليه السلام) : القصد إلى اللّه تعالى بالقلوب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال.

وقد وردت روايات كثيرة في باب القلب ومراعاته فقد روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّه قال: في الانسان مضغة إذا هي سلمت وصحّت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم بها سائر الجسد، وهي القلب‏ .

وروي أيضا: إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد .

ومن وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام) : الا وانّ من البلاء الفاقة، وأشدّ من الفاقة مرض البدن، وأشد من مرض البدن مرض القلب، الا وانّ من النعم سعة المال، وأفضل من سعة مال صحة البدن، وأفضل من صحّة البدن تقوى القلوب‏ .

وروي عن الامام الباقر (عليه السلام) انّه قال: القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعثر على شي‏ء من الخير وهو قلب الكافر، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشرّ فيه يعتلجان، فما كان منه أقوى غلب عليه، وقلب مفتوح فيه مصباح يزهر فلا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن‏ .

وروي انّه: بينا موسى بن عمران (عليه السلام) يعظ أصحابه إذ قام رجل فشقّ قميصه فأوحى اللّه عز وجل إليه: يا موسى قل له لا تشق قميصك ولكن اشرح لي عن قلبك‏ .

الثانية عشرة: قال (عليه السلام) : من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه‏ .

الثالثة عشرة: روى الشيخ الصدوق عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني (رحمه اللّه) انّه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليهما السّلام) : يا ابن رسول اللّه حدّثني بحديث عن آبائك (عليهم السّلام)، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا .

قال: قلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لو تكاشفتم ما تدافنتم ، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : انكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فانّي سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول: انّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من عتب على الزمان طالت معتبته .

يقول المؤلف: ومثل هذا الكلام قوله (عليه السلام) : اغض على القذى والّا لن ترض أبدا، وهذا كناية عن غضّ البصر والصبر على البلايا والاذى من اصدقاء المصلحة والّا لن تفلح ولم ترض ابدا وتكون دائم الهمّ والغمّ والحزن لانّ الدنيا محفوفة بالمكاره .

قال عبد العظيم‏ فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : مجالسة الاشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، قال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .

يقول المؤلف: ومن كلماته (عليه السلام) أيضا: البغي آخر مدة الملوك.

قال عبد العظيم‏ فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه فإن كان يحسن فنا من الفنون أو علما من العلوم فان شخصيته وقدره بذلك المقدار، والغرض التحريض والترغيب في كسب الكمالات النفسية والصناعات الجيدة .

قال خليل بن أحمد: بان أفضل كلمة ترغّب الانسان لطلب العلم والمعرفة هي قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : قيمة كلّ امرئ ما يحسنه.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، قال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : المرء مخبوء تحت لسانه .

ولذلك قال أيضا في حديث آخر بهذا المعنى: تكلّموا تعرفوا  .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ما هلك امرؤ عرف قدره ، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم .

يقول المؤلف: ذكرنا ما يقرب من هذا المعنى في فصل مواعظ الامام الصادق (عليه السلام) .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من وثق بالزمان صرع ، قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : خاطر بنفسه من استغنى برأيه يعني المعتدّ برأيه والذي يترك المشورة مع العلماء وأمثالهم‏ .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قلّة العيال أحد اليسارين ، لأنّ قليل العيال يكون عيشه أسهل ومصرفه أقل كما لوكان كثير المال ولكنه كثير العيال أيضا، فحالهما سواء .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من دخله العجب هلك .

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة .

يقول المؤلف: وقد أشار بعض الشعراء في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذا المطلب حيث قال:

جاد بالقرص والطوى ملأ جنبيه‏           وعاف الطعام وهو سغوب‏

فأعاد القرص المنير عليه‏                  القرص و المقرص الكرام كسوب‏

روي انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) سقى نخلا بمد شعير، فعجن له ذلك الشعير وخبز، فجاء سائل فأعطاه (عليه السلام) قرص الخبز وبقي سغوبا، فيقول الشاعر: انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أعطى قرص الخبز وهو سغوب فأعاد اللّه له قرص الشمس في السماء .

قال عبد العظيم‏ : فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه، فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : من رضي بالعافية ممن دونه رزق السلامة ممن فوقه  قال: فقلت له: حسبي‏ .

يقول المؤلف: هذه الرواية تشتمل على ستة عشر حديثا شريفا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، رواها الامام الجواد (عليه السلام) عن آبائه الكرام عنه، فأقتدي أنا أيضا بالامام الجواد (عليه السلام) واذكر اثنتي عشرة كلمة من كلمات الامام عليّ (عليه السلام) المذكورة في نهج البلاغة كي يصير المجموع مع الحكم والاحاديث الاثنى عشر المتقدمة عن الامام الجواد (عليه السلام) أربعين حديثا، فيكون الحافظ لها مصداقا لقوله (عليه السلام) : من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا بعثه اللّه عز وجل يوم القيامة عالما فقيها ولم يعذبه‏ .

1- قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذا تمّ العقل نقص الكلام‏ .

2- قال (عليه السلام) : اكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله  .

فالأحمق هو الذي تلوّث بآلاف العيوب وغرق في المعاصي والذنوب ومع ذلك لا يرى‏ عيوبه بل يذكر عيوب الناس.

وفي كلام له (عليه السلام) يشبّه فيه الشخص الذي يذكر عيوب الناس وعثراتهم، بالذباب التي لا تقع الّا على الأماكن النتنة والفاسدة من بدن الانسان وتترك الأماكن النظيفة والسليمة منه .

3- قال (عليه السلام) : رأي الشيخ أحبّ إليّ من جلد الغلام‏ .

ولعلّ هذا لكون رأى الشيخ يصدر عن عقل وتدبر وتجربة فيكون سببا لاصلاح الفتن وإطفائها بخلاف جلد الغلام وشجاعته التي تكون مبنيّة غالبا على التهوّر والقاء النفس في التهلكة، فيكون سببا لاشتعال نار الحرب ولذا قال أبو الطيب:

الرأي قبل شجاعة الشجعان‏                هو أوّل وهي المحلّ الثاني‏

فإذا هما اجتمعا لنفس حرّة                 بلغت من العلياء كلّ مكان‏

4- قال (عليه السلام) : فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها .

ولقد أجاد من قال:

أقسم باللّه لمصّ النّوى‏            وشرب ماء القلب المالحة

أحسن بالانسان من ذلّة           ومن سؤال الأوجه الكالحة

فاستغن باللّه تكن ذا الغنى‏        مغتبطا بالصفقة الرابحة

طوبى لمن يصبح ميزاته‏         يوم يلاقي ربّه راجحة

5- قال (عليه السلام) : القناعة مال لا ينفد .

6- قال (عليه السلام) : كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك‏ .

فالطالب للسعادة وتهذيب النفس والتحلّي بالاخلاق الفاضلة لا بد أن يجعل الغير مرآة لعيوبه فيتأمل فيما يصدر عنهم من الحسن والقبيح، ويرى انّ هذا الفعل الحسن الصادر من الغير حسن له أيضا والفعل القبيح قبيح له أيضا.

7- قال (عليه السلام) : كم من اكلة منعت اكلات‏ .

وفي هذا المعنى قوله (عليه السلام) : كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا. والحريري اخذ كلامه المذكور في المقامات عن كلام الامام هذا، فقال: يا ربّ أكلة هاضت‏  الأكل ومنعته مآكل.

8- قال (عليه السلام) : كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب‏ .

والمقصود انّه لا ينبغي الدخول في الفتن والمشاركة فيها بأيّ نحو كان، وكن بحيث لا ينتفع منك، فكثيرا ما تسفك الدماء وتنهب الاموال في الفتن فتكون شريكا معهم وتخسر الدنيا والآخرة.

9- قال (عليه السلام) : ما عال من اقتصد .

10- قال (عليه السلام) : ما قال الناس لشي‏ء طوبى له الّا وقد خبأ له الدّهر يوم سوء .

11- قال (عليه السلام) : من تذكّر بعد السفر استعد .

12- قال (عليه السلام) : ما اكثر العبر وأقلّ الاعتبار .

وقد ورد في التواريخ انّ عبد الملك بن مروان لما قتل مصعب بن الزبير وذهب إلى الكوفة، دخل قصر الامارة وجلس على سرير السلطنة وجعل رأس مصعب امامه، وكان في غاية الفرح والسرور، وفجأة أصابت عبد الملك بن عمر رعشة، فقال: سلّم اللّه الأمير، انّ لي قصة عن هذه الدار، فقد كنت مع عبيد اللّه بن زياد في هذا المكان فجي‏ء برأس الحسين إليه وجعل أمامه، ثم كنت مع المختار فرأيت رأس عبيد اللّه قد وضع امامه، ثم كنت مع مصعب بن الزبير صاحب هذا الرأس فرأيت رأس المختار بين يديه، وهذا رأس مصعب بين يديك فوقاك يا أمير المؤمنين‏.

فلمّا سمع عبد الملك بن مروان ذلك عرته هزّة فأمر بهدم قصر الامارة .

يقول المؤلف: ذكر في كشف الغمة في احوال الامام الجواد (عليه السلام) حكم وكلمات كثيرة عن الامام عليّ (عليه السلام) رواها الامام الجواد (عليه السلام) عنه تركناها اختصارا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.