المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



لقاء الامام الحسين بالحر الرياحي  
  
3488   12:40 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص448-451.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

فما كان بأسرع حتّى طلعت هوادي الخيل  مع الحرّ بن يزيد التميميّ ، فجاء حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين (عليه السلام) في حرّ الظهيرة، وكان مجيء الحرّ بن يزيد من القادسيّة، يقدم الحصين بن نمير في ألف فارس .

فحضرت صلاة الظهر، فصلّى الحسين (عليه السلام) وصلّى الحرّ خلفه ، فلمّا سلّم أنصرف إلى القوم وحمد الله وأثنى عليه وقال :  أيّها الناس إنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله عنكم ، ونحن أهل بيت محمد (صلى الله عليه واله) أولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم ، والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، فإن أبيتم إلاّ الكراهة لنا، والجهل بحقّنا، وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم ، وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم. فقال له الحر: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب التي تذكر!.

فقال الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه : يا عقبة بن سمعان اُخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ.

فأخرج خرجين مملوئين صحفاً فنثرت بين يديه .

فقال له الحرّ: لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد اُمرنا إذا لقيناك أن لا نفارقك حتّى نقدم بك الكوفة على عبيد الله .

فقال له الحسين (عليه السلام) : الموت أدنى إليك من ذلك ثمّ قال لأصحابه : قوموا فاركبوا فركبوا ، فقال : انصرفوا فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف.

فقال الحسين (عليه السلام) للحرّ: ثكلتك اُمّك يا ابن يزيد.

قال الحرّ: أمّا لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر اُمّه بالثكل ، ولكن والله ما لي إلى ذكر أمّك من سبيل إلاّ باحسن ما نقدر عليه.

فقال الحسين (عليه السلام) : فما تريد ؟.

قال : اُريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله .

قال : إذاً والله لا أتّبعك.

قال : إذاً والله لا أدعك .

وترادّا القول ، فلمّا كثر الكلام بينهما قال الحر: إنّي لم أومر بقتالك ، إنّما اُمرت أن لا اُفارقك حتّى أقدم بك الكوفة، فتياسر ههنا عن طريق العذيب والقادسيّة حتّى أكتب إلى الأمير ويكتب إلى عبيد الله لعل الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن اُبتلى بشيء من أمرك .

فسار الحسين (عليه السلام) وسار الحرّ في أصحابه يسايره وهو يقول له : إنّي أذكرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلن .

فقال الحسين (عليه السلام) : أفبالموت تخوّفني ؟ ! وساقول ما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه واله) فخوّفه ابن عمّه وقال : إنّك مقتول فقال :

سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى    *     إذا ما نوى حقّاً وجاهدَ مسلما

وواسى الرجالَ الصالحينَ بـــنفسهِ        *      وفارقَ مثبوراً وودّعَ مجرما

فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه .

قال عقبة بن سمعان : فسرنا معه ساعة فخفق (عليه السلام) هو على ظهر فرسه خفقة ثمّ انتبه وهو يقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين  ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً، فأقبل إليه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) على فرس فقال : يا أبه فيم حمدت الله واسترجعت ؟.

قال : يا بنيّ ، إنّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول :القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا.

فقال له : يا أبه لا أراك الله سوءاً، ألسنا على الحقّ؟.

قال : بلى والذي إليه مرجع العباد.

قال : فإنّنا إذن لا نبالي أن نموت محقّين.

فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده.

فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة، ثمّ عجلّ الركوب فأخذ يتساير بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيرّده وأصحابه ، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة امتنعوا عليه ، فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى المكان الذي نزل به الحسين (عليه السلام) ، فإذا راكب على نجيب له ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، ودفع إلى الحرّ كتاباً من عبيد الله بن زياد، فإذا فيه : أمّا بعد: فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ولا تنزله إلاّ بالعراء في غير خضر وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتيني بإنفاذك أمري ، والسلام .

فأخذهم الحرّ بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية .

فقال له الحسين : دعنا ويحك ننزل في هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضريّة .

قال : لا والله لا أستطيع ذلك ، هذا رجل قد بُعث عيناً عليّ .

فقال زهير بن القين : إنّي والله ما أراه يكون بعد هذا الذي ترون إلاّ أشدّ ما ترون ، يا ابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمري ليأتينا بعدهم من لا قبل لنا به .

فقال الحسين (عليه السلام) : ما كنت لأبدأهم بالقتال  ثمّ نزل ، وذلك في يوم الخميس الثاني من المحرّم سنة إحدى وستين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.