تعدد الديانات لدى العرب قبل الاسلام وتأثرت بمعتقدات الامم التي اتصلوا بها او جاورها ولذلك عرفوا في جاهليتهم الديانات السماوية كالمسيحية واليهودية , وغير السماوية المجوسية والصائبة الا ان الوثنية كانت الغالبة والاوسع انتشارا .

1- الديانة الوثنية: شاعة الوثنية شيوعا كبيرا في بلاد العرب , وقامت على فكرة عبادة مظاهر الطبيعة . ولما كان العربي يعتقد ان لهذه المظاهر تأثيرا بالغا على حياته فقد حرص على استرضائها, واتخذ لها اشكالا مختلفة من بيوت اشجار واحجار منحوته تمثل بشرا وحيوانات , واخرى غير منحوته وكان العرب يطوفون حول هذه الاصنام ويتاجرون عندها ويعتبرون المكان الذي فيه المعبود حرما. وكان بعض كبريات القبائل و يعبد أصناما معينة, عرفت بالأصنام الخاصة وزاد عددها الثلاثمائة اهمها: ود , سواع يفوت , يعوق, هبل , بعل, جهار.

اما الاصنام العامة التي كانت تعبدها ايضا معظم القبائل فهي: اللات و العزى ومناة . الاولى عبارة عن صخرة مربعة بيضاء في الطائف ترمز الى فصل الصيف , بينما كانت الثانية عبارة عن ثلاث شجرات في وادي نخلة, ترمز الى الخصب. اما مناة فهي اقدم الاصنام عند العرب وهي عبارة عن حجر اسود اقيم له معبد خاص على الطريق بين بين مكة ويثرب وهي ترمز الى الموت والقضاء والقدر.

2- الديانة المسيحية:  كان لابد للمسيحية من ان تنتشر في بلاد العرب وتجتذب اليها العديد من قبائلهم مثل بني اسد وتغلب وتميم وقضاعة وكندة وذلك لوجود دولتين مسيحيتين في جوار بلاد العرب هما: مملكة الاحباش في الجنوب, والدولة الرومانية ثم البيزنطية في الشمال. وقد انتشر المبشرون المسيحيون في سائر لنحاء الجزيرة واحرزوا نجاحا بارزا في نجران بشكل خاص كما تعرفت مدن الحجاز الى لتعليم والتقاليد المسيحية بفضل اتصالاتها الدائم بالدويلات العربية المسيحية في الشمال وعلى الاخص الغساسنة والمناذرة.

3- الديانة اليهودية: لم تصل اليهودية الى مثل ما وصلت اليه المسيحية من اتساع ونفوذ في بلاد العرب, وذلك عائد لكونها لم تدخل البلاد بفضل التبشير, بل حملها قوم من اليهود لجأوا الى الجزيرة العربية بعدما اشتد الضغط الروماني عليهم في فلسطين وخاصة في عهد الامبراطور تيطس الذي هدم الهيكل وشرد اليهود المتآمرين على سلامة الدولة قصد هؤلاء اللاجئون اليهود بعض مدن اليمن والحجاز و وعملوا في التجارة واحيانا في الزراعة . وتأثرت بالدين اليهودي بعض القبائل العربية فاعتنقته وكان اهمها: بنو نمير , وبنو كنانة .

الى هذا في مطلع التاريخ الميلادي انتشرت اليهودية بين الحميريين وتعصب لهل ملكهم ذو نؤاس الذي اخذ يضطهد المسيحين ,فاستغاث هؤلاء ببني دينهم الاحباش الذين استجابوا للدعوة وهزموا ملوك الحميريين سنة 522م واجلسوا على العرش اسرة حبشية تحالفت مع يوستنياس امبراطور الروم وعلى الاثر احاز الفرس الى الحميريين المخلوعين وطردوا الاحباش واقاموا حكما فارسيا (575م) دام حتى الفتح الاسلامي. وكان الحاكم الحبشي ابرة قد انشأ كنيسة ضخمة في مدينة صنعاء وارادوا ان يجذبوا الحجاج العرب اليها بدلا من الكعبة, فتقدم على راس جيش زاحفا الى مكة ليهدم الكعبة, ولكنه عجز عن تحقيق غايته وكان ذلك سنة 570م.

4- الصابئة والمجوسية: اخذتا طريقهما الى بلاد العرب بتأثير المجاورة مع الفرس وهما مذهبان قائمان غلى اسس فكرية غير ان تأثيرهما بقي محدودا.

مواضيع ذات صلة

اغتيال الملك سيف بأحراش الدلتا.

سيف يتوغل في أصفهان.

الرحيل إلى مصر العدية.

موت قمرية.

سيف يفك حصار مدينة أفراح.

سيف بن ذي يزن تبع حمير المنتظر.

هيكل سيف بن ذي يزن.

مهد التباعنة.

سيف أرعد يصرخ: ولدي جثة بلا رأس.

حروب النيل.

الحرب الضروس في القرن الأفريقي.

ذو اليزن التبع المحتضر.