الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
جملة من بني مروان و أشعارهم
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص:573-594
2023-07-03
1998
جملة من بني مروان وأشعارهم
ولنذكر جملة من بني مروان بالأندلس ، فنقول:
1- قال محمد بن هشام المرواني صاحب كتاب " أخبار الشعراء "(1):
وروضة من رياض الحزن حالفها طل أطلت به في أفقها الحلل
كأنما الورد فيما بينها ملك موف ونوارها من حوله خول
وكان في مدة الناصر، وأدخل عليه يوماً ليذاكره، فاستحسنه، وأمره بالتزام بنيه ليؤدبهم بحسن أدبه، ويتخلقوا بخلقه، فاستعفى من ذلك، وقال: إن الفتيان لا يتعلمون إلا بشدة الضبط والقيد والإغلاظ ، وأنا أكره أن أعامل بذلك أولاد الخليفة فيكرهوني، وقد يحقد لي بعضهم ذلك إلى أن يقدر على النفع والضرر .
قالوا: وكان يتعشق المستنصر بالله ولي عهد الناصر وهو غلام ، وله فيه:
573
متع بوجهك جفني يا كوكبا فوق غصن
يا من تحجب حتى عن كل فكر وأذن
وخامر الخوف فيه فما يجول بذهن
فليس للطرف والقلب غير دمع وحزن
فإني ذو ذنوب وأنت جنة عدن
2- وقال أخوه أحمد بن هشام:
قطعت الليالي بارتجاء وصالكم وما ثلت منكم غير متصل الهجر
وما كنت أدري ما التصبر قبلكم فعلمتموني كيف أقوى على الصبر
وما كنت ممن يتعلق الصبر فكره ولكن خشيت الصبر يذهب بالعمر
ومن حكاياتهم في علو الهمة: أنه كان سبب قراءته واجتهاده أنه حضر مجلساً فيه القائد أحمد بن أبي عبدة ، وهو غلام ، فاستخبره القائد ، فرآه بعيداً من الأدب والظرف ، ورأى له ذهنا قابلا للصلاح، فقال : أي سيف لو كانت عليه حلية ! فقامت من هذه الكلمة قيامته ، وثابت له همة ملوكية عطف بها على الأدب والتعلم ، إلى أن صار ابن أبي عبدة عنده كما كان هو عند ابن أبي عبدة أولا ، فحضر بعد ذلك معه ، وجالا في مضمار الأدب، فرأى ابن أبي عبدة جواداً لا يشق غباره، فقال: ما هذا؟ أين هذا مما كان؟ فقال: إن كلمتك عملت في فكري ما أوجب هذا، فقال : والله إن هذه حلية تليق بهذا السيف ، فجزاك الله عن همتك خيرا .
ثم قال له: سر ، إن لي عليك حقا إذ بعثتك على التأدب والتميز ، فإذا حضرنا في جماعة فلا تتطاول على تقصيري ، وحافظ على أن لا أسقط من العيون بإرباء غيري علي ، فقال : لك ذلك وزيادة .
3- وكان المنذر ابن الأمير عبد الرحمن الأوسط سيء الخلق في أول
574
أمره، كثير الإصغاء إلى أقوال الوشاة ، مفرط القلق مما يقال في جانبه ، معاقباً على ذلك لمن يقدر على معاقبته، مكثر التشكي ممن لا يقدر عليه لوالده الأمير عبد الرحمن ، فطال ذلك على الأمير ، فقال لوكيل خاص به عارف بالقيام بما يكلفه به : الموضع الفلاني الذي بالحبل الفلاني المنقطع عن العمران تبني فيه الآن بناء أسكين فيه ابني المنذر ، وأوصاه بالاجتهاد فيه ، ففرغ منه ، وعاد إليه ، فقال له : تعلم المنذر أتي أمرته بالانفراد فيه ، ولا تترك أحداً من أصحابه ولا أصحاب غيره يزوره ، ولا يتكلم معه البتة ، فإذا ضجر من ذلك وسألك عنه فقل له: هكذا أمر أبوك ، فتولى الثقة ذلك على ما أمر به ، ولما حصل المنذر في ذلك المكان وبقي وحده ، وفقد خوله ومن كان يستريح إليه(2)، ونظر إلى ما سلبه. من الملك ضجر ، فقال للثقة : عسى أن يصلني غلماني وأصحابي أتأنس بهم ، فقال له الثقة: إن الأمير أمر أن لا يصلك أحد، وأن تبقى وحدك لتستريح مما يرفع لك أصحابك من الوشاية ، فعلم أن الأمير قصد محنته بذلك وتأديبه، فاستدعى دواة وكتب إلى أبيه: إني قد توحشت في هذا الموضع توحشا ما عليه من مزيد، وعدمت فيه من كنت أنس إليه ، وأصبحت مسلوب العز فقيد الأمر والنهي ، فإن كان ذلك عقاباً لذنب كبير ارتكبته وعلمه مولاي ولم أعلمه فإني صابر على تأديبه ، ضارع إليه في عفوه و صفحه :
وإن أمير المؤمنين وفعله لك الدهر، لا عار بما فعل الدهر
فلما وقف الأمير على رقعته، وعلم أن الأدب بلغ به حقه ، استدعاه فقال له : وصلت رقعتك تشكو ما أصابك من توحش الانفراد في ذلك الموضع ، وترغب أن تأنس بحولك وعبيدك وأصحابك ، وإن كان لك ذنب يترتب عليه
575
كلام أن تطول سكناك في ذلك المكان ، وما فعلت ذلك عقاباً لك ، وإنما رأيناك تكثر الضجر والتشكي من القال والقيل ، فأردنا راحتك بأن نحجب عنك سماع من يرفع ویم ، حتى تستريح منهم ، فقال له : سماع ما كنت أضجر منه أخف علي من التوحد والتوحش والتخلي مما أنا فيه من الرفاهية والأمر والنهي، فقال له: فإذ قد عرفت وتأدبت فارجع إلى ما اعتدته وعول على أن تسمع كأنك لم تسمع ، وترى كأنك لم تر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لو تكاشفتم ما تدافنتم )) ، واعلم أنك أقرب الناس إلي وأحبهم في وبعد هذا فما يخلو صدرك في وقت من الأوقات عن إنكار علي ، وسخط لما أفعله في جانبك أو جانب غيرك ، ما لو أطلعني الله تعالى عليه لساءني ، لكن الحمد لله الذي حفظ ما بين القلوب بستر بعضها عن بعض فيما يجول فيها ، وإنك لذو همّة ومطمح ، ومن يكن هكذا يصبر ويغض ويحمل ، ويبدل العقاب بالثواب ، ويصير الأعداء من قبيل الأصحاب الشخص على ما بسوء ، فقد يرى منه بعد ذلك ما يسر ولقد يخف على اليوم من قاسيت من فعله وقوله، ولو(3) قطعتهم عضواً عضوا لما ارتكبوه مني ما شفيت فيهم غيظي ، ولكن رأيت الإغضاء والاحتمال ، لا سيما عند الاقتدار ، أولى ، ونظرت إلى جميع من حولي ممن يحسن ويسيء فوجدت القلوب متقاربة بعضها من بعض ، ونظرت إلى المسيء يعود محسناً ، والمحسن يعود مسيئاً ، وصرت أندم على من سبق له مني عقاب ، ولا أندم على من سبق له مني ثواب ، فالزم يا بني معالي الأمور ، وإن جماعها في التغاضي ، ومن لا يتغاضى لا يسلم له صاحب ، ولا يقرب منه جانب ، ولا ينال ما تترقى إليه همته ، ولا يظفر بأمله ، ولا يجد معيناً حين يحتاج إليه ؛ فقبل المنذر يده وانصرف ، ولم يزل يأخذ نفسه بما أوصاه والده حتى تخلق بالخلق الجميل ، وبلغ ما أوصاه ،
576
به أبوه، ورفع قدره.
ومن شعره في ابن عم له:
ومولى أبى إلا أذاي وإني لأحلم عنه وهو بالجهل يقصد
توددته فازداد بعداً وبغضة وهل نافع عند الحسود التودد
وقوله :
خالف عدوك فيما أن أتاك فيه لينصح
فإنما ينبغي أن تنام عنه فتربح
ومن كرم نفسه أن أحد(4) التجار أهدى له جارية بارعة الحسن ، واسمها طرب ، ولها صنعة في الغناء حسنة ، فعندما وقع بصره على حسنها ثم أذنه على غنائها أخذت بمجامع قلبه ، فقال لأحد خدامه : ما ترى أن ندفع لهذا التاجر عوضاً عن هذه الجارية التي وقعت منا أحسن موقع ؟ فقال : تقدر ما تساوي من الثمن وتدفع له بقدرها ، فقومت بخمسمائة دينار ، فقال المنذر للخديم : ما عندك فيما تدفع له ؟ فقال : الخمسمائة ، فقال : إن هذا للؤم ، رجل أهدى لنا جارية ، فوقعت منا موقع استحسان ، نقابله بثمنها ، ولو أنه باعها من يهودي لوجد عنده هذا ، فقال له : إن هؤلاء التجار لؤماء بخلاء ، وأقل القليل يقنعهم ، فقال : وإنا كرماء سمحاء ، فلا يقنعنا القليل لمن نجود عليه ، فادفع له ألف دينار ، واشكره، على كونه خصنا بها ، وأعلمه بأنها وقعت منا موقع رضى.
وفيها يقول :
577
ليس يفيد السرور والطرب إن لم تقابل لواحظي طرب
ابهت في الكأس لست أشربها والفكر بين الضلوع يلتهب
يعجب من معاشر جهلوا ولو رأوا حسنها لما عجبوا
وقال له أبوه يوماً: إن فيك لتنيها مفرطاً ، فقال له : حق لفرع أنت أصله أن يعلو فقال له يا بني إن العيون تمج التائه ، والقلوب تنحرف عنه ، فقال: يا أبي لي من العز والنسب وعلو المكان والسلطان ما يجمل من ذلك وإني لم أر العيون إلا مقبلة علي، ولا الأسماع إلا مصغية إلي ، وإن لهذا السلطان رونقا يرنقه(5) التبذل ، وعلوا يخفضه الانبساط ، ولا يصونه ويشرفه إلا التيه والانقباض وإن هؤلاء الأنذال لهم ميزان يسبرون به الرجل منا ، فإن رأوه راجحاً عرفوا له قدر رجاحته وإن رأوه ناقصاً عاملوه بنقصه، وصيروا تواضعه صغرا وتخضعه(6) خسة، فقال له أبوه : الله أنت فابق وما رأيت.
4- وكان له أخ أديب أيضاً اسمه المطرف بن عبد الرحمن الأوسط ، ومن شعره:
أفنيت عمري في الشر ب والوجوه الملاح
ولم أضيع أصيلا ولا اطلاع صباح
أحيي الليالي سهـدا في نشوة ومراح
ولست أسمع ماذا يقول داعي الفلاح
و العياذ بالله من هذا الكلام ، وحاكي الكفر ليس بكافر.
وعتبه أحد إخوانه على هذا القول فقال : إني قلته وأنا لا أعقل ، ولم أعلم أنه يحفظ عني ، وأنا أستغفر الله تعالى منه ، والذي يغفر الفعل أكرم من
578
أن يعاقب على القول .
ومن جيد شعره قوله :
يا أخي فرقت صروف الليالي بيننا غير زورة الأحلام
فغدونا بعد ائتلاف وقرب نتناجى بالسن الاقلام
5- وقال أخوهما الثالث هشام بن عبد الرحمن فيمن اسمه ريحان:
أحبك يا ريحان ما عشت دائماً ولو لامتني في حبك الإنس والحان
ولولاك لم أهو الظلام وسهده ولا حببت لي في ذرا الدار غربان
وما أعشق الريحان إلا لأنه شريكك في اسم فيه قلبي هيمان
على أنه لم يكمل الظرف مجلس إذا لم يكن فيه مع الراح ريحان
وله فيه :
إذا أنا مازحت الحبيب فإنما قصدت شفاء الهم في ذلك المزح
فما العيش إلا أن أراه مضاحكاً كما ضحك الليل البهيم عن الصبح
6- وقال أخوهم الرابع يعقوب بن عبد الرحمن(7):
إذا أنا لم أجد يوما وقومي لهم في الجود آثار عظام
فمن يرجى لتشييد المتعالي إذا قعدت عن الخير الكرام؟
ومدحه بعض الشعراء ، فأمر له بمال جزيل ، فلما كان مثل ذلك الوقت جاءه بمدح آخر ، فقال أحد خدام يعقوب : هذا اللئيم له دين عندنا جاء يقتضيه ؟ فقال الأمير: يا هذا، إن كان الله تعالى خلقك مجبولا على كره رب الصنائع
579
فاجر على ما جبلت عليه في نفسك ، ولا تكن كالأجرب يعتدي غيره وإن هذا الرجل قصدنا قبل ، فكان منا له ما أنس به وحمله على العودة ، وقد ظن فينا خيراً ، فلا تخيب ظنه ، والحديث أبدأ يحفظ القديم ، وقد جاءنا على جهة التهنئة بالعمر ، ونحن نسأل الله تعالى أن يطيل عمرنا حتى يكثر ترداده ، ويديم نعمنا حتى نجد ما تنعم به عليه ، ويحفظ علينا مروءتنا حتى يعيننا على التجمل معه ، ولا يبلينا بجليس مثلك يقبض أيدينا عن إسداء الأيادي ، وأمر للشاعر بما كان أمر له به قبل ، وأوصاه بالعود عند حلول ذلك الأوان ما دام العمر .
7- وقال أخوهم الخامس الأمير محمد ابن الأمير عبد الرحمن(8) لأخيهم السادس أبان وقد خلا معه على راحة : هل لك أمل نبلغك إياه ؟ فقال : لم يبق لي أمل إلا أن يديم الله تعالى عمرك ويخلد ملكك ، فأعجب ذلك الأمير ، وقال : ما مالت إليك نفسي من باطل ، وكان كل واحد منهما يهيم بالآخر وفي ذلك يقول أبان:
يا من يلوم ولا يدري بمن أنا منفـ تون لو أبصرته ما كنت تلحاني
من مازجت روحه روحي وشاطرني يا حسنه حين أهواه ويهواني
وكان للأمير محمد ابن الأمير عبد الرحمن ثلاثة أولاد نجباء: القاسم ، والمطرف ، ومسلمة ، ولهم أخ رابع اسمه عثمان.
8- فمن نظم القاسم(9) في عثمان أخيه، وقد زاره فاستسقاه ماء ، فأبطأ عليه غلامه لعلة لم يقبلها القاسم :
الماء في دار عثمان له ثمن والخبز شيء له شأن من الشأن(10)
580
وله :
شغلت بالكيمياء دهري فلم أفيد غير كل خسر
إتعاب فكر، خداع عقل فساد مال، ضياع عمر
9ـ وقال شقيقه المطرف(11)، ويعرف بابن غزلان ، وهي أمه ، وكانت مغنية بديعة محسنة عوادة أديبة:
هل أتكي مشرفا على نهر أرمي بطرفي إليه من قصري
عند أخ لو دهنه حادثة أعطيته ما أحب من عمري
10- وقال أخوهما مسلمة(12):
إن شيباً وصبوة لمحال أولم يأن أن يكون زوال
فدع النفس عن مزاح ولهو تلك حال مضت وجاءتك حال
وكان يقول: إني لا أفارق إلا من اختار مفارقتي ، ومن خادعني انخدعت له ، وأريته أني غير فطين بخداعه ، ليعجبه أمره ، وأدخل عليه مسرة بنفسه ورأيه.
11- وقال محمد ابن الأمير منذر ابن الأمير محمد في جاريته الأراكة:
قل للأراكة قد زاد بالدنو اشتياقي
581
وهاج ما بي إليها تمثلي للعناق
وإني وبقلبي جمر جرى في المآقي
طويت ما بي ليوم يكون فيه التلاقي
فإن أعد لاجتماع حرمت يوم افتراق
لا يعرف الشوق إلا من ذاق طعم الفراق
12- وقال عبد الله بن الناصر(13) وقد أهدى له سعيد بن فرج ياسمينا أبيض وأصفر، وكتب معه(14):
مولاي قد أرسلت نحوك تحفة بمراد ما أبغيه منك تذكر
من ياسمين كاللجين تبرجت بيضا وصفراً والسماح يعبر
فأجابه بما نصه :
أتاك تفسيري ولما يحل عني على أضغاث أحلام
فاجعله رسما دائما زائرا(15) منك ومني غرة العام
وبعث إليه بهذين البيتين مع ملء الطبق دنانير ودراهم ، فقال ابن فرج:
قد سمعنا بجود كعب وحاتم ما سمعنا جودا مدى العمر لازم
فدعائي بأن تدوم دعاء لي لا زال طول ما عشت دائم
ما سمعنا كمثل هذا اختراعا هكذا هكذا تكون المكارم
وتشبه هذه الحكاية حكاية اتفقت لبعض ملوك إفريقية ، وذلك أن رجلا
582
أهدى له في قادوس ورداً أحمر وأبيض ، فأمر أن يملأ له دراهم ، فقالت له جارية من جواريه: إن رأى الأمير أن يلون ما أعطاه ، حتى يوافق ما أهداه . فاستحسن ذلك الأمير ، وأمر أن يملأ دنانير ودراهم.
وكان المرواني المذكور يساير أحد الفقهاء الظرفاء فمرا بجميل ، فمال عبد الله بطرفه على وجهه وظهر ذلك لمسايره فتبسم ففهم عبد الله عنه ، فقال : إن هذه الوجوه الحسان خلابة ، ولكنا لا نتغلغل في نظرها ، ولا ندعي العفة عنها بالجملة ، وفيها اعتبار وتذكار بالحور العين التي وعد الله تعالى ، فقال له الفقيه : احتج لروحك بما شئت ، فقال : أوما ، في حجة تقبل ؟ فقال الفقيه يقبلها من رق طبعه ، وكاد يضيق عن الصبر وسعه ، فقال : وأراك شريكا لي ، فقال : ولولا ذلك للمتك فأطرق عبد الله ساعة ثم أنشد
أفدي الذي مر بي فمال له لحظي ولكن ثنيته غصبا
ما ذاك إلا مخاف منتقد فالله يعفو ويغفر الذنبا
فقال له الفقيه: إن كنت ثنيت لحظك خوف انتقادي فإني أدعوه إليك حتى تملأ منه ولا تنسب إلي ما نسبت ، فتبسم عبد الله وقال ولا هذا كله . وقال له : إن مثلك في الفقهاء لمعدوم ، فقال له : ما كنت إلا أديبا ولكني لما رأيت سوق الفقه بقرطبة نافقة اشتغلت به ، فقال له : ومن عقل المرء أن لا يفني عمره فيما لا ينفقه عصره .
وكان(16) عبد الله المذكور يسمى الزاهد ، فبايع قوماً على قتل والده الناصر وأخيه الحكم المستنصر ولي العهد ، فأخذ يوم عيد الأضحى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، فذبح بين يديه ، رحمه الله تعالى.
13- وقال أخوه أبو الأصبغ عبد العزيز بن الناصر(17) ، وقد دخل ابن له
583
الكتاب ، فكتب أول لوح ، فبعثه إلى أخيه الحكم المستنصر ملك الأندلس ، ومعه :
هاك يا مولاي خطا مطه في اللوح مطا
ابن سبع في سنيه لم يطق للوح ضبطا
دمت يا مولاي حتى يلد ابن ابنك سبطا
وله :
زارني من همت فيه سحراً يتهادى كنسيم السحر
اقيس الصبح ضياء ساطعاً فأضـا والفجر لـم ينفجر
واستعار الروض منه نفحة بثها بين الصبا والزهر
أيها الطالع بدرا نيرا لا حللت الدهر إلا بصري
وكان مغرى مغرماً بالخمر والغناء ، فقطع الخمر ، فبلغه أن المستنصر لما بلغه تركه للخمر قال : الحمد لله الذي أغنانا عن مفاتحته ، ودله على ما نريد منه ، ثم قال: لو ترك الغناء لكمل خيره ، فقال : والله لا تركته حتى تترك الطيور تغريدها، ثم قال(18):
أنا في صحة وجاه ونعمى هي تدعو لهذه الألحان
وكذا الطير في الحدائق تشدو للذي سر نفسه بالقيان
14- وقال أخوه محمد بن الناصر (19) لما قدم أخوهما المستنصر من غزوة :
قدمت بحمد الله أسعد مقدم وضدك أضحى لليدين وللفم
584
لقد حزت فيها السبق إذ كنت أهله كما حاز بسم الله فضل التقدم
15- وأما أخوهما محمد بن عبد الملك بن الناصر(20) فقال الحجاري فيه :
إنه لم يكن في ولد الناصر ممن لم يل الملك أشعر منه ومن ابن أخيه ، وكتب إلى العزيز صاحب مصر(21):
ألسنا بني مروان كيف تبدلت بنا الحال أو دارت علينا الدوائر
إذا ولد المولود منا تهللت له الأرض واهترت إليه المنابر
وكان جواب العزيز له : أما بعد فإنك علمتنا فهجوتنا ، ولو علمناك لهجوناك.
وله في الصنوبر:
إن الصنوبر حصن لديه حرز وباس
من أجل إرهاب من عداه تراس
كأنما هو ضد لما حواه الرئاس
وبعض سيوف الأندلس محفور صدر الرئاس على صورة قشور الصنوبر إلا أن تلك ناتئة وهذه محفورة، وقال(22):
أتاني وقد خط العذار بخده كما خط في ظهر الصحيفة عنوان
تزاحمت الألحاظ في وجناته فشقت عليه للشقائق اردان
وزدت غراماً حين لاح كأنما تفتح بين الورد والآس سوسان (23)
585
وقال :
لئن كنت خلاع العذار بشادن وكأس فإني غير نزر المواهب
وإني لطعان إذا اشتجر القنا ومقحم طرفي في صدور الكتائب
وإني إذا لم ترض نفسي بمنزل وجاش بصدري الفكر جم المذاهب
جليد يود(24) الصخر لو أن صبره كصبري على ما نائبي للنوائب
وأسري إلى أن يحسب الليل أني لطول مسيري فيه بعض الكواكب
16- وأما ابن أخيه مروان بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن الناصر(25) فكان في بني أمية شبه عبد الله بن المعتز في بني العباس ، بملاحة شعره وحسن تشبيهه.
ومن شعره القصيدة المشهورة(26):
غصن يهتز في دعص نقا يجتني منه فؤادي حرقا
سال لام الصدغ في صفحته سيلان التبر وافى الورقا
فتناهى الحسن فيه إنما يحسن الغصن إذا ما أورقا
ومنها :
أصبحت شمسا وفوه مغربا ويد الساقي المحيي مشرقا
فإذا ما غربت في فمه تركت في الحد منه شفقا
586
ومنها :
وكأن الورد يعلوه الندى وجنة المحبوب تندى عرقا
قالوا: وهذا النمط قد فاق به أهل عصره ، ويظن أنه لا يوجد لأحد منهم أحلى وأكثر أخذا بمجامع القلوب من قوله:
ودعت من أهوى أصيلا، ليتني ذقت الحمام ولا أذوق نواه
فوجدت حتى الشمس تشكو وجده والورق تندب شجوها بهواه
وعلى الأصائل رقة من بعده فكأنها تلقى الذي ألقاه
وغدا النسيم مبلغاً ما بيننا فلذاك رق هوى وطاب شداه
ما الروض' قد مزجت به انداؤه سحرا بأطيب من شذا ذكراه
والزهر مبسمه ونكهته الصبا والورد أخضله الندى خداه
فلذاك أولع بالرياض لأنها أبدا تذكرني بمن أهواه
ولله قوله :
وعشي كأنه صبح عيد جامع بين بهجة وشحوب
هب فيه النسيم مثل محب مستعيراً شمائل المحبوب
ظللت فيه ما بين شمسين هذي في طلوع وهذه في غروب
وتدلت شمس الأصيل ولكن شمسنا لم تزل بأعلى الجيوب
...
قد قطعناه نشوة ووصالا وملأناه من كبار الذنوب
حين وجه السعود بالبشر طلق ليس فيه أمارة للقطوب
ضيع الله من يضيع وقتاً قد خلا من مكدر ورقيب
587
وبات عند أحد رؤساء بني مروان ، فقدم إليه ذلك الرئيس قدحاً من فضة فيه راح أصفر ، وقال اشرب وصف فداك ابن عمك ، فقام إجلالا وشرب صائحاً بسروره ، ثم قال : الدواة والقرطاس ، فأحضرا وكتب:
اشرب هنيئا لا عداك الطرب شرب كريم في العلا منتخب
وافاك بالراح وقد ألبست برد أصيل(27) معلما بالحبب
في قدح لم يك يسقى به غير أولي المجد وأهل الحسب
ما جار إذ سقاك من كفه في جامد الفضة ذوب الذهب
فقم على رأسك برا به واشرب على ذكراه طول الحقب(28)
ويحكى أنه لما قتل أباه وقد وجده مع جارية له كان يهواها سجنه المنصور ابن أبي عامر مدة ، إلى أن رأى في منامه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، يأمره بإطلاقه فأطلقه ، فمن أجل ذلك عرف بالطليق.
17- وقال أحمد بن سليمان بن أحمد بن [ عبد الرحمن بن ] عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر في ابن حزم لما عاداه علماء عصره(29):
لما تحلى بخلق كالمسك أو نشر عود
نجل الكرام ابن حزم وقام في العلم عودي
فتواه جدد ديني جدواه أورق عودي
وله في أبي عامر ابن المظفر بن أبي عامر من قصيدة يمدحه بها:
بأبي عامر وصلت حبالي فزماني به زمان سعيد
588
فمتى زدت فيه ودا وشكرا فنداه وقد تناهى يزيد
كيف لي وصفه وفي كل يوم منه في المكرمات معنى جديد
18- وقال أبو عبد الله محمد بن محمد بن الناصر يرثي أبا مروان ابن سراج(30):
وكم من حديث للنبي أبانه وألبسه من حسن منطقه وشيا
وكم مصعب للنحوقد راض صعبه فعاد ذلولا بعد ما كان تمد أعيا
19- وقال عبيد الله بن محمد المهدي ، وهو من حسنات بني مروان ، ويعرف بالأقرع:
أقول لأمالي ستبلغ إن بدا محيا ابن عطاف ونعم المؤمل
فقالت دعاني كل يوم تعلل فقلت لها: إن لاح يفنى التعلل
لئن كان مني كل حين ترحل فإني إن أحلل به لست أرحل
فتى ترد الآمال في بحر جوده وليس على نعمى سواه المعول
وقال هذه في الوزير ابن عطاف ، فضن عليه حتى الجو ، فكتب إليه بقصيدة منها:
أيها الممكن من قدرته لا يراك الله إلا محسنا
إنما المرة بما قدمه فتخبر بين ذم وثنا
لا تكن بالدهر غرا وإذا كنت فانظر فعله في ملكنا
كل ما حولت منه ذاهب والذي تصحب منه الكفنا
مد كفّا نحو كف طالما أمطرت فيه السحاب الهتنا
أو ارحني بجواب مؤيس فمطال البر من شر العنا
589
فلما سمع فلم يعطه شيئا ، وكان له كاتب فتحيل في خمسين درهما فأعطاها له الوزير بذلك طرده ، وقال له من أنت حتى تحمل نفسك هذا وتعطيه ؟ قال : فوالله ما لبث إلا قليلا حتى مات الوزير ، وتزوج الكاتب بزوجته ، وسكن في داره ، وتخول في نعمته ، فحملني ذلك على أن كتبت بالفحم في حائط داره:
أيا دار قولي أين ساكنك الذي أبى لؤمه أن يترك الشكر خالدا
تسمى وزيرا والوزارة سبة لمن قد أبى أن يستفيد المحامدا
وولي ولكن ليس يبرح ذمه فها هو قد أرضى عدوا وناقدا
وأضحى وكيل كان يأنف فعله نزيلك في الحوض الممنع واردا
جزاء بإحسان لذا وإساءة لذاك ، وساع ورث الحمد قاعدا
والمثل السائر في هذا " رب ساع لقاعد ".
20- وقال سليمان بن المرتضى بن محمد بن عبد الملك بن الناصر ، وكان في غاية الجمال ، ويلقب بالغزال:
قدم الربيع عليك بعد مغيب فتلقه بسلافة وحبيب
فصل جديد فلتجدد حالة يأتي الزمان بها على المرغوب
الجو طلق فالقه بطلاقة وإذا تقطب فالقه بقطوب
لله أيام ظفرت بها ومن أهواه منقاد بغير رقيب
وله :
لي في كفالات الرماح لو أنها وقت عمان يبلغ الآمالا
وكلت دهري في اقتضاء ضمانها ضنا به أن لا يحول فحالا
وكان مولعا بالفكاهة والنادر ، محبتا في الظرفاء ، وكان يلتزم خدمته المضحك
590
المشهور بالزرافة، ويحضر معه، ولعبوا في مجلس سليمان لعبة افضوا فيها إلى ان تقسموا اثنين اثنين، كل شخص ورفيقه، فقال سليمان: ومن يكون رفيقي؟ فقال له المضحك: يا مولاي، وهل يكون رفيق الغزال إلا الزرافة؟ فضحك منه على عادته. ودخل عليه وهو قاعد في رحبة قصره، وقد أطل عذاره، فقال له: ما تطلب الزرافة؟ فقال: ترعى الحشيش، وأشار إلى عذاره، فقال له: اعزب لعنك الله!
ومر سليمان به يوما وهو سكران ، وقد أوقف ذكره وجعل يقول له: ماذا رأيت في القيام في هذا الزمان ؟ أما رأيت كل ملك قام كيف خلع وقتل؟ والله انك شيء الرأي ، فقال له سليمان : وبم لقبت هذا الثائر؟ فقال: يا مولاي بصفته القائم، فقال: ويحتاج إلى خاتم؟ فقال: نعم ويكون خاتم سليمان، فقال له : اخزاك الله، إن الكلام معك لفضيحة.
21- وقال سعيد بن محمد المرواني (31)، وقد هجره المنصور بن ابي عامر مدة لكلام بلغه عنه، فدخل المجلس غاض، وأنشد:
مولاي مولاي أما آن ان تريحني بالله من هجركا
وكيف بالهجر وانى به ولم أزل أسبح في بحركا
فضحك ابن ابي عامر (32) على ما كان يظهره من الوقار، وقام وعانقه وعفا عنه، وخلع عليه.
وله:
والبدر في جو السماء قد انطوى طرفاه حتى عاد مثل الزورق
591
فتراه من تحت المحاق كأنما غرق الكثير وبعضه لم يغرق
وهو مأخوذ من قول ابن المعتز:
وانظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته حمولة من عنبر
22- وقال قاسم بن محمد المرواني(33) يستعطف المنصور بن أبي عامر ، وقد سجنه لقول صدر عنه:
ناشدتك الله العظيم وحقه في عبدك المتوسل المتحرم
بوسائل المدح المعاد نشيدها في كل مجمع موكب أو موسيم
لا تستبح مني حمى أرعاكه يا من يرى في الله أحمى محتمي
23 – وقال الأصم المرواني(34) يمدح أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي بجبل الفتح معارضا بائية ابي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب
بقصيدة طويلة منها:
ما للعدا جنة أوقى من الهرب أين المفر وخيل الله في الطلب
وأين يذهب من في رأس شاهقة إذا رمته سماء الله بالشهب
ومنها :
وطرد طارق قد حل الإمام به كالطور كان لموسى أيمن الرتب
لو يعرف الطود ما غشاه من كرم لم يبسط النور فيه الكف للسحب
592
ولو تيقن بأسا حل ذروته لصار كالعين من خوف ومن رهب
منه يعاود هذا الفتح ثانية أضعاف ما حدثوا في سالف الحقب
ويلبس الدين غضا ثوب عزته
كان أيام بدر عنه لم تغيب
وقال في نارنجة:
وبنت أيك دنا من لثمها قزح فصار منه على أرجائها أثر
يبدو لعينيك منها منظر عجب زبرجد ونضار صاغه المطر
كان موسى نبي الله أقبسه ناراً وجر عليها كفه الخضر
وقال(35):
وشادن قلت له صف لنا بستاننا هذا ونارنجنا
فقال لي بستانكم جنة ومن جنى النارنج ناراً جنى
وقال في زلباني(36):
لله سفاح بدا لي مسحراً فأفاد علم الكيميا بيمينه(37)
ذهبت فضة خده بلواحظي وكذاك تفعل ناره بعجينه
وقال، وقد نزل في فندق لا يليق بمثله:
يا هذه لا تفديني أن صرت في منزل هجين
فليس قبح المحل مما يقدح في منصبي وديني
فالشمس علوية ولكن تغرب في حماة وطين
593
24- وقال أحمد المرواني:
حلفت بمن رمى فأصاب قلبي وقلبه على جمر الصدود
لقد أودى تذكره بجسمي ولست أشك أن النفس تودي
فقيد وهو موجود بقلبي فواعجبا بموجود فقيد
25- وقال الأصبغ القرشي يرثي ابن شهيد وهو من أصحابه:
نأى من به كان السرور مواصلا وأسلم قلبي للصبابة والفكر
ومنها :
لعمرك ما يجدي النعيم إذا نأت وجوههم عني ولا فسحة العمر
26- وقال سليمان بن عبد الملك الأموي :
وذي جدل أطال القول منه بلا معنى وقد خفي الصواب
فقلت أجيبه فازداد ردا فقلت له قد ازدحم الجواب
ولم أر غير صمني من مريح إذا ما لم يفد فيه الخطاب
27- وقال أبو يزيد ابن العاصي:
عابه الحاسد الذي لام فيه أن رأى فوق خده جدريا
إنما وجهه هلال تمام جعلوا برقعا عليه الثريا
وله:
إذا شئت أن يصفو صديقك فاطرح نزاع الذي يبديه في الهزل والجد
وان كنت من اخلاقه في جهنم فأنزله من مثواك في جنة الخلد
إلى ان يتيح الله من لطف صنعه فراقا جميلا فأجعل العذر في البعد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ترجمته في الجذوة : 139 وبغية الملتمس رقم: 457.
2- ب: يفزع إليه.
3- ب : من لو .
4- م: بعض
5- م ب : بريقه.
6- ب : و تخفضه.
7- ترجمة يعقوب في الحملة السيراء 1 : 124 وقال فيه : " كان أديبا شاعرا مطبوعا كلفاً بالعلوم جواداً لا يليق شيئا ".
8- ترجمته في الحلة 1 : 119
9- ترجمة القاسم في الحلة 1 : 127 والمقتبس ( تحقيق مكي ) : 200 .
10- قال ابن الأبار بعد أن أورد البيتين : كذا قال ابن حيان (المقتبس : 201) وهو غلط لا خفاء به وإنما البيتان من قطعة لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي أنشدها ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس.
11- انظر ترجمة المطرف في الحملة 1 : 128 والمقتبس (تحقيق مكي) : 205 والجمهرة : 98 وبيناء في الحلة : 129 والمقتبس : 208
12- م راجع المقبس ص : 211.
13- عبد الله بن الناصر : له ترجمة في الجذوة : 244 وبغية الملتمس رقم : 949 والمغرب 1 : 182 والحملة السيراء 1 : 206 .
14- البيتان وجوابهما في المغرب .
15- المغرب : باقيا.
16- ورد في المغرب لقلا عن الرقيق.
17- ترجمة عبد العزيز بن الناصر في الحلوة : 270 وبغية الملتمس رقم 1093 والمغرب 184 والحلة 1 : 208 وأبياته الأولى في المصادر السابقة ما عدا المغرب و القطعة الثانية في المغرب وحده.
18- المغرب : 184 .
19- ترجمة محمد بن الناصر في المغرب 1 : 184 وفيه البيتان .
20- ترجمته في الحلة : 208 والمغرب 180 واليتيمة: 355.
21- مر البيتان ص 188 وانظر المصادر السابقة وفي اليتيمة ليا للحكم المستنصر وتعقيه ابن الآبار في ذلك.
22- هذه القطعة والتي تليها في المغرب :185
23- المغرب : آس وسوسان.
24- في الأصول: يؤود، والتصويب من المغرب.
25- هو المشهور باسم الشريف الطليق وله ترجمة في الحلة 1 : 220 والجذوة: 321 وبغية الملتمس رقم : 1343 واليتيمة 2 : 61 والذخيرة 2/1 : 81 والمغرب 1 : 186 والمعجب :285 والمسالك 11 : 176 وانظر كتاب التشبيهات وفهرسته.
26- اوردها ابن بسام في الذخيرة ، ومنها قطع في المصادر المذكورة ، وفي الحملة
منها قسط وافر.
27- م : بردا أصيلا.
28- متقدم على سابقه في م .
29- الحلوة: 116 وبغية الملتمس رقم: 107 و القطعة الأولى فيهما .
30- مر البيتان ، انظر ص : 343.
31- قال الحميدي (214) اختلف علي في نسبه: فهو سعيد بن عثمان بن مروان القرشي المعروف بالبلينه وقل: سعيد بن محمد ، وقيل: سعيد بن مروان، ويقال له ابن عمرون، وانظر المغرب 1:192 واليتيمة 2: 54 وكتاب التشبيهات.
32- ضحك ابن ابي عامر لأن سعيدا كان يلقب "البليئة" أي الحوت وقد ماثل بقوله :ولم ازل اسبح ..."
33- ترجمة قاسم بن محمد هذا في الجذوة : 310 وبغية الملتمس رقم : 1296 وفيهما أبياته .
34- من شعراء زاد المسافر : 84 وقال المراكشي في المعجب : 284 إن جده هو الشريف الطليق ؛ و بعض البالية في المصدرين و القطعة الثانية والخامسة في زاد المسافر .
35- زاد في م : في النارنج.
36- يريد قالي الزلابية ؛ وفي م: زلفاني.
37- م ب : بحسنه ، ولا يستقيم مع القافية .