x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

من بداءة ابن ظافر

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج3، ص:500-501

2023-03-02

815

من بداءة ابن ظافر

قال ابن ظافر(1): صرنا في بعض العشايا على البساتين المجاورة للنيل ، فرأينا فيه بئراً عليها دولابان متحاذيان(2)، قد دارت أفلاكهما بنجوم القواديس ، ولعبت بقلوب ناظريهما لعب الأماني بالمفاليس وهما يثنان أنين الأشواق ويفيضان ماء أغزر من دموع العشاق ، والروض قد جلا للأعين زبرجده ، والأصيل قد راقه حسنه فنثر عليه عسجده ، والزهر قد نظم جواهره في أجياد الغصون، والسواني قد أذالت من سلاسل فضتها كل مصون، والنبت قد اخضر شاربه وعارضه ، وطرف النسيم قدر كتفه في ميادين الزهر راكضه، ورضاب الغيث(3) قد استقر من الطين في لمى ، وحيات المجاري حائرة تخاف من زمرد النبات أن يدركها العمى ، والبحر(4) قد صقل النسيم درعه ، وزعفران العشي قد ألقى في ذيل الجو ردعه ، فأوسعنا ذلك المكان حسنا

 

500

 

وقلوبنا استحواذا(5)، وملأ أبصارنا وأسماعنا مسرة والتذاذاً ، وملنا إلى الدولابين شاكين أزمرا حين سجعت قيان الطير بألحانها، وشدت على عيدانها، أم ذكرا أيام نعما وطابا ، وكانا أغصانا وطابا ، فنفيا عنهما لذيذ المجوع ، ورجعا النوح وأفاضا الدموع طلباً للرجوع ، وجلسنا نتذاكر ما في تركيب الدواليب ، من الأعاجيب ، ونتناشد ما وصفت به من الأشعار ، الغالية الأسعار ، فأفضى بنا الحديث الذي هو شجون ، إلى ذكر قول الأعمى التطيلي في أسد نحاس يقذف الماء :

أسد ولو أني . . . . إلخ

فقال لي القاضي أبو الحسن علي بن المؤيد رحمه الله تعالى : يتولد من هذا في الدولاب معنى يأخذ بمجامع المسامع، ويطرب الرائي والسامع ، فتأملت ما قاله بعين بصيرتي البصيرة ، واستمددت مادة غريزتي الغزيرة ، فظهر لي معنى ملأني أطرابا ، وأوسعني إعجابا(6)، وأطرق كل منا ينظم ما جاش به مد بحره ، وأنبأه به شيطان فكره ، فلم يكن إلا كنقرة العصفور ، الخائف من الناطور ، حتى كمل ما أردنا من غير أن يقف واحد منا على ما صنعه الآخر ، فكان الذي قال :

حبذا ساعة العشية والدولاب                      يهدي إلى النفوس المسرة

أدهم لا يزال يعدو ولكن                             ليس يعدو مكانه قدر ذره

ذو عيون من القواديس تبكي                       كل عين من فائض الدمع ثره (7)

فلك دائر يرينا نجوما                                   كل نجم يبدي لدينا(8) المجرة

٥٠١

وكان الذي قلت :

ودولاب يئن أنين ثكلى                 ولا فقدا شكاه ولا مضره

ترى الأزهار في ضحك إذا ما         بكي بدموع عين منه ثره

حكى فلكا تدور به نجوم                   تؤثر في سرائرنا المسرة

يظل النجم يشرق بعد نجم                 ويغرب بعدما تجري المجره

فعجبنا من اتفاقنا، وقضى العجب منه سائر رفاقنا، انتهى.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- بدائع البدائه ۱ : 232

2-  البدائع: يتجاذبان.

3- البدائع : الماء.

4- البدائع : والنهر.

5- البدائع: فاستحوذ علينا ذلك الموضع استحواذا.

6- واستمددت ... إعجابا: تغيرت صياغة هذه العبارة في البدائع.

7- البدائع : تبدي ... عبرة.

8- البدائع : منها يربنا.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+