مراحل تطور الأعمال الإلكترونية Stages of E-Business Development 

لقد مرت الأعمال الإلكترونية منذ تأسيس شبكة الإنترنت بمراحل متعددة ، وهذه المراحل تجسد التطور التدريجي في تبني وتطبيق الأعمال الإلكترونية، وهي انعكاس للتطورات التي كانت تطرأ على شبكة الإنترنت من جانب، وزيادة الإيمان والثقة في ممارسة الأعمال الإلكترونية على صعيد المؤسسات والأفراد ، هذا من جانب آخر، والمراحل التي مرت بها الأعمال الإلكترونية هي كما يأتي : 

المرحلة الأولى: بدأت هذه المرحلة منذ نشأة الإنترنت حتى عام 1995، وخلال هذه المرحلة كانت الشركات تقوم بعرض أعمالها التجارية التقليدية على الإنترنت بصورة ساكنة غير متحركة ، أي أن عملية العرض كانت شبيهة تماماً بما يجري عرضه في الصحف والمجلات. 

المرحلة الثانية : خلال هذه المرحلة التي بدأت في العام 1995م وامتدت حتى العام ۱۹۹۷م. ظهرت شركات تهتم بتقديم خدمات الإنترنت، واستطاعت أن تطرح على الشبكة العالمية مجموعة جيدة من الخدمات الجديدة، وهذا التطور الجديد عزز من فرص رواج ونجاح الأعمال الإلكترونية وأسس لمرحلة جديدة من التفاعل الحقيقي بين الشركات التجارية من جهة والإنترنت من جهة أخرى. 

وخلال هذه المرحلة ظهرت بصورة واضحة محركات البحث Search Engines التي تساعد وتعين كل متصفح على الوصول إلى ما يرغب فيه من خدمات أو سلع، وكذلك بدأت بعض الشركات خلال هذه المرحلة تمارس نشاط البيع والتسليم الفعلي للخدمات والسلع من خلال الإنترنت والنظم الداعمة لعمليات التسليم وإيصال السلع إلى المشترين، وخلال هذه المرحلة ظهر عدد كبير من الشركات التي تمارس أعمالها عبر شبكة الإنترنت، غير أن هذه الشركات لم تظل جميعها على الشبكة، إذ أن عدداً منها لم يحقق النجاح المطلوب لسبب أو أخر وانسحب عن الشبكة، وهناك شركات استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً في نشاطها عبر الشبكة، وكبرت وتعاظم دورها الاقتصادي على الشبكة ولا تزال تمارس أعمالها بنجاح حتى اليوم عبر الشبكة وهناك شركات اعتمدت استراتيجية الاندماج Merger أو الاكتساب (الشراء) Acquisitionفكانت هذه الاستراتيجية نهجاً موفقاً لهذه الشركات لتحقيق البقاء Survival في ممارسة نشاطها التجاري عبر الإنترنت.  

المرحلة الثالثة: هذه المرحلة هي مرحلة نشوء شبكات الإنترانت Intranet (وهي مجموعة من أجهزة الحاسوب التي ترتبط مع بعضها البعض داخل الشركة الواحدة)، وقد ساعدت شبكات الإنترانت على تطور أنظمة الاتصالات داخل الشركات ، وجرى عقد توءمة بين شبكة الإنترانت على مستوى الشركة وشبكة الإنترنت العالمية، إن آلية عمل الإنترانت هي توفير البيانات والمعلومات على الشبكة ولكن بصورة لا تتيح للجميع الوصول إليها ، بل يكون الوصول إلى هذه البيانات والمعلومات مقتصراً على العاملين في الشركة المعنية فقط ، ويجري الدخول إلى شبكة الإنترانت عن طريق كلمة سر Password تزودهم بها إدارة الشركة، وفي الإنترانت يجري استخدام تكنولوجيا الحاجز الناري Fire Wall وهذه التكنولوجيا تمنع أفراد من خارج الشركة من الدخول إلى شبكة الإنترانت الخاصة بها وتحقق الإنترانت لمنظمات الأعمال مزايا وفوائد كثيرة مثل تقليل تكاليف المعاملات والمراسلات الورقية الداخلية وزيادة سرعة استخراج البيانات والمعلومات وزيادة كفاءة وفاعلية عملية الاتصال بين المستويات المختلفة داخل المنظمة.  

إن استخدام الإنترانت في منظمات الأعمال بكفاءة وفاعلية يتطلب من إدارة هذه المنظمات تنفيذ برامج عملية لتدريب وتطوير عامليها في هذا المجال. إن استخدام شبكات الإنترانت على جانب شبكة الإنترنت من قبل منظمات الأعمال قد عزّز ودعم  الأعمال الإلكترونية وزادت عمليات التنسيق والتعاون والتكامل بين العاملين في منظمات الأعمال ، وكذلك فقد زادت خلال هذه المرحلة العلاقات بين منظمات الأعمال والمستهلكين. تجدر الإشارة إلى أنه خلال المراحل الثلاث المذكورة ظلت فئة من مديري منظمات الأعمال غير مقتنعة بجدوى ممارسة الأعمال التجارية عبر شبكة الإنترنت وهؤلاء المديرون نظروا إلى الاستثمار في الشبكة العالمية على أنه استثمار غير مثمر. والأمد الزمني لهذه المرحلة كان عبر السنوات ۱۹۹۷- ۱۹۹۸.

المرحلة الرابعة: هذه المرحلة بدأت مع نهايات العام ۱۹۹۸م، وقد شهدت هذه المرحلة تزايداً كبيراً وتطوراً ملحوظاً في منهجية تعامل منظمات الأعمال مع الأعمال الإلكترونية ، وقد ظهرت تكنولوجيات جديدة خاصة بعمليات الربط بين منظمات الأعمال الإلكترونية (اعتماداً على شبكة الإنترنت) وكذلك بين منظمات الأعمال من جهة والشركاء من جهة أخرى (اعتماداً على شبكة الإكسترانت، وشبكة الإكسترانت هي شبكة خارجية على العكس من شبكة الإنترانت) وهذه الشبكة تتيح الفرصة لذوي المصالح المشتركة Stakeholders لتبادل وتناقل البيانات والمعلومات والرسائل فيما بينهم، ويكون الدخول إلى شبكة الإكسترانت عن طريق كلمة سرPassword وهذه الشبكة الجديدة توفر مزايا وخدمات مفيدة لمنظمات الأعمال، فمثلاً بإمكان الموزعين الدخول إلى البيانات الخاصة بمستويات التخزين المتوفرة لدى منظمة الأعمال في لحظة معينة ، وبإمكان الوكلاء والسماسرة الدخول إلى قاعدة بيانات منظمة الأعمال للتعرف على المزيد من الشروط والبيانات ذات العلاقة بمنتجات المنظمة وأعمالها. 

المرحلة الخامسة: هذه المرحلة هي مرحلة ممارسة الأعمال الإلكترونية بصورة فعلية وحقيقية، وزادت عمليات التبادل التجاري الالكتروني بين منظمات الأعمال فيما بينها (Business to Business) وبين منظمات الأعمال والمستهلكين (Business to Consumers)، وخلال هذه المرحلة فقد تطورت وتنامت النظم التي تدعم ممارسة الأعمال الإلكترونية. ومن أهم ملامح هذه المرحلة أن الكثير من منظمات الأعمال قد نجحت في تحقيق الانسجام والتوافق بين أعمالها التجارية التقليدية وأعمالها التجارية الإلكترونية . وفي ظل هذه المرحلة أصبح هناك اتجاه قوي لتحقيق التكامل والتنسيق بين الشبكات الثلاث الأساسية لمباشرة الأعمال الإلكترونية (شبكة الإنترنت وشبكة الإنترانت وشبكة الإكسترانت). إن انتشار ورواج الأعمال الإلكترونية قد خلق اقتصاداً كونياً جديداً هو اقتصاد الإنترنت. 

وهذا الاقتصاد أدى إلى نشوء أساليب جديدة في البيع والشراء، وقد نشأ جيل جديد من المستهلكين يحمل عادات تسوق وشراء جديدة، وفي ظل اقتصاد الإنترنت ظهرت نظم جديدة للتسليم إذ أصبحت خدمات التسليم أسرع، وجرى بناء نظم مالية داعمة تعمل على تسهيل الخدمات المالية المختلفة ، وقد أنشئت شبكات ونظم جديدة للبيانات والمعلومات تساعد في توفير البيانات والمعلومات اللازمة والدقيقة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وفي ظل اقتصاد الإنترنت أصبح العاملون في المنظمة يلعبون دوراً مهماً حيوياً في جذب الزبائن واستقطابهم، وقد طرأت تغيرات جوهرية على البنية التنظيمية لمنظمات الأعمال. وفي ظل اقتصاد الإنترنت فإن العلاقة بين المنتجين (منظمات الأعمال) والمستهلكين أصبحت أكثر بساطة وقد تحطمت حواجز كثيرة كانت تقف عائقاً أمام المنتجين والمستهلكين، وأصبحت منظمات الأعمال تعبر الحدود الوطنية والقومية وتصل إلى أخر أرجاء العالم لتمارس تجارتها الإلكترونية وتنفذ عمليات البيع والشراء وتروّج منتجاتها وأعمالها التجارية.

ويجري استخدام آليات ووسائل متعددة لجمع البيانات والمعلومات الخاصة بالمستهلك، إذ يجري جمعها بصورة متجددة وهذا يخلق لدى منظمة الأعمال قدرة متميزة وعالية على التنبؤ بسلوكيات وتقدير حاجاتهم المستقبلية وتوقع مستويات التغير في حاجاتهم ورغباتهم وأذواقهم .  

مواضيع ذات صلة

مـفهـوم اللا مـركـزيـة وانواعـها وأشكـالهـا ومزايـها وعيوبـها

مـفهـوم المـركـزيـة فـي الادارة وخصائـصها ومزايـها وعيوبـها

مـميـزات الإدارة الحـديــثـة

أخـلاقـيـات الإدارة ومـقومـات الإدارة فـي المـنظمـات النـاجـحـة

حـركـة العـلاقـات الإنـسانـيـة الجـديـدة وأمـثلة تـاريخيـة علـى عـالميـة التـنظيمـات الإداري

النـظرية السـلوكـيـة والنـظريـة الكـميـة ومـدرسـة مـدخـل الـنظـم فـي الادارة

مـراحـل الفـكـر الإداري (النـظريـة الكـلاسيـكـية Classical Theory)

مـدخل مدرسـة العلـوم السلوكيـة واهـم نظرياتـها وتجاربـها في الادارة

مدرسـة العلاقـات الانسانـية وأهـم نظريـاتهـا وتـجاربهـا في الادارة

هنري فـايول والمـبادئ التنظيميـة والنظريـة البيروقراطيـة لمـاكس فـيبـر

نـظريـة الإدارة العلميـة لفريـدرك تـايـلور

تـطـور نـظريــات الادارة وخصائـصـها