اختتمت العتبة العبّاسية المقدّسة فعّاليات المؤتمر الدوليّ السنويّ (ذاكرة الألم في العراق) بنسخته الأولى. ونظّم المؤتمر الذي استمر ليومين المركزُ العراقي لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة، بالتعاون مع كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد، ومؤسّستي الشهداء والسجناء السياسيّين، والهيأة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة، وجامعة بغداد، تحت شعار (من أجل مستقبلٍ خالٍ من الألم)، وبعنوان (ذاكرة الألم في العراق قرنٌ من الجرائم والإبادات الجماعية والمجازر والانتهاكات). وشهد الحفل الختامي حضور الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ونائبه المهندس عباس موسى أحمد، ومدير مكتب متوليها الشرعي السيد جواد الحسناوي، إلى جانب مسؤوليها وشخصيات رسمية وحوزوية وأكاديمية، من داخل العراق وخارجه. وتضمّنت فعاليات اليوم الأوّل عقد جلستين بحثيّتين، ناقشت بحوث عدّة باللغتين العربيّة والإنجليزيّة عن ما تعرّض له العراق من أحداثٍ مختلفة، وجرائم مرتَكَبة بحقّ أبنائه من قِبل نظام البعث والجماعات التكفيرية. وشهدت منطقة بين الحرمين الشريفين افتتاح معرض للصور ضمّ أكثر من 250 صورة ووثيقة تأريخية، تخصّ الجرائم التي ارتُكبت بحقّ أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوّناته وطوائفه، إلى جانب تنظيم وقفة تضامنية مع ضحايا جرائم التطرّف، فضلًا عن عقد ورشة عمل سلّطت الضوء على جريمة سبايكر، إلى جانب تقديم عرض تفاعليّ بتقنية الواقع الافتراضي (VR) وثّق الإبادة الجماعية التي تعرّض لها الأيزيديون في قضاء سنجار عام 2014، مسلّطًا الضوء على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العصر الحديث.
أمّا اليوم الثاني من المؤتمر فتضمّن جلسة حواريّة عن ضحايا جرائم التطرّف، شارك فيها عدد من الضحايا، إلى جانب عقد أربع جلسات بحثيّة وواحدة إلكترونيّة تناولت بحوثًا متنوّعة. واختُتِم المؤتمر بتكريم الباحثين المشاركين والمساهمين في إنجاح فعالياته. ويهدف المؤتمر إلى تجاوز الماضي ببناء هُويّةٍ وطنيَّة عراقيَّة مناهضة للتطرُّف؛ من أجل ضمان مستقبلٍ آمن للأجيال القادمة خالٍ من الألم، وتدوين جرائم التطرُّف وعرضها أمام الرأي العام الدَّوْلي؛ للمساهمة في معالجة الآثار الاجتماعيَّة والنفسيَّة للعنف والإبادات الجماعية والجرائم والانتهاكات.