لم تتوقف الأطوار الغريبة عن الحدوث في النجم العملاق الأحمر منكب الجوزاء منذ التعتيم العظيم الذي حدث في النصف الأخير من عام 2019 وأوائل عام 2020. 
تغيرت الدورات المنتظمة لتقلبات السطوع للنجم المحتضر، وأصبح منكب الجوزاء الآن ساطعًا لدرجة غير مسبوقة، فقد بلغ السطوع 142٪؜ من سطوعه الطبيعي. تأرجح النجم ذهابًا وإيابًا على نطاق صغير ولكن في اتجاه تصاعدي ثابت لعدة أشهر ووصل إلى ذروته بنسبة 156٪؜ في أبريل.
حاليًا، منكب الجوزاء هو سابع ألمع نجم في السماء، بعد أن كان عاشرًا، ما أثار تكهنات بأن منكب الجوزاء على وشك الانفجار في شكل مستعر أعظم مذهل.
لكن للأسف، ربما ليس الأمر كذلك.
مع أن منكب الجوزاء على وشك الموت في النطاقات الزمنية الكونية، فإنه على المقاييس الزمنية البشرية، قد يكون مستعرًا أعظم بعد 100 ألف سنة. 
توقع العلماء أن يكون سلوكه الحالي متذبذبًا باستمرار بعد تعتيم 2019، وسيعود النجم إلى طبيعته خلال عقد من الزمن.
يقع نجم منكب الجوزاء المتوهج مثل عين محتقنة بالدماء على بعد نحو 700 سنة ضوئية من الأرض، وهو أحد أكثر النجوم إثارة للاهتمام.
لكن منكب الجوزاء نوع غير مألوف من النجوم، حتى بالنسبة للعملاق الأحمر، لأنه كان نجمًا مخيفًا من النوع O الأزرق والأبيض، وهو أضخم فئة نجمية من حيث الكتلة.
تحرق النجوم في هذا النطاق الكتلي الهيدروجين بسرعة أكبر من النجوم ذات الكتلة الأصغر.
يبلغ عمر منكب الجوزاء حوالي 8 إلى 8.5 مليون سنة فقط، مقارنةً مع نجم مثل شمسنا، عمره 4.6 مليار سنة، ويحرق الهيدروجين وهو في منتصف العمر.
غيّر منكب الجوزاء نوعه الطيفي بواسطة احتياطيات الهيدروجين فيه. سببت نواتج اندماجه من الكربون والأكسجين زيادة كبيرة في الحجم وانتفخ إلى نحو 764 ضعف حجم الشمس وحوالي 16.5 إلى 19 ضعف كتلتها.
في النهاية، سينفد الوقود ويحترق، ويشكّل مستعرًا أعظم، وسيتخلص من مادته الخارجية وينهار قلبه ليصبح نجمًا نيوترونيًا.
شهد حدث التعتيم العظيم انخفاض سطوع النجم بمقدار كبير، نحو 25٪؜. سارع علماء الفلك لمعرفة السبب، واتضح أن التبريد على سطح منكب الجوزاء تسبب في تكثّف سحابة ضخمة من الغبار على النجم، ما أدى إلى حجب منكب الجوزاء جزئيًا، وانخفاض سطوعه.
يقول العلماء إن السلوك هذا طبيعي إلى حد ما بالنسبة لنجم عملاق أحمر.
قبل التعتيم العظيم، كان لنجم منكب الجوزاء تقلبات في السطوع على دورات منتظمة، كانت أطول هذه الدورات نحو 6 سنوات، ولكن يبدو أن التعتيم العظيم تسبب في بعض التغييرات في هذه التقلبات.
وجدت ورقة بحثية جديدة، بقيادة عالم الفيزياء الفلكية مورجان ماكليود من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، رُفعت في موقع أركايف (arXiv)، أن دورة الـ 400 يوم انخفضت إلى النصف.
هذه الدورة النبضية مدفوعة بالتمدد والانكماش داخل النجم. ووفقًا لعمليات المحاكاة التي أجراها ماكلويد وزملاؤه، يمكن أن يكون عمود الحمل الحراري داخل منكب الجوزاء قد تحرر، وانفصل عن النجم.
خلال هذه العملية، تسبب التدفق في تعطيل مرحلة دورة الـ 400 يوم ، وإنتاج دورة مدتها 200 يوم تقريبًا، يعرضها النجم حاليًا.
لذلك، ما يزال منكب الجوزاء يترنح من التعتيم العظيم، وبالتالي قد يكون إشراقه الحالي غير مرتبط بالمشكلات المستمرة.
قالت عالمة الفيزياء الفلكية وخبيرة منكب الجوزاء أندريا دوبري من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية، وهي مؤلفة مشاركة في فريق ماكلين، لمجلة العلم الأمريكية :«تخيل فقط إذا أخذت جزءًا كبيرًا من المادة، ثم تحوّل كل شيء آخر وتغيّر. أعتقد أن الطبقات العليا تواجه مشكلة في العودة إلى وضعها الطبيعي».
مع ذلك، يتوقع الفريق أنه في النهاية، ستعود الحياة الطبيعية إلى منكب الجوزاء، وسيعيش آلاف السنين بسلام نسبيًا في المستقبل.