ماهية كفاءة الاسواق المالية :

ﻟﻘد أﺛﺎرت إﺷﻛﺎﻟية ﻛﻔﺎءة ﺳوق اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟية اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺛير ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛين ، ﺣيث أن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﺗـﺄﺗﻲ إﻟـﻰ اﻟﺳـوق ﻓـﻲ أي وﻗت ، ﻓيتقرر ﺳﻌر اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟية ﺑﻧﺎءاً ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ، وﺗم ﻣﻼﺣظﺔ وﺟود ﻋﻼﻗـﺔ ﻗويـﺔ ﻣـﺎ ﺑـين أﺳـﻌﺎر اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ - وﺑﺻـﻔﺔ ﺧﺎﺻـﺔ اﻷﺳـﻬم -  وﻣـﺎ ﺑـين اﻟﺑيانات واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻬـذﻩ اﻷوارق ﻣﻣـﺎ أﺛـﺎر اﻫﺗﻣـﺎم – اﻟﻛﺛيرين ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻧظرية أو اﻟدارﺳﺎت اﻟﺗطﺑيقية وﻛﺎن ﻣن ﻧﺗيجة ﻫذﻩ اﻟدارﺳﺎت اﺳﺗﺧﻼص ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗؤﻛد ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﺗﺄﺛيرﻫﺎ ﻋﻠﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣـﺎﻟﻲ، وﺳـﻣيت ﻫـذﻩ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑﻛﻔـﺎءة اﻟﺳـوق اﻟﻣـﺎﻟﻲ(1).

    وﻗـد ﺑـدأ اﻻﻫﺗﻣـﺎم ﺑﻣﻔﻬـوم ﻛﻔـﺎءة اﻷﺳـواق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ وﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻟﺑيانات اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺗـوي ﻋﻠيها اﻟﻘـواﺋم اﻟﻣﺎﻟيـﺔ ﻟﻠﻣﺷـروع ﻛﻧﺗيجة ﻟﻘيـﺎم ﻣﺣﻠﻠـﻲ اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ ﺑﻣـﺎ يعرف ﺑﺎﻟﺗﺣﻠيـل اﻷﺳﺎﺳـﻲ أو( ﺗﺣﻠيـل اﻟﻘـواﺋم اﻟﻣﺎﻟيـﺔ ) واﻟـذي يهدف إﻟـﻰ ﺗﺣديـد اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ اﻟﻣﺳـﻌرة ﺗﺳـﻌيراً ﺧﺎطﺋـﺎً، ﻟـذﻟك ﺗوﺻـل اﻟﺑـﺎﺣﺛون ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎل اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر إﻟـﻰ أن ﻋـدم اﻟﻛﻔـﺎءة ﻣﻌﻧـﺎﻩ  اﻧﺣراف اﻟﻘيمة اﻟﺳوﻗية ﻟﻠﺳﻬم ﻋن ﻗيمته اﻟﺣﻘيقية (2) .

ووﻓﻘﺎ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻔﺎءة، يتوقع أن ﺗﺳـﺗﺟيب أﺳـﻌﺎر اﻷﺳـﻬم ﻓـﻲ ﺳـوق اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ، وﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﻟﺳـرﻋﺔ، ﻟﻛـل ﻣﻌﻠوﻣـﺔ ﺟديدة ﺗرد إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠين ﻓيه يكون ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻐيير ﻧظرﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷـﺄة اﻟﻣﺻـدرة ﻟﻠﺳـﻬم ، ﺣيـث ﺗﺗﺟـﻪ أﺳـﻌﺎر اﻷﺳـﻬم ﺻﻌوداً أوﻫﺑوطﺎً وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑيعة اﻷﻧﺑﺎء إذا ﻛﺎﻧت ﺳﺎرة أوﻏير ﺳﺎرة ،يعكس ﺳﻌر ﺳﻬم اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻗواﺋم وﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻛفء ﻣﺎﻟيــﺔ، ﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﺗﺑﺛﻬــﺎ وﺳــﺎﺋل اﻹﻋــﻼم، اﻟﺳــﺟل اﻟﺗــﺎريخي ﻟﺳــﻌر اﻟﺳــﻬم، أوﺗﺣﻠـيلات وﺗﻘــﺎرير ﺣــول اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدية اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ أداء اﻟﻣﻧﺷـﺄة (3) .

ﻛﻣـﺎ يعكس ﺳـﻌر اﻟﺳـﻬم ﻓـﻲ ظـل اﻟﺳـوق اﻟﻛـفء ﺗوﻗﻌـﺎت اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين ﺑﺷـﺄن اﻟﻣﻛﺎﺳـب اﻟﻣﺳــﺗﻘﺑﻠية وﺑﺷــﺄن اﻟﻣﺧــﺎطر اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﻌــرض ﻟﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺳــب ، وﻟﻛــن رﻏــم ﺗــواﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻟﺟﻣيــﻊ اﻟﻣﺗﻌــﺎﻣﻠين ﻓــﻲ اﻟﺳـوق، إﻻ أن ذﻟـك ﻻ يعنـﻲ ﺑﺎﻟﺿـرورة ﺗطـﺎﺑق ﺗﻘـديارﺗﻬم اﻟﻣﺳـﺗﻘﺑﻠية واﻟﻣﺧـﺎطر اﻟﻣﺣيطـﺔ ﺑﻬـﺎ ﺗﻣﺎﻣـﺎً ، وإن اﻟﺳـوق اﻟﻛﻔـؤ ﻫو اﻟﺳوق اﻟذي ﻻ يوﺟد ﻓيه ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ ﺑين ﺗﺣﻠيل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟديدة اﻟواردة إﻟﻰ اﻟﺳـوق وﺑـين اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﻣﺣددة ﺑﺷﺄن ﺳﻌر اﻟﺳﻬم.

ﻣﻔﻬوم ﻛﻔﺎءة اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟية :

 ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌدد اﻟﺗﻌﺎريف واﻟﻣﻔﺎﻫيم اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ ﺧﺑارء اﻟﻣﺎل واﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺷﺎن ﻛﻔـﺎءة ﺳـوق اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ، إﻻ أن أﻏﻠﺑﻬﺎ يكاد ينطوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ،  ﺣيث ﻋر ف Delkaoui " السوق الكفء بأنه السوق الذي تكونت ﻓيـﻪ ﺣﺎﻟـﺔ ﺗـوازن ﻣﺳـﺗﻣر ﺑﺣيـث  ﺗﻛـون أﺳـﻌﺎر اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ ﻓيـﻪ ﻣﺳـﺎوية ﺗﻣﺎﻣـﺎ ﻟﻘيمتها اﻟﺣﻘيقية وﺗﺗﺣـرك ﺑطريقة عشوائية  دون إﻣﻛﺎﻧية اﻟﺳيطرة عليها " (4) .

وﻋرف ﻣﺛﻧﻰ ﻋﺑد اﻹﻟﻪ ﻧﺎﺻر اﻟﺳوق اﻟﻛفء ﻫو اﻟذي " يعكس ﺳﻌر اﻟﺳﻬم ﻓيه ﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين ﺑﺷـﺄن اﻟﻣﻛﺎﺳـب اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠية وﺑﺷﺄن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﻛﺎﺳب، وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻫﻧﺎ إﻟـﻰ أن إﺗﺎﺣـﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻟﻠﺟﻣيـﻊ ﻻ ﺗﻌﻧـﻲ ﺑـﺄن ﺗﻘـديارﺗﻬم ﺑﺷـﺄن اﻟﻣﻛﺎﺳـب اﻟﻣﺳـﺗﻘﺑﻠية واﻟﻣﺧـﺎطر اﻟﻣﺣيطـﺔ ﺑﻬـﺎ ﻣﺗطﺎﺑﻘـﺔ ﺗﻣﺎﻣـﺎ، ﻓﻘـارارت اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين ﻗليلة اﻟﺧﺑـرة ﻗـد ﺗﺄﺧـذ ﺑﺎﻷﺳـﻌﺎر ﺑﻌيـدا ﻋـن ﻗيمتها اﻟﺣﻘيقية، ﻏيـر أن ﻗـرارات اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين اﻟﻣﺣﺗـرﻓين أو اﻵﺧـرين اﻟﻣﺗﻣﺗﻌـين ﺑﺎﻟﻔطﻧﺔ ﺳﺗدﻓﻊ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻧﺣو اﻟﻘيمة اﻟﺣﻘيقية وﻟﻛن ﻟيس ﻫذا ﻫو اﻟﻣﻬم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻔﻬـوم ﻛﻔـﺎءة اﻟﺳـوق، ﻓـﺎﻟﻣﻬم ﻫـو أن يكون ﻛل ﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣﻘﺗﻧﻊ ﺑﺄن ﺗﻘديارﺗﻪ ﺳﻠيمة وﻻ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓيها(5) " .

أﻣﺎ Eugene Fama ﻓﻌـرف اﻟﺳـوق اﻟﻛﻔـؤة ﺑﺄﻧـﻪ " اﻟﺳـوق اﻟـذي يعكس ﺑﺷـﻛل ﻛﺎﻣـل ﺟﻣيـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﻋن اﻟﺷرﻛﺔ أو اﻟﻬيئة اﻟﺗﻲ أﺻدرت اﻷوارق، ﺳواء ﺗﻣﺛﻠت ﺗﻠك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻘواﺋم اﻟﻣﺎﻟية أواﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻧﺷورة ﻣـن ﺧﻼل  وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم أو ﻓﻲ اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺎريخي ﻷﺳﻌﺎر اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟيـﺔ ، أو ﻏيـر ذﻟـك ﻣـن اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗـؤﺛر ﻋﻠـﻰ أداء اﻟﺷرﻛﺔ واﻟﻘيمة اﻟﺳوﻗية ﻷوراﻗﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟيـﺔ(6) ".

وينطوي ﻣﻔﻬـوم اﻟﻛﻔـﺎءة ﻋﻠـﻰ إﺣـداث اﻟﺗﻌـديل ﻓـﻲ اﻷﺳـﻌﺎر ﺑﺳـرﻋﺔ ﺑﻣـﺎ يعكس ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟديدة ﻣن أﻧﺑﺎء ﺳـﺎرة أو ﻏيـر ﺳـﺎرة، ﺑﻌـد ﻗيـﺎم اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين ﺑﺗﻘيـيم ﻛـل اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت، ﺣيـث ﻻ يوﺟد ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ ﺑين ﺗﺣﻠيل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟديدة اﻟواردة ﻟﻠﺳوق وﺑـين اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺑﺧﺻـوص ﺳـﻌر اﻟﺳـﻬم، ﻛﻣﺎ ﻻ يوﺟد ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ ﺑين اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻧﺗيجة وﺣﺻول ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرين ﻋﻠيها، وينطـوي ﻣﻔﻬـوم اﻟﻛﻔـﺎءة ﻋﻠـﻰ إﺣـداث اﻟﺗﻌـديل ﻓـﻲ اﻷﺳـﻌﺎر ﺑﺳـرﻋﺔ ﺑﻣـﺎ يعكس ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟديدة ﻣن أﻧﺑﺎء ﺳـﺎرة أو ﻏيـر ﺳـﺎرة  ﺑﻌـد ﻗيـﺎم اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين ﺑﺗﻘيـيم ﻛـل اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت، ﺣيـث ﻻ يوﺟد ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ ﺑين ﺗﺣﻠيل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺟديدة اﻟواردة ﻟﻠﺳوق وﺑـين اﻟوﺻـول إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ ﺑﺧﺻـوص ﺳـﻌر اﻟﺳـﻬم ،   ﻛﻣﺎ ﻻ يوﺟد ﻓﺎﺻل زﻣﻧﻲ ﺑين اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻧﺗيجة وﺣﺻول ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرين ﻋﻠيها (7).

 واﻧطﻼﻗﺎً ﻣﻣﺎ ﺳﺑق يقصد ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ ﺳوق اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟية ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻠـك اﻟﺳـوق اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻘـدر ﻋـﺎل ﻣـن اﻟﻣروﻧـﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣﻘيق اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺳريعة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟية ﻟﻠﺗﻐيرات ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠيل اﻟﺑياﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗدﻓﻘـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺳـوق، ﺑﻣـﺎ يـؤدي ﻓـﻲ ﻧﻬﺎيـﺔ اﻷﻣـر إﻟـﻰ ﺗﺣﻘيـق اﻟﺗﻌـﺎدل ﺑـين اﻟﻘيمة اﻟﺳـوﻗية واﻟﻘيمة اﻟﺣﻘيقة ﻟﻠورﻗـﺔ اﻟﻣﺎﻟيـﺔ، وﺗﻛـون اﻟﺳوق ﻛﻔؤة إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﻛس ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن أداء اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻸوارق اﻟﻣﺎﻟية اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق

   وذﻟك وﻓق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﺿرورية ﻟﻠﻛﻔﺎءة واﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب(8) :

 - وﺟود ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑين ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗدﺧﻠين ﻓﻲ اﻟﺳوق.

 - ﺗوﻓر اﻟﺑياﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺻﺣيحة اﻟﻣﺎﻟية وﻏير اﻟﻣﺎﻟية اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗداول أدواﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق.

 - اﻹﻓﺻﺎح ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺔ وﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠين ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻓﻲ وﻗت واﺣد. 

وﻋﻠيـﻪ ﺣﺗـﻰ يمكن اﻟﻘـول ﺑـﺄن اﻟﺳـوق اﻟﻣـﺎﻟﻲ يـؤدي دورﻩ يجـب أن يتصف ﻫـذا اﻟﺳـوق ﺑﺎﻟﻛﻔـﺎءة ﺑﺣيـث ﺗﻌﻛـس أﺳـﻌﺎر اﻷﺳﻬم ﺟﻣيـﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ وﺑﺣيـث ﻻ يستطيع أي ﻣﺳـﺗﺛﻣر أن يقوم ﺑﺎﺳـﺗﻐﻼل ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣﻌينة ﻟﺗﺣﻘيـق ﻋﺎﺋـد ﻏير ﻋﺎدي.

وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول أﻧﻪ ﻻ يكون اﻟﺳوق ﻛﻔوء إﻻ إذا وﺟـد ﻓيـﻪ ﻋـدد ﻣـن اﻟﻣﺳـﺗﺛﻣرين اﻟـذين يعتقدون أن اﻟﺳـوق ﻏيـر ﻛـفء ﻓيتوقع أن يسعى ﻛل ﻣﻧﻬم إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺣﻠيلها ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘيق أرﺑﺎح ﻏير ﻋﺎدية، وﻫـو ﻣﺎ يؤدي إﻟﻰ ﺗﻐيير ﺳريع ﻓﻲ اﻟﻘيمة اﻟﺳوﻗية ﻟﻠﺳﻬم ﻟﺗﻌﺎدل اﻟﻘيمة اﻟﺣﻘيقية وﺣينئذٍ ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻣﻧﺷودة ، ويتضح أن اﻟﻛﻔﺎءة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻗدرة اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ ﺟذب رؤوس اﻷﻣوال ﺳواء ﻣن اﻟداﺧل أو اﻟﺧﺎرج، وﻛـذﻟك ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوزيع اﻷﻣﺛل ﻟﺗﻠك اﻷﻣوال، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑيل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺗﺣﻘق ﻛﻔﺎءة ﺳوق اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟية ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﻛس أﺳﻌﺎر اﻷوارق اﻟﻣﺎﻟية اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﻲ أي وﻗـت ﻛـل اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋـن ﻫـذﻩ اﻷوارق، وﻫـذا يجعل اﻟﺳـوق اﻟﻛـفء ﺳـوﻗﺎ ﻋـﺎدﻻً، ﻓﺎﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﻛس اﻟﺻيغة اﻟﺣﻘيقية ﻟﻸوارق اﻟﻣﺎلية، وﺑذﻟك يستطيع اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻌﺎدي ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘيم اﻟﺣﻘيقية ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﺑﻣﺎ يجعله تلقائياً يتجه ﻧﺣو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻷﻛﺛر رﺑﺣية واﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺎح ﻟﻬﺎ ﻓرص اﺳﺗﺛﻣﺎر واﻋدة وﻣرﺑﺣـة، وﻫذا يؤدي ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎية إﻟﻰ ﺗﺣﻘيق اﻟﺗوزيع اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد (9) .

_________________________

1- حماد ، طارق، " دليل المستثمر بورصة الاوراق المالية " ، الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع ، الاسكندرية، ص79 ، 2000 .

2- اﻟﺤﻨﺎوي، ﻣﺤﻤﺪ؛ ﻣﺼﻄﻔﻰ، ﻧﮭﺎل؛ اﻟﻌﺒﺪ، ﺟﻼل،" أﺳﻮاق اﻟﻤﺎل و اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺎﻟية " ، اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌية ، اﻹﺳﻜﻨﺪرية ، ص ١٢٣ ،٢٠٠٠ 

3- اياد ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻠﻜﺎوي، "أﺛﺮ اﻷزﻣﺔ اﻟﻤﺎﻟية اﻟﻌﺎﻟﻤية ﻋﻠﻰ أداء اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟية ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ : أدﻟﺔ ﻋﻤﻠية ﻣﻦ اﻟﺴﻮق اﻟﻤﺎﻟية الاردنية 

Vol 1 Issue 1 Dec ،International Journal of Economics & Financial Studies  ، ص63 ، 2011

4- ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﻤﺰيني، ﻋﻤﺎد اﻟﺪين ﻣﺤﻤﺪ، " ﺳﻮق ﻓﻠﺴﻄين ﻟﻸوراق اﻟﻤﺎﻟية واﻗﻌﮭﺎ وآﻓﺎﻗﮭﺎ" رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘير، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول العربية / معهد البحوث والدراسات العربية الاقتصادية ، القاهرة ،ص٣١، 2002 .

5- ﻣﺜﻨﻰ ﻋﺒﺪ اﻹﻟﮫ ﻧﺎﺻﺮ،" ﻛﻔﺎءة ﺳﻮق اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟية : اﻷﺳﺲ واﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎت " مداﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ إﻟﻰ ﻧﺪوة دور اﻷﺳﻮاق اﻟﻤﺎﻟية في التنمية الاقتصادية ، تجارب ورؤى مستقبلية  ، طرابلس ، 2005 ،ص4 . 

6- Elory Dimson, Massoud Mussavian, "A Brief History of Market Efficiency", WP Published in European Financial Management, London Business Schools, Vol. 4, N° 1 (March 1998), p 91. 

7-  اﻟﮭﻨﺪي، ﻣﻨير إﺑﺮاھيم، "اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟية وأﺳﻮاق رأس اﻟﻤﺎل"، ﻣﻨﺸأة اﻟﻤﻌﺎرف، اﻹﺳﻜﻨﺪرية"،ص65 ،2002 .

8- ﻔﺘﺎح ﺻﺎﻟﺢ، ﻣﻌﺎرفي ﻓﺮيدة ، "ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻛﻔﺎءة ﺳﻮق اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟية : دراﺳﺔ ﻟﻮاﻗﻊ أﺳﻮاق اﻷوراق اﻟﻤﺎﻟية اﻟﻌﺮبية وﺳﺒﻞ رﻓﻊ ﻛﻔﺎءﺗﮭﺎ ، مجلة الباحث ، العدد7 ، ص182، 2010 .

9- اﻟﺰيداﻧين، ﺟﻤيل،" أﺳﺎﺳيات في اﻟﺠﮭﺎز اﻟﻤﺎلي "  واﺋﻞ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزيع، اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷول، ﻋﻤﺎن ، ص108، 1999 .