المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5896 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The exponential atmosphere
2024-05-17
تـطويـر هيـكـل فعـال للمـكافـآت والحـوافـز في المـصارف
2024-05-17
The ideal gas law
2024-05-17
Temperature and kinetic energy
2024-05-17
Compressibility of radiation
2024-05-17
إنـشاء نـظم الإسـناد الإداري للإستـراتيجيـة فـي المـصارف
2024-05-17

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المستعين والاحداث في خلافته  
  
443   02:54 مساءً   التاريخ: 9-10-2017
المؤلف : ابن الاثير
الكتاب أو المصدر : الكامل في التاريخ
الجزء والصفحة : ج5، ص 580 - 596
القسم : التاريخ الاسلامي / الدولة العباسية / خلفاء بني العباس المرحلة الثانية / عصر سيطرة العسكريين الترك / المستعين بالله /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2017 414
التاريخ: 9-10-2017 449
التاريخ: 9-10-2017 541
التاريخ: 9-10-2017 602

حوادث سنة ثمان وأربعين ومائتين

- وفيها ورد على المستعين وفاة طاهر بن عبد الله بن طاهر بخراسان في رجب فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان ولمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق وجعل إليه الحرمين والشرطة ومعاون السواد وأفرده به.

- وفيها مات بغا الكبير فعقد لابنه موسى على أعمال أبيه كلها وولي ديوان البريد.

- وفيها وجه أبوجور التركي إلى أبي العمود الثعلبي فقتله بكفرتوثي لخمس بقين من ربيع الآخر.

- وفيها خرج عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى الحج فوجه خلفه رسول ينفيه إلى برقة ويمنعه من الحج.

- وفيها ابتاع المستعين من المعتز والمؤيد جميع مالهما وأشهدا عليهما القضاة والفقهاء وكان الشراء باسم الحسن بن المخلد للمستعين وترك للمعتز ما يتحصل منه في السنة عشرون ألف دينار وللمؤيد ما يتحصل منه في السنة خمسة آلاف دينار وجعلا في حجرة في الجوسق ووكل بهما وكان الأتراك حين شغب الغوغاء أرادوا قتلهما فمنعهم أحمد بن الخصيب وقال لا ذنب لهما ولكن احبسوهما فحبسوهما وفيها غضب الموالي على أحمد بن الخصيب في جمادى الآخرة واستصفى ماله ومال ولده ونفي إلى أقريطش.

- وفيها صرف علي بن يحيى الأرمني عن الثغور الشامية وعقد له على أرمينية وأذربيجان في شهر رمضان وفيها شغب أهل حمص على كيدر عاملهم فأخرجوه فوجه إليهم المستعين الفضل بن قارن فأخذهم فقتل منهم خلقا كثيرا وحمل منهم مائة من أعيانهم إلى سامرا.

- وفيها غزا الصائفة وصيف وكان مقيما بالثغر الشامي فدخل بلاد الروم فافتتح حصن فرورية. -وفيها عقد المستعين لأتامش على مصر والمغرب واتخذه وزيرا.

- وفيها عقد لبغا الشرابي على حلوان وما سبذان ومهرجان قذق وخاص أموره وقدمه وأتامش على جميع الناس.

- وحج بالناس هذه السنة محمد بن سليمان الزينبي وفيها حكم محمد بن عمرو أيام المنتصر وخرج بناحية الموصل خارجي فوجه إليه المنتصر إسحاق بن ثابت الفرغاني فأسره مع عدة من أصحابه فقتلوا وصلبوا.

- وفيها تحرك يعقوب بن الليث الصفار من سجستان نحو هراة.

- وفيها توفي عبد الرحمن بن عدويه أبو محمد الرافعي الزاهد وكان مستجاب الدعوة وهو من أهل افريقية وفيها سارت سرية في الأندلس إلى ذي تروجة وكان المشركون قد تطاولوا إلى ذلك الجانب فلقيتهم السرية فأصابوا من المشركين وقتلوا كثير منهم.

- وفيها كان بصقلية سرايا للمسلمين فغنمت وعادت ولم يكن حرب بينهم تذكر.

- وفيها توفي أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي في جمادى الآخرة وكان من مشايخ البخاري ومسلم ومحمد بن حميد الرازي المحدث.

دخلت سنة تسع وأربعين ومائتين:

- ذكر غزو الروم وقتل علي بن يحيى الأرمني:

 في هذه السنة غزا جعفر بن دينار الصائفة فافتتح حصنا ومطامير واستأذنه عمر بن عبيد الله الأقطع في المسير إلى بلاد الروم فأذن له فسار في خلق كثير من أهل ملطية فلقيه الملك في جمع عظيم من الروم بمرج الأسقف فحاربه محاربة شديدة قتل فيها من الفريقين خلق كثير ثم أحاطت به الروم وهم خمسون ألفا وقتل عمر وممن معه ألفان من المسلمين في منتصف رجب فلما قتل عمر بن عبيد الله خرج الروم إلى الثغور الجزرية وكلبوا عليها وعلى أموال المسلمين وحرمهم فبلغ ذلك علي بن يحيى وهو قافل من أرمينية إلى ميافارقين في جماعة من أهلها ومن أهل السلسلة فنفر إليهم فقتل في نحو من أربعمائة رجل وذلك في شهر رمضان .

ذكر الفتنة ببغداد:

- وفيها شغب الجند والشاكرية ببغداد، وكان سبب ذلك أن الخبر لما اتصل بهم وبسامرا وما قرب منها بقتل عمر بن عبيد الله وعلي بن يحيى وكانا من شجعان الإسلام شديدا بأسهما عظيما عناؤهما عن المسلمين في الثغور شق ذلك عليهم مع قرب مقتل أحدهما من الآخر وما لحقهم من استعظامهم قتل الأتراك للمتوكل واستيلائهم على أمور المسلمين يقتلون من يريدون من الخلفاء ويستخلفون من أحبوا من غير ديانة ولا نظر للمسلمين فاجتمعت العامة ببغداد بالصراخ والنداء بالنفير وانضم إليهم الأبناء والشاكرية تظهر أنها تطلب الأرزاق وكان ذلك أول صفر ففتحوا السجون وأخرجوا من فيها وأحرقوا أحد الجسرين وقطعوا الآخر وانتهبوا دار بشر وإبراهيم ابني هارون كاتبي محمد بن عبد الله ثم أخرج أهل اليسار من بغداد أموالا كثيرة ففرقوها فيمن نهض إلى الثغور وأقبلت العامة من نواحي الجبال وفارس والأهواز وغيرها لغزو الروم فلم يأمر الخليفة في ذلك بشيء ولا يوجه عسكره .

ذكر الفتنة بسامرا:

- وفيها في ربيع الأول وثب نفر من الناس لا يدري من هم بسامرا ففتحوا السجن وأخرجوا من فيه فبعث في طلبهم جماعة من الموالي فوثب العامة بهم فهزموهم فركب بغا وأتامش ووصيف وعامة الأتراك فقتلوا من العامة جماعة فرمي وصيف بحجر فأمر بإحراق ذلك المكان وانتهب المغاربة ثم سكن ذلك آخر النهار.

ذكر مقتل أتامش:

في هذه السنة قتل أتامش وكاتبه شجاع، وكان سبب ذلك أن المستعين أطلق يد والدته ويد أتامش وشاهك الخادم في بيوت الأموال وأباحهم فعل ما أرادوا فكانت الأموال التي ترد من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة أخذ أتامش أكثر ما في بيوت الأموال وكان في حجره العباس بن المستعين وكان ما فضل من هؤلاء الثلاثة أخذه أتامش للعباس فصرفه في نفقاته وكانت الموالي تنظر إلى الأموال تؤخذ وهم في ضيقة ووصيف وبغا بمعزل من ذلك فأغريا الموالي بأتامش وأحكما أمره فاجتمعت الأتراك والفراغنة عليه وخرج إليه منهم أهل الدور والكرخ فسكروا في ربيع الآخر وزحفوا إليه وهو في الجوسق مع المستعين وبلغه الخبر فأراد الهرب فلم يمكنه واستجار بالمستعين فلم يجره فأقاموا على ذلك يومين ثم دخلوا الجوسق وأخذوا أتامش فقتلوه وقتلوا كاتبه شجاعا ونهبت دور أتامش فأخذوا منه أموالا جمة وغير ذلك فلما قتل استوزر المستعين أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد وعزل الفضل بن مروان عن ديوان الخراج وولاه عيسى بن فرخنشاه وولى وصيف الأهواز وبغا الصغير فلسطين ثم غضب بغا الصغير على أبي صالح فهرب إلى بغداد فاستوزر المستعين محمد بن الفضل الجرجرائي فجعل على ديوان الرسائل سعيد بن حميد فقال الحمدوني:

لبس السيف سعيدا بعدما *** كان ذا طمرين لا يؤبه له

إن للـــــه لآيــــــــات وذا *** آيــــــة لله فينــــــا منزله

ذكر عدة حوادث:

 - فيها قتل علي بن الجهم بن بدر الشاعر بقرب حلب كان توجه إلى الثغر فلقيه خيل لكلب فقتلوه وأخذوا ما معه فقال وهو في السياق:

 أزيد في الليل ليل *** أم سال في الصبح سيل

ذكـــرت أهل دجيل *** وأيــــن منـــــي دجيـــل

وكان منزله بشارع دجيل.

- وفيها عزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء ووليه جعفر بن محمد بن عثمان البرجمي الكوفي وقيل كان ذلك سنة خمسين ومائتين.

- وفيها أصاب أهل الري زلزلة شديدة ورجفة هدمت الدور ومات خلق من أهلها وهرب الباقون فنزلوا ظاهر المدينة.

- وحج بالناس هذه السنة عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام وهو والي مكة.

- وفيها سير محمد صاحب الأندلس جيشا مع ابنه إلى مدينة ألية والقلاع من بلد الفرنج فجالت الخيل في ذلك الثغر وغنمت وافتتحت بها حصونا منيعة.

- وفيها توفي أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب صاحب إفريقية ثالث عشر ذي القعدة فلما مات ولي أخوه زيادة الله بن محمد بن الأغلب فلما ولي زيادة الله أرسل إلى خفاجة بن سفيان أمير صقلية يعرفه موت أخيه وأمره أن يقيم على ولايته.

ثم دخلت سنة خمسين ومائتين:

ذكر ظهور يحيى بن عمر الطالبي ومقتله:

في هذه السنة ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المكنى بأبي الحسين عليه السلام بالكوفة وكانت أمه فاطمة بنت الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم، وكان سبب ذلك أن أبا الحسين نالته ضيقة ولزمه دين ضاق به ذرعا فلقي عمر بن فرج وهو يتولى أمر الطالبيين عند مقدمه من خراسان أيام المتوكل فكلمه في صلته فأغلظ له عمر القول وحبسه فلم يزل محبوسا حتى كفله أهله فأطلق فسار إلى بغداد فأقام بها بحال سيئة ثم رجع إلى سامرا فلقي وصيفا في رزق يجرى له فأغلظ له وصيف وقال لأي شيء يجرى على مثلك فانصرف عنه إلى الكوفة وبها أيوب بن الحسن بن موسى بن جعفر بن سليمان الهاشمي عامل محمد بن عبد الله بن طاهر فجمع أبو الحسين جمعا كثيرا من الأعراب وأهل الكوفة وأتى الفلوجة فكتب صاحب البريد بخبره إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فكتب محمد إلى أيوب وعبد الله بن محمود السرخسي عامله على معاون السواد يأمرهما بالاجتماع على محاربة يحيى بن عمر فمضى يحيى بن عمر إلى بيت مال الكوفة يأخذ الذي فيه وكان فيما قيل ألفي دينار وسبعين ألف درهم وأظهر أمره بالكوفة وفتح السجون وأخرج من فيها وأخرج العمال عنها فلقيه عبد الله بن محمود السرخسي فيمن معه فضربه يحيى بن عمر ضربة على وجهه أثنه بها فانهزم عبد الله وأخذ أصحاب يحيى ما كان معهم من الدواب والمال وخرج يحيى إلى سواد الكوفة وتبعه جماعة من الزيدية وجماعة من اهل تلك النواحي إلى ظهر واسط وأقام بالبستان فكثر جمعه فوجه محمد بن عبد الله إلى محاربته الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب في جمع من أهل النجدة والقوة فسار إليه فنزل في وجهه لم يقدم عليه فسار يحيى والحسين في أثره حتى نزل الكوفة ولقيه عبد الرحمن بن الخطاب المعروف بوجه الفلس قبل دخولها فقاتله وانهزم عبد الرحمن إلى ناحية شاهي ووافاه الحسين فنزلا بشاهي واجتمعت الزيدية إلى يحيى بن عمر ودعا بالكوفة إلى الرضا من آل محمد فاجتمع الناس إليه وأحبوه وتولاه العامة من أهل بغداد ولا يعلم أنهم تولوا أحدا من بيته سواه وبايعه جماعة من أهل الكوفة ممن له تدبير وبصيرة في تشيعهم ودخل فيهم أخلاط لا ديانة لهم وأقام الحسين بن إسماعيل بشاهي واستراح واتصلت بهم الأمداد وأقام يحيى بالكوفة يعد المدد ويصلح السلاح فأشار عليه جماعة من الزيدية ممن لا علم لهم بالحرب بمعاجلة الحسين بن إسماعيل وأحلوا عليه فزحف إليه ليلة الاثنين لثلاث عشرة خلت من رجب ومعه الهيضم العجلي وغيره ورجالة من أهل الكوفة ليس لهم علم ولا شجاعة وأسروا ليلتهم وصبحوا حسينا وهو مستريح فثاروا بهم في الغلس وحمل عليهم أصحاب الحسين فانهزموا ووضعوا فيهم السيف وكان أول أسير الهيضم العجلي وانهزم رجالة أهل الكوفة وأكثرهم بغير سلاح فداستهم الخيل وانكشف العسكر عن يحيى بن عمر وعليه جوشن قد تقطر به فرسه فوقف عليه ابن لخالد بن عمران فقال له خير فلم يعرفه وظنه رجلا من أهل خراسان لما رأى عليه الجوشن فأمر جلا فنزل إليه فأخذ رأسه وعرفه رجل كان معه وسير الرأس إلى محمد بن عبد الله بن طاهر وادعى قتله غير واحد فسير محمد الرأس إلى المستعين فنصب بسامرا لحظة ثم حطه ورده إلى بغداد لينصب بها فلم يقدر محمد على ذلك لكثر من اجتمع من الناس فخاف أن يأخذوه فلم ينصبه وجعله في صندوق في بيت السلاح ووجه الحسين بن إسماعيل برؤوس منقتل وبالأسرى فحبسوا ببغداد وكتب محمد بن عبد الله يسأل العفو عنهم فأمر بتخليتهم وأن تدفن الرؤوس ولا تنصب ففعل ذلك # ولما وصل الخبر بقتل يحيى جلس محمد بن عبد الله يهنأ بذلك فدخل عليه داود بن الهيثم أبو هاشم الجعفري فقال أيها الأمير إنك لتهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله حيا لعزي به فما رد عليه محمد شيئا فخرج داود وهو يقول :

 يا بني طاهر كلوه وبيا *** إن لحم النبي غير مري

إن وترا يكون طالبه الل *** ه لوتر نجـاحه بالحري

وأكثر الشعراء مراثي يحيى لما كان عليه من حسن السيرة والديانة فمن ذلك قول بعضهم:

 بكت الخيـــل شجوها بعد يحيى *** وبكــــاه المهنـــــــد المصقـــول

وبكتــــه العراق شـــــرقا وغربا *** وبكـــــاه الكتــــــــــاب والتنزيل

والمصلى والبيت والركن والحج *** ر جميعــــا لـــــــه عليــه عويل

كيف لـــم تسقط السمــاء علينــا *** يوم قالوا أبــــو الحسين قتــــيل

وبنـــات النبي تبديــــن شجــــوا *** موجعــــات دمـــــــوعهن همول

قطعــــت وجهـه سيوف الأعادي *** بأبـــي وجهـــــه الوسيم الجميل

إن يحيـــى أبقـــــى بقلبـي غليلا *** سوف يؤذي بالجسم ذلك الغليل

قتلــــه مذكــــــر لقتـــــل علــــي *** وحسين ويم أودى الرسول

صلــــــــوات الإلــــه وقفا عليهم *** مــــا بكى موجع وحن ثكول

ذكر ظهور الحسن بن زيد العلوي:

 - وفيها ظهر الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن الحسين علي بن أبي طالب عليه السلام بطبرستان وكان سبب ظهوره أن محمد بن عبد الله بن طاهر لما ظفر بيحيى بن عمر أقطعه المستعين من ضواحي السلطان بطبرستان قطائع منها قطيعة قرب ثغر الديلم وهما كلار وشالوس وكان بحذائهما أرض تحتطب منها أهل تلك الناحية وترعى فيها مواشيهم ليس لأحد عليها ملك إنما هي موات وهي ذات غياض وأشجار وكلأ فوجه محمد بن عبد الله نائبه لحيازة ما أقطع واسمه جابر بن هارون النصراني وعامل طبرستان يومئذ سليمان بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر خليفة محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وكان الغالب على أمر سليمان محمد بن أوس البلخي وقد فرق محمد هذا أولاده في مدن طبرستان وهم أحداث سفهاء فتأذى بهم الرعية وشكوا منهم ومن أبيهم ومن سليمان سوء السيرة.

 ثم إن محمد بن أوس دخل بلاد الديلم وهم مسالمون لأهل طبرستان فسبى منهم وقتل فساء ذلك أهل طبرستان فلما قدم جابر بن هارون لحيازة ما أقطعه محمد بن عبد الله عمد فحاز فيه ما اتصل به من أرض موات يرتفق بها الناس وفيما حاز كلار وشالوس وكان في تلك الناحية يومئذ أخوان لهما بأس ونجدة يضبطانها ممن رامها من الديلم مذكور أن بإطعام الطعام وبالافضال يقال لاحدهما محمد وللآخر جعفر وهما ابنا رستم فانكرا ما فعل جابر من حيازة الموات وكان مطاعين في تلك الناحية فاستنهضا من أطاعهما لمنع جابر من حيازة ذلك الموات فخافهما جابر فهرب منهما فلحق بسليمان بن عبد الله وخاف محمد وجعفر ومن معهما من عامل طبرستان فراسلوا جيرانهم من الديلم يذكرونهم العهد الذي بينهم ويعتذرون فيما فعله محمد بن أوس بهم من السبي والقتل فاتفقوا على المعاونة والمساعدة على حرب سليمان بن عبد الله وغيره ثم أرسل ابنا رستم ومن وافقهما إلى رجل من الطالبيين اسمه محمد بن إبراهيم كان بطبرستان يدعونه إلى البيعة له فامتنع عليهم وقال لكني أدلكم على رجل منا هو أقوم بهذا الأمر مني فدلهم على الحسن بن زيد وهو بالري فوجهوا إليه عن رسالة محمد بن إبراهيم يدعوه إلى طبرستان فشخص إليها فأتاهم وقد صارت كلمة الديلم وأهل كلار وشالوس والرويان على بيعته فبايعوه كلهم وطردوا عمال ابن أوس عنهم فلحقوا بسليمان بن عبد الله وانضم إلى الحسن بن زيد أيضا جبال طبرستان كاصمغان وقاوشان وليث بن قتاد وجماعة من أهل السفح ثم تقدم الحسن ومن معه نحو مدينة آمل وهي أقرب المدن إليهم وأقبل أوس من سارية ليدفعه عنها فاقتتلوا قتالا شديدا وخالف الحسن بن زيد في جماعة إلى آمل فدخلها فلما سمع ابن أوس الخبر وهو مشغول بحرب من يقاتله من أصحاب الحسن بن زيد لم يكن له همة إلا النجاة بنفسه فهرب ولحق بسليمان إلى سارية فلما استولى الحسن بن علي على آمل كثر جمعه وأتاه كل طالب نهب وفتنة وأقام آمل أياما ثم سار نحو سارية لحرب سليمان بن عبد الله فخرج إليه سليمان فالتقوا خارج مدينة سارية ونشبت الحرب بينهم فسار بعض قواد الحسن نحو سارية فدخلها فلما سمع سليمان الخبر انهزم هو ومن معه وترك أهله وعياله وثقله وكل ماله بسارية واستولى الحسن وأصحابه على ذلك جميعه فأمر الحرم والأولاد فجعلهم الحسن في مركب وسيرهم إلى سليمان بجرجان وأما المال فكان قد نهب وتفرق وقيل إن سليمان انهزم اختيارا لأن الطاهرية كلها كانت تتشيع فلما أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان تأثم سليمان من قتاله لشدته في التشيع وقال:

نبئت خيــل ابن زيد أقبلت حينا *** تريـدنا لتحسينـــا الأمـــــرينا

يا قوم إن كانت الأنبياء صادقة *** فالويل لي ولجمع الطـاهريينا

أمــــا أنا فـــإذا اصطفت كتائبنا *** أكون من بينهم رأس المولينا

فالعذر عنــد رسول الله منبسط *** إذا احتبست دمــــاء الفاطميينا

فلما التقوا انهزم سليمان فلما اجتمعت طبرستان للحسن وجه إلى الري جندا مع رجل من أهله يقال له الحسن بن زيد أيضا فملكها وطرد عنها عامل الطاهرية فاستخلف بها رجلا من العلويين يقال له محمد بن جعفر وانصرف عنها وورد الخبر على المستعين ومدبر أمره يومئذ وصيف وكاتبه أحمد بن صالح بن شيرزاد فوجه إسماعيل بن فراشة في جند إلى همذان وأمره بالمقام بها ليمنع خيل الحسن عنها وأما ما هداها فإلى محمد بن عبد الله بن طاهر وعليه الذب عنه فلما استقر بمحمد بن جعفر الطالبي المقام بالري ظهرت منه أمور كرهها أهل الري ووجه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر قائدا من عنده يقال له محمد بن ميكال في جمع من الجند إلى الري وهو أخو الشاه بن ميكال فالتقى هو ومحمد بن جعفر الطالبي خارج الري فأسر محمد بن جعفر وانهزم جيشه ودخل ابن ميكال الري فأقام بها فوجه الحسن بن زيد عسكرا عليه قائد يقال له واجن فلما صار إلى الري خرج إليه محمد بن ميكال فالتقوا فاقتتلوا فانهزم ابن ميكال والتجأ إلى الري معتصما بها فاتبعه واجن وأصحابه حتى قتلوه وصارت الري إلى أصحاب الحسن بن زيد فلما كان هذه السنة يوم عرفة ظهر بالري أحمد بن عيسى بن حسين الصغير بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فصلى أحمد بن عيسى بأهل الري صلاة العيد ودعا للرضا من آل محمد فحاربه محمد بن علي بن طاهر فانهزم محمد بن علي وسار إلى قزوين.

 ذكر عدة حوادث:

- وفيها غضب المستعين على جعفر بن عبد الواحد لأنه بعث إلى الشاكرية فزعم وصيف أنه أفسدهم فنفي إلى البصرة في ربيع الأول.

- وفيها أسقطت مرتبة من كانت له مرتبة في دار العامة من بني أمية كأبي الشوارب والعثمانيين وأخرج الحسن بن الأفشين من الحبس.

- وفيها عقد لجعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى المعروف ببشاشات على مكة.

- وفيها وثب أهل حمص وقوم من كلب بعاملهم وهو الفضل بن قارن أخو مازيار بن قارن فقتلوه فوجه المستعين إلى حمص موسى بن بغا في رمضان فلقيه أهلها فيما بين حمص والرستن وحاربوه فهزمهم وافتتح حمص وقتل من أهلها مقتلة عظيمة وأحرقها وأسر جماعة من أهلها الأعيان.

- وفيها مات جعفر بن أحمد بن عمار القاضي وأحمد بن عبد الكريم الحوراني التيمي قاضي البصرة.

- وفيها ولي أحمد بن الوزير قضاء سامرا وفيها وثب الشاكرية والجند بفارس بعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم فنتهبوا منزله وقتلوا محمد بن الحسن بن قارن وهرب عبد الله بن إسحاق. -وفيها وجه محمد بن طاهر بفيلين وأصنام أتيت من كابل وحج بالناس جعفر بن الفضل بشاشات وهو والي مكة.

- وفيها توفي زيادة الله بن محمد بن الأغلب أمير افريقية وكانت ولايته سنة واحدة وستة أيام ولما مات ملك بعده ابن أخيه محمد بن أبي إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب.

- وفيها توفي محمد بن الفضل الجرجرائي وزير المتوكل والفضل بن مروان وزير المعتصم وكان موته بسر من رأى والخليع الشاعر الحسين بن الضحاك وكان مولده سنة اثنتين وستين ومائة وهو مشهور الأخبار والأشعار.

- وفيها توفي الحرث بن مسكين قاضي مصر في ربيع الأول وهو من ولد أبي بكر الثقفي ونصر بن علي بن نصر بن علي لجهضمي الحافظ.

- وفيها توفي أبو حاتم سهل بن محمد السختياني اللغوي روى عن أبي زيد والأصمعي وأبي عبيدة وقيل توفي قبل سنة خمسين والله تعالى بالغيب أعلم.

دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين:

ذكر قتل باغر التركي:

وفي هذه السنة قتل باغر التركي قتله وصيف وبغا، وكان سبب ذلك أن باغر كان أحد قتلة المتوكل فزيد في ارزاقه فأقطع قطائع فكان مما أقطع قرى بسواد الكوفة فتضمنها رجل من أهل باروسما بألفي دينار فوثب رجل من أهل تلك الناحية يقال له ابن مارية بوكيل لباغر وتناوله فحبس ابن مارية وقيد ثم تخلص وسار إلى سامرا فلقي دليل بن يعقوب النصراني وهو يومئذ صاحب أمر بغا الشاربي والحاكم في الدولة وكان ابن مارية صديقا له وكان باغر أحد قواد بغا فمنعه دليل من ظلم أحمد بن مارية فانتصف له منه فغضب باغر وباين دليلا وكان باغر شجاعا يتقيه بغا وغيره فحضر عند بغا في ذي الحجة من سنة خمسين وهو سكران وبغا في الحمام فدخل إليه وقال من قتل دليلا يقتل به فقال له بغا لو أردت ولدي ما منعتك منه ولكن اصبر فإن أمور الخلافة بيد دليل وأقيم غيره ثم افعل به ما تريد وأرسل بغا إلى دليل يأمره أن لا تركب وعرفه الخبر وأقام في كتابته غيره وتوهم باغر أنه قد عزله فسكن باغر ثم أصلح بينهما بغا وباغر يتهدده ولزم باغر خدمة المستعين فقيل ذلك للمستعين فلما كان يوم نوبة بغا في منزله قال المستعين أي شيء كان إلى إيتاخ من الخدمة فأخبره وصيف فقال ينبغي أن تجعل هذه الأعمال إلى باغر وسمع دليل ذلك فركب إلى بغا فقال له أنت في بيتك وهم في تدبير عزلتك فإذا عزلت قتلت فركب بغا إلى دار الخليفة في يومه وقال لوصيف أردت أن تعزلني فحلف أنه ما علم ما أراد الخليفة فتعاقدا على تنحية باغر من الدار والحيلة عليه فأرجفوا له أنه يؤمر ويخلع عليه ويكون موضع بغا ووصيف فأحس باغر ومن معه الشر فجمع إليه الجماعة الذين كانوا بايعوه على قتل المتوكل ومعهم غيرهم فجدد العهد عليهم في قتل المستعين وبغا ووصيف وقالوا نبايع علي بن المعتصم أو ابن الواثق ويكون الأمر لنا كما هو لهذين فأجابوه إلى ذلك وانتهى الخبر إلى المستعين فبعث إلى بغا ووصيف وقال لهما أنتما جعلتماني خليفة ثم تريدان قتلي فحلفا أنهما ما علما بذلك فأعلمهما الخبر فاتفق رأيهم على أخذ باغر ورجلين من الأتراك معه وحبسهم فأحضروا باغر فأقبل في عدة فعدل به إلى حمام وحبس فيه وبلغ الخبر الأتراك فوثبوا على اصطبل الخليفة فانتهبوه وركبوا ما فيه وحصروا الجوسق بالسلاح فأمر بغا ووصيف بقتل باغر فقتل .

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب