من الصعوبة تحديد جغرافية بلاد آشور خلال حقبة قيامها، لان حدود بلاد آشور اتسمت بالتوسع أحياناً وبالضيق احياناً أخرى أعتماداً على القوة السياسية سواء داخل آشور نفسها أو خارجها أي (القوى المجاورة)(1)، في منطقة الشرق الأدنى القديم(2).

لكن يمكن تحديد موقع بلاد آشور على انه يقع في القسم الشمالي والشمال الشرقي من العراق القديم، وتمتد ما بين خط عرض (34°) جنوباً و(37°) شمالاً، بحيث يخترقها نهر دجلة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي(3)، ويحدها من الشرق والشمال الشرقي سفوح الجبال(4)، أما من الجنوب مع بابل فلم تكن هناك حدود طبيعية واضحة ويمكن عد نهر العظيم، الحد الفاصل ما بينهما(5).

أما من جهة الغرب فلا توجد حدود طبيعية تفصل بلاد آشور عن أرض الجزيرة(6) وتمثل بلاد آشور المنطقة الجبلية وشبه الجبلية من تضاريس العراق(7).

وفي القسم الجنوبي الشرقي من أقليم الجزيرة وعلى نهر دجلة تماماً تقع أهم المدن الآشورية وهي مدينة آشور(8)، والتي تشغل مثلثاً مرتفعاً من الارض يبعد مسافة (110كم) شمال مدينة الموصل وتعرف بقاياها اليوم بالقلعة او قلعة الشرقاط نسبة إلى مدينة الشرقاط القريبة منها(9)، ويعود زمن انشائها إلى عصر فجر السلالات في الالف الثالث قبل الميلاد(10)، يحدها من الشمال والشرق وادي دجلة تنحدر ارض المدينة من الشمال باتجاه الجنوب، اما من جهة الغرب فهناك هضاب صخرية، وفي شرق المدينة يعبر نهر دجلة سهل واسع يسمى سهل مخمور(11).

__________________

(1)Johns, C.H.W., Ancient Assyria, (Cambridge, 1912), PP. 6-13. 

(2) الشرق الأدنى القديم: مصطلح حديث استخدمه الاوربيون ويقصد به المنطقة الواقعة إلى الشرق من أوربا، ويضم هذا المصطلح مناطق واسعة من قارتي آسيا وأفريقيا، ينظر:

بوتيرو، جين وآخرون، تاريخ الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص25-28.

(3) ساكز، هاري، قوة آشور، ترجمة: عامر سليمان (بغداد، 1999)، ص14.

(4) سفر، فؤاد، آشور، بغداد، (مطبعة الحكومية، 1960)، ص3.

(5) Oates, D., studies in the Ancient History of Northern Iraq, P. 6.

(6) اطلق المؤرخون والجغرافيون العرب مصطلح الجزيرة على ارض ما بين النهرين العليا (دجلة والفرات) والذي يرادف تقريباً التسمية اليونانية (ميزوبوتاميا Mesopotamia) في استعمالاتها القديمة، ينظر: باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص47.

(7) شريف، ابراهيم، المصدر السابق ، ص81.

(8) ساكز، هاري، المصدر السابق، ص14.

(9) سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، ج2، ص376.

(10) رو، جورج، المصدر السابق، ص255.

(11) سفر، فؤاد، آشور، ص13.