أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
4957
التاريخ: 14-11-2014
5570
التاريخ: 27-11-2014
2537
التاريخ: 14-11-2014
4011
|
هو أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي . أصله من الكوفة ، ولد بها للنصف من شعبان سنة (107 هـ) ، وهاجر إلى مكة واستقرها بها سنة (163 هـ) ، إلى أن توفي بها يوم السبت أول يوم من رجب سنة (198 هـ) ودفن بالحجون (1) .
قال ابن خلكان : كان إماماً عالماً ثبتاً ، حجة زاهداً ورعاً ، مجمعاً على صحة حديثه وروايته (2) . قال أبو نعيم الأصفهاني : الإمام الأمين ، ذو العقل الرصين ، والرأي الراجح الركين ، المستنبط للمعاني ، والمرتبط للمباني ، أبو محمد سفيان بن عيينة الهلالي . كان عالماً ناقداً ، وزاهداً عابداً . علمه مشهور ، وزهده معمور (3) . قال المزي : كان يعد من حكماء أهل الحديث (4) . وقال الذهبي : الإمام الكبير ، حافظ العصر ، شيخ الإسلام ، أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي وطلب الحديث وهو حدث بل غلام ، ولقي الكبار وحمل عنهم علماً جماً ، وأتقن وجود وجمع وصنف ، وعمر دهراً ( 91 سنة) ، وازدحم الخلق عليه ، وانتهى إليه علو الإسناد ، ورحل إليه من البلاد ، وألحق الأحفاد بالأجداد (5) . وكان أدرك نيفاً وثمانين نفساً من التابعين (6) وأخذ منهم العلم .
أخذ العلم من كبار السلف المرموقين كأبان بن تغلب ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وسفيان الثوري وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج وعاصم بن بهدلة ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعطاء بن السائل ، ومحمد بن السائب ، ومحمد بن السائب الكلبي ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، معمر بن راشد ، وأضرابهم من فحول ، وعمدتهم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (7) .
وروى عنه كبار الأئمة كالإمام أحمد بن حنبل ، وقال بشأنه : ما رأيت أحداً من الفقهاء أعلم بالقران والسنن منه (8) . والإمام محمد بن إدريس الشافعي ، وقال بشأنه : ما رأيت أحداً من الناس فيه جزالة العلم ما في ابن عيينة ، وما رأيت أحداً أكفاً عن الفتيا منه . وروح بن عبادة ، والزبير بن بكار ، وسفيان الثوري ــ وهو من شيخوخة ــ وسليمان الأعمش ــ وهو من شيوخهــ وعبد الرزاق بن همام ، وخلق كثير .
وقال يحيى بن سعيد : ما بقي من معلمي الذين تعلمت منهم غير سفيان بن عيينة . قيل : يا أبا سعيد ، سفيان إمام في الحديث ؟ قال : سفيان إمام اليوم منذ أربعين سنة .
وقال بشر بن المفضل : ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه سفيان بن عيينة (9) .
عدة الشيخ وكذا البرقي في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام(10) . وقال الصدوق : سفيان بن عيينة لقي الصادق وروى عنه وبقي إلى أيام الرضا عليه السلام (11) . وذكره ابن داود في القسم الأول وعده من الممدوحين (12) . ومن ثم اعتمده الأصحاب وأخذوا برواياته .
ذكر السيد الأمين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي : أن الإمامية مجمعة على العمل برواية سفيان بن عيينة ، ومن ماثله من الثقات (13) .
وبالفعل قد أخذ برواياته شيخ المفسرين علي بن إبراهيم القمي ، وكذا تلميذه ثقة الإسلام الكليني في الكافي الشريف ، وشيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التهذيب (14) . وهذا الأخذ بروايات الرجل دليل على وثاقته واعتماد الأصحاب له . أما انه إمامي فلا (15) . وقد عرفت كلام ابن النديم : وأكثر المحدثين على مذهب الزيدية مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وغيرهما (16) .
وذكرنا أن ذلك هو مقتضى تربيتهم الكوفية ( معهد الولاء لآل البيت) وليس بمعنى اعتناق مذهب رسمي خاص ، تجاه سائر المذاهب الشيعية . بل الجهة العامة الجامعة بين مذابهم في الولاء لأهل البيت والتبري من أعدائهم ، الأمر الذي كان قد اعتنقه جلّ المحدثين والفقهاء الكبار ذلك العهد .
هذا ابن عدي يذكر جماعات من كبار المحدثين وينعتهم بالتشيع ( في كلا جانبي الولاء والتبري) كجعفر بن سليمان وعبد الرزاق بن همام وابن عيينة ، وأضرابهم . يروى حديثاً بشأن معاوية (17) عن طريق عبد الرزاق عن ابين عيينة بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري ، ثم يرويه عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان بنفس الإسناد . ثم يقول : وجعفر ابن سليمان هذا هو يعد في الشيعة من أهل البصرة ، وعبد الرزاق أيضاً يعد في الشيعة . وهذا الحديث أشبه من ابن عيينة ، على أن ابن عيينة كوفي !
وقد قال ابن عيينة في حديث له ، قبل له : فيه ذكر عثمان ؟ قال : نعم ، ولكني سكت ، لأني غلام كوفي (18) .
ولذلك قال ابن حجر : ونسبه ابن عدي إلى شيء من التشيع (19) . وهو التشيع بمعناه العامّ الذي عليه عامة أئمة المسلمين !
وله في التفسير اليد الطولي ، قال ابن مهدي : عند سفيان بن عيينة من المعرفة بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند الثوري (20) .
وبالفعل فإن له تفسيراً برواية سعيد بن عبد الرحمان المخزومي ــ قال ابن حجر : هو ثقه في ابن عيينة (21) ــ . هو من أقدم التفاسير الأثرية ذوات الاعتبار . قام بتحقيقه ونشره أحمد صالح المحايري ، وقدم له مقدمه تمحل فيها كثيراً ، حاول تقنيد شبهة التشيع عن ابن عيينة ، وإثبات أنه من أعلام اهل السنة والجماعة ! ذاهلاً أن عامة أئمة المسلمين لك العهد كانوا على رفض من بدع المبتدعين ، مستمسكين بالعروة والوثقى : العترة الطاهرة ، فكانوا شيعة أهل البيت ، ولكن بمعناها العام كما نبهنا (22) .
وإلي من تفسيره نموذجاً من خضم آرائه بشأن السلف :
روي عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد بن حنين أنه سمع ابن عباس يقول : مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين ، فما اجد له موضعاً أسأله فيه ، حتى خرج حاجاً وصحبته حتى إذا كان بمر الظهران (23) ذهب لحاجته ، وقال : أدركني بإداوة من ماء ، فلما قضى حاجته ورجع ، أتيته بالاداوة أصبها عليه . فرأيت موضعاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ فما قضيت كلامي حتى قال : عائشة وحفصة ! (24) .
قال محقق الكتاب : والحديث صحيح متفق عليه ، أخرجه البخاري ومسلم والطبري والبغوي ، كما أورده أغلب المفسرين بالأثر كابن كثير والشوكاني وغيرهما (25) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص120 – 122 .
2- وفيات الأعيان ، ج2 ،ص391 .
3- حلية الاولياء ، ج7 ، ص270 ، رقم 390 .
4- تهذيب الكمال ، ج7 ، ص376 .
5- سير أعلام النبلاء ، ج8 ، ص454 ، رقم 120 .
6- وفيات الأعيان ، ج2 ، ص392 . حكى الحميدي عنه أنه قال : أدركت سبعاً وثمانين تابعياً (تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص121 ) .
7ـ تهذيب الكمال ، ج7 ، ص369 .
8- تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص121 .
9- تهذيب الكمال : ج7 ، ص377 .
10- رجال الطوسي : ص212 ، رقم 163 ؛ معجم رجال الحديث ، ج8 ، ص157 .
11- عيون أخبار الرضا ، ج2 ، ص15 ، باب 30 ، رقم 35 .
12- رجال ابن داود ، ص104 ، القسم الأول ، رقم 702 .
13- أعيان الشيعة ، ج7 ، ص267 . وكأنه مستقاد من كلام الشيخ في عدة الأصول (ج1 ، ص380) من العمل بروايات الموثوق بهم من العامة .
14ـ راجع : معجم رجال الحديث ، ج8 ، ص158 .
15- قال العلامة : سفيان بن عيينة ليس من أصحابنا ولا من عدادنا ( خلاصة الرجال ، ص228) . وتبعة على ذلك ابن داود في رجال ( ص248 ، رقم 215) وبذلك بجمع بين قوله هذا وقوله فيما سبق في القسم الأول ( ص104 ، رقم 702) : ممدوح !
16- الفهرست لابن النديم ، ص267 .
17- " وإذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" .
18- الكامل لابن عدي ، ج5 ، ص315 .
19- تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص121
20ـ طبقات المفسرين ، ج1 ، ص192 .
21- تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص55 ، رقم 92 .
22- راجع : تاريخ التفسير ، ص135 .
23- الظهران : واد قريب مكة وعنده يقال لها : مر ، تضاف إلى هذا الوادي فيقال : مر الظهران ( معجم البلدان ، ج4 ، ص63 )
24- تفسير الطبري ، ج28 ، ص104 .
25- راجع : تاريخ التفسير ، ص139 – 140 .
|
|
استبدال مفصل الركبة.. "خطوة ضرورية" قبل إجراء الجراحة
|
|
|
|
|
روسيا.. ابتكار محطة طاقة شمسية على شكل موشور
|
|
|
|
|
خلال استقباله وفدًا من مدغشقر.. السيد الصافي يؤكد استعداد العتبة العباسية لمساعدة المؤمنين بمختلف الدول في حدود الإمكانات المتوفرة
|
|
|