الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
البديع في نقد الشعر
المؤلف:
مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
المصدر:
في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة:
ص188-189
23-7-2016
2471
لا ينسى ابن المعتز –وهو يخط سطوره الأولى في مؤلفه هذا- أن يعلن عن غايته إعلاناً دون مواربة (1).، وهذه الغاية هي: أن يثبت للمحدثين أنهم لم يخترعوا البديع الذي يلهجون به وكأنما كان هناك من يزعم أن المتحدثين هم الذين أنشأوا البديع إنشاء، فلم تكن العربية تعرفه حتى ظهر بشار ومن خلفه من المحدثين، وتلاه أبو نواس ومسلم يتزايدان فيه، حتى إذا كان أبو تمام أوفى على الغاية، ولم يسم ابن المعتز أصحاب هذا الزعم، ولكنهم لا يخلون من أحد اثنين: متفلسف متعصب لم يتعمق في الأدب العربي وأصوله، أو شعوبي ممن يغمطون العرب القدماء حقهم، وينكرون عليهم كل فضل، فتصدى لهم ابن المعتز ناقضا دعواهم الباطلة، بالدليل القاطع ان البديع قديم في العربية، بل إنه ليضرب في القدم حتى العصر الجاهلي، أما المحدثون من أمثال بشار، فمالهم من ذلك إلا الإكثار من هذه الفنون ويبين أن أبا تمام أفرط في استخدامها مما جعله يحسن تارة، ويصب أخرى(2).
وقد جعل فنون البديع خمسة: وهي: الاستعارة، والتجنيس، والمطابقة أو الطباق، ورد الاعجاز على ما تقدمها، والمذهب الكلامي، وعدما سوى هذه الخمسة محاسن، وهذه المحاسن هي: حسن الالتفات –الاعتراض- الرجوع- الخروج من معنى الى معنى –تأكيد مدح بما يشبه الذم –تجاهل المعارف- العزل يراد به الجد –حسن التضمين- التعريض والكناية- الإفراط في الصفة –حسن التشبيه- إعنات الشاعر نفسه في القوافي- حسن الابتداءات- لزوم ما لا يلزم.
وفي تناوله فنون البديع الخمسة والمحاسن كان يبدأ بذكر الفن، ويعطي له أمثلة وشواهد من القرآن الكريم، والحديث الشريف، وأقوال المتقدمين وأشعارهم، ثم أقوال المحدثين وأشعارهم(3).
وقد أتاح هذا التناول لعلوم البلاغة أن تنمو، ولهذه الفنون والمحاسن نفسها أن تزداد، ويتسع القول فيها. وعلى سبيل المثال: أو أصلها أبو هلال العسكري الى خمسة وثلاثين (4) وزادها من جاء بعده عدداً أو نوعاً، وتقاسمتها بعد ذلك علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع، وبذلك انتقل الكلام فيها الى هذه العلوم من ميدان الدراسات النقدية، فخضع البحث فيها للمناهج التكرارية التعليمية(5).
والحق ان ابن المعتز يكفيه فضلاً أنه أول من صنف البديع، ورسم فنونه، وكشف عن أجناسها وحدودها بالدلالات البيانية والشواهد الناطقة، بحيث أصبح اماما لكل من صنفوا في البديع بعده، ونبراساً يهديهم السبيل (6)
ويؤخذ على ابن المعتز أنه لم يتنبه فيما اهتدى إليه من وسائل الحسن البياني الى ما هو أصيل لا تستغني عنه العبارة او الصورة الادبية، او المعنى الشعري ،و ما هو كما لم تتم الصورة بدونه من غير أن يلحظ نقص في مبناها او اختلال في معناها.
أو بعبارة أخرى لم ينتبه ابن المعتز الى خصائص بعضها يتصل بالجوهر وبعضها يمكن أن يكون عرضاً. فالتشبيه والاستعارة والكناية صور ووسائل لا يستغني عنها الفن الأدبي بخلاف أكثر الدروب الاخرى التي احصاها، والتي يمكن ان تعد ضروبا من الافتتان البياني الذي يستطيع الاديب ان يغفل عنه، ولا يطعن ذلك الاغفال في أن نتاجه الأدبي جيد وجميل (7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)كتاب البديع لابن المعتز ص1، ص3.
2)يرجع مراحل البحث البلاغي في اللغة العربية د/ حسن اسماعيل عبد الرزاق ص63، 64 دار الطباعة المحمدية.
3)اتجاهات النقد الأدبي العربي د/ محمد السعدي فرهود ص277.
4)الصناعتين: ص266 وما بعدها.
5)اتجاهات النقد الأدبي العربي د/ محمد السعدي فرهود ص277.
6)البلاغة تطور وتاريخ ص75.
7)دراسات في نقد الأدب العربي د/ بدوي طبانة ص264.
الاكثر قراءة في النقد القديم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
