هو خريش بن عبد الرحمن بن خريش الكنديّ، و هو من العرب (البدو) الذين انتقلوا إلى إفريقية (تونس) قبل أن يأتي إليها المسوّدة (دعاة بني العبّاس) . و خلع خريش طاعة بني العبّاس و التفّت حوله جموع من العرب و البربر فحدّثته نفسه بالثورة على إبراهيم بن الأغلب والي تونس من قبل هارون الرشيد. فبعث إبراهيم بن الأغلب إليه عمران بن مجالد فلقيه عمران في سبخة تونس و قاتله. فانهزم خريش و قتل هو و جماعات من أتباعه، و ذلك سنة 186(٨٠٢ م) . 
لخريش الكنديّ شعر و نثر يجريان على الخصائص المشرقية. 
مختارات من آثاره: 
لمّا خلع خريش طاعة بني العبّاس و ثار على إبراهيم بن الأغلب كتب إلى إبراهيم ابن الأغلب: 
أمّا بعد، فإنّي أقمت عن الخروج قبل يومي هذا (1) لأنّي كنت أنتظر أن تفنيكم الحرب (2). فلعمري، لقد أرانا اللّه فيكم ما قوّى به أهل دعوة الحقّ عليكم (3). فلمّا ولّيت أنت و علمت أنهم مقسومون بين خوف منك و رجاء لك عرفت قلّة طمعهم فيك (4). و لو كان أحد ممّن ولي هذا الثغر-ممّن لا نرى طاعته- يستحقّ أن نرضى بولايته لكنت أنت. . . و لست أطلبك (5) إن خرجت عن الثغر، فلا ترد أن تصلى (6) بحربي؛ و ليكن رأيك طلب سلمي. و السلام. 
فارجع عن الغرب أو ألق السلام به لا تخترمك المنايا حين تلقانا (7) 
و سوف تعلم أنّ الموت يسمع لي إذا التقت بنواحي الفحص خيلانا (8) 
______________________
١) أقمت عن الخروج. . . : تركت القيام بثورة قبل اليوم. 
٢) أن تفنيكم الحرب (بالقتال بين العصبيات، بقتال بعضكم بعضا) . 

3) أهل دعوة الحقّ: بنو عليّ من (الأدارسة؟) . 
4) عرفت قلّة طعمهم فيك: ضعف أملهم بمحاربتك و التغلّب عليك. 
5) و لست أطلبك: لا أتقدم و أبدأ بقتالك. 
6) تصلى بحربي: تذوق طعم حربي (و هزيمتك) . 
7) اخترمته المنيّة (الموت) : مات باكرا (شابّا) . 
8) الفحص: كلّ موضع يسكن (في منخفض من الأرض؟) . و في المغرب و الأندلس عدد من الأماكن تعرف باسم الفحص، نحو فحص البلّوط، الخ. خيلانا: خيلي (فرساني، جنودي) و خيلك.