الهدف المتوسط والنهائي لنزول الوحي

إن القلب المطهر للنبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)هو مجرى نزول الوحي، وهو من الحلقات المتوسطة لتلقيه وليس النهائية، إذ أن آخر محطة للوحي الإلهي هي أسماع الناس وقلوبهم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]. {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا } [النساء: 174] ومن هذا المنطلق، فإن القرآن الكريم في الوقت الذي هو كلام الله عز وجل، فهو تكلمه أيضاً (1). بناء على هذا، فالآيات التي تتحدث عن تنزل القرآن على الوجود المقدس للرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم)(ك الآية  محل البحث) إنما تبين الهدف المتوسط لنزول الوحي، وليس هدفه النهائي. والاختلاف هو في أن الواسطة بين اله جل وعلا وحضرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)هي الملائكة، في حين ان الواسطة بين الملائكة والناس هي الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) الذي يتسلم الوحي منهم ليوصله إلى الناس.

______________
1. راجع «وحي ورهبري» (فارسي)، ص39؛ و«قرآن در قرآن» (فارسي)، ص61.