المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8830 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28
حالات شطب العلامة التجارية لمخالفة إجراءات التسجيل
2024-04-28
تقديم طلب شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28
تعريف العلامة التجارية في الاصطلاح القانوني
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


السفارات الكاذبة عن الإمام المهدي (عليه السّلام)  
  
1409   06:39 مساءً   التاريخ: 2023-07-25
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 249-262
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

تعتبر مسألة السفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، من المناصب الهامة والخطيرة كونها تعطي حاملها وصاحبها درجة رفيعة ومنزلة كبيرة في داخل المجتمع الإسلامي ، فضلا عن إعطائه صبغة شرعية منصوص عليها من قبل شخص الإمام نفسه ، وهذا الأمر له بعده الخاص على مستوى حصول السفير أو النائب على صفة تخوّله إمكانية استغلال فرصة تحويل أمر السفارة إلى الاستفادة من كثير من الأمور لمصالحه الشخصية .

ولأهمية هذا المنصب نرى الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قد أكّد في الكثير من الرسائل والتوقيعات الصادرة عنه على توثيق وكلائه وسفرائه ، وإعطائهم صفات تؤهّلهم لتحمّل مسؤولياتهم ، والنهوض بأعباء السفارة ، وكذلك نرى حرص الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف على إبراز بعض المعجزات لهم تأكيدا وحرصا منه على عدم التشكيك بهم من قبل الناس ، وقد أدّى هؤلاء الوكلاء دورهم بأفضل وجه ، وتحملّوا أعباء المسؤولية الموكلة إليهم ، واستطاعوا تنفيذ كل ما أراده الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في عصر الغيبة الصغرى ، وكانوا مثلا أعلى في التضحية والفداء في سبيل الحفاظ على الإمام وحمايته وايصال رسالته إلى الناس .

ونظرا لأهمية هذا الموقع الحسّاس بما يحمله من إمكانية الاستغلال المعنوي والمادي برز العديد من الأصوات التي ادّعت حصولها على شرف السفارة كذبا وزورا ، وذلك بعد أعوام قليلة من بدء عصر السفارة والنيابة وكان من أبرز أسباب هذه الإدعاءات أحد أمرين :

الأول : محاولة اكتساب هذا الشرف والمنصب المعنوي بين الناس ، لكون السفير من جملة مهماته زعامة وقيادة المجتمع .

الثاني : أن السفير هو المرجع الأساس في تسلّم الأموال الشرعية نيابة عن الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وهذا ما كان واضحا وجليا في بعض المدّعين للسفارة الذين كان هدفهم الحصول على المال فقط .

وقد طاول الانحراف وادّعاء السفارة شريحة من أصحاب الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كما حصل من قبل مع سائر الأئمة عليهم السّلام .

ففي عصر الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري عليه السّلام انحرف عن الخط القويم والصراط المستقيم لأئمة أهل البيت عدد من أصحابهما الذين كانت لهم سوابق مشرقة ، وشرف اللقاء الدائم مع الإمامين العسكريين عليهما السّلام ، وروا عنهما الأحاديث ودوّنوها في الكتب ، ولكن ضعف الإيمان ، وعدم الإخلاص ووجود القابلية عند هؤلاء للانحراف . والطمع في الأموال والشهرة الاجتماعية أدّى إلى سوء العاقبة عند هذه الفئة من الناس .

التسلسل التاريخي للتزوير :

بدأ التزوير وادّعاء السفارة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في عهد السفير الشيخ محمد ابن عثمان العمري ( رضي اللّه عنه ) ، وأمّا أبوه السفير الأول فقد كان أقوى وأسمى من أن يعارضه معارض ، بعد تاريخه المجيد مع الإمامين العسكريين عليهما السّلام . وثناؤهما العاطر عليه ، وأداؤه لمختلف أنواع الجهاد في عهدهما وبموجب توجيهاتهما وتعاليمهما . . . كما أن الظروف لم تكن لتساعد على دعوى السفارة ، فإن الغيبة الصغرى لا زالت في أولها ، وتتبع السلطات ومطاردتهم للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ولكل من يمت إليه بصلة ، قوية ، وقد كانت سفارة عثمان بن سعيد ( السفير الأول ) جهادا كبيرا وتضحية عظمى فكيف يمكن حينئذ أن يعرّض الشخص نفسه للمطادرة والخطر تلقائيا بانتحال السفارة .

على أن التزوير لا يكاد يحتمل وجوده قبل أن يعتاد الناس على هذا النحو من السفارة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وهذا الاعتياد يحتاج في تحققه إلى زمن بطبيعة الحال ، تعيشه القواعد الشعبية تجاه السفارة الصادقة ، وهو ما تحقّق في أول الغيبة الصغرى ، وخلال الأعوام القليلة التي قضاها عثمان بن سعيد في السفارة .

وقد توفر المزورون خلال الفترة الطويلة التي قضاها السفير الثاني في سفارته . وتاريخنا الخاص وإن لم يضع النقاط على الحروف من تواريخ التزوير . . . إلّا أنه على أي حال يدل على بدء السفارة الكاذبة في زمان هذا السفير .

فقد ادّعى السفارة زورا عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في زمان أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ( رضي اللّه عنه ) ، عدّة أشخاص ، أولّهم : أبو محمد الشريعي . وهو أول من ادّعى مقاما لم يجعله اللّه فيه ، ومحمد بن نصير النميري . ادّعى ذلك الأمر بعد الشريعي . وأحمد بن هلال الكرخي وغيرهم . . .

وقد كان بعضهم صالحين في مبدأ أمرهم ، ومن أصحاب الإمامين الهادي والعسكري عليهما السّلام . فانحرفوا وسلكوا مسلك التزوير . فجابههم العمري ( رضي اللّه عنه ) بكل قوّة وانتصر عليهم ، وخرجت من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف التواقيع والبيانات بلعنهم والبراءة منهم ، والتأكيد على كذب سفارتهم وسوء سريرتهم .

وأما الشيخ الحسين بن روح ( السفير الثالث ) . فقد ابتلى بأشدهم تأثيرا وأوسعهم أصحابا : محمد بن علي الشلمغاني العزاقري .

وكان في مبدأ أمره مؤمنا مستقيما ، بل وكيلا لابن روح ، ثم ظهر انحرافه وسقم عقيدته - كما سيأتي . .

وآخرهم في دعوى السفارة الكاذبة - على ما يظهر من عبارة الشيخ الطوسي - أبو دلف الكاتب ، حيث كان على ذلك إلى ما بعد وفاة السمري ( السفير الرابع )[1] « 1 » .

كانت هذه إطلالة تحليلية على عملية التزوير التي حصلت في السفارة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ولا بد من التعرض إلى بعض التفاصيل المتعلقة بأحوال هؤلاء .

ونحن إذ نذكرهم هنا كما ذكرهم الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ووفقا للترتيب والتسلسل الذي ذكره في باب ذكر المذمومين الذين ادّعوا النيابة والسفارة كذبا وافتراء[2] « 2 » مع بعض التصرّف .

قال الشيخ الطوسي ( رضوان اللّه عليه ) .

* أولّهم - المعروف بالشريعي :

اسمه الحسن وكان يكنّى بأبي محمد ، وكان من أصحاب الهادي عليه السّلام ثم العسكري عليه السّلام ، وهو أول من ادّعى مقاما لم يجعله اللّه فيه ، ولم يكن أهلا له ، وكذب على اللّه وعلى حججه عليهم السّلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء ، فلعنته الشيعة وتبرّأت منه ، وخرج توقيع الإمام عليه السّلام بلعنه والبراءة منه . ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد .

* ثانيهم - محمد بن نصير النميري :

وهو من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ، وعند وفاة الإمام ادّعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان ( السفير الثاني ) وأنه سفير الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ونائبه ، ولكن اللّه تعالى فضحه بما ظهر منه من الإلحاد والجهل ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له ، وتبرّيه منه ، واحتجاجه عنه ، وادّعى ذلك الأمر بعد الشريعي .

 

وإليه تنسب الفرقة النصيرية ، وكان يدّعي أنه رسول نبي ، وأن علي بن محمد الهادي عليه السّلام أرسله ، وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في الإمام الهادي عليه السّلام ويقول فيه بالربوبية ، ويقول بإباحة المحارم وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ، ويزعم أن ذلك من التواضع والإخبات والتذلّل في المفعول به ، وأنه من الفاعل إحدى الشهوات والطيّبات ، وأن اللّه عزّ وجل لا يحرّم شيئا من ذلك .

وتبعه في أقواله جماعة ، سمّوا بالنميرية ، ذكروا أن منهم : محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ، وهو والد علي بن محمد بن موسى بن الفرات الذي وزّر بعد ذلك للمقتدر العباسي المعاصر لسفارة ابن روح . إستوزره عام 299 ه . وبقي ما يزيد على الثلاث سنين في الوزارة . فمن هذا يظهر كيف تؤيّد السلطات خط الانحراف الداخلي عن الأئمة عليهم السّلام .

وعندما اعتل محمد بن نصير النميري العلّة التي توفي فيها . قيل له - وهو مثقل اللسان . : لمن الأمر من بعدك ؟ ! فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد . فلم يدروا من هو ، فافترقوا بعده ثلاث فرق .

قالت فرقة : إنه أحمد ابنه . وفرقة قالت : هو أحمد بن محمد بن موسى الفرات .

وفرقة قالت : إنّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن يزيد فتفرّقوا فلا يرجعون إلى شيء .

* ثالثهم - أحمد بن هلال الكرخيّ :

وكان من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ، والذي يظهر من كلام الشيخ الطوسي أن ابن هلال بقي مؤمنا صالحا ، خلال سفارة السفير الأول ، ولكنه بمجرّد أن ذهب السفير الأول إلى ربه بدأ بالتشكيك بسفارة الثاني ، بحجة إنكار النص عليه من قبل الإمام العسكري عليه السّلام . ويقول : لم أسمعه ينص عليه بالوكالة . وليس أنكر أباه - يعني عثمان بن سعيد - فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل صاحب الزمان . فلا أجسر عليه . فقالوا : قد سمعه غيرك . فقال : أنتم وما سمعتم . ووقف على أبي جعفر . فلعنوه وتبرّؤوا منه .

وترتب على تشكيكه هذا في أبي جعفر ( رضوان اللّه عليه ) عدم دفعه أموال الإمام عليه السّلام إليه وعصيانه للأوامر الصادرة منه عن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ممّا أدى به إلى الكفر والجحود .

* رابعهم - أبو طاهر محمد بن علي بن بلال :

وقصّته معروفة فيما جرى بينه وبين أبي جعفر محمد بن عثمان العمري نضّر اللّه وجهه ، وتمسّكه بالأموال التي كانت عنده للإمام ، وامتناعه من تسليمها ، وادّعائه أنه الوكيل حتى تبرّأت الجماعة منه ولعنوه ، وخرج فيه من صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ما هو معروف .

وقد كان له جماعة من الأصحاب والمؤيدين منهم أخوه أبو الطيب وابن حرز وغيرهم من الأصحاب .

وقد جاهد أبو جعفر العمري ( رضي اللّه عنه ) واستعمل الأساليب لردعه وتقويم انحرافه ، وأخذ الأموال منه لإيصالها إلى الإمام عليه السّلام فلم يفلح وبقي ابن بلال على انحرافه وتمسّكه بالأموال والأصحاب[3].

فمن ذلك : أن أبا جعفر العمري قصد ابن بلال في داره ، وكان عنده جماعة ، فيهم أخوه أبو الطيب وابن حرز . فدخل الغلام فقال : أبو جعفر العمري على الباب ، ففزعت الجماعة لذلك وأنكرته للحال التي كانت جرت .

ولم يستطع ابن بلال أن يحجبه . فقال : يدخل .

فدخل أبو جعفر ( رضي اللّه عنه ) فقام له أبو طاهر والجماعة وجلس في صدر المجلس ، وجلس أبو طاهر كالجالس بين يديه . فأمهلهم إلى أن سكتوا .

ثم قال العمري : يا أبا طاهر أنشدتك باللّه ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إليّ . فقال ابن بلال : اللّهم نعم . فنهض أبو جعفر ( رضي اللّه عنه ) منصرفا ووقعت على القوم سكتة . فلمّا تجلّت عنهم قال له أخوه أبو الطيب : من أين رأيت صاحب الزمان ؟ فقال أبو طاهر : أدخلني أبو جعفر إلى بعض دوره ، فأشرف علي - يعني صاحب الزمان - من علوّ داره فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه - أي إلى العمري . فقال له أبو الطيب : ومن أين علمت أنه صاحب الزمان ؟

قال : قد وقع من الهيبة له ، ودخلني من الرعب منه ، ما علمت أنه صاحب الزمان ، فكان هذا سبب إنقطاعي عنه[4].

* خامسهم - الحسين بن منصور الحلّاج :

وهو الصوفي المشهور ، وكان سلوكه واضحا ومعلوما لدى جميع الناس في انحرافه عن خط أهل البيت ، ولم يكن في فكره وعقيدته يمت إلى التشّيع بصلة .

ومما روي عنه أنه لمّا قدم بغداد أراد أن يغري أبا سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي ، وهو من علماء الشيعة الأجلاء في تلك الفترة ، ويمت إلى الشيخ ابن روح النوبختي برابطة النسب .

فأرسل إليه مدّعيا أنه وكيل صاحب الزمان ظانا أنه يستميله إليه وهذا ما يستوجب أيضا انقياد غيره إليه وذلك لعظم أبي سهل في أنفس الناس ، ومحله من العلم والأدب .

ومما قاله له : إنّي أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوّي نفسك ، ولا ترتاب بهذا الأمر .

فأرسل إليه أبو سهل ( رضي اللّه عنه ) يقول له : إني أسألك أمرا يسيرا يخفّ مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين ، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن . ولي منهن عدّة أتحظّاهن والشيب يبعدني ، وأحتاج أن أخضّبه في كل جمعة . وأتحمّل منه مشقّة شديدة لأستر عنهن ذلك ، وإلّا انكشف أمري عندهن ، فصار القرب بعدا والوصال هجرا ، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤونته ، وتجعل لحيتي سوداء ، فإني طوع يديك ، وصائر إليك ، وقائل بقولك ، وداع إلى مذهبك ، مع مالي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة .

فلمّا سمع ذلك الحلّاج من قوله وجوابه علم أنه أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه ، وأمسك عنه ولم يردّ إليه جوابا ، ولم يرسل إليه رسولا ، وصيّره أبو سهل ( رضي اللّه عنه ) أحدوثة وضحكة ، ويستهزئ به الناس ، وشهّر أمره عند الصغير والكبير ، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه .

وحين ذهب الحلاج إلى قم كاتب علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، وهو من أجلّاء علمائنا ، أبو الشيخ الصدوق قدس اللّه سرّهما ، وادّعى له الحلاج : أنه رسول الإمام ووكيله .

فلما وصل خطابه إلى ابن بابويه ، مزّقه ، وقال لرسول الحلّاج : ما أفرغك للجهالات ! فقال له الرجل : فإن الرجل قد استدعانا فلما خرقت مكاتبته ؟

وضحكوا منه وهزؤوا به .

ثم نهض إلى دكانه ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه ، وعندما وصل نهض لاحترامه كل من كان هناك غير رجل رآه جالسا في الموضع فلم ينهض له ولم يعرفه ابن بابويه .

فلما جلس وأخرج حسابه ودواته ، كما يكون التجار . أقبل على بعض من كان حاضرا فسأله عنه ، فأخبره . فسمعه الرجل يسأل عنه فأقبل عليه ، وقال له :

تسأل عنّي وأنا حاضر ؟ ! فقال له ابن بابويه : أكبرتك أيها الرجل وأعظمت قدرك أن أسألك . فقال له : تخرق رقعتي ، وأنا أشاهدك تخرقها ، فقال له : فأنت الرجل إذن . ثم قال : خذ يا غلام برجله وقفاه ، وسحبوه من الدار سحبا . ثم قال له : أتدّعي المعجزات عليك لعنة اللّه . . . قال الراوي : فما رأيناه بعدها بقم .

وقد شاع أمر الحلّاج وفساد رأيه وعقيدته وكفره وإلحاده عند العدو والصديق ، ولم يقتصر انحرافه على فئة معينة من الناس بل حاول تضليل أكبر فئة من الناس ، ولذا حاربته السلطة آنذاك وذلك للانحراف الواضح منه عن الإسلام . فأفتى الفقهاء بإباحة دمه . وأذن الخليفة المقتدر العباسي في قتله حين رأى الفتاوى . فضرب ألف سوط وقطعت يده ثم رجله ثم يده ثم رجله ، ثم قتل ثم أحرق بالنار وألقي رماده في دجلة ، ونصب الرأس ببغداد .

* سادسهم - محمد بن علي الشلمغاني :

المعروف بابن أبي العزاقر أو العزاقري ، نسبته إلى شلمغان ، وهي قرية بنواحي واسط في العراق .

كان من المحدّثين ، وله مؤلفات كثيرة جمع فيها الأحاديث التي وصلت إليه من أئمة أهل البيت عليهم السّلام ولمّا انحرف وتغيّر ، جعل يتلاعب بالأحاديث ، ويزيد فيها ، وينقص فيها .

ونظرا لاستقامة عقيدته وسلوكه الصالح نصبّه الشيخ أبا القاسم . الحسين بن روح وكيلا عنه عند استتاره من الخليفة المقتدر ، وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهم ومهمّاتهم ، وكانت تخرج على يده التوقيعات من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن طريق ابن روح .

قال الشيخ الطوسي عنه :

« كان وجيها عند بني بسطام لأن الحسين بن روح كان جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنّف كتبا على مذهبهم ثم ارتدّ فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ، ويسند إلى الحسين بن روح فيقبلونه ، فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره وأعظمه ونهى بني بسطام عنه ، وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموّه عليهم بأنني أذعت السر فعوقبت بالإبعاد ، فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه ، فأطلعوه عليه فبكى بكاء شديدا وقال : إن لهذا القول باطنا عظيما وهو أن اللّعنة الابعاد فمعنى قوله لعنه اللّه ، باعده عن العذاب والنار ، والآن قد عرفني منزلتي ومرّغ خدّيه على التراب وقال : عليكم بالكتمان »[5].

وأما أبرز إنحرافاته فهي :

قوله بالحلول والتناسخ ، أي : يدّعي أن اللّه تعالى قد حل فيه ، ويقول لأتباعه : إن روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم انتقلت إلى محمد بن عثمان ( النائب الثاني للإمام المهدي ) وأن روح أمير المؤمنين عليه السّلام انتقلت إلى بدن الشيخ الحسين بن روح ، وأن روح فاطمة الزهراء عليها السّلام انتقلت إلى أم كلثوم بنت محمد بن عثمان . ويدّعي لأصحابه أن هدا سرّ عظيم ، ينبغي أن يبقى مكتوما .

وقد ترتّب على بعض هذه العقائد أن أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري ( رضي اللّه عنه ) ، دخلت على أم أبي جعفر بن بسطام ، فأعظمتها غاية الاعظام حتى أنها إنكبّت على رجلها تقبّلها ، فلما أنكرت ذلك منها ، أخبرتها بما قاله لهم العزاقري من العقائد ، وأن روح السيدة الزهراء عليها السّلام قد تجسّدت فيها ، فكيف لا تعظمها وتكبر شأنها ؟ !

ولم يفد تكذيب أم كلثوم لهذه العقائد ، وردعها لتلك المرأة عنها ، لما سبق من العزاقري بأنه سر عظيم وقد أخذ عليهم أن لا يكشفونه لأحد .

وحين رأت أم كلثوم ذلك ، بادرت إلى أبي القاسم بن روح ( رضي اللّه عنه ) ، فأخبرته بالقصة . فقال : يا بنية ! إيّاك أن تمضي إلى هذه المرأة بعدما جرى منها ولا تقبلي لها رقعة إن كاتبتك ولا رسولا إن أنفذته إليك ، ولا تلقيها بعد قولها . فهذا كفر باللّه تعالى وإلحاد . قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم : بأن اللّه إتّحد به وحل فيه كما يقول النصارى في المسيح عليه السّلام ، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه اللّه . قالت :

فهجرت بني بسطام ، وتركت المضي إليهم . . .

وشاع هذا الحديث في بني نوبخت ، فلم يبق أحد إلا وتقدم إليه الشيخ أبو القاسم وكاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغاني والبراءة منه ، وممن تولاه ورضي بقوله أو كلمه .

ثم ظهر توقيع من صاحب الزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يلعن أبي جعفر محمد بن علي الشلمغاني والبراءة منه وممن تابعه وشايعه ، ورضي بقوله وأقام على توليه ، بعد المعرفة بهذا التوقيع[6].

وقد خرج التوقيع من الناحية المقدّسة إلى الشيخ الحسين بن روح ، وفيه يقول الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف :

« . . . إن محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ، وهو ممّن عجّل اللّه له النقمة ، ولا أمهله ، قد ارتدّ عن الإسلام وفارق ، وألحد في دين اللّه ، وادّعى ما كفر معه بالخالق - جل وتعالى - وافترى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما ، كذب العادلون باللّه وضلّوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا . وإنّا برئنا إلى اللّه تعالى وإلى رسوله وآله ( صلوات اللّه وسلامه ورحمته وبركاته عليهم ) منه ، ولعنّاه ، وعليه لعائن اللّه ترى ، في الظاهر منّا والباطن ، والسرّ والعلن ، وفي كل وقت ، وعلى كل حال وعلى من شايعه وبايعه ، وبلغه هذا القول منّا فأقام على تولّيه بعده .

وأعلمهم - تولاك اللّه - أنّنا في التوقّي والمحاذرة منه ، على مثل ما كنّا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم . وعادة اللّه - جل ثناؤه - مع ذلك قبله وبعده - عندنا جميلة وبه نثق ، وإياه نستعين ، وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل »[7].

وقد صدر هذا التوقيع الشريف عام اثني عشر وثلاثمائة ، حين كان الشيخ الحسين ابن روح مسجونا في دار المقتدر العباسي ، وبالرغم من ذلك فقد سلّم الشيخ هذا التوقيع إلى أحد أصحابه ، وأمره أن يوزّعه توزيعا عاما بين الشيعة ، فانتشر ذلك بينهم ، واتفّقوا على لعنه والبراءة منه ، والابتعاد عنه .

وقد كان للشيخ الحسين بن روح دور كبير في فضح الشلمغاني وكشف حقيقته عند الشيعة ، وبذل جهدا كبيرا في ايصال خبر انحرافه إلى الناس .

وعلى أثر ذلك انتشر خبر لعنه بين الناس ، وصار حديث المجالس ، ولما اشتدّ الأمر على الشلمغاني وأحس بالتحدّي والمجابهة من الشيخ ابن روح والمجتمع الموالي له ، أراد أن يباهل ابن روح حتى يضع المجتمع أمام حدّ الواقع ، وذلك أنه بعد أن اشتهر أمره وتبرّأ منه ابن روح ، اجتمع الشلمغاني بجماعة من رؤساء الشيعة في مجلس الوزير ابن مقلة - وزير الراضي عام 322 - فرأى أن كل فرد منهم يحكي عن الشيخ أبي القاسم لعنه والبراءة منه .

فقال الشلمغاني : إجمعوا بيني وبين الحسين بن روح ، حتى آخذ بيده ويأخذ بيدي ، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه فجميع ما قاله فيّ حق !

ووصل خبر الشلمغاني وانحرافه إلى الراضي - الحاكم العباسي يومذاك - فأمر بإلقاء القبض عليه ، فاختفى الشلمغاني ، وصار ينتقل من بيت إلى بيت ، وكان ابن مقلة - الوزير - يبحث عنه حتى وجده فألقى القبض عليه ، ووجد عنده رسائل كتبها إليه بعض أتباعه ، وخاطبوه فيها بكلمات لا تليق إلّا باللّه تعالى مثل : يا إلهي وسيّدي ورازقي .

وأخيرا ساقوه إلى محكمة تشكّلت من الفقهاء والقضاة ورؤساء الجيش ، وبعد محاكمات عديدة ، إتفّقت كلمتهم على قتله ، فضربوه بالسياط ، ثم ضربوا عنقه وأحرقوا جثّته ، وألقوا رمادها في نهر دجلة .

* سابعهم - أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي :

وهو حفيد عثمان بن سعيد ( النائب الأول ) ، وابن أخ أبي جعفر العمري ( السفير الثاني ) . ادّعى السفارة كذبا وزورا عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وكان معروفا بأنه قليل العلم ، ضعيف العقل .

وكان له أصحاب ، منهم أبو دلف محمد بن المظفّر الكاتب الذي ادّعى النيابة لأبي بكر البغدادي فكان يدافع عنه ويفضله على أبي القاسم الحسين بن روح وغيره .

ولمّا لم يكن أبو بكر البغدادي معروفا لدى الجميع بإنحرافه باستثناء عمه أبي جعفر العمري وبعض أصحابه ، أراد أبو جعفر أن يفضحه أمام الناس ، ويبيّن حقيقة أمره وانحرافه .

لذا يذكر أن أبا بكر دخل يوما مجلس عمّه محمد بن عثمان وكانوا يتذاكرون حول الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام فقال محمد بن عثمان للحاضرين : أمسكوا - أي أسكتوا - فإن هذا الجائي ليس من أصحابكم .

وحكي أنه ادّعى الوكالة لليزيدي بالبصرة ، فبقي في خدمته مدّة طويلة ، وجمع مالا عظيما ، فسعي به إلى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريرا .

* ثامنهم - أبو دلف الكاتب :

هو محمد بن المظفّر الكاتب الأزدي ، ادّعى السفارة كذبا وزورا ، وكان معروفا بالإلحاد ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل ( أي صار مجنونا وقيّد بالسلاسل ) ثم صار مفوضا[8].

قال الراوي : وما عرفناه قط ، إذا حصر في مجلس إلّا استخف به ، ولا عرفته الشيعة إلّا مدة يسيرة ، والجماعة منه وممن يومي إليه ويتنمّس به ( أي ينتسب إليه ) .

وأمّا إنحرافاته : فمنها أنه كان من المخمّسة وهم طائفة من الغلاة تقول : إن الخمسة - وهم سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ، وعمّار ، وعمرو بن أمية الضمري - ، هم الموكلون بمصالح العالم من قبل الرّب .

فهذا نبذ يسير عن بعض الذين ادّعوا السفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف . وغيرهم ممن لم نذكرهم ، من الذين مثّلوا خط الانحراف وحاولوا الوصول إلى تحقيق أطماعهم الشخصية من خلال الكذب والافتراء .

 

[1] اقتبسنا هذا المقطع من تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد الصدر ، ص 494 .

[2] راجع الغيبة ، الشيخ الطوسي ، ص 397 وما بعدها

[3] تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 505 .

[4] الغيبة ، الطوسي ، ص 400 .

[5] راجع الغيبة ، للطوسي ، ص 403 .

[6] المصدر السابق ، ص 405 .

[7] المصدر السابق ، ص 410 .

[8] نسبة إلى المفوضة ، وهم الذين قالوا بأن اللّه خلق محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وفوض إليه خلق الدنيا ، فهو الخلاق لما فيها ، وقيل : فوض ذلك إلى الإمام علي عليه السّلام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم