المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) حجّة الله يوم القيامة
2024-04-26
امساك الاوز
2024-04-26
محتويات المعبد المجازي.
2024-04-26
سني مس مربي الأمير وزمس.
2024-04-26
الموظف نفرحبو طحان آمون.
2024-04-26
الموظف نب وعي مدير بيت الإله أوزير
2024-04-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطابع الغنائي في النقد العباسي  
  
3547   12:43 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : عصام قصبجي
الكتاب أو المصدر : أصول النقد العربي القديم
الجزء والصفحة : ص30-37
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2018 2255
التاريخ: 22-3-2018 20285
التاريخ: 26-7-2017 2437
التاريخ: 19-1-2020 1284

 لنسلِّم بأن شيئاً من التطور لم يمس النقد في العصر الأموي، إلا في رهف الذوق المتأثر بالحياة الجديدة، ويبدو أننا سنسلم أيضاً بأن شيئاً من التطور لم يمس النقد في العصر العباسي، بحيث ينقله من الغنائية إلى الموضوعية، ومن التأثر إلى التعليل، أو من التأثر دون تعليل إلى تعليل التأثر، وذلك على الرغم من وجود بعض النقاد الذين حاولوا أن يجعلوا من النقد علماً، كابن سلام في طبقاته، وابن المعتز في بديعه، وقدامة في نقده، والآمدي في موازنته، والجرجاني في وساطته، وليس ثمة جدال هنا في أن هؤلاء طوروا في الذوق، ولكنهم لم يطوروا في التعليل، ولم يضعوا المعايير التي تخلص النقد من غنائيته، أو تخفف من غلوائها ، فالآمدي مثلاً، آثر البحتري إيثاراً ذوقياً، كما دافع الجرجاني عن المتنبي دفاعاً ذوقياً، وإن أخرجا ذلك مخرج الحياد أو النزاهة العلمية، وما يبدو أنه قواعد نقدية إنما كان نابعاً من الذوق العام أو العرف العام غالباً، ومما يؤكد ذلك أننا إذا تركنا أعلام النقد هؤلاء، ونظرنا في الروايات النقدية، وجدنا أنها صورة مهذبة عن الروايات النقدية في العصر الأموي، وإن كان فيها شيء من التعليل أحياناً، إننا نرى في الموشح مثلاً: "عن إسحاق بن ابراهيم الموصلي، قال: كان الرشيد يقدم أبا العتاهية على العباس بن الأحنف، ويتعصب لأبي العتاهية تعصباً شديداً، وكنت أعارضه بعباس بن الأحنف". إننا لا ندري ههنا سوى أن الرشيد كان يؤثر أبا العتاهية، وأن اسحاق الموصلي كان يؤثر العباس بن الاحنف، وقد يكون زهد ابي العتاهية يوافق شيئاً في نفس الرشيد، وقد يكون غزل ابن الاحنف يوافق غناء اسحق، فالمسألة ترجع إلى الجانب الذوقي في الإيثار، والإنكار، ويبدو ان اسحاق هذا كان رمز النقد الانفعالي في العصر العباسي، إذ يروى عنه أيضاً: "حدثنا يحيى بن علي بن يحيى، قال: كان إسحاق بن إبراهيم الموصلي يتعصب على أبي نواس، ويقول: هو يخطئ! وكان إسحاق في كل احواله بنصر الأوائل، فكنت أنشده جيد قوله، فلا يحفل به، لما في نفسه. وعن أبي الحسن علي بن يحيى، قال: كان إسحاق الموصلي لا يعد ابا نواس شيئاً، ويقول: هو كثير الخطأ، وليس على طريق الشعراء. قال: فكنت أنازله، فلا يحفل بذلك. فأنشدته يوماً: "وخيمة ناطور . . ." الأبيات، قال: فما رأيته هش لذلك، فقلت: والله لو كانت لبعض الأعراب المتقدمين، لكانت في أعيان الشعر عندك".

إذن، فنحن في العصر العباسي، لا نزال نجد من ينصر الأوائل لأنهم أوائل، دون نظر إلى معيار ما لا يقيم وزناً لقديم أو جديد، فالقدم نفسه غدا معياراً يضفي على الشعر الجودة، وإن لم يكن جيداً، أليس ذاك نابعاً من الذوق الذي يؤثر قديم الشعر؟

وكان النقد يعني أيضاً باللغة، أو ينطق من اللغة في احكامه الذوقية، وربما مثل المبرد هذا النقد في ملاحظته أن أبا العتاهية كان كثير السقط واللحن: "عن محمد بن يزيد المبرد، قال: كان أبو العتاهية ــ مع اقتداره في قول الشعر، وسهولته عليه ــ بكثر عثاره، وتصاب سقطاته، وكان يلحن في شعره، ويركب جميع الأعاريض، وكثيراً ما يركب ما لا يخرج من العروض إذا كان مستقيماً في الهاجس، فمما أخطأ فيه قوله:

ولربما سئل البخيــ             ـــل الشيء لا يسوي فتيلا

لأن الصواب لا يساوي، لأنه من ساواه يساويه". وكذلك كان أبو نواس لحانة، غير أننا في هذه الرواية نجد المبرد ناقداً صريحاً يعرب عن مزاجه في إنكار الإحالة، والإسراف، والتجاوز، دون أن يجعل من ذلك معياراً نقدياً يعرف به فن الشعر، "كان أبو نواس لحانة، قال: ومما يرد من شعره، ويسقط، ويطرح، قوله:

بح صوت المال مــما                  منك يدعو ويصيح

ما لهــــذا آخـــذ فــــو                  ق يديه أو نصيــح

قال: ومن شعره الذي يذم قوله في الرشيد:

لقد اتقيت الله حق تقاته                        وجهدت نفسك فوق جهد المتقي

وليس هذا البيت أردت، ولكن ذكرته للذي بعده، لأنه معطوف عليه، متصل به، وهو:

وأخفت اهل الشرك حتى إنه          لتخافك النطف التي لم تخلق

هذا البيت بادي العوار جداً، وقد رده في مكان آخر، فقال:

هــارون ألفنـا ائتـــــلاف مـــــودة             ماتت لها الأحقاد والاضغان

حتى الذي في الرحم لم يك صورة            لفــؤاده من خـــوفه خفقـــان

وما لم يك صورة، فكيف يكون له فؤاد؟ فقد أحال، وأسرف، وتجاوز. قال: وله في الامين أشعار منها شيء مقبول، ومنها شيء ساقط، ومما أنكر من قوله قوله:

يا أحمد المرتجى في كل نائبة         قم سيدي نعص جبار السماوات

لأن هذه أعظم جرأة، وأقبح مجاهرة، وأِشد تبغض إلى العزيز الجبار عز وجل ان يقول:

" نعص جبار السموات"، فذكر المعصية مع ذكر الجبار ــ عز اسمه ــ وأنه إياه يقصد بالعصيان".

وها هو ذا العتابي ينكر على أبي نواس إفراطاً من نوع آخر: "ذكر العتابي أبا نواس، فقال: هو والله شاعر، ظريف، مليح الألفاظ، إلا أنه أفرط في طلب البديع حتى قال:

لما بدا ثعلب الصدود لنا               أرسلت كلب الوصال في طلبه"

وليس ينكر أحد أن الذوق قد يصيب، فالعتابي ينكر إفراط أبي نواس الذي قاده إلى أن يجعل الصدود ثعلباً، والوصال كلباً، ثم يرسل كلب الوصال في طلب ثعلب الصدود، والذوق السليم لا يسيغ أن يقترن الوصال وما يثيره في الذهن من إيحاد محبب الكلب وما يثيره في الذهن من إيحاء منفر، فإيحاء الشعر ينبغي أن ينطوي على انسجام بين ما هو سائغ وما هو غير سائع من عناصر الصورة، ولكن، أما كان في مقدود العتابي ان ينبئنا عن ذلك في صياغة معللة تنفذ الشعراء الآخرين من شرك مثل هذا الإفراط الممجوج؟ إن خطر النقد الذوقي غير المعلل يتجلى فيما روي عن محمد بن يزيد (المبرد) من إنكاره "إفراط" أبي نواس في قوله" وتحدث محمد بن يزيد النحوي عن إفراط أبي نواس في شعره، فتمثل بقوله:

عتقت حتى لو اتصلت        بلسان ناطق وفم

لاحتبت في القوم مائلة                ثم قصت قصة الأمم

ويستجيده خلق كثير، وليس عندي بالمحمود لما فيه من الإفراط".

إن محمد بن يزيد يحس أن الناس يستجيدون معنى أبي نواس، فلا يجد تعليقاً على ذلك سوى قوله: "وليس عندي بالمحمول لما فيه من الإفراط"، وهكذا نجد أن الإفراط ــ وهو معيار واحد ــ طبق تطبيقاً متناقضاً، لأنه استعمل في الحالتين استعمالاً ذوقياً محضاً، فذوق العتابي كان سليماً في إنكار إفراط أبي نواس الذي جعل للوصال المحبب كلياً منفراً، بيد أن ذوق المبرد لم يكن سليماً عندما أنكر معنى أبي نواس الذي شخص الخمرة المعتقة، فجعلها مائلة تحكي حكاية الزمن السحيق، وهذا ليس إفراطاً وإنما هو تصدير يخيل قدم الخمرة تخييلاً فنياً ناطقاً، وليس كل تصوير أو تخييل إفراطاً، لأنه لا بد للتصور من خروج عن الواقع، لا لمناقضته، وإنما لعرضه على نحو فني يجلو المراد، ومهما يكن، فأبو نواس على كل حال احترز مما يمكن أن يخطر ببال أمثال محمد بن يزيد فوضع "لو" لتخفف من التحرر من قيد المحسوس، أو المعقول، أو الممكن، وليس في قوله سوى أن هذه الخمرة ــ لقدمها ــ تكاد تحيط بأحداث الزمان، وتحكي ما مر بها من قصص التاريخ، ولو كان أتى بمعناه هذا دون "لو" هذه فربما كان معناه أبلغ، لأنه يحررنا من الاداة التي تؤكد الحدود بين المرئي وغير المرئي من عناصر الخيال، ولا ريب أن الإفراط هنا هو غير الافراط الذي رأيناه في إخافة النطف التي لم تخلق، لأن ذلك الإفراط ــ كما قال المبرد ــ بادي العوار، ليس فيه من التصوير  ما في حديث الخمر، وإنما فيه مديح في غلو ممجوج، ولذا، فقد كان الذوق طليقاً من كل تعليل عقلي، وهو يصيب مرة، ويخطئ مرات، بحسب ما وهب الله الناقد من ذوق سليم، او بصيرة نافذة.

ومما يتصل بكلب الوصال عند أبي نواس، ريح البصل عند بشار، فالذوق النقدي أنكر أيضاً ما قاله بشار في تغزله: "قال أحمد بن عبيد الله بن عمار: " بشار أستاذ المحدثين الذي عنه أخذوا، ومن بحره اغترفوا، وأثره اقتفوا، يأتي من الخطأ والإحالة بما يفوت الإحصاء، مع براعته في الشعر والخطب، وقد قيل: إنه ينظم الشذرة، ثم يجعل إلى جانبها بعرة، ويقول في تغزله:

إنما عظم سليمي خلتي        قصب السكر لا عظم الجمــل

وإذا أدنيت منها بصلاً         غلب المسك على ريح البصل"

غير أن بشاراً نفسه كان يحس أن كل شيء ينبغي أن يقاس في موضعه، والذي أنكر ريح البصل مثلاً، لما توحي به مما لا يوافق مسك المحبوب، ولا يستطيع أن ينكر مثلاً زيت "ربابة" وخلها: "حدثنا أحمد بن خلاد، قال: حدثني أبي قال: قلت لبشار: يا أبا معاذ، إنك لتجيء بالأمر المهجن. قال: وما ذاك؟ قلت: إنك تقول:

إذا ما غضبنا غضبة مضرية         هتكنا حجاب الشمس أو مطرت دما

إذا ما أعرنا سيداً من قبيلة            ذرى منبر صلى علينا وسلما

ثم تقول:

ربابة ربة البيت                       تصب الخل في الزيت

لها عشر دجاجات             وديك حسن الصوت

فقال: كل شيء في موضعه، وربابة هذه جارية لي، وأنا لا آكل البيض في السوق، فربابة هذه لها عشر دجاجات وديك، فهي تجمع علي البيض، وتحضره، فكان هذا من قولي لها أحب إليها، وأحسن عندها من "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل".

فها هنا تصوير فني للحظة عابرة من لحظات الحياة اليومية، ليس من الضروري أن يعبر عنها في معلقة من المعلقات، ولا بد من القول إن هذه النماذج تنم بلا ريب على طور ذوقي راق فرضته الحياة الراقية المترفة في العصر العباسي، وليس هذا ما يعنينا بقدر ما يعنينا أنه لم ينقلب إلى طور عقلي، ولعل أوضح ما يؤكد لنا ذلك أن السؤال التقليدي في النقد: أفلان أشعر أم فلان، لم ينقرض في هذا العصر، وإن رافقه في الجواب شيء من التعليل العابر: "حدثني أبو حاتم السجستاني، قال: قلت للأصمعي؛ أبشار أشعر او مروان سلك طريقاً كثر سلاكه فلم يلحق بمن تقدمه، وان بشاراً سلك طريقاً لم يسلكه أحد، فانفرد به، وأحسن فيه، وهو أكثر فنون الشعر، وأقوى على التصرف، واغزر وأكثر بديعا ، ومروان آخذ بمسالك الأوائل. قال أبو حاتم: قال أبو زيد الانصاري : مروان أجد، وبشار أهزل ، فحدثت الاصمعي بقول أبي زيد، فقال: بشار يصلح للجد والهزل، ومروان لا يصلح إلا لأحدهما".

وكما كان الشعراء في العصرين الجاهلي والأموي يتصدون قباب النقد، فقد ظل الامر قريباً من الشعراء في العصر العباسي أيضاً، وظل طابع السمر، واللهو، والعبث، غالباً على النقد، ومن ذلك ما يروى من أن أبا نواس، أنشد مسلماً قوله في الصبوح:

ذكر الصبوح بسحرة فارتاحا         وأمله ديك الصباح صياحا

فقال له مسلم: قف عند هذا البيت: لم امله ديك الصباح، وهو يبشره بالصبوح الذي ارتاح؟ فقال له أبو نواس، فأنشدني أنت، فأنشده مسلم:

عاصي الشباب فراح غير مفند               وأقام بين عزيمة وتجلد

فقال له أبو نواس: ناقضت، ذكرت أنه راح، والرواح لا يكون إلا بانتقال من مكان إلى مكان، ثم قلت: وأقام بين عزيمة وتجلد، فجعلته مقيماً، وتشاغباً في ذلك".

وتبين لنا هذه الرواية خطر تحكم الذوق المحض، فأبو نواس يقول: إنه ذكر الصبوح في السحر، وأنه سيهم بشربها عما قليل، فارتاحت نفسه، غير ان صياح الديك أمله، وبينما كان أبو نواس يعبر عن شعور نفسي، فقد اعترض عليه مسلم اعتراضاً عقلياً، لأنه يفترض أن صياح الديك لا بد أن يطرب أبا نواس، لأنه يذكر بالصباح، الذي يذكره بالصبوح، بيد أنه يغفل أن صياح الديك قد يكون مزعجاً مثلما يكون مذكراً، لأن التذكير بالفجر ليس صفة صياحه الوحيدة، وربما كان أبو نواس قد أنس بالسحر، وما فيه من صمت، فذكر الصبوح، فارتاح لها، ولم يرتح لصياح الديك بما ينطوي عليه من إلحاح رتيب ، وليس ينكر أن المرء ثد يمل صياح الديك، لأن هذا الصياح ليس رمزاً إلى الراحة دئماً، وإن كان يبشر بالصباح، لقد كان ابو نواس نفسه لم يكن يدري ــ ربما ــ لم يمله ديك الصباح، فلم يجب، لأنه ليس من شأن الشاعر أن يعرف حق المعرفة حقيقية ما كان يخالجه من مشاعر عند قوله الشعر، ولم يكن ممكناً أن يسكت ابو نواس على ضيم مسلم النقدي له، فسخر من بيته، لأنه لم يفهم كيف ينتقل الإنسان وهو يغادر الشباب، فلا يجد ملجأ له من يأس الشيخوخة إلا التجلد والعزيمة، وليست المسألة تناقض، لأن مشاعر النفس ليست كأحكام العقل لا يمكن أن يمسها تناقض، لأن مشاعر النفس ليست كأحكام العقل لا يمكن أن يمسها التناقض، بل كثيراً من تكون النفس منطوية على النقائض في مشاعرها المضطربة.

على هذا المنوال تمضي روايات النقد العربي القديم، ولكن لا بد من التساؤل: ألم يكن هنالك أصول ذهنية اقتضت أن يكون النقد كذلك من خلال مفهوم الشعر أو الفن الشعري؟ وما هي هذه الأصول؟ مصادرنا، وملامحها، هذا ما سندرسه من خلال مفهوم النقد العربي القديم للشعر محاكاة وتشبيهاً وتخييلاً يخضع لقيود معينة تجعل منه ضرباً من التصوير الظاهري.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية