ومن ذلك : مـا حـصـل مـن تعظيمهم(1) ـ بعـد الـوفـاة ـ مـن المؤالف والمخالف ، وقصد مشاهدهم من أطراف البلاد ، والخضوع لتربهم ، والتوسل إلى الله(2 ) ۔ بحقهم ـ في الخوف ، والرجـاء ، للدنيا ، والآخـرة . وحصـول ضـد هـذه القضية في المتغلبين عليهم ـ قديما ، وحديثاً ـ مع علو سلطانهم ، وكثـرة أعـوانهم.

 وأما قوله - سبحانه -: { يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } [النساء: 26]  { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 56] ، { مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ } [فصلت: 43]

وقال النبي (3)ـ عليه السّلام ـ : كائن في أمتي مـا كـان في بني إسرائيل...

الخبر.

ثم وجدنا الله ـ تعالى ـ يقول : إن مواريث الأنبياء ، والوصية ، والخلافة ، لم تزل جارية في ذراريهم من بعدهم ، لا في أصحابهم ، وأتباعهم(4).

 قوله(5): { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ } [الحديد: 26] ، { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} [البقرة: 128] ، { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي } [البقرة: 124]، { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم: 40]، { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [إبراهيم: 35]، { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} [إبراهيم: 37]، { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } [إبراهيم: 39]، { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} [العنكبوت: 27]، { وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا} [مريم: 49]، { أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ } [مريم: 58]، { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ} [الأنعام: 87]، { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 3]، { وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ...} [الأنعام: 84] الى ثلاث آيات . { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77]، { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا } [النساء: 54]، { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 33، 34]، { وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا } [آل عمران: 36]، { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران: 38]، { فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 5، 6]، { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ} [العنكبوت: 33]، { لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ} [العنكبوت: 32].

أليس إذا كان النبي – عليه السلام -(6) أفضل الأنبياء ، وجب أن يكون أولاده ، أفضل الأولاد؟ فلا يجوز العدول عنهم أصلاً.

______

 1- في (أ): تعظيمهم بعظمتهم.

2- في (ح): الله تعالى.

3- مر تخريج الخبر آنفاً.

4- في (هـ) و(أ) و(ح) : تباعهم.

5- في (أ) : قوله سبحانه.

6- (عليه السلام) ساقطة من (ح).