المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تاريخ أسرة رخ مي رع
2024-05-05
حياة «رخ مي رع» كما دونها عن نفسه.
2024-05-05
مناظر المقبرة.
2024-05-05
الوزير رخ-مي-رع.
2024-05-05
مقبرة «رخ مي رع» وزخرفها.
2024-05-05
ألقاب رخ مي رع.
2024-05-05

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف تدفع أبناءك الى النجاح؟  
  
1487   08:45 صباحاً   التاريخ: 9-6-2022
المؤلف : محَّمد الكَاتب
الكتاب أو المصدر : كيف تُسعِدُ ابناءَكَ وتُربيهُم بِنجاح؟
الجزء والصفحة : ص191 ـ 202
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1694
التاريخ: 13-2-2022 953
التاريخ: 19-6-2016 1777
التاريخ: 2023-11-05 602

إذا كنت تريد أن يكون إبنك ذلك الإنسان، الذي يشق دربه في الحياة بكل ثقة، وعزم، فيتغلب على الصعاب، ويقهر الظروف، ويتجاوز المشاكل، وينطلق بقوة، ويحقق أهدافه بفـوز، ويكون شخصية ناجحة في المستقبل.. نجد من الضروري الالتفات الى الوصايا التالية ـ كما بينتها بحوث العلماء وأكدتها تجارب الآباء أيضاً:

دعه يعتمد على نفسه!

اعلم أنه لا يمكن للطفـل أن يعتمـد على نفسه، ما لم تجعله يثق بنفسه، وقدراته أولاً ولا يكون ذلك إلا بالممارسة والتجربة، وفي مختلف القضايا والمسائل، سواء الصغيرة منها أو الكبيرة.

إن الطفل الذي يتعود على ترتيب غرفة نومه، والمحافظة على وسائل لعبـه والذهاب الى المدرسـة لوحده، والاعتماد على نفسه لحل بعض المشاكل، ومواجهة الأمور، وتذليل الصعاب التي تعترضه ان مثل هذا الطفل هو الذي يستطيع أن يكون قوي الشخصية وناجحاً في الأمور كلها.

ولسنا بحاجة ـ لتحقيق ذلك ـ أن ندخل أطفالنا في معاهد خاصة لتقوية الثقة بالنفس والاعتماد عليها، إذ يكفي أن ندع أطفالنا يواجهون الواقع، دون أن يركنوا إلينا.

والمثال التالي عله يبيّن هذا بوضوح، (حيث يقول أحـد الكتاب أنه زار عائلة متدينة، وأثناء زيارته خرج طفل العائلة ليلعب مع زملائه، فعـاد باكياً شاكياً، بأن لعبته نهبت منه، فما كان من أمه إلا أن نصحته بالذهاب سريعاً لإنقاذ لعبته، وشجعته على أن يذهب شخصياً ويعالج المشكلة بأي طريق ويأتي باللعبة.

وفعلاً ذهب الولد، وبعد فترة عاد ضاحكاً، واللعبة في يده.

ثم يضيف الكاتب أنه بعد أشهر زار عائلة أخرى، وتكرر أمـام عينـه نفس المنظر فقد نهبت لعبة طفل العائلة الأخيرة من قبل زملائه، فعاد باكياً الى أمه، فاحتضنته، وبدأت تسب وتشتم في الجيران وأبنائهم، وتهـدئ الولد ووعدته بأن أباه سيأتي ويتعارك مع الجيران لاستنفاذ اللعبة!).

إن الفرق واضح بين أسلوبي التربية، فالأسلوب الأول يربي الطفل على الاعتماد على نفسه، وبذل ما يملك من جهد لتجاوز مـا يعترضه من مشاكل.

بينما الأسلوب الثاني يربي الطفل على التواكل، والاعتماد على والديه، وبالتالي الانهزام السريع أمام المشكلة، والتباكي لدى الآخرين.

إن الآباء يجب أن يربوا أبناءهم على قوة الشخصية والإقدام، وأن يتعود أطفالهم على مقارعة المشاكل، ومواجهة التحديات، وأن ينتبه الآباء والأمهات الى هذه الظاهرة في أبنائهم، فلا يقبلوا منهم استخدام هذا الأسلوب، بل يشجعون أبناءهم، لتفجير طاقاتهم وصقل شخصياتهم.

2ـ إسبغ التشجيع على أبنائك.. ولا تبخل.

لست أجد محفزاً للنجاح، مثل التشجيع للناس سـواء منهم الكبار أو الصغار، والعلماء، أو الجهال.. فالتشجيع مثل الزيت، للماكنة، والبنزين للطائرة، فلولا التشجيع لما حلق الكثيرون الى مدارج العلم والعظمة.

والحياة تزخر بالشواهد على ما أتى به التشجيع من نتائج عظيمة.

يقول أحد الخطباء المشهورين: (لا أتذكر أنني أخطأت في خطبة واحدة من خطاباتي، ولا أتذكر أنني تلكأت، أو تراجعت، أو نسبت ما أريد ذكره، ولا أتذكر أني تهيبت المنبر في أي يوم..

والسبب في ذلك كله ما تلقيته من تشجيع، وتقدير في المرة الأولى التي رقيت فيها المنبر وذلك قبل أربعين عاماً.

فقد حدث أن مجلساً انعقد في بيتنا العائلي، ودعي للمحاضرة فيه أحد الخطباء المعروفين، إلا أنه تأخر عن الموعد المحدد، وكنت أنا قد حفظت قصيدة شعرية، فرقيت المنبر وبدأت اقرؤها، بيتاً بيتاً، وكان في المجلس أحد العلماء الكبار، فكنت كلما قرأت بيتاً رفع رأسه وقال: أحسنت.. ولم أكن أتوقع في ذلك الوقت مثل هذا التشجيع، فامتلأت ثقة بنفسي، وانهيت القصيدة حتى تلقيت هذه الكلمة المشجعة لمرات عديدة.

والآن يمضي على ترك الحادثة أربعون عاما، وقد ألقيت خلالها آلاف المحاضرات، وتلقيت عشرات الألوف من رسائل التشجيع، وكلمات المديح، ولكن كلمـة (أحسنت) التي تلقيتها في المرة الأولى، لا زالت تقرع مسمعي وتعطيني الثقة، وتدفعني الى المزيد من إلقاء المحاضرات).

(وكان هناك ثمة صبي يأمل أن يكون كاتباً، ولكن بدا له أن الأقدار قد تحالفت ضده. فهو لم يقضِ في المدرسة أكثر من أربع سنوات ، وما لبث أن زج بأبيـه في السجن لعجزه عن تسديد ديونه ، وانتهى الصبي أخيراً الى عمل بسيط كانت مهمته فيه أن يلصق أوراق مطبوعة على زجاجات للطلاء : وكان يؤدي هذا العمل في مخزن مهجور تسرح فيه الفئران وتمرح ، وكان ينام الليل في غرفة على السطح مع صبيين آخرين، وكان قليـل الثقة في مقدرته على الكتابة، وقد رفضت له القصة تلو القصة، وأخيراً حل اليوم، الذي ظن أنه لن يأتي، أن قبلت إحـدى قصصه وصحيح أنه لم ينقـد عنهـا فلساً واحداً، ولكن الصحفي الذي قبل أن ينشر القصة في جريدته امتدحه، وأشاد بموهبته، حتى أن الشاب جاشت عواطفه في ذلك اليوم، وقد غير التشجيع والتقدير مجرى حياته كلها، فأصبح من كبار المؤلفين فيما بعد).

إن تشجيع الناس والأبناء، ومدح ما فيهم من محاسن يعطيهم الأمل، ويشيع فيهم السعادة، فلماذا نبخل عليهم بذلك، في الوقت الذي لا يكلفنا هذا الأمر، غير تحريك اللسان لبضع ثوان؟

3ـ اصنع منهم أشخاصاً حديديين!

 إن الأب الناجح هو الذي يربي أبناءه على الإرادة الحديدية الصلبة.

والإرادة القوية ـ هذه ـ لن تحقق إلا عبر تقوية النفس وتعويدهـا على الخشونة والقوة، روحياً وجسدياً.

من هنا نجد أن الطفل الذي ينحدر من عوائل تعيش الزهد والتقشف في حياتها، يكون أصلب عوداً من أبناء المترفين، وأقدر على مواجهة الصعاب.

وهناك عدة طرائق تسـاعـد الأب على بناء الإرادة في شخص ابنه وأهمها:

الطريقة الأولى: عدم الإستجابة الفورية لكل طلباته، بالإضافة الى عدم إعطائه كل شيء.. إذ لا بد من أن يتعود الطفل على التصبر، والنفس الطويل.

ولهذا نجد أن الطفل المدلل، الذي يتعود على تحقيق طلباته بمجـرد أن ينطق بكلمة، أن هذا الطفل لا يستطيع التجلد، وبالتالي لا يظفر بالنجاح وتجده يستسلم أمام أي مشكلة مهما كانت بسيطة وحقيرة.

ولكي تعود أطفالك على النفس الطويل أتبع الوصية التالية: (إذا أردت أن تفعل شيئاً أو تشتري حاجة لأبنك تريث قليلاً ثم أقدم على ما تريد صنيعه).

الطريقة الثانية: عود أبناءك على صفات الصالحين، مثل الزهد والصبر والحلم والصوم والصلاة.

يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً).

فالصلاة بالإضافة الى أنها تعمق الإيمان في الوليد، تعلمه على الإلتزام المنضبط، وتصقل شخصيته، وتقوي عوده.

والصوم في شهر رمضان ـ أيضاً تكـون له نتائج عظيمة في بناء الإرادة الصلبة.

الطريقة الثالثة: علم أولادك على المشاق.

 كان هناك ـ في غابر الزمان ـ ثمة معلم يقوم بتدريس ثلة من الطلاب الصغار وكان هذا المعلم يجري دروسه يومياً خارج نطاق الغرف والجـدران، فيخرج بالأطفال - كل صباح - الى التلال والقفار، حيث الثلوج المتراكمة في فصل الشتاء، والهواء البارد الذي يثلج أصابع اليدين والرجلين، ويقضم بنسيمه القارس الآذان والأنوف.

وهكذا كان يمضي كل أيام الدراسة، دون مكترث باستغاثة الأطفـال وطلباتهم بالكف عن الخروج الى زمهرير الثلوج الباردة.

وتواكبت الأيام والشهور، حتى شب هؤلاء الأطفال وكبروا، وأصبحوا رجالاً في المجتمع، وشاءت الأقدار حتى أصبح أحدهم رئيساً للبلاد، يحكم بما يشاء، ويأمر فيطاع.

وبعد وصوله الى سدة الحكم أمـر فوراً بإلقاء القبض على معلمه أيام الصغر، وأودعه السجن انتقاماً منه لما كان يفعل في إخراجهم الى الأماكن الثلجية الباردة أثناء الدروس.

ومضت الأيام، والمعلم يعيش رهن الاعتقال، وتحت غضبة الرئيس الحاكم، حتى شاءت الأقدار، وهجم جيش من الأعداء على البلاد، فخرج الرئيس يقود كتائب المقاومة ويدير الصراع حتى استطاع أن يرد كيد الأعداء في معركة مصيرية خطرة وبالطبع كان الفضل كله ـ في الانتصـارـ يرجع الى شخصية القائد الصلدة القوية، التي كانت مثالاً رائعاً للمقاتلين الذين تجلدوا في مقامة العدو برغم هطول الثلوج وقساوة الأجواء.

وحينما عاد الرئيس يقود كتائبه المنتصرة، توجه فوراً ـ بموكبه ـ الى السجن وأطلق سراح معلمه بيده، وأكرمه إكراماً عـظيما، وأجله إجلالاً كبيراً، لأنه عرف ـ حينئذ ـ الفائدة العظيمة لما كان يفعل المعلم بهم في أيام الدراسة ولولا تعوده على البرد، وتحمله للثلوج، لما كان باستطاعته أن يكون المثل الأعلى لجنوده في الصبر والصمود والثبات والمقاومة، ولولا ذلك لم يكن النصر حليفهم في أكثر الاحتمالات.

4- ازرع الروح الإيجابية في أبنائك.

النجاح في الحياة يعتمد على التفاؤل بالخير، والتطلع الى الأمور بروح إيجابية دائماً، كما أن الاخفاق مقرون باليأس والروح السلبية.

لذلك نجد أن الإسلام يحارب اليأس، ويعتبره من صفات الكفار، يقول القرآن الكريم: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف: 87].

ويقول الحديث الشريف: (تفاءلوا بالخير تجدوه).

إن التفاؤل بالظفر، والأمل بالانتصار مسألة ضرورية لكل عمـل، يريد الإنسان أن ينجزه.

ولولا ومضة الأمل لماتت طموحات الناس كما تموت البذور إذا انقطع عنها ماء السواقي وغيث السماء.

ومن هنا فالمطلوب من الآباء والأمهات أن يخلقوا من أبنائهم أنـاسـاً إيجابيين، يقتحمون الحياة بنشاط مستمر، يحدوهم الأمـل بالله، وبنصرته لعباده، في أحلك الظروف وأشد الأيام.

وتسأل كيف؟

والجواب: الأمر بسيط جداً، ولا يحتاج سوى أن يتصرف الوالدان مع الأمور بروح إيجابية، وأن يحافظا ـ دوماً ـ على أن يكونا متفائلين في مواجهة الأمور والمشاكل، والصعاب، التي تعترض حياتهم اليومية.

وبكلمة: ان الآباء الإيجابيين هم الذين يخلقون الأبناء الإيجابيين، فإذا ما أردت أن يكون إبنك إيجابياً، عليك إلا أن تكون رجلاً إيجابياً.

5ـ أخلق الهمة العالية في نفوسهم.

ذات يوم سأل أحد العلماء الكبار إبنه قائلاً:

يا بني! ماذا تريد أن تصبح؟

أجاب الابن:

ـ مثلك يا أبتي.

فقال له والده:

ـ إنك لن تبلغ ذلك.

ثم أضاف قائلاً:

ـ لقد هممت أنـا أن أكون مثل الإمام علي (عليه السلام)، فوصلت الى ما وصلت إليه.. فكيف بمن يريد أن يكون مثلي.. لا شك أنه لا يصل الى درجتي.

لذلك يقول الإمام علي (عليه السلام): (خير الهمم أعلاها)(1).

ويقول الإمام (عليه السلام) أيضاً: (قدر الرجل على قدر همته)(2).

لكي تكشف جوهر الرجال وتعرف القيمة التي تفرزهم، وتجعلهم في درجات العظماء، أنظر الى هممهم، وتطلع الى أهدافهم، وانظر هل يتحلون بالهمة العالية أم لا؟ فإذا ما كانوا يحملون الهمة العالية فهم الرجال العظام، وأما إذا لم يكونوا ذا همة سامية، فهم أناس لا وزن لهم ولا قيمة.

والهمة العالية سواء للدنيا أو للآخرة.. فمن أراد أن يكون ملياردير أصبح مليونيراً، ومن أراد أن يكتفي بالخبز والتمر، وينام على حرير الإنجازات البسيطة، فلن يكون إلا من أصحاب الـطبقة المحرومة في الدنيا.. وهكذا الحال بالنسبة للآخرة.. فمن أراد أن يكون بهمته جاراً للأنبياء والشهداء والصالحين في الجنة، فإنه لا شك سيصل الى مرامه أو دونها بقليل.

إن الأمة والفرد إذا لم يكونوا يحملون همـوم بناء البلاد، وإقامة المشاريع، وتحقيق الحضارة، فلن يكون حالهم ومصيرهم بأفضـل من الحيوانات، التي تعيش وكل همها، إشباع غرائزها.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (من كانت همته بطنه، قيمته ما يخرج منه!)(3).

إن من الناس من يهتم بحدود نفسه وبيته، ويكتفي من العلم بالألف باء، ومنهم من يحاول أن يستفيد من كل طاقاته، ويحمل هم إنقاذ أمته والأمم الأخرى، بل ويريد إنقاذ الأجيال القادمة ـ أيضاً ـ فيكتب لها، ويتحدث لها.

ومن هنا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجـوم، وأن العالم أفضل من سبعين ألف عابد، ذلك لأن هم العابد لا يتجاوز حدود نفسه، فهـو يتعبد لإنقاذ نفسه فقط، بينما العالم يسعى لإنقاذ الأمة من حضيض الجهل والتخلف، ويحررها من الأغلال والعبودية.

لا بد أن تحمل أنت ويحمل إبنك ـ أيضـاً ـ هم الإنجازات العظيمة، والضخمة، إذ لا حياة لمن يـمـوت كما ولد، ولم يكن قد رسم خطأ على صفحات التاريخ طوال أيام عمره.

إن هناك من الناس من يأتي الى الدنيا ويغير لونها، بينما هناك من يأتي الى الدنيا وهو لم يغير حتى لون غرفته، ولون محيطة العائلي.

لقد زود الله الإنسان بطاقات مادية هائلة في جسمه، كما زوده ـ أيضاً ـ بطاقات روحية ضخمة، فكـان باستطاعة الإنسان أن يهز التاريخ كله، وله القدرة على أن يحرك شعباً كاملاً لمجرد أن يحرك شفتيه وهو جالس على بعد آلاف الأميال.

وتكبر قدرة الإنسان حينما يبلغ الدرجة التي يخاطبه الله فيها، ويقول الحديث القدسي: (عبدي اطعني تكن مثلي.. أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون)!

ولكن الواقع أن الإنسان قد أهمل طاقاته، وأهمل نفسه العظيمة، فاكتفى من دنياه بالإنجازات البسيطة، ومن آخرته بالعمل القليل.

ومن هنا يجب أن لا تكون همم أبناءنا مقصورة على قرى معينة، وبلاد صغيرة.. ترى فما هـو المانع الـذي لا يجعلنا ندعهم يفكرون بكل الأصقاع.. أو ليست الأرض جميعاً لله، والإنسان المسلم إنما هو خليفة الله (تعالى) على أرضه؟

إن الأطفال الذين يولدون، وهم لا يعرفون موقع أنفهم من موقع فمهم، ولا يعرفون كيفية الأكل والمشي، والكلام، باستطاعتهم أن يكونوا ذلك الإنسان القادر على صناعة المركبة الفضائية (أبولو) التي غزت القمر، بل وإن يكونوا أقدر وأعظم.

كما أن باستطاعتهم أن يكونوا معلمي البشرية، فيحركوا الأمة والأجيال القادمة بمبـادئـهـم، ومواقفهم وبطولاتهم العظيمة، وذلك بما أودع الله (تعالى) فيهم القدرات والطاقات الهائلة، والتي لا تقف عند حدود.

ولهذا نجد أن الإمام الحسن (عليه السلام) دعى بنيه وبني أخيه وقال لهم: (إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبـار قوم آخـرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطيع منكم أن يحفظه، فليكتبه، وليضعه في بيته)(4).

وهكذا يشحذ الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) همم الأبناء، ويُعـدهم لتحمل المسؤوليات الجسام في المستقبل.

هذا وان أكبر وأعلى همة يجب أن نزرعها في أبنائنا هي همة الفوز بالآخرة.

ولقد جاء عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام) قال: (بكى أبو ذر من خشية الله - عز وجل ـ حتى اشتكى بصره، فقيل له:

ـ يا أبا ذر! لو دعوت الله أن يشفي بصرك.

فقال: أني لمشغول وما هو أكبر همي!

قالوا:

ـ وما يشغلك عنه؟

قال: العظيمتان: الجنة والنار !!)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم.

2ـ بحار الأنوار ج70، ص4.

3ـ غرر الحكم.

4ـ بحار الأنوار ج1، ص110. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






بوقت قياسي وبواقع عمل (24)ساعة يوميا.. مطبعة تابعة للعتبة الحسينية تسلّم وزارة التربية دفعة جديدة من المناهج الدراسية
يعد الاول من نوعه على مستوى الجامعات العراقية.. جامعة وارث الانبياء (ع) تطلق مشروع اعداد و اختيار سفراء الجامعة من الطلبة
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يعلن عن رفد مكتبة الإمام الحسين (ع) وفروعها باحدث الكتب والاصدارات الجديدة
بالفيديو: بمشاركة عدد من رؤساء الاقسام.. قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية يقيم ورشة عمل لمناقشة خطط (2024- 2025)