المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاحتياطات الواجب اتخاذها لحماية العائلة من الاعتداء الجنسي  
  
1771   10:38 صباحاً   التاريخ: 22-9-2020
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص197-207
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-09 852
التاريخ: 11-9-2016 2160
التاريخ: 11-1-2016 1755
التاريخ: 25-5-2018 1651

إن الموضوع الجنسي خطير الى درجة يجب أخذ كافة الاحتياطات اللازمة كي لا يقع أحد من أفراد عائلاتنا ضحية لاعتداء جنسي ، أو حتى تحرش لا يرقى الى مستوى الاعتداء ولكنه في نفس الوقت يؤدي الى صدمة عصبية وهذه الاحتياطات هي التالية :

1ـ التربية الجنسية :

من خلال دراستنا لبعض الاعتداء ، أو التحرش الجنسي وجدنا ان الطفل المراهق لا يعقل هذه الأمور ولا يدرك مدى خطورتها ، ولأن الذي يقوم بها هو قريب حميم له تختلط عند الملامسة الشهوانية مع تلك البريئة التي تكون عادة بين الاهل ، لذلك فإن وضوح هذه الأمور لدى الأولاد تخفف من إمكانية وقوعهم ضحية لاعتداء جنسي ، وطبعا نحن لا ندعو هنا الى تربية جنسية توضح كل الأمور بالتفصيل ، بل أن يراعي في ذلك سن الطفل فيعطى من المعلومات ما يناسب هذا السن ويحصنه عن الوقوع في الإشكال ، وأيضا فإننا ندعو الى ثقافة جنسية لا الى تهتك جنسي كما يحلو للبعض أن يصور أو يدعو إليه .

إن التربية الجنسية أمر غير معيب ولا إشكال فيه من ناحية شرعية إن التزمت فيه الضوابط الشرعية ، ويجب أن يراعي فيها أن يحذر الولد من بعض الممارسات المشبوهة بأن يعطى إرشادات لما يسمح به وما لا يسمح به من ملامسات أو مقاربات .

2- تنبه الأهل لممارساتهم أمام أولادهم :

من الأمور التي يجب على الأهل التنبه إليها مسألة الالتفات الى تصرفاتهم بين بعضهم البعض فلا يقاربان بعضهما البعض مقاربات غير محتشمة فينتبهان الى أن لا يقبلا بعضهما البعض قبلات غير عادية أي غير تلك التي يقبلان بها أبناءهما. فان الولد قد يظن أن هذا أمر طبيعي فيقوم بإعادته بين بعضهما البعض ، أو السماح للغير بأن يقوم به معهم من دون تحفظ منهم والذي قد يتمادى به فيؤدي الى ما لا تحمد عقباه .

لذلك وجدنا أن الشرع الإسلامي نهى عن أن يغشى الرجل زوجته في موضع يكونا فيه تحت رقابة أبنائهم ما يؤدي الى مشاكل كبيرة ، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (والذي نفسي بيده لو أن رجلا غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما و يسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبدا إذا كان الغلام زانيا أو جارية كانت زانية ، وكان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أراد أن يغشى أهله أغلق الباب وأرخى الستور وأخرج الخدم) (1) .

يظهر بشكل واضح إن عدم تحفظ الأهل بحركاتهم وعلاقتهم الجنسية أمام أبنائهم سيؤدي حتما الى أن يتجه الأولاد باتجاه الانحراف الجنسي الذي قد يجعل منهم زناة .

ومن جهة أخرى فإن النضوج الجنسي عند الأولاد ويحصل بشكل طبيعي وتدريجي وفي أوانه وتصرفات الأهل أمام أولادهم من دون تحفظ سيؤدي الى تسريع النضوج الجنسي عندهم وللنضوج قبل اوانه آثار سلبية خطيرة قد تؤدي الى ما نحن بصدد التحذير منه .

لذلك فإن من اهم الاحتياطات اللازم اتخاذها كي لا نقع في محذور المشاكل الجنسية داخل الأسرة هي أن يقوم الأهل بالتنبه من تصرفاتهم أمام أولادهم التي هي ذات طابع جنسي .

3- اللباس المحتشم داخل الأسرة .

في بعض الأحيان يقوم الأهل بالتكشف بشكل فاضح خارج عن المعتاد أمام أولادهم ذلك لأنهم يعتقدون أن لا محذور في ذلك ، لأنه يرون أن العلاقات الاسرية لا يجب أن تكون كالعلاقات الخارجية ، فالمرأة تستطيع خلع ثيابها أمام أولادها ، وكذلك الأب وبعض الأهل يستطيعون ذلك حتى أنهم يستطيعون أن يظهروا عوراتهم وهم يعتبرون أن لا مشكلة في ذلك ، ولكن الصحيح أن هذا الامر يخلق مشكلة كبيرة ذلك أن الولد عندما ينظر الى جسد أمه شبه العاري أو العاري تماما أمامه ، فإن ذلك سيثير كوامن في داخل نفسه تؤجج غرائزه وتجعله يمتد في تخيلاته الى أماكن خطيرة .

وهذا لا يحصل فقط في ما بين الام وابنها ، بل كذلك المحذور نفسه في ما لو قام الأب بنفس الفعل أمام بناته , أو قامت الأخت الكبيرة بذلك أمام إخوتها الصغار ، أو حتى الكبار فإن كل ذلك يؤدي حتما الى تصورات لها تأثيرات خطيرة على الأبناء يجب التنبه لها .

إن ما ندعو إليه ليس أن يجلس الأهل مع أولادهم بتحفظ مطلق كما يحصل في جلوسهم مع الغرباء , ولكننا ندعو الى التحفظ قليلا في ذلك بشكل يكون اللباس محتشما قليلا لا يبرز مفاتن الجسد التي قد تثير الغرائز لدى الأولاد ، وذلك أيضا من الاحتياطات الضرورية لمنع أو للتخفيف من المشاكل الناتجة عن التحرشات الجنسية .

4- عدم الخجل من طرح الأمور الجنسية أمام أولادنا :

في بدايات التطور الجنسي لدى الاولاد تبتدئ التساؤلات حول أمور جنسية كثيرة ، والمشكلة أن بعض الأهل يقومون بصد أولادهم عن السؤال ويرفضون منهم هذه التساؤلات تحت حجة ان الخوض في هذه الامور معيب وغير جائز ، ما يؤدي الى استحكام الجهل لديهم وكما قلنا في مورد آخر فإن الجهل في أمور الجنس سيؤدي الى تسهيل عملية وقوع الاولاد في حبائل من يريد الاعتداء عليهم أو التحرش بهم .

في حين أنه في بعض الأحيان يكون الخجل من طرح هذه الأمور مسببا عن الأهل ، وهذا الأمر خطير جدا لذلك يجب على الأهل التنبه للموضوع والتخلص من الحياء في هذه الموارد بالقدر الذي يستطيع معه أن يمارس الأهل الإجابة عن تساؤلات أولادهم بالشكل الذي يفيدهم ويحميهم من المطبات التي يمكن أن يعقوا بها .

وفي هذا المجال فإننا ندعو أكثر من ترك الخجل في الإجابة عن أسئلة الأبناء أن نتعدى الى أن نبادرهم بالتوضيح لأمور من هذا النوع خاصة عندما نلاحظ أن التغيرات الفسيولوجية قد ابتدأت بالظهور لديهم. فمن المعروف ان البنات يبتدئن في سن معينة بالدخول في موضوع العادة الشهرية وهذا ما يرعبهن في بعض الحالات ويجب ان يكون الأهل وخاصة الأم في هذا المجال على جهوزية تامة لاطلاعهن عن هذه المرحلة وطبيعتها.

أما في مجال الشباب الذي هو الأخطر فإن الشاب عندما يصل الى سن الاحتلام فإنه يمر في سن خطيرة ، ولذلك فإنه قد يجرب أن يمارس المسألة الجنسية فتارة مع نفسه من خلال العادة السرية وهو حرام شرعا ، أو حتى من خلال تجربة رجولته المتفتحة هذه من خلال الاحتكاك بإخوته فلذلك واحتياطا من وقوع مشاكل خطيرة من هذا النوع يجب المبادرة من دون خجل لطرح هذه الأمور مع ابنائنا وتوضيح أبعادها وتحذيرهم من مخاطرها وبذلك نحتاط من وقوع مشاكل جنسية لها أبعاد خطيرة على الأسرة .

5- التفريق بين الأبناء في المضاجع .

من الاحتياطات التي يجب أن نتخذها في هذا المجال هو ان نفرق بين أبنائنا في المضاجع ، فلا نتركهم ينامون مع بعضهم البعض في غرفة واحدة فضلا عن فراش واحد ، ذلك أن الاحتكاك بين الذكر والأنثى وإن كانت أختا يؤدي الى إثارة غرائز حيوانية ما قد يفرض تحرشات جنسية تؤدي الى ما لا يحمد عقباه . لذلك ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (الصبي والصبي ، والصبي والصبية , والصبية والصبية ، يفرق بينهم في المضاجع لعشر سنين)(2) .

والظاهر من خلال هذا الحديث أن التفريق لا يشمل مختلف الجنس فحتى البنت تفرق عن البنت  وكذلك الصبي يفرق عن الصبي والسبب أن الولد في هذه الحالة لا يلتفت سوى الى قضاء حاجته من خلال الاحتكاك بأي شيء ، والخطورة أنه لو كان الذي يقضي معه الشهوة مثلي الجنس فقد يؤدي الى انحراف الولد الى ما هو اخطر أي الى اللواط ، أو السحاق والعياذ بالله  لذلك كان التوجيه من خلال الأحاديث الى منع الاحتكاك من خلال النوم في مضجع واحد لأنه حتى لو لم يكن الولد في صدد هذا الأمر فإن الاحتكاك يؤدي الى استثارة هذه الكوامن وبذلك  نكون قد وضعناه على اول طريق الانحراف والوقوع في خطر الاعتداء على الغير جنسيا أو الاعتداء عليه كذلك .

لذلك يجب أخذ الاحتياطات القصوى التي منها وأهمها التفريق في المضاجع حتى في سن أقل من عشر سنين اذا ما لاحظ الأهل تفتحا جنسيا عند ابنهم في سن أصغر.

6- لا تجلسوا الأولاد في حجوركم ، ولا تباشر المرأة ابنتها إذا بلغت سبعا :

عندما يسمع البعض هذا النهي يبادر الى اتهام الإسلام بأنه دين سوء الظن فهل يعقل ان تتحرك شهوة رجل على طفلة صغيرة لا مواصفات أنثوية فيها حتى تنهاه عن وضعها في حجره ؟ وأنا أعذر المتسائل في استغرابه هذا فإني بنفسي قد كنت استغرب في البداية هكذا أحاديث ، وآخذها أخذ المسلمات انطلاقا من الإيمان بأننا لا نستطيع أن ندرك غايات جميع الأحكام ، ولكن بعد أن مارست القضاء لمادة طويلة من الزمن ، وبعد أن عاينت حالات عديدة لرجال اعتدوا على بنات قاصرات جنسيا لسبب أو لآخر ، عرفت أن هذا النهي الذي يعني هنا الكراهة لا الحرمة هدفه أخذ الاحتياطات المناسبة كي لا نفتح للشيطان بابا يستطيع أن يدخل من خلاله ، وليس المقصود هنا إساءة الظن بالرجال الذي قد يكونون متدينين ، أو الحكم بأنهم بأجمعهم أصحاب نفسية غريزة شهوانية بقدر ما يعني تحصين المجتمع من الفاحشة بأخذ الاحتياطات اللازمة لذلك، وقد ورد في ذلك أن أحمد بن النعمان سأل الإمام الصادق (عليه السلام) فقال له: (عندي جويرية ليس بيني وبينها رحم ولها ست سنين ، قال : لا تضعها في حجرك)(3) .

فالحديث يتعرض هنا لطفلة لس بينها وبين الرجل رحم ، وهذا لا يشمل من كانت رحما له ولكننا في بعض الأحيان التعميم حتى لمن بيننا وبينهن رحم وهذا ليس غريبا ، فقد عاينت بعض الحالات التي اعتدى فيها رجل على طفلة من أرحامه أو حتى بناته ، لذلك فإن الاحتياط بالابتعاد عن المقاربات اللصيقة جدا وغير الضرورية أمر ضروري ومطلوب ، ونحن في نفس الوقت أكدنا في البحث السابق على ضرورة أن يشعر الأهل أولادهم بالحنان ولكن ضمن ضوابط الإشعار الأبوي دون التعدي لما هو أكثر من ذلك ، ولعل هذا هو مضمون الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي قال فيه: قال أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه: (مباشرة المرأة ابنتها إذا بلغت سبع سنين شعبة من الزنى)(4) .

فإن نساءنا عادة ما يتابعن تغسيل بناتهن حتى لو بلغن أكثر من ست ، أو حتى تسع سنوات ، مع ما في هذا من إشكالات على المستوى الشرعي ، والحديث يؤكد على كراهة عظيمة لمباشرة المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنوات كل ذلك يأتي أيضا في مجال الاحتياطات الضرورية لصيانة الأسرة عن الإشكالات الجنسية المترتبة على المقاربات الحميمة اللصيقة وغير الضرورية.

7- النهي عن تقبيل الأنثى واحتضانها :

في مجتمعاتنا للأسف نجد ان كثيرا من العائلات لا تراعي الضوابط الشرعية في العلاقات الاجتماعية فيعتبرون أنك لو التقيت بالأنثى التي لا تحل لك وصافحتها ، أو قبلت يدها ، أو وجنتها فهذا أمر عادي لا ينطلق من شهوانية غرائزية ، بل ينطلق من تعبير عن الاحترام والتقدير من قبلنا للمرأة ، وإعطائكم للموضوع بعدا غرائزيا شهوانيا ناتج عن عقدة عندكم وسوء طوية من قبلكم ، ونحن عندما نقوم بذلك لا يخالجنا أي شعور مما تذكرون .

وللرد على هذه الإشكالات نقول ما يلي :

أولا : الامر لا يقف عند حدود نظرتك أنت فإنك إن لم تتأثر فهذا لا يعني أن غيرك لن يتأثر بل أثبتت التجارب أن العديد من الناس يتأثرون ، ونحن لا نتعامل مع حالات شخصية عندما يكون المطلوب حكما عاما بل إننا نأخذ ما هو الغالب في هذا المجال.

ثانيا : عندما نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك فلأنه خالق البشر وهو أعلم بما أودعه في داخل أنفسهم ، ولعلمه بذلك نهاهم عن الموضوع لخطره واحتياطا منه لسلامة المجتمع .

ثالثا : ليس التقدير والاحترام للمرأة يكون بهذه التقاليد الطارئة على مجتمعاتنا ، بل إن الإسلام يعتبر أن احترام المرأة يكون من خلال حشمتها والتعامل معها من خلال عقلها وفكرها لا من خلال جمالها وشكلها .

ولذلك ورد الكثيرة من الاحاديث التي تنهى عن مصافحة المرأة التي لا تحل له منها ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال: (من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله عز وجل ، ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان ، فيقذفان في النار)(5) .

فالإسلام واضح لجهة التحريم لملامسة امرأة لا تحل له وقد اعتبر ذلك بمثابة زنى في الحديث الشريف فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (ما من أحد إلا وهو يصيب حظ من الزنى فزنى العينين النظر وزنى الفم القبلة وزنى اليدين اللمس صدق الفرج ذلك أم كذب)(6) .

وانطلاقا من ذلك وزيادة في الاحتياط قام الإسلام بالنهي عن التقبيل للغلام ، أو البنت في سن معينة قبل البلوغ تدريبا له على الامتناع الكلي لاحقا ، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا بلغت الجارية (يعني البنت) ست سنين فلا يقبلها الغلام ، والغلام لا يقبل المرأة إذا جاوز سبع سنين)(7) .

فيظهر هنا وبشكل واضح رسم خطوط عامة للمصافحة والتقبيل ومطلق الملامسة بأن البنت تنهى عنها إذا بلغت ستا ،, والصبي ينهى عنها إن جاوز السبع سنين أي دخل في السن الثامنة والسنون هنا هي السنون الهجرية لا الميلادية .

8 – التنبه من دور الإعلام الخطر :

للإعلام دور خطر وهو في أيامنا هذه تعاظم دوره إذ انفتح العالم على بعضه البعض وصار بالإمكان نتيجة للنقل عبر الأقمار الاصطناعية أن نشاهد في بيوتنا البرامج التي تعرض للمجتمعات الأوروبية والاميركية والتي لا يوجد فيها أية تحفظات ، بل إن بعضها يعرض أفلاما جنسية إباحية وفاضحة وللأسف فإن بعض الأهل يدخلون هذه المحطات الى بيوتهم ويتركونها مباحة أمام أولادهم من دون أية ضوابط ، ثم يذهبون لقضاء سهرة خارج البيت فيقوم الطفل ويفتح التلفاز ليشاهد ما يشابه تجرع المخدرات عليه إن لم يكن أخطر . هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الخطر لا يقتصر على الأطفال بل يتعداه الى أهلهم الذي من خلال هذ المشاهدات يتجهون اتجاهات انحرافية فتسول لهم أنفسهم الاعتداء على أبنائهم أو بناتهم .

لذلك يجب التحرز عن هذا الأمر من خلال لا مجرد فرض القيود على هذه المحطات ، بل أكثر من ذلك نزعها نهائيا من برامج المشاهدات في الاسرة التي إذا لم تمنعها سيؤدي ذلك الى أخطار كبيرة على العائلة بمجملها ، فتصوروا ان ولدا في بداية بلوغه وأهله ليسوا في المنزل وشاهد فيلما جنسيا ثم ومن الطبيعي أنه استثير جنسيا وأخته أمامه في الفراش والشيطان موجود ما الذي سيحصل ؟ أفضل عدم الإجابة تاركا للقارئ الكريم تقدير المصيبة التي ستحصل .

9- التحذير من معاقر الخمر أو المخدرات من أفراد الأسرة أو ضيوفها :

من المعروف أن الذي يعاقر الخمر والمخدرات يضيع تركيزه فلا يعود يميز بين زوجته وأخته  بل إن الأمر يؤثر عليه حتى خارج إطار مجرد عدم التركيز وعدم التمييز الآني الذي يحصل مباشرة بعد شرب الخمر أو معاقرة المخدر ، إذ إنه من الناحية الطبية والنفسية يصبح إنسانا غير سوي ويتعاطى مع الآخرين بأسلوب غير موضوعي ولا منطقي ، وبالتالي لا بد من الحذر من مدمن المخدرات والخمر حتى لو كان أبا ، أو أخا ، أو أحد الأرحام ، وهناك كثير من الحالات التي يضج بها المجتمع من الاعتداءات والتحرشات الجنسية الناتجة عن كون المتحرش والمعتدي مدمنا على المخدرات والخمر .

وبالرجوع الى سجلات القضاء في أي بلد من البلدان وليس بالضرورة بلادنا الإسلامية نجد أن النسبة الاكبر من هؤلاء المعتدين والمتحرشين من مدمني المخدرات والخمر.

______________________

1ـ الكافي الجزء 5 ص 500 .

2ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 ص 436 – 437 .

3ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 ص 436 .

4ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 ص 436 .

5ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 4 ص 14 .

6ـ الكافي الجزء 5 ص 559 .

7ـ من لا يحضره الفقيه الجزء 3 ص 437 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب