طريقة استغلال الرأسماليين للطبقة العاملة (فائض القيمة) 

ان قيمة العمل التي انطلق منها ماركس في توضيح كيفية الاستغلال اخذها ماركس من المدرسة الكلاسيكية وبالتحديد من افكار ريكاردو ، لأن ماركس يرى ان قيمة اي سلعة تتحدد بعدد ساعات العمل المبذولة اجتماعيا في صنعها وبذات الوقت يرى ان اساس القيمة ومصدرها العمل ، ويقول ماركس (العمل في النظام الرأسمالي يُعد سلعة كأي سلعة تُباع وتُشترى)⁽¹⁾ ، وعلى هذا الأساس تتحدد قيمة السلعة طبقاً للنظرية العامة في تحديد القيمة بعدد ساعات العمل ، ويبين فيه ماركس مثالاً يوضح فيه مستلزمات حياة العامل فيقول ان الساعات اللازمة لانتاج ما يلزم للعامل من ضروريات الحياة من مأكل وملبس ومسكن وبالقدر الضروري فإن تمت هذه الضروريات اللازمة للعامل بما قيمته 6 ساعات من العمل فان الرأسمالي يعطي للعامل القيمة النقدية المطلوبة وهذا الامر لحد الآن لا لبس فيه ولا يوجد استغلال من جانب الرأسمالي للعامل ، اذاً اين يتم الاستغلال ؟ والجواب انه يتضح الاستغلال من خلال ما بينه كارل ماركس بأن الرأسمالي يشتري من العامل قوة عمله بعدد اكبر من الساعات (اي يعطيه اجر ست ساعات ويشغله عشر ساعات) التي دفع قيمتها فعلاً بحكم استحواذ الرأسمالي على قوة عمل العامل ، وفي مثالنا يتحدد قيمة ماينتجه العامل من السلع 10 ساعات من العمل والفرق بين ما يعطيه الرأسمالي للعامل اجرا هو ما قيمته 6 ساعات والمتبقي يكون من حصة الرأسمالي يحصل عليه من بيع السلع التي ينتجها العامل وقيمتها (4 ساعات) وهو فائض القيمة الذي يحصل عليه الرأسمالي ويكون ربحه ، ويشخص كارل ماركس بذلك الطريقة التي يستغل بها الرأسماليون العمال لأنهم يدفعون لهم جزء من قيمة قوتهم العاملة ويستغلونهم بعدد اكبر من ساعات العمل وهي اكبر من القيمة المدفوعة فعلاً يحصل الرأسمالي على الفرق بين القيمتين وهذا يسمى بفائض القيمة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ج . فيليتشسينسكي ، علم الاقتصاد الاشتـراكي ، مصدر سابق ، ص62 .