المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرثاء  
  
3448   04:12 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : صاحب خليل إبراهيم
الكتاب أو المصدر : الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام
الجزء والصفحة : ص117-121
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 4271
التاريخ: 22-03-2015 9224
التاريخ: 22-03-2015 3528
التاريخ: 23-03-2015 21248

الرثاء: تعبير عن عاطفة إنسانية جياشة، تفيض بالألم، ولوعة لا يرقى إليها الشك، تتوضح من خلالها صلة الشاعر المرتبطة بالمرثي.

ولايخرج الرثاء عن تعداد صفات المرثي ومحاسنه، وشجاعته وكرمه، فهو والحالة هذه جزء من المديح والفخر.

ومهما تكن بواعث الرثاء، وأسبابه المختلفة، فإننا سنتناول الصورة السمعية في شعر الرثاء فقط(1).

وبالرغم من ذلك كله فقد ظل الرثاء مستودعاً لآلام الشعراء، ومتنفساً لهمومهم وتعبيراً عن الفروسية والشجاعة والكرم، وانعكاساً للحرمان الذي سيعانونه من رحيل فقيدهم إلى العالم الآخر، فضلاً عن التحريض على الثأر.

وأول ما يقع في باب الرثاء (النعي) حيث يدور الناعي بين الناس ليظهر الخبر ويذيعه بشكل واسع، كي تتسقطه الأسماع، ومن هنا تتشكل الصورة السمعية البسيطة:

لمّا نعى الناعي كليباً أظلمتْ ... شمسُ النهار فما تُريدُ طلوعا(2)

 

وكثيراً ما تقوم النائحة بالبكاء على الميت بصياح وعويل وجزع، فيستخدم المهلهل الصائحات(3).

ويذهب الشعراء إلى ذكر الندب بمعنى (بكاء الميت وتعداد حسناته)(4) حيث يجري توظيف الألفاظ السمعية في الخطاب الشعري، وقد استخدم المهلهل (الندب)(5) وقال عبيد بن الأبرص:

 

لا أعرفنّك، بعد الموت تندبني ... وفي حياتي مازُوّدتَني زادي(6)

 

وقال الربيع بن زياد:

 

يجد النساء حواسراً يندبنه ... يضربن أوجههن بالأحجارِ(7)

وكثيراً ما نجد البكاء(8) المصحوب بالصوت والندب والعويل في الشعر الجاهلي(9)في حين نقل لنا عبد بن الأبرص صورة سمعية شبّه بكاءه ببكاء الحمامة:

 

وقفت به أبكي بكاءَ حمامةٍ ... أراكيّةٍ تدعو الحمامَ الأواركا

إذا ذكرتْ يوماً من الدهر شجوها ... على فرع ساقٍ أذْرَت الدمعَ سافكا(10)

 

في حين سفّه أبو ذؤيب الهذلي البكاء عبر صورته السمعية، وإن كان قد ابتدأها بالصورة البصرية قائلاً:

 

ولقد أرى أن البكاءَ سفاهةٌ ... ولسوفَ يُولَعُ بالبكا مَنْ يُفْجَعُ

وليأتينَّ عليكَ يومٌ مَرَّةً ... يبكي عليكَ مُقَنَّعاً لا تسمعُ(11)

 

بينما ينقلنا متمم بن نويرة إلى صور رائعة توضح موقفه من لائميه:

 

لقد لامني عند القبورِ على البُكا ... رفيقي لِتذرافِ الدّموعِ السوافكِ

أمِنْ أجلِ قبرٍ بالملا أنتَ نائحٌ ... على كلِ قبرٍ أو على كلِ هالكِ؟

فقلت له: إن الشّجا يبعثُ الشّجا ... فدعني فهذا كلُهُ قبرُ مالِك(12)

على أننا نجد العويل قد تخلل الكثير من شعر الرثاء(13)، ويتداخل العويل مع البكاء والنواح في بيت واحد(14) والنوح والندب(15)، والمُعْوِلات والنوائح(16).

وقد احتل رثاء النفس موقعاً متميزاً في شعرنا العربي الجاهلي لما فيه من ألم ولوعة(17). وإن كان هذا اللون قد اتجه إلى الفروسية وإبراز الشخصية، فضلاً عن النواح والنحيب والحسرة، ومثّل ذلك بشر بن أبي خازم فأبرز لنا الصور السمعية عبر مفرداته مثل: السؤال، والعلم، والنحيب، والاستغاثة:

 

فمن يكُ سائلاً عن بيتِ بِشْرٍ ... فإنَّ لهُ بجنبِ الرَّدهِ بابا

ثوى في مُلْحَدٍ لابُدَّ منهُ ... كفى بالموتِ نأياً واغترابا

رهين بلى، وكل فتى سيبلى ... فأذري الدمع وانتحبي انتحابا

مضى قصد السبيل وكل حي ... إذا يُدعى لميتته أجابا(18)

 

وتزخر قصيدة عبد يغوث بالصور السمعية، وهو يرثي نفسه بعد أنْ أيقنَ أن جذوة حياته ستنطفئ، لامحالة، وقد ابتدأها باللوم، والعلم والتبليغ، والقول، والسؤال، والسمع، وأناشيد الرعاة، والضحك، والغناء، فضلاً عن الأفعال التي تدل على الحركة، والألفاظ ذات الدلالة السمعية، نذكر منها:

 

أَلا لا تلوماني كفى اللوم مابيا ... وما لكما في اللوم خيرٌ ولاليا

فيا راكباً إمّا عرضتَ فبلّغن ... ندامايَ مِنْ نجرانَ أنْ لاتلاقيا(19)

ولانعدم وجود تتابع الصور السمعية عند شعرائنا وخاصة عدي بن زيد(20).

وفي مجال الرثاء كثيراً ما نجد الشعراء يختتمون قصائدهم بالدعاء والسقيا لأمواتهم:

 

سقاكَ الغيث إِنك كُنْتَ غَيثاً ... ويُسْراً حينَ يُلْتَمَسُ اليَسار(21)

 

ولعل الروعة الفنية والأثر النفسي يتجلى في الصورة السمعية للخنساء:

 

وقائلةٍ: والنَّعشُ قد فاتَ خَطْوَها

لتدركهُ: يالَهْفَ نَفسي على صَخْرِ

ألا ثكلتْ أُمُّ الذين مضوا به

إلى القبر، ماذا يحملونَ إلى القبرِ

فلا يَبعدْنْ قبرٌ تضمَّنَ شَخْصَهُ

وجاءتْ عليهِ كُلُّ واكلةِ القَطْرِ(22)

 

إن الألم يتفجر من تلك الأبيات، فيبعث الأسى والتعاطف من السامعين للفاجعة العميقة عبر جدلية الموت والحياة، الجفاف والخصب، القول والصمت، السرعة والبطء، فضلاً عن وحدتي الزمان والمكان، الزمان بأبعاده الثلاثة، والمكان المطلق (الحياة) والمكان المُقَيَّد (القبر).

ولابد للنعش من أن يسبق الخطوات كلها ليدرك مستقره، ذلك كله يجري عبر إيقاعين خارجي وداخلي، يتمثل الأول في حركة الحياة المستمرة، ويتمثل الثاني في الصمت (الموت) المستقر الأخير الذي يسلب كل شيء، بالرغم من كونه حقاً لانزاع فيه.

وبالرغم من التوجع، والتأسي، والاستغاثة، يبقى التساؤل قائماً: ماذا حملوا إلى القبر؟ وهل حملوا غير المكارم والشجاعة؟..

من هذا الصراع في الوجود، ومن تفاعل العلاقات، والأضداد، والدلالات في نسيج الأبيات، تشكلت الصور السمعية عبر تلاحم المستويات النفسية، والدلالية والمعنوية، والصوتية، وتحقق الانسجام والتلاحم ليحدث الانفعال المطلوب، حيث تتوهج العاطفة الصادقة بروح الأسى العميق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)        ينظر كتاب: الرثاء في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام، بشرى محمد علي الخطيب، فيه جهد قيم لمن يود استرفاد المزيد مما يتعلق بهذا الفن.

 (2) المهلهل: ق13/281، ق31/301، وينظر ديوان طرفة بن العبد: 41، عبد الله بن ثور العامري: 159، أعشى باهلة (عامر بن الحرث)، الأصمعية: 24/ب6، النمر بن تولب: ق37/2/99، ق40/1/109، الخنساء: 81، 159، 165، لبيد: ق20/1/164.

(3) المهلهل: 277، وينظر: الشنفرى: ق(ى)/1/35، والفند الزماني: 7/ب5، بشر بن أبي خازم: ق23/2/123، الأفوه الأودي: ق جي/15، عدي بن زيد: ق23/49/109، بشر بن عليق الطائي، قصائد جاهلية نادرة: ب7-28/189-190، عمرو بن قعلس المرادي، قصائد نادرة: 44، معقر بن حمار، قصائد جاهلية نادرة، ب17/114، النابغة الذبياني: 74، أمية بن أبي الصلت: ق124/13/298، أبو زيد الطائي: ق23/1/84. الخنساء: 28-33-165-181، لبيد بن ربيعة: ق2/22/10، ق18/14/162، ق53/1/332.

(4) الصحاح: 1/223.

(5) المهلهل: 344، بشر بن أبي حازم: ق26/23/124.

(6) عبيد بن الأبرص: ق16/9/48.

(7) شعره، دراسات في الأدب الجاهلي: الجزء الثاني، ق2/322، وينظر: أعشى باهلة، الأصمعية: 24، عدي بن يزيد: ق3/25/40، ق23/48/109، عامر بن الطفيل: 92، الخنساء: 28، لبيد: ق25/1/173، ق8/23/53.

 (8) لسان العرب، مادة بكى. والبكاء: يقصر ويمد، قاله الفرّاء وغيره، إذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء، وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها.

(9) المهلهل: 344، وينظر ديوان امرئ القيس: ق4/46/69، وعبيد بن الأبرص: 3/29/7، ق39/5/98، والحارث بن حلزة: 1/5/9، والأسود بن يعفر: ق6/1/21، وكعب بن سعد الغنوي: 748، والأعشى: ق65/55/321، ودريد بن الصمة ق22/1/63،وتميم ابن مقبل: ق25/15/192، والخنساء: 25-70-161-188-260. ولبيد: ق8/18/51.

(10) عبيد بن الأبرص: ق37/3-4/92، وينظر صخر الغي الهذلي: 2/66، 67، والخنساء: 111،

163.

(11) أبو ذؤيب الهذلي، ديوان الهذليين: 1/3.

(12) ديوانه: 125.

 (13) تأبط شراً: ق22/15/107، الربيع بن زياد، دراسات في الأدب: الجزء الثاني، ق2/322، الخنساء: 125-180-221-224-226.

(14) الفند الزماني: ق2/22/8، النابغة الذبياني: 74، عامر بن الطفيل: 92.

(15) السموءل: 29، المثقب العبدي: ق أ/14/8، حاجز بن عوف، قصائد جاهلية نادرة: 79.

(16) أمية بن أبي الصلت: ق18/4/168.

(17) .الممزق العبدي: المفضلية: 80.

(18) بشر بن أبي خازم: ق5/27، امرؤ القيس: ق46/213، أفنون التغلبي، مجلة كلية الآداب: 299-300، المتلمس الضبعي: ق17/256.

(19) المفضليات: المفضلية، 30.

 (20) ديوانه: ق3/40، ق18/96.

(21) المهلهل،أخبار المراقشة: ق7/272، المتلمس الضبعي: ق17/256، أوس بن حجر: ق40/22/106. الخنساء: 15، 86-92.

(22) ديوانها: 86-92.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك