المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4524 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حال المؤمن وحال الكافر في القبر  
  
8514   01:07 صباحاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص381 - 389
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2018 1196
التاريخ: 22-03-2015 8515
التاريخ: 16-12-2018 922
التاريخ: 9-08-2015 1246

 وروى الصدوق في الأمالي وغيره عن الصادق عليه السّلام قال: من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا، المعراج ، والمساءلة في القبر، والشفاعة.

وروى الكليني في الكافي و غيره بأسانيد عديدة عن الصادق عليه السّلام:انه لا يسأل في‌ القبر إلا من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا،و الآخرون يلهون عنهم.و في الصحيح عن أبي بصير قال:قال أبو عبد اللّه عليه السّلام يسأل و هو مضغوط، و لعل المعنى أن الضغطة و السؤال متلازمان، فكل من لا يضغط لا يسأل وبالعكس. ويحتمل أن يكون الغرض إثبات الحالتين فقط.

وعن بشير الدهان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: يجي‌ء الملكان منكر ونكير إلى‌ الميت حين يدفن، اصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف، يخطان ‌الأرض بأنيابهما ويطئان في شعورهما، فيسألان الميت من ربك وما دينك. قال فإذا كان ‌مؤمنا قال اللّه ربي وديني الإسلام، فيقولان له ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ‌ظهرانيكم، فيقول أعن محمد رسول اللّه تسألان فيقولان له تشهد أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيقول أشهد أنه رسول اللّه، فيقولان له نم نومة لا حلم فيها و يفسح له في قبره تسعة أذرع‌ ويفتح له باب إلى الجنة، ويرى مقعده فيها، وإذا كان الرجل كافرا دخلا عليه وأقيم ‌الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقولان له من ربك وما دينك و ما تقول في هذا الرجل‌ الذي قد خرج من بين ظهرانيكم، فيقول لا أدري فيخليان بينه و بين الشيطان فيسلط عليه ‌في قبره تسعة و تسعين تنينا أي أفعى.

ولو ان تنينا واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت ‌شجرا أبدا، ويفتح له باب إلى النار و يرى مقعده فيها.و عن أبي بكر الحضرمي قال،قلت لأبي جعفر عليه السّلام: أصلحك اللّه من‌ المسئولون في قبورهم، قال: من محض الإيمان و من محض الكفر، قال قلت: فبقية هذا الخلق، قال: يلهون و اللّه عنهم ما يعبأ بهم، قال قلت وعما يسألون، قال عن ‌الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن ما تقول في فلان ابن فلان فيقول ذلك إمامي، فيقال له نم أنام اللّه عينيك ويفتح له باب من الجنة، فما يزال يتحفه من روحها إلى ‌يوم القيامة، ويقال للكافر ما تقول في فلان ابن فلان، فيقول قد سمعت و ما أدري من‌ هو، فيقال له لا دريت، قال فيفتح له باب من النار فلا يزال يتحفه من حرها إلى يوم‌ القيامة.

وعن الكاظم عليه السّلام قال: يقال للمؤمن في قبره من ربك، فيقول اللّه، فيقال له ما دينك ، فيقول الإسلام، فيقال من نبيك، فيقول محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيقال من إمامك، فيقول‌ فلان فيقال كيف علمت بذلك، فيقول أمر هداني اللّه له وثبتني عليه، فيقال له نم نومة لاحلم فيها نومة العروس، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيدخل إليه من روحها و ريحانها، فيقول يا رب عجل قيام الساعة لعلّي أرجع إلى أهلي و مالي، و يقال للكافر من ربك فيقول ‌اللّه، فيقال من نبيك، فيقول محمد، فيقال ما دينك، فيقول الإسلام، فيقال من أين‌ علمت، فيقول سمعت الناس يقولون، فقلت، فيضربانه بمرزبة لو اجتمع عليها الثقلان ‌الانس والجن لم يطيقوها، قال فيذوب كما يذوب الرصاص، ثم يعيدان فيه الروح فيوضع‌ قلبه بين لوحين من نار، فيقول يا رب أخّر قيام الساعة.

وفي هذا الحديث الشريف دلالة على أن إيمان المخالفين باللّه و الرسول ظني‌ تقليدي، ولأجل عدم إيمانهم بالأئمة عليهم السّلام لم يهدهم اللّه للرسوخ فيه، وإنما الهداية واليقين مع متابعتهم عليهم السّلام كما روي عن كتاب الحسين بن سعيد عن سليمان بن خالد في‌الصحيح قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عما يلقى صاحب القبر، فقال إن ملكين يقال لهما منكر ونكير يأتيان صاحب القبر فيسألانه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيقولان ما تقول في هذا الرجل الذي خرج فيكم، فيقول من هو، فيقولان الذي كان يقول إنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله و سلّم أحق ‌ذلك، قال فإذا كان من أهل الشك قال ما أدري قد سمعت الناس يقولون فلست أدري أحق ‌ذلك أم كذب، فيضربانه ضربة يسمعها أهل السماوات و أهل الأرض إلا المشركين، و إذا كان متيقنا فإنه لا يفزع فيقول أعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسألان فيقولان أتعلم أنه رسول ‌اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، فيقول أشهد أنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حقا جاء بالهدى و دين الحق، قال فيرى ‌مقعده من الجنة و يفسح له في قبره، ثم يقولان له نم نومة ليس فيها حلم في أطيب ما يكون‌ النائم. وروى الصدوق في الأمالي باسناده عن سليمان بن مقبل عن الكاظم عليه السّلام عن‌ أبيه عليه السّلام قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه‌ منكر و نكير فيقعدانه و يقولان له من ربك و ما دينك ومن نبيك، فيقول ربي اللّه و محمد نبيي ‌والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة، ويدخلان عليه ‌الروح و الريحان وذلك قوله عز و جل: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 88، 89].

يعني في الآخرة. ثم قال عليه السّلام إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، و انه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شي‌ء إلا الثقلان و يقول لو ان لي كرة فأكون من المؤمنين، ويقول ارجعوني لعلّي أعمل صالحا فيما تركت فتجيبه الزبانية كلا إنها كلمة أنت قائلها، ويناديهم ملك لو ردّ لعاد لما نهي عنه، فإذا أدخل قبره و فارقه الناس‌ أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له من ربك وما دينك و من نبيك، فيقول لا أدري فيقولان له لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى ‌النار و ينزلان إليه الحميم من جهنم، وذلك قول اللّه عز و جل: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ } [الواقعة: 92 - 94] يعني في القبر {وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} [الواقعة: 94] يعني في‌ الآخرة.

واعلم ان الأخبار الواردة في السؤال قد دلت على أنه يسأل عن العقائد الإيمانية لا سيما ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و إمامته.

وقد روى العامة و الخاصة بطرق متواترة ان ‌الميت يسأل في القبر عن ولاية أمير المؤمنين.

فروى الكشي عن يونس قال: دخلت على ‌الرضا عليه السّلام فقال لي مات علي بن أبي حمزة، قلت نعم، قال قد دخل النار ففزعت من ‌ذلك ، قال اما إنه سئل عن الإمام بعد موسى أبي، فقال لا أعرف إماما بعده فقيل لا دريت ‌فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا.

وفي رواية أخرى انه أقعد في قبره فسئل عن ‌الأئمة عليهم السّلام فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي، فسئل فوقف فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا.

و في بصائر الدرجات عن زر بن حبيش، قال سمعت عليا عليه السّلام يقول: إن العبد إذا أدخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير، فأول ما يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن ‌وليه، فإن أجاب نجا و إن عجز عذباه. فقال له رجل: ما لمن عرف ربه و نبيه و لم يعرف‌ وليه، فقال عليه السّلام: مذبذب لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 88] ذلك لا سبيل له.

وقد قيل للنبي من الولي يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: وليكم في‌هذا الزمان علي و من بعده وصيه. ولكل زمان عالم يحتج اللّه به لئلا يكونوا كما قال ‌الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم: {رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 134] .

تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء، فأجابهم اللّه تعالى : {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} [طه: 135].

وإنما كان تربصهم‌ ان قالوا نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما فعيرهم اللّه بذلك، فالأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من‌ أنكرهم و أنكروه، لأنهم عرفاء اللّه عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم و وصفهم في ‌كتابه جل وعز: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} [الأعراف: 46]،

هم الشهداء على ‌أوليائهم والنبي الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليهم ‌المواثيق بالطاعة، فجرت نبوته عليهم وذلك قول اللّه: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 41، 42].

وروي عن شاذان بن جبرائيل في كتاب الفضائل وغيره أنه لما ماتت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين أقبل علي بن أبي طالب عليه السّلام باكيا، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم ما يبكيك لا أبكى اللّه عينيك، قال: توفيت والدتي يا رسول اللّه، قال النبي بل والدتي يا علي فلقد كانت ‌تجوّع أولادها و تشبعني، وتشعث أولادها و تدهنني، واللّه لقد كانت في دار أبي طالب‌ نخلة فكانت تسابق إليها من الغداة لتلتقط ما يقع منها في الليل ثم تجنيه رضي اللّه عنها، فإذا خرج بنو عمي ناولتني ذلك، ثم نهض صلّى اللّه عليه و آله وسلّم فأخذ في جهازها وكفنها بقميصه، وكان‌ في حال تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأنى في رفع الأخرى وهو حافي القدم، فلما صلى‌عليها كبر سبعين تكبيرة، ثم لحدها في قبرها بيده الكريمة بعد ان نام في قبرها و لقنها الشهادة، فلما أهيل عليها التراب و أراد الناس الانصراف جعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل ابنك ابنك علي بن أبي طالب، قالوا يا رسول اللّه فعلت فعلاما رأينا مثله قط، مشيت حافي القدم، و كبرت سبعين تكبيرة، ونومك في لحدها، و قميصك عليها، وقولك لها ابنك لا جعفر و لا عقيل، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أما التأني في وضع ‌أقدامي ورفعها في حال التشييع للجنازة فلكثرة ازدحام الملائكة، وأما تكبيري سبعين ‌تكبيرة فإنها صلى عليها سبعون صفا من الملائكة، وأما نومي في لحدها فإني ذكرت في‌ حال حياتها ضغطة القبر فقالت واضعفاه فنمت في لحدها لأجل ذلك حتى كفيتها ذلك وأما تكفيني لها بقميصي فإني ذكرت لها في حياتها القيامة و حشر الناس عراة فقالت واسوأتاه‌ فكفنتها به لتقوم يوم القيامة مستورة، وأما قولي لها ابنك ابنك فإنها لما نزل عليها الملكان ‌و سألاها عن ربها فقالت اللّه ربي، وقالا من نبيك، قالت محمد نبيي، فقالا من وليك‌ و إمامك ، فاستحيت أن تقول ولدي ، فقلت لها قولي ابنك علي بن أبي طالب عليه السّلام فأقراللّه بذلك عينها.

وفي هذا الحديث الشريف دلالة على أن الميت يسأل عن الإمام عليه السّلام قبل زمان‌ إمامته، ويحتمل اختصاصه بمن علم بإمامته أو انه مخصوص بالمقربين أو بفاطمة لإظهار جلالة شأنها كما يشعر به آخر الحديث.

وروى الكليني في الكافي بإسناد معتبر عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال :إن المؤمن إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره، يزدحمون عليه حتى إذا انتهى به إلى‌ قبره قالت له الأرض مرحبا بك و أهلا، اما و اللّه لقد كنت احب أن يمشي علي مثلك لترين ‌ما أصنع بك، فيوسع له مد بصره و يدخل عليه في قبره ملكا القبر، وهما قعيدا القبر منكر ونكير ، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقعدانه و يسألانه فيقولان من ربك، فيقول اللّه ‌فيقولان ما دينك فيقول الإسلام فيقولان من نبيك ، فيقول محمد صلّى اللّه عليه و آله وسلّم فيقولان ومن ‌إمامك، فيقول فلان. قال فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من ‌الجنة، وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خيرله، ثم يقال له نم نومة عروس، نم نومة لا حلم فيها. قال وإن كان كافرا خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره، يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره قالت له الأرض لا مرحبا بك ولا أهلا، أما واللّه لقد كنت ابغض أن يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضيق عليه‌ حتى تلتقي جوانحه، قال ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال أبو بصير جعلت فداك يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة، فقال لا، قال فيقعدانه ‌ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان له من ربك فيتلجلج ويقول قد سمعت الناس ‌يقولون، فيقولان له لا دريت و يقولان له ما دينك، فيتلجلج فيقولان له لا دريت، ويقولان‌ من نبيك فيقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له لا دريت، و يسأل عن إمام زمانه، قال ‌وينادي مناد من السماء كذب عبدي افرشوا له في قبره من النار و ألبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا و ما عندنا شر له، فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات ليس‌ منها ضربة إلا يتطاير قبره نارا، لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما.

وقال أبوعبد اللّه و يسلط اللّه عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا، والشيطان يغمه غما، قال و يسمع ‌عذابه من خلق اللّه إلا الجن و الإنس، قال وإنه يسمع خفق نعالهم و نفض أيديهم وهو قول ‌اللّه عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم: 27].

وفي الكافي عن بشير الدهان عن الصادق عليه السّلام قال: إن للقبر كلاما في كل يوم‌ يقول أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

وعن سالم عن الصادق عليه السّلام قال: ما من موضع قبر إلا و هو ينطق كل يوم ثلاث‌ مرات أنا بيت التراب، أنا بيت البلى، أنا بيت الدود، قال فإذا دخله عبد مؤمن قال مرحبا وأهلا أما واللّه لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني فسترى ‌ذلك، قال فيفسح له مد البصر فيفتح له باب يرى مقعده من الجنة، قال ويخرج من ذلك ‌رجل لم تر عيناه شيئا أحسن منه ، فيقول يا عبد اللّه ما رأيت شيئا قط أحسن منك ، فيقول أنا رأيك الحسن الذي كنت عليه وعملك الصالح الذي كنت تعمله، قال ثم يأخذ روحه‌ فتوضع في الجنة حيث رأى منزله، ثم يقال له نم قرير العين فلا تزال نفحة من الجنة تصيب‌جسده يجد لذتها و طيبها حتى يبعث.

قال وإذا دخل الكافر قالت لا مرحبا بك ولا أهلا اما و اللّه لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك فتضم‌ عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار، ثم قال ثم ‌انه يخرج منه رجل أقبح من رأى قط، قال فيقول يا عبد اللّه من أنت ما رأيت شيئا أقبح‌ منك، قال فيقول عملك السيّئ الذي كنت تعمله ورأيك الخبيث، قال ثم يؤخذ روحه‌ فتوضع حيث رأى مقعده من النار، ثم لم تزل نفحة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها إلى يوم القيامة، ويبعث ويسلط على روحه تسعة و تسعون تنينا تنهشه ليس فيها تنين ‌ينفخ على وجه الأرض فتنبت شيئا.

وقد روى العامة على ما في المناقب عن أبي هريرة في قوله تعالى : { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} [إبراهيم: 27] يعني بقوله لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: 27] ثم قال {وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27].

قال هذا في القبر يدخلان عليه ملكان فظان غليظان، يحفران القبر بأنيابهما وأصواتهما كالرعد القاصف، وأعينهما كالبرق الخاطف.

ومع كل واحد منهما مرزبة فيها ثلاثمائة وستون عقدة ، في كل عقدة ثلاثمائة وستون حلقة ، كوزن حديد الدنيا لو اجتمع عليها أهل السماء والأرض ان يقلوها ما أقلوها، هي في أيديهم اخف من جناح‌ بعوضة، فيدخلان القبر على الميت ويجلسانه في قبره و يسألانه من ربك فيقول المؤمن اللّه‌ ربي، ثم يقولان فمن نبيك فيقول المؤمن محمد نبيي، فيقولان ما قبلتك فيقول المؤمن ‌الكعبة قبلتي، فيقولان له من إمامك فيقول المؤمن إمامي علي بن أبي طالب عليه السّلام، فيقولان له صدقت. ثم قال ويضل اللّه الظالمين يعني عن ولاية علي في القبر، واللّه ليسألن‌ عن ولايته على الصراط ، واللّه ليسألن عن ولايته في الحساب.

ورووا بالمعنى أيضا عن ‌النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم أن للّه ملكين يقال لهما ناكر و نكير، ينزلان على الميت في القبر يسألانه عن‌ ربه ونبيه ودينه وإمامه، فإن أجاب بالصواب سلماه إلى ملائكة النعيم وإن عجز عن‌ الجواب سلماه إلى ملائكة العذاب.

ويستفاد من بعض الأخبار انه يسأل عن بعض الأعمال أيضا كما روى الكليني في‌ الكافي عن الصادق عليه السّلام قال: يسأل الميت في قبره عن خمس، عن صلاته و زكاته ‌وحجه وصيامه وولايته ايانا أهل البيت، فتقول الولاية من جانب القبر للأربع ما دخل فيكن ‌من نقص فعليّ تمامه.

وعنه عليه السّلام قال: إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه، والزكاة عن يساره والبر مطل عليه، قال فيتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان ‌يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة دونكما صاحبكما فإن عجزتما عنه فأنا دونه.

وفي تفسير الإمام العسكري قال علي بن أبي طالب عليه السّلام من قوى مسكينا في دينه‌ ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه لقنه اللّه يوم يدلى في قبره ان يقول اللّه ربي ‌ومحمد نبيي وعلي وليي والكعبة قبلتي والقرآن كتابي وعدتي والمؤمنون إخواني ‌والمؤمنات اخواتي، فيقول اللّه أدليت بالحجة فوجبت لك اعالي درجات الجنة، فعند ذلك‌ يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة.

وروى البرقي في المحاسن عن أبي بصير في الصحيح عن أحدهما عليهما السّلام قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور، فيهن صورة احسنهن وجها و ابهاهن هيئة وأطيبهن ريحا وأنظفهن صورة، قال فتقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى‌ بين يديه، و أخرى خلفه، وأخرى عند رجليه، وتقف التي هي احسنهن فوق رأسه، وإن ‌أتي عن يمينه منعته التي عن يمينه، ثم كذلك أي أن يؤتى من الجهات الست قال فتقول ‌احسنهن صورة ومن انتم جزاكم اللّه عني خيرا، فتقول التي عن يمين العبد أنا الصلاة ، وتقول التي عن يساره أنا الزكاة ، وتقول التي بين يديه أنا الصيام، وتقول التي خلفه أنا الحج، والعمرة، وتقول التي عند رجليه أنا بر من وصلت من اخوانك، ثم يقلن من أنت ‌فأنت أحسننا وجها و أطيبنا ريحا و أبهانا هيئة فتقول أنا الولاية لآل محمد صلّى اللّه عليه و آله وسلّم.

وروى الصدوق في الأمالي عن سعيد بن المسيب قال: كان علي بن الحسين يعظا لناس و يزهدهم في الدنيا و يرغبهم في الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول‌اللّه ، وحفظ عنه و كتب.

كان يقول أيها الناس اتقوا اللّه و اعلموا انكم إليه ترجعون،فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا، وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها و بينه‌ أمدا بعيدا، ويحذركم اللّه نفسه ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه، ابن آدم إن أجلك‌ أسرع شي‌ء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ويوشك ان يدركك، كأن قد أوفيت وقبض‌ الملك روحك وصرت إلى منزل وحيد، فرد إليك فيه روحك واقتحم عليك فيه ملكاك ‌منكر ونكير لمسائلتك وشديد امتحانك ألا إن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده ‌وعن نبيك الذي أرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، و عن كتابك الذي كنت‌ تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه ثم عن عمرك فيم أفنيته، ومالك من أين اكتسبته، وفيما أتلفته، فخذ حذرك و انظر لنفسك و أعدّ للجواب قبل الامتحان و المسائلة و الاختبار، فإن تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء اللّه لقّاك اللّه حجتك و أنطق‌ لسانك بالصواب، فأحسنت الجواب فبشرت بالجنة و الرضوان من اللّه و الخيرات الحسان‌ واستقبلت بالروح و الريحان، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعميت‌ عن الجواب، وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل وحميم وتصلية جحيم .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.

اختتام الأسبوع الثاني من الشهر الثالث للبرنامج المركزي لمنتسبي العتبة العباسية
راية قبة مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) تتوسط جناح العتبة العباسية في معرض طهران
جامعة العميد وقسم الشؤون الفكرية يعقدان شراكة علمية حول مجلة (تسليم)
قسم الشؤون الفكريّة يفتتح باب التسجيل في دورات المواهب