مصادر النشاط الاقتصادي  

ان المصادر الاساسية للفكر الاقتصادي في العصور الوسطى هم رجال الدين والإقطاع وسوف نشرح كل واحد كالآتي :

• طبقة رجال الدين ( المدرسين )  

وهم رجال الدين المسيحيين الذين شاركوا الاقطاع في رسم السياسات الاقتصادية أثناء فترة العصور الوسطى حيث درسوا الفلسفة والقانون والأخلاق من منظور ديني كنسي ويستقون علومهم ومصادر⁽¹⁾ دراستهم من رسالة السيد المسيح (ع) ولكن انحرفوا عن التعليمات المسيحية الاصلية وبدأت تظهر عندهم نقاط التوافق والتنافر فما يجدون به منفعة لهم تم الأخذ به وما لا يتماشى مع الاحكام الدنيوية لم يطبقوه ، وتم الأخذ بدراسة العلوم والمصادر التي سبقت المرحلة مثل فلسفة ارسطو والقانون الروماني وجزء من الاعراف الجرمانية ومن خلال فترة الحروب الصليبية والاطلاع على مفاهيم الاسلام في الشرق كما وتأثروا في التعليمات الاسلامية وأخذوا منها ما يناسبهم وكذلك آراء البابا توما الاكويني وكانت المظاهر الاقتصادية تحلل من مفهوم قيمي روحي وهؤلاء تربطهم مصالح مشتركة مع المجتمع ، هناك رجال دين آخرين حللوا الظواهر الاقتصادية مثل القديس اوغسطين حيث ألف كتاب مدينة الآلهة الذي ميز فيه بين العقيدة المسيحية وبين واقع الحياة السياسية والاقتصادية .

• طبقة الإقطاع   

مصادر الفكر الاقتصادي الذي يمثل النظام الاقطاعي قائم من حيث الجوهر على انقسام المجتمع بين ملاك الاراضي والفلاحين على النشاط الاقتصادي الزراعي وكذلك على القطاع  الحرفي والمعتمد على الصناعات الحرفية البسيطة و على القطاع التجاري الذي يستند الى نظام الطوائف وهذه القطاعات ولدت في رحم النظام الانتاجي الذي ساد في اواخر العهد الروماني وساد جميع اوربا وبقي فترات طويلة ، واستند الى الاستغلال واستثمار الاقنان في مختلف النشاطات الزراعية وكان بين الاقطاعيين والعلاقات بينهما مبنية على الاكراه والاستغلال بمختلف اشكاله . 

• طبقة الفلاحين 

وهي الطبقة الثالثة في المجتمع ابان فترة العصور الوسطى والتي تمثل الطبقة المحرومة والذي يعتمد عليها اقتصاد البلد بالكامل في كل شيء  وهي الطبقة الاكبر في المجتمع   والتي تزاول النشاط الاقتصادي  الزراعي في البلد بمجمله ، وكان الانتاج الحرفي يقتصر فقط على سد حاجات   الطبقتين الاولى والثانية ولم يكن موجوداً في السوق (وهو الذي كون الاساس لتأسيس المرحلة التجارية) التي اعتمدت على النظام الحرفي أولاً  والذي سمي بالمانيفكتورة) وسوف نتطرق له بشيء من التفصيل في الفصول اللاحقة .

ان للكنيسة الدور الكبير في تسيير دفة الحكم في البلدان الاوربية ضمن هذه المرحلة فضلاً عن احتكارها تدريس العلوم المختلفة وكانت الافكار المسيحية تستقى من الكتاب المقدس  والفلسفة الاغريقية وبعض الافكار القادمة من الشرق ضمن الحملات الصليبية .

ان الظروف التي عاشتها مرحلة العصور الوسطى كانت في مستوى متردي جداً حيث انها كانت المرحلة الاصعب التي مرت بها اوربا ولفترة طويلة ^{(2) .} 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

1ـ رفعت المحجوب ، الاقتصاد القياسي ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1979 ، ص22 .  

2ـ سعيد النجار ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص19 .