المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2652 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تقسیم الصوامت حسب طريقة النطق أي حسب حالة ممر الھواء عند موضع النطق  
  
22685   03:47 مساءً   التاريخ: 23-4-2019
المؤلف : د. محمود السعران
الكتاب أو المصدر : علم اللغة مقدمة للقارئ العربي
الجزء والصفحة : ص128- 150
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / قضايا لغوية أخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2019 1827
التاريخ: 20-4-2019 1025
التاريخ: 21-4-2019 642
التاريخ: 21-4-2019 790


تقسيم الصوامت حسب طريقة النطق أي حسب حالة ممر الهواء عند موضع النطق:
إن الأقسام الرئيسية للصوامت التي تنماز على هذا الأساس هي:
1- الانفجارية "أو المتفجرة" Plosives.
2- الانفجارية الاحتكاكية Affricates.
3- الغناء "= الأنفية" Nasal.
ص127
4- المنحرفة Lateral.
5- المكررة Rolled.
6- المستلبة "= المستلة"، أو "المفردة" Flapped.
7- الاحتكاكية Fricatives.
8- المتمادة غير الاحتكاكية Frictionless.
9- أشباه الصوائت: "أو: أنصاف الصوائت" Semi - Vowels.
1- الصوامت الانفجارية:
تتكون الأصوات الانفجارية بأن يحبس مجرى الهواء الخارج من الرئتين حبسا تاما في موضع من المواضع، وينتج عن هذه الحبس، أو الوقف، أن يضغط الهواء، ثم يطلق سراح المجرى الهوائي فجأة، فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا.
ومن ثم فالصوت الانفجاري يتكون من 1- حبس "وقف"(1) 2- "إطلاق"(2)، 3- صوت يتبع الإطلاق. ومن هنا كان وصف الانفجارية -أحيانا- بأنها "آنية"(3) في مقابل غيرها من الأصوات التي يطلق عليها لفظ "متمادة"(4). والأصوات "الصوامت" الانفجارية العربية "أي في العربية الفصحى كما تنطق في مصر هذه الأيام" هي: ب، ت، د، ط، ض، ك، ق، همزة القطع.
والمواضع التي يوقف فيها مجرى الهواء وقفا تاما عند إحداث هذه الأصوات الانفجارية هي:
1- الشفتان -وذلك بأن تنطبقا انطباقا تاما- في حالة الباء.
2- أصول الثنايا العليا -وذلك بأن يلتقي بها طرف اللسان- في التاء، والدال، والطاء، والضاد.
ص128

3- أقصى الحنك الأعلى -بأن يلتقي به أقصى اللسان- في حالة الكاف. "وفي حالة الجيم القاهرية في العامية".
4- أدنى الحلق بما في ذلك اللهاة -بأن يلتقي به أقصى اللسان- في حالة القاف.
5- الحنجرة "فتحة" وذلك في همزة القطع.
1- وصف تكوين الأصوات العربية الانفجارية:
1- الباء:
يتكون الباء بأن يوقف الهواء وقفا تاما، وذلك بأن تنطبق الشفتان انطباقا كاملا، ويرفع الحنك اللين فلا يسمح بمرور الهواء إلى الأنف، يضغط الهواء مدة من الزمن، وعندما تنفرج الشفتان يندفع الهواء فجأة من الفم محدثا صوتا انفجاريا. ويتذبذب الوتران الصوتيان أثناء النطق.
وهكذا يوصف الباء بإيجاز بأنه:
صامت مجهور شفوي "= شفتاني" انفجاري(5).
والنظير المهموس للباء -وهو "p"- ليس من جملة الأصوات العربية، وهو يتكون بنفس الطريقة التي يتكون بها الباء، فيما عدا أن الوترين الصوتيين لا يتذبذبان أثناء نطقه.
فالـ"P" صامت مهموس شفوي "= شفتاني" انفجاري(6).
2- التاء:
يتكون هذا الصوت بأن يوقف مجرى الهواء وقفا تاما، وذلك بأن يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا، ويرفع الحنك اللين فلا يمر الهواء إلى الأنف، يضغط الهواء مدة من الزمن ثم ينفصل العضوان انفصالا فجائيا محدثا صوتا انفجاريا.
فالتاء صوت صامت مهموس سني انفجاري(7).
ص129

3- والنظير المجهور للتاء هو الدال. وهو يتكون بنفس الكيفية التي يتكون بها التاء إلا أن الوترين الصوتيين يتذبذبان أثناء النطق.
فالدال صوت صامت مجهور سني انفجاري(8).
4- الطاء:
يتكون هذا الصوت كما يتكون التاء إلا أن شكل اللسان مع التاء، ففي حالة النطق بالطاء يرتفع طرف اللسان وأقصاه نحو الحنك ويتقعر وسطه وهذا هو ما أراده نحاة العرب "بالإطباق". فالفرق بين الطاء والتاء أن الأول "مطبق" والثاني "غير مطبق".
فالطاء صوت صامت مهموس سني مطبق انفجاري(9).
5- الضاد:
والنظير المجهور للطاء هو الضاد. فلا فرق بين الضاد والطاء إلا أن الأول مجهور والثاني مهموس، ولا فرق بين الضاد والدال إلا أن الضاد "مطبق" والدال لا إطباق فيه.
ولذلك فالضاد صامت مهموس سني مطبق انفجاري(10).
6- الكاف:
يتكون الكاف بأن يعترض الهواء الخارج من الرئتين اعتراضا تاما، وذلك برفع أقصى اللسان حتى يلتقي بأقصى الحنك الأعلى "= بالحنك اللين" الذي يرفع هو الآخر ليمنع مرور الهواء إلى الأنف، يضغط الهواء ثم يطلق سراح المجرى الهوائي بأن يخفض اللسان فيندفع الهواء خلال الفم محدثا في اندفاعه صوتا انفجاريا. لا يتذبذب الوتران الصوتيان أثناء نطق الصوت.
فالكاف صامت مهموس حنكي - قصي انفجاري(11).
ص130

والمقابل المجهور للكاف ليس من جملة الأصوات المستعملة في العربية الفصحى هذه الأيام، ولكنه مستعمل في بعض العاميات، وهو المعروف بالجيم القاهرية. فلا فرق بين الكاف وبين الجيم القاهرية "g" إلا أن الكاف مهموسة والجيم القاهرية مجهورة.
فالجيم القاهرية صامت مجهور حنكي - قصي انفجاري(12).
7- القاف:
يتكون هذه الصوت بحبس الهواء الخارج من الرئتين حبسا كليا، وذلك بأن يرتفع أقصى اللسان حتى يلتقي بأدنى الحلق بما في ذلك اللهاة، ولا يسمح للهواء بالمرور خلال الأنف، وذلك برفع الحنك اللين؛ يضغط الهواء مدة من الزمن، ثم يطلق مجرى الهواء بأن يخفض أقصى اللسان فجأة فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا. ولا يتذبذب الوتران الصوتيان أثناء نطق الصوت.
فالقاف صوت صامت مهموس لهوي انفجاري(13).
أما النظير المجهور للقاف، الذي يحدث في نفس الموضع وبنفس الكيفية ولكن يتذبذب معه الوتران الصوتيان، فليس من جملة الأصوات العربية الفصحى الآن إلا أنه يسمع في بعض العاميات(14).
فالنظير المجهور للقاف، وهو الذي يرمز إليه كتابة بـ"G" صوت صامت مجهور لهوي انفجاري(15).
8- همزة القطع(16): 
يحدث هذا الصوت بأن تسد الفتحة الموجودة بين الوترين الصوتيين، وذلك بانطباق الوترين انطباقا تاما فلا يسمح للهواء بالنفاذ من الحنجرة، يضغط الهواء
ص131

فيما دون الحنجرة، ثم ينفرج الوتران فينفذ الهواء من بينهما فجأة محدثا صوتا انفجاريا. وهمزة القطع لا هي بالمجهورة ولا هي بالمهموسة.
فهمزة القطع صوت صامت حنجري انفجاري(17). "انظر بعد صفحات الكلام على "حروف القلقلة".
2- نظرية الأصوات الانفجارية:
1- رأينا أن النطق الكامل للصوت الانفجاري يتطلب:
1- اتصالا بين عضوين ينتج عنه وقف المجرى الهوائي وقفا كاملا.
2- ثم انفصال العضويين هذا الانفصال الذي يحدث عنه انفجار الهواء.
ولقد لوحظ أنه في حالة الانفجارية المهموسة، لا يسمع شيء إطلاقا في اللحظة التي يوقف فيه المجرى الهوائي "= أي قبل حدوث الانفجار". أما في حالة الانفجارية المجهورة فإنه يسمع شيء من "الجهر" "= ذبذبة الوترين الصوتيين" يختلف مقداره باختلاف الأحوال أثناء وقف المجرى الهوائي.
2- إذا كانت الأصوات الانفجارية جميعا تشترك في أنها في نطقها يوقف الهواء الخارج من الهواء وقفا تاما مدة من الزمن، ثم يظل محدثا صوتا انفجاريا،
ص132

فما الذي يجعل أحدها متميزا من الآخر؟ ما الذي يجعل الباء مثلا متميزا من الكاف ... إلخ؟ أي ما الذي يحدد "طبيعة" الصوت الانفجاري؟
إن طبيعة الصوت الانفجاري تختلف حسب:
1- الموضع الذي يوقف فيه الهواء. فموضع وقف الهواء يحدد شكل المجرى الهوائي الذي يستعمل في تكوين الصوت. فشكل المجرى الهوائي في نطق الكاف -الذي يوقف الهواء فيه عند أقصى الحنك- غير شكل المجرى الهوائي المستخدم فينطق الباء -الذي يوقف فيه الهواء عند الشفتين- وهكذا.
2- كما تختلف طبيعة الصوت الانفجاري حسب تذبذب الوترين الصوتيين أو عدم تذبذبهما. وهذا ينتج عنه أن يكون الانفجاري مجهورا كالجيم القاهرية "g" والباء "b"، أو مهموسا كالباء "P" والكاف "K" مثلا.
3- قد يكون تذبذب الوترين الصوتيين جزئيا، أي لا يستمر طوال الصوت، فقد يبدأ الصوت الانفجاري مهموسا ثم يصبح مجهورا، أو العكس، أي قد يبدأ الصوت الانفجاري مجهورا ثم يصبح مهموسا، وفي هذه الحال يقال أن الصوت "مقلل الجهر" ومن ذلك أن صوت اللام الإنجليزي "وهو صوت مجهور" يبدأ مهموسا في كلمة Clean ثم يستمر مجهورا، كما أن صوت الـ Z "وهو من الأصوات المجهورة" ينتهي مهموسا في كلمة Please الإنجليزية "وذلك قبل الوقف".
4- الانفجارية المهموسة النفسية(18)، والانفجارية المهموسة غير النفسية(19).
قد تكون قوة إخراج النفس شديدة حتى إنه بعد إطلاق الانفجاري المهموس يبدو الهواء الخارج بعد الوقف في السمع كأنه هاء. وذلك مسموع في نطق الباء "p" في الكلمة الإنجليزية Park، وقد يمثل هذا النطق للباء في الكتابة "Ph".
ولكن ليس من اللازم أن يكون الصوت المستقل الضروري الذي يتبع كل انفجاري مهموس صوتا مهموسا قصيرا؛ إذ من الممكن أن ننطق انفجاريا مهموسا متلوا بصوت صائت كما في المجموعة، "تا"، و"كا" إلخ، بحيث يكون الصائت
ص133

"والصوائت مجهورة بطبيعة الحال" الصوت الإضافي الضروري للنطق الكامل للانفجاري. فالذي يحدث في هذه الحال أن الصائت يبدأ في نفس اللحظة التي يحدث فيها انفجار الصوت الصامت.
كما أنه من الممكن أن ننطق انفجاريا مهموسا متلوا بصامت مجهور بحيث يبدأ جهر المجهور في نفس اللحظة التي يحدث فيها انفجار المهموس -كما في "Pl"- وهكذا ينطق الانفجاري المهموس النطق الكامل دون أن يتبع بصوت مهموس إضافي ضروري.
والانفجارية المهموسة التي تنطق بهذه الكيفية، أي التي يتبعها صوت مجهور، صائت كما في المثال الأول، أو صامت كما في المثال الثاني، يبدأ جهره ساعة الانفجار، تسمى "انفجارية مهموسة غير نفسية".
5- حروف "القلقلة":
وضع نحاة العرب الأصوات العربية الانفجارية المجهورة في طبقة واحدة سموها "حروف القلقلة". وهذه الأصوات جمعوها في عبارة "قطب جد" "يلاحظ أن القاف التي وصفها النحاة كانت مجهورة وليست مهموسة كما تنطق في الفصحى هذه الأيام. وكذلك شأن الطاء، هي مهموسة في أيامنا، ولكنها كانت مجهورة، أي أن نطقها القديم كان أشبه بنطقنا للضاد. أما الجيم وهي ليست انفجارية في فصحانا، فقد وصفت إذ ذاك بأنها انفجارية".
وقد أدرك النحاة أن الخاصية الصوتية التي تشترك فيها هذه المجموعة من الأصوات راجعة لكونها "شديدة" "= انفجارية" و"مجهورة". هذه الخاصية هي هذا "الصوت" الذي يتبع هذه الصوامت عندما تكون "ساكنة" والذي لا يحدث عندما يتبعها صوت صائت قصير "= حركة" أو صوت صائت طويل "= حرف مد ولين". والواقع أنه في هذه الحالة الأخيرة يكون الصائت نفسه الصوت المستقل الضروري الذي يجب أن يتبع الانفجاري عندما تزال العقبة الحابسة للهواء، لما كان جهر الصائت التالي للانفجاري يبدأ لحظة الانفجار.

ص134

وقد قرر نحاة العرب كذلك(20) أن نطق هذ الأصوات نطقا واضحا حالة الوقف يستدعي جهدا أكبر؛ لأنها لما كانت "شديدة" "= انفجارية" فإن الهواء "المجرى الهوائي" محبوس حبسا تاما، ولما كانت "مجهورة" فإن "النفس" ممنوع من أن يجري معها. ونتيجة لهذا الجهد فإنه يتبعها "صوت" أو "صويت" أو "نبرة" ومن ثم تنتقل هذه الأصوات من الوقف "السكون" إلى "شبه الحركة". وقد لاحظ النحاة أن هذا الصوت الإضافي يختلف درجة باختلاف المتكلمين، وقد حكى أن بعض العرب كانوا يخرجونه أشد عنفا من غيرهم.
أما الصوت الإضافي في حالة ماسماه نحاة العرب "حروف القلقلة" فالرأي أنه غير مهموس، أي ليس نفسا، وهذا بناء على الحقائق الآتية:
1- أن النحاة يفرقون بين هذا الصوت الإضافي وبين "النفس" أو "النفخ".
2- أنهم يقررون أنه بسبب هذا الصويت الإضافي تنتقل هذا الأصوات الانفجارية من "السكون" إلى "شبه الحركة". وهم يعنون بهذا أنه تصبح شبيهة شيئا ما "بالحروف المتحركة". ومعروف أن ما يعرف في الاصطلاح العربي "بالحرف المتحرك" هو صوت صامت يتلوه صوت صائت قصير.
من هذا نرى أن الصوت الإضافي في حالة "حروف القلقلة"(21) يشبه "بالحركة" أي بالصائت القصيرن ومن البديهيات أن الصوائت مجهورة.
والأرجح أن هذا الصوت الإضافي "صوت صائت مركزي ضعيف".
ص135

وقد ذكر نحاة العربية كذلك أن "حروف القلقلة" تكون غير واضحة عندما لا تنطق النطق الكامل. وتفسير ملاحظتهم هذه، أن الذي يحدث في مثل هذه الحالة هو "تقليل جهر"(22) الانفجارية حتى إن هذه الصوامت تصبح انفجارية ضعيفة الهمس b, d etc (23) أو "أصواتا قذفية ضعيفة"(24).
يقول ابن يعيش: إن هذه الأصوات سميت "حروف القلقلة" لأنك لا تستطيع أن "تقف" عليها إلا بصوت "هو هذا الصائت المركزي الضعيف الذي أشرنا إليه" بسبب شدة "الحصر" و"الضغط" "في نطقها" كما في "الحق" واذهبْ واخلطْ و"اخرجْ".
وثمة تفسيرات أخرى لتسمية هذه الأصوات "حروف القلقلة" منها أنها من "قلقلة" بمعنى "حركة" وليس هنا مجال الإشارة إليها(25).
6- إن نوع انطلاق المجرى الهوئي، أو الانفجار، مؤثر في طبيعة الصوت الانفجاري. وأهم أنواع انطلاق المجرى الهوائي، أو الانفجار، في حالة الانفجارية:
أ- الانطلاق -أو الانفجار- المنحرف (26):
وهذا النوع من الانفجار يحدث عندما يكون الانفجاري متبوعا بصوت "منحرف" "كاللام" ففي المجموعة "tl" مثلا كما في Little الإنجليزية، لا يزول اللسان كله عن موضعه الذي يتخذه لنطق الانفجاري "التاء" ولكن الذي يحدث إن إحدى حافتي اللسان تنفرج عن الأسنان العليا، فيخرج الهواء من الانفراج بما يسمى انفراجا منحرفا "وقد تنفرج حافتا اللسان معا".
ص136

ب- الانطلاق -أو الانفجار- الأنفي (27):
وهذا النوع من الانفجار يحدث عندما يتبع الصوت الانفجاري بصوت أغن "أنفي" مباشرة "ونقرب بالاصطلاح العربي التقليدي فنقول: عندما يكون الانفجاري "ساكنا" وبعده صوت أغن كالميم أو النون" فإن الانفجاري في هذه الحالة لا ينطق بالكيفية العادية، بمعنى أن انفجاره لا يكون بالشكل العادي. وذلك كالتاء، والطاء، والدال في مثل "متن"، بطن، فدم، عدم "فالتاء والطاء قد ولي كلا منهما صوت النون وهو أنفي، والدال الانفجاري قد وليه صوت الميم وهو أنفي" فالانفجار المسموع في نطق هذه الكلمات لا يتكون نتيجة انطلاق الهواء من الفم، بل يتكون بأن ينطلق الهواء من الأنف، عندما يخفض الحنك اللين استعدادا لنطق الصوت الأغن التالي للصوت الانفجاري، ومن هنا نسمي هذا النوع من الانفجار "الانفجار الأنفي".
3- الصوامت الانفجارية الناقصة (28):
ذكرنا أن الانفجاري يتكون من: 1- وقف لمجرى الهواء 2- ثم إطلاق و3- صوت يعقب الإطلاق، ولكن توجد حالات لا تنطق فيه الصوامت الانفجارية النطق الكامل، بمعنى أنه لا يتوافر في كل منها هذه العناصر الثلاثة.
وهذا مشاهد في فصحانا عندما يتوالى انفجاريان -أي دون فاصل بينهما من صامت أو صائت- سواء أكان الانفجاري الأول غير الانفجاري الثاني أم كان الأول والثاني مثلين، فالانفجاري الأول في كل من هاتين المجموعتين لا يفجر.
1- ومن أمثلة المجموعة الأولى الباء والتاء في "ابتهاج"، والباء والدال في "عبد" والباء والهمزة في "عبء" والتاء والقاف في "إتقان"، والتاء والباء في "عتب" والدال والباء في "أدبر" والدال والقاف في "ودق" والطاء والباء في "مطبوع"، والطاء والهمزة في و"وطء" والضاد والباء في "قضب"، والكاف والتاء في "اكتواء" والكاف والضاد في "ركض"، والقاف والدال في أقدار" "وفي "مقدور"، والقاف والتاء في "اقتدار " وفي "اقتضاب"، والقاف والتاء في "وقت"،
ص137

والهمزة والكاف في "مأكل"، والهمزة والتاء في "مأتى"، والهمزة والباء في "مأبون"، والهمزة والدال في "وأد" فالانفجاري الأول في كل من هذه الكلمات لا يفجر، أي أن العضوين اللذين يقفان الهواء لا ينفرجان لينطلق الهواء قبل أن تأخذ الأعضاء في نطق الانفجاري التالي، بل يكون الوقف اللازم للانفجاري الأول دون أن يتبعه انفجار. ففي "ابتهاج" و"عبد" و"عبء" لا تنفرج الشفتان وهما المكونتان للوقف في حالة الباء ثم تنتقل الأعضاء إلى تكوين الصوت التالي وهو التاء، والدال، والهمزة، بل يتكون كل من هذه الأخيرة والشفتان لا تزالان مغلقتين لتكوين الباء، والهمزة، وهكذا فلا انفجار للباء. أما في "إتقان" و"عتب" و"أدبر" و"دق" و"مطبوع" و"وطء"، و"مضبوط" و"قضب" و"اكتواء" و"ركض" و"أقدار" و"وقت" حيث يكوِّن الوقف اللازم للانفجاري الأول جزء من اللسان يضغط على الأسنان "كما في حالة التاء والدال والطاء والضاد" أو على أقصى الحنك الأعلى "كما في حالة الكاف"، أو على أدنى الحلق بما فيه اللهاة "كما في القاف"، فالذي يحدث أن اللسان لا يغادر موضعه "من الأسنان أو الحنك الأعلى أو أدنى الحنك" الخاص بالانفجار الأول قبل الانتقال إلى تكوين الانفجاري التالي له، بل يظل في موضعه بينما يتكون الانفجاري التالي، وهكذا فلا إطلاق لمجرى الهواء في حالة الانفجاري الأول في كل من هذه الكلمات. أما في "مأكل" و"وأد" حيث يكون الوقف الضروري للهمزة في الحنجرة بانطباق الوترين الصوتيين انطباقا تاما، فإن الوترين الصوتيين لا يتباعدان قبل نطق الكاف والدال، بل يتكون كل من الكاف والدال، والوتران الصوتيان منطبقان، ومن ثم فلا تفجر للهمزة في هاتين الكلمتين.
أما الحالة الثانية التي يعد فيها الانفجاري ناقصا فهي عندما يكون الانفجاريان المتواليان مثلين، في كلمة أو كلمتين، فالانفجاريان في هذه الحال يكونان صوتا طويلا و"إطلاقا" واحدا.
وذلك كما في، "عبأ" حتى، تعدي، تخطى، توضأ، زكّى، رقّى، سؤال.
وكما في اشرب به، محتلك، سد دارك، اضبط طريدا، أبغض ضرا، أملك كريما، لم يرق قوما، لا تسؤ أخاك.

ص138

2- الصوامت الانفجارية الاحتكاكية (29):
1- كل صامت انفجاري يمكن أن يكون احتكاكي(30) مقابل له، أي احتكاكي يتكون في نفس الموضع الذي يتكون فيه الانفجاري، مع اختلاف في طريقة النطق، فالكاف العربي انفجاري والمقابل الاحتكاكي له هو الخاء. وموضع نطق الكاف هو موضع نطق الخاء، ولكن طريقة نطق الكاف غير طريقة نطق الخاء، ففي الكاف يرفع أقصى اللسان حتى يلتقي بأقصى الحنك بحيث لا يسمح للهواء بالمرور من الفم إلى أن ينفصل العضوان انفصالا فجائيا، "أي بحيث يكون فراغ بين أقصى الحنك وأقصى اللسان يستطيع الهواء أن ينفذ منه". أما في الخاء فيرفع أقصى اللسان حتى يقترب من أقصى الحنك بحيث يكون بينهما فراغ ينفذ منه الهواء محدثا صوتا احتكاكيا. ولذلك فالأصوات الانفجارية أصوات "آنية" أما الأصوات الاحتكاكية فأصوات "متمادة" بمعنى أنه يمكن الاستمرار في نطقها ما أسعف النفس.
وانفصال الأعضاء في نطق الصوامت الانفجارية يتفاوت سرعة وبطئا، فإذا كان انفصالها بطيئا بحيث لا يحدث انفجار واضح، بل يسمع عند إطلاق الوقف صامت احتكاكي، سمي الصوت الذي يتكون بهذه الكيفية "انفجاريا احتكاكيا". والصامت "الانفجاري الاحتكاكي" نوع من الانفجار يحدث في تكوينه أن يتبع إطلاق الانفجاري مباشرة بالاحتكاكي المقابل له، أي بالاحتكاكي الذي يتكون في نفس الموضع الذي يتكون فيه الانفجاري. وهذا الصوت الاحتكاكي الذي يعد جزءا جوهريا من الانفجاري الاحتكاكي يسمع لأن الأعضاء المشتركة في نطق الانفجاري تنفصل ببطء.
و"للانفجار الاحتكاكي"(31) درجات مقابلة لدرجات سرعة انفصال الأعضاء، فإن كان الانفجار الاحتكاكي ضئيلا أدرك الصوت مع الانفجارية، أما إن كان الانفجار الاحتكاكي شديدا بحيث يدرك السامع بوضوح الاحتكاكي المقابل للانفجاري، وصف الصوت بأنه "انفجاري احتكاكي".
ص139

ولما كان كل صوت انفجاري يقابله صوت احتكاكي، أمكن أن ينطق كل صوت انفجاري مقابل له "انفجاري احتكاكي".
ومن المعروف أن الأصوات العربية، التي تكون النظام الصوتي لفصحانا هذه الأيام، ليس من جمتلها أصوات انفجارية احتكاكية إلا أن بعض الأصوات الانفجارية الاحتكاكية مسموع في بعض العاميات العربية.
2- تمثيل الانفجارية الاحتكاكية في الكتابة الصوتية:
1- جرت عادة الصوتيين على تمثيل الصوامت الانفجارية الاحتكاكية في الكتابة الصوتية برمز مكون من حرفين(32) أولهما الحرف الذي يستعمل لتمثيل الصوت الانفجاري، وثانيهما الحرف الثاني يستعمل لتمثيل الاحتكاكي المقابل له.
3- الصوامت الغناء (33):
تتكون الصوامت الغناء بأن يحبس حبسا تاما في موضع من الفم ولكن يخفض الحنك اللين فيتمكن الهواء من النفاذ عن طريق الأنف. ومن أمثال الصوامت الغناء الميم والنون.
ص140

1- الميم:
يحبس الهواء حبسا تاما في الفم بأن تطبق الشفتان انطباقا تاما: يخفض الحنك اللين فيتمكن الهواء الخارج من الرئتين بسبب الضغط من النفوذ عن طريق الأنف، يتخذ اللسان وضعا محايدا(34)، يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالميم صامت مجهور شفوي "= شفتاني" أغن(35).
2- النون:
يوقف الهواء في الفم وقفا تاما بأن يعتمد طرف اللسان على أصول الثنايا العليا، يخفض الحنك اللين، وبهذا يتمكن الهواء الخارج من الرئتين بسبب الضغط من أن ينفذ عن طريق الأنف، يتذبذب الوتران الصوتيان أثناء نطق الصوت.
فالنون العربية صامت مجهور سني أغن(36).
4- الصوامت المنحرفة (37):
تتكون الصوامت "المنحرفة" بوضع عقبة في وسط المجرى الهوائي مع ترك منفذ للهواء عن طريق أحد جانبي العقبة، أو عن جانبيها، ومن هنا كانت تسميتها بالمنحرفة "أو الجانبية" ومن أمثلتها أصوات اللام في العربية، والإنجليزية والفرنسية.
1- اللام العربية:
يعتمد طرف اللسان على أصول الثنايا العليا بحيث تنشأ عقبة في وسط الفم مع ترك منفذ للهواء عن إحدى حافتي اللسان، أو عن حافيته، يرفع الحنك الأعلى فلا ينفذ الهواء عن طريق الأنف، يتذبذب الوتران الصوتيان.
فاللام العربي صامت مجهور سني منحرف "= جانبي"(38).
ص141

ولقد لاحظ نحاة العربية أن المتكلمين العرب يستعملون نوعين رئيسيين من اللام، اللام المفخمة، واللام المرققة: الأولى كلام "والله" والثانية كلام "لك". وقد ذكروا الظروف التي تحدد نطق اللام مفخمة وتلك التي تحدد نطقها مرققة. إن الشكل الذي يتخذه جسم الإنسان، أي الجزء الرئيسي منه في نطق اللام، عنصر أساسي في تحديد صوت اللام.
2- أما اللام الإنجليزي فهو "لثوي". والإنجليزية، كذلك تستعمل نوعين رئيسيين من اللام، اللام المفخمة وتسمى "Dark L "أي اللام المعتمة أو القاتمة"، واللام المرققة، وتسمى "Clear L" "أي اللام الصافية أو المشرقة". ويتعين نطق اللام في الإنجليزية "مفخمة إذا وقعت قبل أي صوت صامت كما في Field، أو متطرفة كما في Pill و Feel. ويتعين نطقها مرققة إذا وقعت قبل أي صوت صائت، كما في Late أو قبل صوت الياء كما في Million.
والفارق بين الأنواع المرققة من اللام وبين الأنواع المفخمة هو فارق في "الرنين" ففي المرققة يرتفع وسط اللسان تجاه الحنك الصلب "= وسط الحنك" فيكون له رنين شبيه برنين "الصوائت الأمامية" "مثل ياء "في". أما في المفخمة فيرتفع أقصى اللسان نحو "الحنك اللين" "= أقصى الحنك" فيكون له رنين شبيه برنين "الصوائت الخلفية" "مثل ألف "قال".
5- الصوامت المكررة (39):
تتكون الصوامت المكررة نتيجة لطرقات سريعة متتابعة من عضو مرن: مثل طرف اللسان، كما في الراء العربي "r" أو مثل اللهاة كما في الراء الفرنسي "R".
1- الراء العربي:
يتكون صوت الراء العربي بأن تتابع طرقات طرف اللسان على اللثة تتابعا سريعا، ومن هنا كانت تسمية هذا الصوت بالمكرر. "وهذه الطرقات لا تحدثها حركة عضلية واعية من طرف اللسان، فالذي يحدث أن طرف اللسان يوضع سمحًا في موضعه المناسب، ويذبذبه العمود الهوائي".
ص142

ويحدث الوتران الصوتيان نغمة عند نطق الراء.
فالراء العربي صامت مجهور لثوي مكرر(40).
2- الراء الفرنسي:
يتكون الصوت الفرنسي الذي يرمز له بـ"R" بأن تذبذب "اللهاة" أي بأن تطرق طرقات سريعة متتابعة" على أقصى اللسان. ويحدث الوتران الصوتيان نغمة موسيقية عند تكوين الصوت.
فالراء الفرنسي صامت مجهور لهوي(41) مكرر.
6- الصوامت المستلة، أو المستلبة، أو المفردة (42):
تتكون الصوامت المستلة "= المستلبة، المفردة" بإحداث طرقة واحدة من عضو مرن، كطرف اللسان، على عضو آخر، كاللثة، بحيث لا يستغرق الاتصال زمنا ملحوظا. ومن أمثلة هذه الأصوات "الراء المستلة".
"الراء المستلة" (43):
تتكون "الراء المستلة" كما تتكون "الراء المكررة" ولكن ليس فيها إلا طرقة واحدة من طرف اللسان على اللثة. ويحدث الورتان الصوتيان عند نطقها نغمة موسيقية. فهذه الراء صامت مجهور لثوي مستل(44).
وبعض المتكلمين بالإنجليزية الأدبية يستعملون هذه الراء موضع "الراء الاحتكاكية"(45)، وخاصة عندما تتواسط هذه الراء صوتين صائتين كما في كلمة veri" very".
7- الصوامت الاحتكاكية (46):
1- تتكون الصوامت الاحتكاكية بأن يضيق مجرى الهواء الخارج من الرئتين في موضع من المواضع بحيث يحدث الهواء في خروجه احتكاكا مسموعا.
ص143

2- والصوامت العربية التي يصدق عليها هذا الوصف هي:
المهموس المجهور
ف -
ث ذ
- ظ
س ز
ص -
ش
خ غ
ح ع
هـ
وهذا وصف للصوامت العربية الاحتكاكية:
1- الفاء:
يتكون الفاء بأن تضغط الشفة السفلى على الأسنان العليا بحيث يسمح للهواء أن يشق طريقه بينهما وخلال الثنايا، يرفع الحنك اللين، فلا يمر الهواء خلال الأنف، لا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالفاء صامت مهموس شفوي - سني احتكاكي(47).
والنظير المجهور للفاء هو "الفاء" "v". وليس من جملة الأصوات العربية، وهو شائع في اللغات الأوروبية. وأخذ يجري على ألسنة المثقفين العرب، ولا سيما عند نطق الأعلام الأوروبية التي تشتمل عليه، مثل "فيينا". ويتكون هذا الصوت كما يتكون الفاء إلا أن الوترين الصوتيين يتذبذبان أثناء نطقه.
2- الثاء:
يحدث الثاء بأن يوضع طرف اللسان بين أطراف الثنايا، بحيث يكون هناك منفذ ضيق للهواء، ويكون معظم جسم اللسان مستويا، يرفع الحنك اللين، فلا ينفذ الهواء عن طريق الأنف، ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالثاء صامت مهموس مما بين الأسنان احتكاكي(48).
ص144

3- الذال:
وهو النظير "المجهور" للثاء. أي أن الذال يختلف عن الثاء في شيء واحد هو أن الوترين الصوتيين يتذبذبان عند نطقه، فهو مصحوب بنغمة موسيقية.
فالذال صامت مجهور مما بين الأسنان احتكاكي(49).
4- الظاء:
يتكون الظاء بنفس الطريق التي يتكون بها الذال، إلا أن شكل اللسان معه غير شكله مع الذال. ففي الظاء "إطباق"(50)، أي أن اللسان يتخذ نفس الشكل الذي يتخذه في نطق الضاد، والطاء -وقد مر وصفهما- والصاد.
فالظاء صامت مجهور مما بين الأسنان احتكاكي مطبق(51).
والنظير المهموس للظاء ليس من جملة الأصوات العربية، ويمكن تقريبه بأن نقول إنه "مطبق الثاء"، أي أن بين هذا الصوت وبين الثاء ما بين الصاد والسين مثلا.
5- السين:
يحدث السين بأن يعتمد طرف اللسان على اللثة بيما يرفع وسط اللسان نحو الحنك الأعلى، ويكون الفراغ بين طرف اللسان وبين اللثة قليلا جدا، يرفع الحنك اللين، ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالسين صامت مهموس لثوي احتكاكي(52).
ص145

ويلاحظ أن هذا الصوت لا يتأتى نطقه لو فتح الفم، أثناء تكوينه، إلى حد كبير، بل إنه ليحدث في نطق كثيرين للسين أن تتلاقى الأسنان العليا والأسنان السفلى.
كما أنه من الممكن أن يتكون السين بأن يعتمد ذلك اللسان، لا على اللثة، ولكن على الأسنان السفلى، أو على الثنايا السفلى، وقد لاحظ ذلك بعض النحاة العرب.
6- الزاي:
وهو النظير المجهور للسين. فهو صامت مجهور لثوي احتكاكي(53).
7- الصاد:
الصاد مطبق السين، أي أنه يتكون بنفس الطريقة التي يتكون بها السين إلا أن فيه "إطباقا".
فالصاد صامت مهموس لثوي احتكاكي مطبق.
والنظير المجهور للصاد هو "مطبق" الزاي، أي أنه يتكون كما يتكون الزاي إلا أنه فيه إطباقا. فهذا الصوت صامت مجهور لثوي احتكاكي مطبق(54).
وهو من جملة أصوات العامية المصرية، وهو الصوت الأول في نطقنا العامي لكلمة "ضابط".
8- الشين:
يتكون الشين العربي بأن يرفع "ذلق" اللسان(55) و"طرفه" "= ومقدمه"(56) نحو مؤخر اللثة، بينما يكون كل الجزء الأساسي من جسم اللسان مرفوعا نحو الحنك الأعلى في نفس الوقت. ويكون الفراغ بين مقدم اللسان ومؤخر اللثة ضيقا، ولكنه أوسع من الفراغ الكائن في نطق السين، وإن كان العمود
ص146

الهوائي، فيما بين سائر اللسان والحنك، أضيق من العمود الهوائي بين هذين العضوين في حالة السين.
وفي نطق الشين تتقارب الأسنان السفلى والعليا؛ إذ لا يتأتى تكوين هذا الصوت إذا اشتد انفتاح الفم. يرفع الحنك اللين. ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالشين صامت مهموس لثوي - حنكي احتكاكي(57).
والنظير المجهور للشين هو النطق العامي للجيم في سوريا وبعض بلاد المغرب، وهو مثل الصوت الأخير في كلمة "rouge" الفرنسية "= روج".
أي أنه يتكون تكون الشين ويفترق عنه في أن الوترين الصوتيين في نطقه يحدثان نغمة موسيقية. ويمكن أن يرمز إليه بـ"3" فهذا الصوت صامت مجهور لثوي - حنكي احتكاكي(58).
أما نطق الجيم الفصحى في مصر النطق المثالي الذي يأخذ به صفوة الأساتذة تلاميذهم(59) فنستطيع أن نرمز له بالرمز "d3"، أي أنه صوت صامت مجهور لثوي - حنكي انفجاري – احتكاكي(60).
9- الخاء:
الخاء في عربيتنا الفصحى، هذه الأيام، يتكون بأن يقرب أقصى اللسان من أقصى الحنك بحيث يكون بينهما فراغ ضيق يسمح للهواء بالنفاذ محدثا احتكاكا، يرفع الحنك اللين، ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالخاء صامت مهموس حنكي - قصي احتكاكي(61)
ص147

10- الغين:
وهو النظير المجهور للخاء.
فالغين صامت مجهور حنكي - قصي احتكاكي(62).
11- الحاء:
يحدث احتكاك هذا الصوت في الفراغ الحلقي أعلى الحنجرة؛ إذ يضيق المجرى الهوائي في هذا الموضع بحيث يحدث مروره احتكاكا، يرفع الحنك اللين، ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالحاء صامت مهموس حلقي احتكاكي(63).
12- العين:
وهو النظير المجهور للحاء، أي أن العين يتكون حيث يتكون الحاء، وكما يتكون الحاء إلا أنه تصحبه نغمة موسيقية إذ يتذبذب الوتران الصوتيان عند تكوينه.
فالعين صامت مجهور حلقي احتكاكي(64).
13- الهاء:
الهاء هو صوت النفس الخالص الذي لا يلقى مروره اعتراضا في الفم. وللسان أن يتخذ، في نطق الهاء، أي موضع من المواضع التي يتخذها في نطق "الصوائت"، ومن ثم فمن المستطاع نطق أنواع من الهاء قدر ما يستطاع نطقه من أنواع "الصوائت". ولذلك أمكن اعتبار أصوات الهاء "صوائت مهموسة"(65)، أي صوائت يصحبها همس لا جهر.
والهاء العربي يتكون عندما يتخذ الفم الوضع الصالح لنطق صوت صائت "كالفتحة مثلا"، ويمر الهواء خلال الانفراج الواسع الناتج عن تباعد الوترين
ص148

الصوتيين بالحنجرة محدثا صوتا احتكاكيا، يرفع الحنك اللين ولا يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالهاء العربي صامت مهموس حنجري احتكاكي(66)
8- الصوامت المتمادة غير الاحتكاكية (67):
يطلق هذا المصطلح على بعض صوامت مجهورة تتكون في نفس المواضع الملائمة لتكوين صوامت احتكاكية، ولكن لا يسمع في نطقها احتكاك: إما لأن قوة النفس "= الزفير" في تكوينها أضعف من تلك المستخدمة في نطق الاحتكاكية المقابلة لها، وإما لأن درجة انفتاح الأعضاء عند موضع النطق تكون أوسع منها عند نطق الاحتكاكية المقابلة لها، وإما لاجتماع هذين العاملين.
ومن أمثلة الصوامت المتمادة غير الاحتكاكية نطق كثير من الإنجليز للراء الإنجليزية. فالشائع في الراء الإنجليزية أن تنطق "صامتا مجهورا لثويا احتكاكيا، ولكن كثرة من الإنجليز تجعل الفتحة بين "ذلق" اللسان وبين اللثة أوسع شيئا من تلك اللازمة لإحداث الراء الاحتكاكية، وتستخدم قوة زفير أضعف من المستخدمة عادة في تكوين الراء الاحتكاكية، فينتج عن هذا أن الراء التي ينطقونها تكون "متمادة"، أي يدوم نطقها ما أسعف النفس، ولكن لا يسمع معها احتكاك، فتوصف أنها "متمادة غير احتكاكية".
9- أشباه الصوائت (68):
يطلق هذا المصطلح على "صوائت انزلاقية"(69) يحدث فيها أن تبدأ الأعضاء بتكوين "صائت ضيق"(70) "كالكسرة مثلا" ثم تنتقل بسرعة إلى "صائت" آخر أشد "بروزًا"(71)، ولا يدوم وضع الصائت الأول زمنا ملحوظا.
ص149

والذي يدعو إلى إدراج هذه الأصوات تحت طبقة "الصوامت" هو ما تتميز به من انتقال سريع مع ضعف في قوة النفس "= الزفير".
وفي العربية صوتان ينطبق عليهما هذا الوصف هما الواو، مرادا بها مثل واو "وجد" والياء، مراد بها مثل ياء "يزن".
1- الواو:
تبدأ أعضاء النطق في اتخاذ الوضع المناسب لنطق نوع من "الضمة" "u"، ثم تترك هذا الوضع بسرعة إلى وضع صائت آخر. وتختلف نقطة البدء اختلافا يسيرا فيما بين المتكلمين وحسب الصائت التالي. تنضم الشفتان، ويرفع أقصى اللسان نحو أقصى الحنك، ويسد الطريق إلى الأنف بأن يرفع الحنك اللين، ويتذبذب الوتران الصوتيان.
فالواو "w" شبه صائت مجهور شفوي حنكي – قصي(72).
2- الياء:
تتكون الياء بأن تأخذ الأعضاء الوضع المناسب لنطق صائت من نوع الكسرة "i" ثم تنتقل منه بسرعة إلى موضع صائت آخر أشد "بروزا". وهذا الانتقال السريع من الكسرة "i" هو الذي يكون الصامت المعروف بالياء.
ونستطيع أن نصف بدء هذا الصوت بأن نقول إن وسط اللسان يرفع عاليا تجاه الحنك الصلب "= وسط الحنك" و"تكسر" الشفتان. يسد الطريق إلى الأنف بأن يرفع الحنك اللين، يتذبذب الوتران الصوتيان.
فالياء "y" شبه صائت مجهور مكسور "= غير مضموم" حنكي – وسيط(73).
ص150

__________
(1) Stop.
(2)Release.
)3) Momentary.
(4) Continuant.
)5) A Voiced bi - labial Plosive consonant.
(6) A Voiceless bi - labial Plosive consonant.
(7)A Voiced dental Plosive consonant.
(8) A Voiceless dintal velarized Plosive consonant.
(9) A Voiced dental Plosive consonant.
(10) A Voiceless dental velarized Plosive consonant.
)11) A Voiceless velar Plosive consonant.
(12)A Voiced velar Palosive consonant.
)13) A Voiceless uvular Plosive consoant.
(14) انظر: إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية ص ص 72-74.
(15) A Voiced uvuar plosive consonant.
(16)The glottal the glottal catch the Glottal Plottal Plosive consonant.
(17) Laryngal Plosive consonant.
(18) Aspirated Plosivede Asperates.
)19) Unaspirted Plosives.
(20) انظر مثلا ابن يعيش: شرح المفصل جـ2 ص1446، تحقيق "بأن" Jahn، ليبزج 1882".
(21)  Weak Central Vowel
(22) Devoicing.
)23) الدائرة الصغيرة أو "السكون"، الموضوع تحت الحرف، رمز اصطلاحي في الكتابة الصوتية يفيد أن الصوت الذي يمثل بالحرف المرقوم بهذه العلامة قد فقد شيئا من جهره.
(24) Weak Ejective Sounds.
(25) انظر ما كتبناه عن هذه الأصوات في رسالتنا التي نلنا بها درجة الدكتوراه من جامعة لندن، ومنها نسخة على الآلة الكاتبة في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية.
Acritical Study of the Phonetic Observations of the Arab Grammarians pp 261 - 263.
(26) Lateral Realease Lateral Plosion.
(27) Nasal Relase Nasal Plosion.
(28) lncomplete Plosive Consonants.
(29) Affricative Colnsonants Affricates.
(30) Fricative.
(31) Affrication.
(32)Digraph
(33) Masal Consonants
(34) Neutral.
(35) Voiced Bi - Labial Nasal Consonant.
(36) A Voiced Dental Nasal Consonant.
(37) Lateral Consonants.
(38) A Voiced Dental Nasal Consonant.
(39) Rolled Consonants.
)40) A Voiced A lveolar Rolled Consonant.
(41) A Voiced uvular Rolled Consonant.
(42) Flapped Consonants.
(43) Flappedr.
(44) A Voiced Alveolar Flapped Consonant.
)45) Fricative R.
(46) Fricative Consonants.
(47) A Voiceless Labio - Dental Fricative Consonant.
(48) A Voiceless lnterdental Fricative Consonant.
)49) A Voiced lnterdental Fricative Consonant
(50) A Velarization
)51) A Voiceded lnterdental Fricative Consonant
(52) A Voiceded Blveolar Fricative Consonant
)53) A Voiced Blade - Alvellar Frica - tive Consonant.
، )54) A Voiced Blade - Alveolar Velarized Fricative Consonant.
 (55) Tip of the Tongu.
)56) Blade of the Tongu.
(57) A Voiceless Palato - Alveolar Fricative Consonant.
)58) A Voiceless Palato - Alveolar Fricative Consonant.
(59) من المعروف أن أكثر المثقفين في مصر ينطق الجيم الفصحى كافًا مجهورة "وهو نطقهم للجيم في مثل "جرى".
)60) A Voiced Palato - Alveolar Affricative Consonant.
(61) A Voiceless Velar Fricative Consonant.
(62) A Voiced Velar Fricative Consonant.
(63) A Voicelss Phayynga Fricative Consont.
(64)A Voiced Phayngal Fricative Consonant.
(65) أو "صوائت غير مجهورة" Unvoiced Vowels.
(66) A Voiceless Glottal Fricative Consonant.
(67) Frictioness contintants.
(68) Semi - Vowels.
(69) Vowels - Glides.
(70) Close - Vowels.
(71) انظر الكلام على "البروز" ص من هذا الكتاب.
(72) A Labio - Velar Semi - Vowel.
(73) An Unrounded Palatal Seme - Vowels.


 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



بالصور: ويستمر الانجاز.. كوادر العتبة الحسينية تواصل اعمالها في مشروع سرداب القبلة الكبير
بحضور ممثل المرجعية العليا.. قسم تطوير الموارد البشرية يستعرض مسودة برنامجه التدريبي الأضخم في العتبة الحسينية
على مساحة (150) دونما ويضم مسجدا ومركزا صحيا ومدارسا لكلا الجنسين.. العتبة الحسينية تكشف عن نسب الإنجاز بمشروع مجمع إسكان الفقراء في كربلاء
للمشاركة الفاعلة في مهرجان كوثر العصمة الثاني وربيع الشهادة الـ(16).. العتبة الحسينية تمنح نظيرتها الكاظمية (درع المهرجان)