المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نشأة اللغة عند الانسان (المراحل الأولى التي اجتازتها اللغة الإنسانية)  
  
10718   11:04 صباحاً   التاريخ: 3-12-2018
المؤلف : د. علي عبد الواحد وافي
الكتاب أو المصدر : علم اللغة
الجزء والصفحة : ص110- 119
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / مدخل إلى علم اللغة /


المراحل الأولى التي اجتازتها اللغة الإنسانية
تقدَّم أن اللغة الإنسانية قد نشأت ناقصة ساذجة مبهمة في نواحي أصواتها ومدلولاتها وقواعدها، ثم سارت بالتدريج في سبيل الارتقاء.
وقد اختلف الباحثون اختلافًا كبيرًا في بيان المراحل الأولى التي اجتازتها في هذا السبيل.
فبعضهم نظر إلى الموضوع من الناحية الصوتية؛ فحاول أن يشكف
ص110
عما كانت عليه أصوات اللغة الإنسانية في مبدأ نشأتها, وعن مراحل ارتقائها, وقد ذهب معظم هؤلاء إلى أن اللغة قد سارت بهذا الصدد في ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الصراخ Le Cri:
وفي هذه المرحلة لم يكن في أصوات اللغة الإنسانية أصوات مد -وهي الأصوات التي نرمز إليها بحروف اللين, ولا أصوات ساكنة -وهي الأصوات التي نرمز إليها بالحروف الساكنة، وإنما كانت مؤلفة من أصوات مبهمة تشبه أصوات التعبير الطبيعي عن الانفعال؛ كالضحك والبكاء والصراخ، وأصوات الحيوان ومظاهر الطبيعة والأشياء؛ كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وحفيف الشجر وجعجعة الرحى وصوت القطع والضرب ... وهلم جرا.
والمرحلة الثانية: مرحلة المد Vocalisation: وفيها ظهرت أصوات اللين في اللغة الإنسانية.
والمرحلة الثالثة: مرحلة المقاطع Articulation: وفيها ظهرت الأصوات الساكنة في اللغة الإنسانية "الباء، التاء، الثاء.... إلخ".
ويعتمد أصحاب هذه النظرية في تأييدها على أمور مستمدة من لغة الطفل ولغات الأمم البدائية:
أما فيما يتعلق بالطفل؛ فقد ظهر أن أصواته تجتاز المراحل نفسها التي ذكرها أصحاب هذه النظرية, فأصواته في المبدأ يتألف معظمها من الصراخ والأصوات المبهمة المشبهة لأصوات الحيوان ومظاهر الطبيعة، ثم تكثر لديه في المرحلة التالية أصوات المد، وفي آخر مرحلة يجتازها قبل أن يظهر لديه التقليد اللغوي، وهي المرحلة التي يسميها علماء النفس بمرحلة: "التمرينات النطقية"، تكثر في نطقه الأصوات الساكنة(2).
ص111
وقد أشرنا فيما سبق إلى أن كثيرًا من العلماء يرى أن المراحل التي يجتازها الطفل في مظهر ما من مظاهر حياته تمثل المراحل التي اجتازها النوع الإنساني في هذا المظهر(3).
وأما فيما يتعلق بلغات الأمم البدائية: فقد لوحظ في كثير منها, أن الأصوات المبهمة وأصوات المد تفوق كثيرًا الأصوات الساكنة في كميتها وأهميتها في الدلالة(3), وقد تقدَّم أن هذه الأمم -لبعدها عن تيارات الحضارة وبقائها بمعزل عن أسباب النهضات الاجتماعية- تمثل إلى حد كبير الأساليب الإنسانية في عهودها الأولى(4).
وليس من بين هذه الأدلة ما يمكن عده برهانًا قاطعًا على صحة هذه النظرية, بل إن معظم المحدثين من علماء اللغة يقطعون بفسادها, وحجتهم في ذلك أنه لا يوجد من بين اللغات الإنسانية المعروفة -سواء في ذلك اللغات الحية والميتة، الراقية والساذجة- لغة خالية من أصوات اللين أو من الأصوات الساكنة, وأنه من المتعذر تصور لغة إنسانية عارية عن أحد هذين النوعين, هذا إلى أن ظهور الأصوات ذات المقاطع "الأصوات الساكنة" في لغة الإنسان, لم يكن ليتوقف على ارتقاء في لغته, أو على تطور صوتي, أو على مراحل يجتازها في هذا السبيل, كما يزعم أصحاب هذه النظرية؛ لأن الأصوات ذات المقاطع توجد عند كثير من فصائل الحيوانات نفسها، كما سبقت الإشارة إلى ذلك(5).
وبعضهم نظر إلى الموضوع من ناحية مفردات اللغة ودلالة بعضها
ص112
على معانٍ جزئية, وبعضها الآخر على معانٍ كلية، وحاول أن يبين أيّ القسمين كان أسبق ظهورًا من الآخر.
وقد اختلف هؤلاء فيما بينهم, وانقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: -وعلى رأسه مكس مولر- يرى أن اللغة الإنسانية قد بدأت بألفاظ دالة على معانٍ كلية، ثم انشعبت عن هذه الألفاظ الكلمات الدالة على المعاني الجزئية, ودليلهم على هذا أن الأصول المشتركة التي ترجع إليها المفردات في جميع اللغات الهندية - الأوربية, والتي تمثل في نظرهم اللغة الإنسانية في أقدم عصورها، تدل على معانٍ كلية, كما سبقت الإشارة إلى ذلك(7).
وقد ناقشنا هذه النظرية فيما تقدم فتبين فسادها، وظهر أن هذه الأصوات لا تمثل اللغة الإنسانية في عهودها الأولى، وأنها بقايا من لغة راقية لم تصل إليها الأمم الإنسانية إلّا بعد أن اجتازت في حياتها اللغوية مراحل طويلة، وأن بعض الباحثين يذهب إلى أبعد من هذا, فيقرر أننا بصدد أصول نظرية لم تكن يومًا ما لغة كلام(8).
وبعضهم يبحث في هذا التطور من ناحية ثالثةٍ قريبة من بعض الوجوه من الناحية السابقة، فيتساءل عن المراحل التي ظهر فيها كل من الاسم والصفة والفعل والحرف في الكلام الإنساني, وأشهر نظرية بهذا الصدد هي نظرية العلامة ريبو Ribot, التي تقرر أن الصفة هي أول ما ظهر في اللغة الإنسانية، ثم تلتها أسماء المعاني وأسماء الذوات، ثم ظهرت الأفعال, وبظهور الأفعال دخلت اللغة الإنسانية في أهم مرحلة من مراحل رقيها، فلا يخفى أهمية الأفعال في الحديث وكثرة وظائفها في الدلالة، ثم اختتمت مراحل الارتقاء بظهور الحروف(9).
ص113
وقد اعتمد في تأييد نظريته هذه على أدلة كثيرة, بعضها يرجع إلى لغة الطفل ولغات الأمم البدائية، وبعضها إلى بحوث إيتيمولوجية "دراسة أصول الكلمات" أو نفسية, فمن ذلك أن الأصول الهندية الأوربية التي كشفها "مكس مولر", يتألف معظمها من كلمات دالة على الصفات، وفي هذا دليل على أن الصفات كانت أسبق الكلمات ظهورًا في اللغة الإنسانية، وأن معظم أسماء المعاني وأسماء الذوات مشتقة في كثير من اللغات من كلمات دالة على صفات، وفي هذا دليل على أن الأسماء لم تظهر في اللغة الإنسانية إلّا بعد ظهور الصفات، وأن معظم الأفعال في اللغات الهندية الأوروبية مأخوذة من كلمات دالة على صفات أو أسماء, مضاف إليها بعض أصوات من ضمائر، وفي هذا دليل على أن الأفعال قد ظهرت بعد ظهور الصفات والأسماء، وأن كثيرًا من لغات الأمم البدائية مجردة من الحروف(10)، وأن لغة الطفل لا تظهر فيها الحروف إلّا في آخر مرحلة من مراحلها، ففي المرحلة الأولى ينطق الطفل بأجزاء الجملة عارية عن الحروف وعن علامات الربط(11)، وفي خلو اللغات البدائية ولغة الطفل في مراحلها الأولى من الكلمات الدالة على الحروف دليل على أنها كانت آخر ما ظهر في اللغات الإنسانية.
وليس من بين هذه الأدلة ما ينهض برهانًا قاطعًا على صحة هذه النظرية، بل إنها ظاهرة الخطأ في بعض نواحيها، وخاصة إذ تقرر أن الصفات كانت أسبق ظهورًا في اللغة الإنسانية من أسماء الذوات, ففي هذه الناحية توجه إليها المآخذ نفسها التي وجهناها إلى نظرية مكس مولر(12).
ص114
وبعضهم يبحث في هذا التطور من ناحية رابعة تتعلق بقواعد الصرف والتنظيم "المورفولوجيا والسنتكس(13)".
وأشهر نظرية بهذا الصدد, هي النظرية التي قال بها العلامة شليجل Schlegel, وتابعه فيها جمهرة كبيرة من علماء اللغة, وهي تقسم اللغات الإنسانية في هذه الناحية إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: اللغات المتصرفة Flexionnelles ou a Flexion, أو التحليلة Analytiquew: ويمتاز هذ االقسم من ناحية "المورفولوجيا" بأن كلماته تتغير معانيها بتغير أبنيتها، ومن ناحية "السنتكس" بأن أجزاء الجملة يتصل بعضها ببعض بروابط مستقلة(14) تدل على مختلف العلاقات, وذلك كاللغة العربية؛ فإن كلماتها تتغير معانيها بتغير بنيتها؛ فتقول عِلْم للدلالة على المصدر، وعَلِمَ للدلالة على الفعل الماضي، وعَلَّمَ للدلالة على تعدي الفعل، واعْلَمْ للدلالة على الأمر، والعلوم للدلالة على جمع العلم، والمعلوم للدلالة على ما وقع عليه العلم، والعلَّامة للدلالة على وسيلة العلم ... وهلم جرا. هذا من ناحية الصرف, وأما من ناحية التنظيم: فإن عناصر جملها يتصل بعضها ببعض عن طريق روابط مستقلة تشير إلى مختلف العلاقات؛ فتقول مثلًا: ذهب محمد وعلي من المنزل إلى الجامعة, فتأتي بواو قصيرة ونون زائدتين بعد دال محمد للدلالة على أنه أحدث الحدث، وتأتي بالواو العاطفة بين محمد وعلي للدلالة على عطف عنصر من عناصر الجملة على آخر، وبمن للدلالة على الابتداء، وبإلي للدلالة على الانتهاء, وما قيل في اللغة العربية يقال مثله في بقية اللغات السامية, وفي اللغات الهندية - الأوروبية.
ص115
وسميت هذه الطائفة من اللغات "بالمتصرفة" لتغير أبنيتها بتغير المعاني، و"بالتحليلية" لما تتخذه حيال الجملة من تحليل أجزائها وربطها بعضها ببعض بروابط تدل على العلاقات.
القسم الثاني: اللغات اللصقية أو الوصلية: Agglutinantes ou Agglomerrantes ou Synthetiques: ويمتاز هذا القسم من ناحيتي المورفولوجيا والسنتكس, بأن تغير معنى الأصل وعلاقته بما عداه من أجزاء الجملة يشار إليهما بحروف تلصق به, وتوضع هذه الحروف أحيانًا قبل الأصل, فتسمى: "سابقة Prefixes"، وأحيانًا بعده فتسمى "لاحقة(15) Suffixes", وبعض هذه الحروف ليس له دلالة مستقلة، ولكن معظمها كان في الأصل كلمات ذات دلالة, ثم فقدت معانيها وأصبحت لا تستخدم إلّا مساعدة للدلالة على تغير معنى الأصل الذي تلصق به, أو للإشارة إلى علاقته بما عداه من أجزاء الجملة, ومن أشهر لغات هذه الفصيلة اللغة اليابانية واللغة التركية, وبعض لغات الأمم البدائية؛ كلغة الأيروكويين(16) lroquois, والبنتوين(17) Bantous.
وسميت هذه اللغات "باللصقية" أو "الوصلية" للطريقة التي تتبعها
ص116
حيال الأصل؛ إذ تلصق به حروفًا زائدة عن حروفه, لتوضيح المعنى المقصود منه, أو للإشارة إلى علاقته بما عداه من أجزاء الجملة.
القسم الثالث: اللغات غير المتصرفة Mono-syllabiques, أو "العازلة" lsolantes: ويمتاز هذا القسم من ناحية "المورفولوجيا"، بأن كلماته غير قابلة للتصرف, لا عن طريق تغيير البنية ولا عن طريق لصق حروف بالأصل، فكل كلمة تلازم صورة واحدة وتدل عل معنى ثابت لا يتغير, ويمتاز من ناحية "السنتكس" بعدم وجود روابط بين أجزاء الجملة للدلالة على وظيفة كل منها وعلاقته بما عداه، بل توضع هذه الأجزاء بعضها بجانب بعض، وتستفاد وظائفها وعلاقاتها من ترتيبها أو من سياق الكلام, ويدخل في هذا القسم اللغة الصينية وكثير من لغات الأمم البدائية.
وسميت هذه اللغات بغير المتصرفة؛ لأن كلماتها لا تتصرف ولا يتغير معناها "بالعازلة"؛ لأنها تعزل أجزاء الجملة بعضها عن بعض, ولا تصرح بما يربطها من علاقات.
ويرى أصحاب هذه النظرية أن اللغة الإنسانية في مبدأ نشأتها كانت من النوع الثالث "اللغات غير المتصرفة"، ثم ارتقت إلى النوع الثاني "اللغات اللصقية"، ولم تصل إلى حالة النوع الأول "اللغات المتصرفة" إلّا في آخر مرحلة قطعتها في هذا السبيل, غير أن بعض اللغات الإنسانية قد وقفت في نموها فلم تتجاوز المرحلة الأولى كاللغة الصينية، أو لم تتجاوز المرحلة الثانية كاليابانية والتركية.
ويستدل على صحة هذه النظرية بأدلة مستمدة من لغة الطفل ولغات الأمم البدائية, على النحو الذي تقدَّم شرحه في النظريات السابقة.
ولكن ليس من بين أدلتها ما ينهض برهانًا قاطعًا على صحتها, بل قامت أدلة كثيرة على خطئها, فمن ذلك أن الأساليب الثلاثة التي تعرض
ص117

لها "التصرف واللصق والعزل" توجد مجتمعة في كل لغة إنسانية، وأنه من المتعذر أن نعثر على لغة عارية عن أسلوب منها.
فاللغة العربية، كما يوجد بها مظاهر من أسلوب التصرف والتحليل كما تقدم، يوجد بها مظاهر كثيرة من الأسلوبين الآخرين؛ فهي تسير على طريقة اللصق بالحروف "اللاحقة" و"السابقة" في حالات كثيرة؛ كجمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم والتعدي بالهمزة "قائم قائمون, زينب زينبات, قام على، وأقام على الصلاة" ... وهلم جرا. وتسير كذلك على طريقة العزل في كثير من التراكيب؛ فبعض الجمل الاسمية والجمل الفعلية لا ترتبط عناصرها بعضها ببعض بأي رابطة ملفوظ، وإنما تفهم العلاقة بينها من ترتيبها أو من السياق مثل "ضرب موسى عيسى"، وجميع الجمل على هذا النحو في اللغات العامية المتشعبة عن العربية، فقد تجردت جميعها من علامات الإعراب الدالة على وظائف الكلمات, وعلاقة أجزاء الجملة بعضها ببعض.
وكذلك جميع اللغات الهندية - الأوربية. فالإنجليزية والفرنسية مثلًَا تسيران أحيانًا على طريقة التصريف والتحليل.
Je vois, je voyais, je vis, nous voyons, la vue, vous voyez que la Linguistique est une science sociale.
l see, l saw, l have seen, to see, the sight, you see that the Science of Languages is a social one
وتسيران أحيانًا على طريقة اللصق:
j a joute, Jajouterai - tigre, tigresse
l care, l cared - cariful, carefulness
وتسيران أحيانًا على طريقة العزل:
Tom beats Dick- pierre bat Paul
"ففي هذه الجملة لا يميز الفاعل من المفعول إلّا مجرد ترتيبه".
ومثل هذا يقال في جميع اللغات الإنسانية, فلسنا إذن بصدد فصائل لغوية متميزة، بل بصدد أساليب مستخدمة في جميع اللغات.
ص118
____________________
(1) انظر صفحات 103-106.
(2) سنتكلم عن هذا الموضوع بتفصيل في الفصل الثاني من هذا الباب.
(3)انظر أول صفحة 106 وتعليقها الأول.
(4) ففي لغات القيجيين والهوتنتوت ولغات بعض قبائل من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية تكثر الأصوات المبهمة المشبهة لأصوات الحيوانات ومظاهر الطبيعة, وفي لغات السياميين والصينيين مثلًا نرى أن معظم ظواهر الدلالة تتصل بحروف المد، فكلمة "ها" مثلًا معناها: البحث في لغة السياميين, فإذا مدت ألفها قليلًا وفتح الفم في نطقها a أصبح معناها الوباء، وإذا مدت قليلًا بدون فتح الفم أصبح معناها خمسة.
V Ribot on cit p 78.
(5) انظر صفحة 106.
(6) انظر صفحة 94 وتوابعها.
(7) انظر صفحة 100.
(8) انظر صفحتي 102، 103.
(9) انظر Ribot op cip pp 88-96..
(10) سيأتي الكلام عن ذلك في اللغات غير المتصرفة "انظر صفحتي 117، 118".
(11) سيأتي الكلام على ذلك بتفصيل في الفصل الثاني من هذ الباب.
(12) انظر صفحتي 102، 103.
(13) انظر صفحات 8-10.
(14) نقصد باستقلال الروابط زيادتها عن أصوات الكلمة؛ فالواو القصيرة "الضمة" والنون الساكنة الملحقتان بكلمة "محمد" في: جاء محمد "محمدن" تعتبران من الروابط المستقلة، وهما تشيران في هذا التركيب إلى أن مدلول محمد هو الذي أحدث الحدث.
(15) يختلف هذا الأسلوب باختلاف اللغات, فبعض اللغات اللصقية تستخدم الحروف "السابقة" كاللغة البنتوية، وبعضها يستخدم الحروف "اللاحقة" كالتركية, فمنزل في التركية مثلًا يقال له: أو Ew، فإذا أردت أن تقول خارج المنزل ألصقت بآخره دالًا مكسورة, ونونًا للدلالة على المجاوزة؛ فتقول: أودن Ewden، وإذا أردت جمعه ألصقت بآخره لامًا مكسورة وراء, فتقول: أولر Ewler، وإذا أردت أن تقول: خارج المنازل, ألصقت بالجمع الدال والنون الدالتين على المجاورة, فتقول أولردن Ewlerden.
وقد تجتمع الطريقتان في لغة واحدة, فتستخدم أحيانًا الحروف السابقة, وأحيانًا الحروف اللاحقة.
(16) عشائر من الهنود الحمر "السكان الأصليين لأمريكا الشمالية", وقد يلحق بالأصل الواحد في لغتهم عدد كبير من هذه الحروف للدلالة على كثير من العلاقات والمعاني، فتصبح الكلمة الواحدة كثيرة الأصوات كبيرة المدلول؛ فقد روى العلامة ريبو, أنه توجد في لغتهم كلمة واحدة تدل على ما يأتي: "اطلب نقودًا من هؤلاء الذين جاءوا ليشتروا مني الأقمشة, ويكثر كذلك هذا النوع من الكلمات الطويلة بلغة الإسكيمو V Ribot op cit 89.
(17) يطلق هذا الاسم على سكان القسم الجنوبي بأفريقيا الاستوائية "ما عدا قبيلتي الهوتانتوت والبوشيمان Hottentots Bochimaans, وترجع لغاتهم إلى فصيلة واحدة على الرغم من اختلاف أصولهم الشعبية.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك