المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5832 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حرمة زواج زوجة الاب
2024-05-01
{ولا تعضلوهن}
2024-05-01
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
الثقافة العقلية
2024-05-01
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
التوبة
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحركات العلوية المناوئة لحكم بني أميّة  
  
2939   02:18 مساءً   التاريخ: 23-5-2018
المؤلف : حيدر قاسم مطر التميمي
الكتاب أو المصدر : العلويون في المشرق الإسلامي وأثرهم الفكري والحضاري حتى القرن الخامس الهجري
الجزء والصفحة : ص75- 90
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية * /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2021 2121
التاريخ: 24-5-2017 1758
التاريخ: 16-11-2016 1420
التاريخ: 5-5-2017 2205

ثورة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) (عام 61هـ/680م)

تسلّم يزيد زمام الخلافة بعد وفاة أبيه عام (60هـ/679م)، وبعد أن أخذ بيعة أهل الشام، كتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: "أما بعد، فخذ حسيناً، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام" (1) .

وقد كان ردّ الإمام الحسين (عليه السلام) على الوليد في مجلس عام: "إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة.. ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرّمة ومعلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله" (2) ، ثم مضى الإمام الحسين (عليه السلام) ومعه أهل بيته إلى مكة، وهكذا فعل عبد الله بن الزبير، وأما عبد الله بن عمر فقد كان خارج المدينة حين وصول خبر موت معاوية، وقال للإمام الحسين (عليه السلام) وابن الزبير حين لقيهما أثناء توجههما نحو مكة: اتقيّا الله ولا تفرّقا بين جماعة المسلمين، وعندما وصل المدينة بايع يزيداً (3) .

وكان توجه الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مكة بوصفها قاعدة الإسلام الكبرى، ومنها بدأ يعلن من خلال أتصاله بالناس ضرورة رفض مبايعة يزيد .

وعندما سمع أهل الكوفة بأنباء معارضة الإمام الحسين (عليه السلام)، بدأوا بإرسال رسائل التأييد والمبايعة والأستعداد لأستقباله في العراق، فأرسل إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل ليستطلع صدق نواياهم. وعندما وصل مسلم إلى الكوفة وتحقّق من صحة الموقف أرسل إلى الإمام: "بايعك أكثر من عشرين ألفاً من أهل الكوفة، عندما يصلك كتابي عجّل بالمسير" (4) . فأنطلق الإمام بحشدٍ كبير متوجهاً نحو العراق.

وبالطبع فإن هذا التأييد الجماهيري الكبير الذي لاقاه مسلم بن عقيل قد ساء الموالين للأمويين في الكوفة، فكتبوا إلى يزيد يخبرونه بالأمر، وأنّ النعمان بن بشير الذي تولى الكوفة بعد موت زياد لا طاقة له على المقاومة، فقرّر يزيد عزله بأستشارة من كاتبه وأنيسه النصراني سرجون وتعيين عبيد الله بن زياد سنة (60هـ/679م) بدلاً منه، وكانت أولى كلمات ابن زياد لأهل العراق في بداية حملة القمع والتخويف: "لئن بلغني رجل منكم خلاف لأقتلنه وعريفه ووليّه ولآخذن الأدنى بالأقصى حتى تسمعوا ولا يكون فيكم مخالف" (5). وقال مهدداً لكل من يستضيف مسلم بن عقيل في بيته: "أيّما عريف وجد عنده أحدٌ من بغية أمير المؤمنين ولم يرفعه إلينا صُلِب على باب داره" (6) .

وعندما علم ابن زياد عن طريق أحد العيون عن نزول مسلم بن عقيل عند هانيء بن عروة، قام بملاحقته وأعتقاله، ثم قام بقتله مع هانيء بن عروة (7)، ومثَّل بجسديهما .

وعندما وصلت هذه الأخبار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أثناء مسيره نحو العراق، تيقن مما قاله له الفرزدق (الذي كان متوجهاً إلى مكة قادماً من العراق) قبل ذلك بعد أن سأله الإمام عن الوضع في الكوفة وكانت إجابته: "قلوب الناس معك وسيوفهم عليك" (8) ، فقام الإمام (عليه السلام) معلناً لمرافقيه: "أيها الناس، لقد خذلنا شيعتنا، فمن أراد منكم الإنصراف فلينصرف" (9) . فتفرقوا من حوله يميناً ويساراً ولم يبق معه سوى أهل بيته ونفر من أصحابه الذين رافقوه من مكّة والمدينة. "وبالنظر لطبيعة الظروف السياسية الخاصة في تلك الأيام تيقّن الإمام أن حركة المعارضة هذه ستمنى بالإخفاق العسكري، ولكن من الواضح أن هذه الحرب غير المتكافئة بين الحسين والأمويين كانت لها أسباب ودوافع معنوية أخرى لا يمكن فهمها أو تحليلها بالمنظار السياسي المتعارف" (10) .

وهكذا واصل الإمام الحسين (عليه السلام) مسيره نحو الكوفة حتى خرجت له كتائب ابن زياد وأجبرته على النزول في منطقة قرب الفرات تدعى كربلاء، وكان ذلك في الثاني من محرم سنة 61 هجرية/680ميلادية. ثم منع الماء عن الحسين وأصحابه وأخفقت جميع المفاوضات التي دارت هناك لسبعة أيام، وكانت ترمي هذه المفاوضات إلى إقناع الإمام الحسين (عليه السلام) لأعدائه بالعدول والتخلّي عن تنفيذ جريمتهم، في الوقت نفسه الذي كان يحاول فيه قادة جيش ابن زياد وعلى رأسهم عمر بن سعد بن أبي وقاص إقناع الإمام بالأستسلام ومبايعة يزيد .

وهكذا، فقد كان أشتباك الطرفين في العاشر من محرم سنة (61 هـ/680م) بعد أن تقدم عمر بن سعد نحو معسكر الإمام الحسين (عليه السلام) ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى. ثم لحقه في ذلك رجاله، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصيب من سهامهم. فقال الإمام لأصحابه: قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم (11)، فحملوا حملة واحدة أدت إلى أستشهاد العديد منهم. وكان الحر بن يزيد الرياحي أول من أستشهد منهم. ثم أخذ القتال يتحول إلى مبارزات فردية، وأحياناً كان الرجلان أو الثلاثة أو الأربعة يغيرون على الكوفيين أحدهم يضرب والآخر يحمي ظهره، فكان قتلى ابن زياد أكثر بكثير من شهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، حتى صاح عمرو بن الحجّاج الذي هاله ما رأى من كثرة قتلاهم: إنكم تقاتلون شجعان العرب وقوماً مستميتين لا يبرز إليهم أحد إلا قتلوه (12) ... حتى قال: قاتلوا من مرق عن الدين وفارق الجماعة (13) .

فحمل جيش ابن زياد حملة واحدة على الإمام وأصحابه، فأستشهدوا واحداً تلو الآخر حتى سقطوا جميعاً شهداء بمن فيهم طفل الحسين الرضيع، الذي كان الإمام (عليه السلام)  قد حمله ليستعطف قلوب القوم وطلب منهم أن يسقوه شربة ماء، ولكنهم بدلاً من ذلك صوبوا إلى عنقه سهماً، ثم واصل القتلة وحشيتهم بتقطيع رؤوس الشهداء، وحملوها هدايا يتقاسمونها فيما بينهم، ثم رفعوها على رؤوس رماحهم متوجهين بها إلى ابن زياد في الكوفة لأخذ الأجر والمكافآت، وقد أرسلها هذا بدوره إلى يزيد بن معاوية في الشام ومعها نساء أهل البيت (عليهم السلام) سبايا، وفي اليوم الأول من صفر، وصل ابن زياد ورجاله دمشق، وخرج الناس إليهم يستقبلونهم بالدفوف والبوقات، وهم في فرح وسرور، وعندما رأى يزيد السبايا والرؤوس على أطراف الرماح، ضرب رأس الإمام بعصا الخيزران (14)، ثم تمثل بأبيات ابن الزبعري :

ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسلْ

لأهلّوا واستهلّوا فرحاً *** ثم قالوا يا يزيد لا تشلْ

قد قتلنا القرم من ساداتهم *** وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ

لعبت هاشمُ بالملكِ فلا *** خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ

لست من خندق إن لم أنتقم *** من بني أحمد ما كان فعلْ (15)

وفي أبيات أخرى أنشدها وهو جالس في منظره على جيرون بالشام :

لما بدت تلك الحمول وأشرقت *** تلك الرؤوس على شفا جيرونِ

نعب الغرابُ فقلت صِحْ أو لا تصح *** فلقد قضيت من الرسول ديوني (16)

ومن الواضح أن الديون التي يقصدها يزيد في هذه الأبيات هي مقتل العديد من أشياخه (يعني أجداده) في بدر بسيوف الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحمزة بن عبد المطلب (رضوان الله عليه) .

وقد أفتى كل من سبط ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني وجلال الدين السيوطي، وجميعهم من أعلام أهل السُنّة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه (17)، إستناداً إلى هذه الأبيات وما جاء فيها من أعترافات صارخة لمن لم يكن ليفهم من فضائح الأعمال. وكان مما قاله الخصيبي: "ولو لم يكن في قلب يزيد أحقاد جاهلية وأضغان بدرية لاحترم الرأس لمّا وصل إليه وكفّنه ودفنه وأحسن إلى آل الرسول" (18) .

إن نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لهي أبلغ خطاب كاشف عن أنّ أنحراف المسار قد بلغ المدى الذي لا يستساغ معه سكوت وركون، ولربما ذهل عامّة الناس وكثير من أهل العلم فيهم عن ذلك بفعل تلك السياسة الثقافية الأموية التي أرادت العمل على محو أثر الدين الإسلامي وتحريف مبادئه وأصوله وإخماد جذوة الأيمان الصادق إلى الأبد. إنها النهضة التي رسمت خارطة الإسلام آنذاك في أصدق لوحة تحكيه، إنها الصراع الأبدي بين التوحيد والوثنية، والوثنية هي الوثنية سواء أتخذ صاحبها إلهاً من حجر، أو أتخذ هواه إلهاً. قال تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23] (19). هذا النمط من الناس هو الذي أصبح يحكم، بل يتحكم لا في مقدّرات الناس فقط، بل في الدين نفسه.

ولم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) حين فارق هذه الأمة يخشى عليها أن تعود لعبادة الأصنام، إنما كان يخشى عليها "كلّ منافق عليم اللسان" (20) يُحسن الأحتيال والخديعة، يسمّونه "داهية".

إنها النهضة التي أظهرت ما قد منيت به هذه الأمة من جراء الخضوع والركون للأنحراف والجبروت، لقد أصبحت أمّة جريئة على قتل أولاد نبيّها وهم يحملون رسالته وكل تراثه مع شدّة ما تركه فيهم من وصايا وأوامر بإتباعهم والتمسك بهم.. إنها قادرة على قتل نبيها نفسه إذن، لكن لا بإسم الأوثان هذه المرّة، بل بأسم الإسلام الذي تقمصه الحاكمون .

حركة التوابين (عام 65 هجرية/684 ميلادية) :

قادها الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي (رضوان الله عليه) سنة 65هـ/684م، وقد كان سليمان من أشراف الكوفة الذين كتبوا إلى الإمام الحسين (عليه السلام) بالقدوم إلى الكوفة، فحبسه عبيد الله بن زياد، فلما عجز عن نصرة الحسين ندم لما فاته من ذلك (21) . فلما خرج من الحبس بعث إلى سادة أصحابه، فيهم المسيّب بن نجبة الفزاري ورفاعة بن شداد وغيرهم من خيار أصحاب الإمام علي (عليه السلام)، فتشاوروا في ما يصنعون، وقد عظم أسفهم على ما فاتهم من نصرة الحسين (عليه السلام) وما حدث من خذلان أهل الكوفة، فعزموا على الثأر، ودعوا الناس إلى التوبة إلى الله تعالى وتكفير الذنوب، فبعثوا رجالاً منهم يطوفون في الكوفة فينادون: يا لثارات الحسين.. فأجتمع معهم خلق كثير، وسار سليمان من النخيلة في نحو خمسة آلاف يريدون الشام وفيها مروان وعبيد الله بن زياد الذي أخرجه عمّال ابن الزبير من الكوفة، وعسكر الجيش في (عين الوردة) (22) . فإستقبلهم عساكر الشام يقودها عبيد الله بن زياد، وتوالت أمدادها حتى زادوا على العشرين ألفاً، فكثروهم، فنزل سليمان فنادى: عباد الله، من أراد البكور إلى ربّه والتوبة من ذنبه والوفاء بعهده، فإليّ.. فقاتلوا فقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة حتى قُتل أمراؤهم الأربعة: سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبة، وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي، وعبد الله ابن والي التيمي.. وتحيّز رفاعة بن شداد بمن بقي منهم إلى الكوفة. وقد كان لهم مدد من المدائن على رأسهم سعد بن حذيفة بن اليمّان، ومدد من البصرة يرأسهم المثنى العبدي، بلغتهم أنباء المعركة وهم في الطريق، فأقاموا يستقبلون رفاعة بن شدّاد وأصحابه، فأقاموا معهم يوماً وليلة ثم تفرّقوا إلى بلدانهم (23) .

إنها حركة الإباء ويقظة الضمير وصدق متناهٍ في التوبة والندم وشوق إلى لقاء الله بأبلغ عذر، قادها صالحون أشراف عجزوا عن نصرة الحسين (عليه السلام) حين ألقي بعضهم في السجن، وبعضهم تفرّق عنه قومه وخذلوه .

حركة المختار (عام 65-67هجرية/684-686 ميلادية) :

أبتدأت هذه الحركة من حيث أنتهت حركة التوابين، فهما حركتان متصلتان زماناً ومنطلقاً، فحين رجع رفاعة بن شداد بمن معه من التوابين إلى الكوفة كان المختار في الحبس، فكتب سرّاً إلى رفاعة بن شداد يرّحب بمقدمه ويعزيه بأصحابه ويدعوه إلى نفسه فإنّه قاتل الجبارين.. وشفع فيه عبد الله بن عمر زوج أخته فأُفرج عنه، فخرج من الحبس يدعو الناس سرّاً لقتل قتلة الحسين (عليه السلام)، فكثر الناس حوله من التوابين ومن غيرهم فعجز عنه أمير الكوفة من قبل ابن الزبير، فقاتله المختار وطرده من الكوفة وأستولى عليها، فأخذ يتتبّع قتلة الحسين واحداً واحداً فيقتلهم، وفرّ منه الشمر بن ذي الجوشن فبعث على أثره من تتبعه حتى قتله، ثم بعث جيشاً بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر فقتل عبيد الله بن زياد

وهزم جنده وأستولى على جزيرة أقور (24)، وبايعه المثنى العبدي في البصرة فدار بينه وبين أصحاب ابن الزبير قتال فأصطلحوا على أن يخرج المثنى بأصحابه إلى الكوفة ليلتحق بالمختار، فالتحق به (25).

وبعد أن أستقر إبراهيم بن الأشتر في الجزيرة بعث ابن الزبير أخاه مصعب ابن الزبير في جيش كثيف لقتال المختار، فظفر مصعب وقُتِل المختار (26).. تلك خلاصة قصّة المختار، سيفٌ سلّطة الله على من أسهم في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأعان عليه حتّى أفناهم، وأقرّ عيون آل الرسول حتّى مضى.

وحين أعتلى عبد الملك بن مروان عرش الخلافة سنة 65 هـ/684م حاول أن ينهج منهجاً جديداً مع أبناء الإمام عليّ (عليه السلام) يخالف نهج أسلافه، فكتب إلى عامله الحجاج بن يوسف الثقفي: "انظر دماء بني عبد المطلب، فاحقنها واجتنبها، فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا إلا قليلاً" (27) .

أوصى عبد الملك جزّاره أن يجتنب دماء بني عبد المطلب فقط لا غير، لا حباً بالرسول (صلى الله عليه واله)، ولا خوفاً من الله تعالى، بل خوفاً على عرشه وسلطانه بعد أن رأى بعينه العبرة في آل أبي سفيان، أما غير آل عبد المطلب، أما من آمن بالله والرسول، أما شيعة أهل البيت فدماؤهم حلال مادامت لا تضرُّ بالملك وتثبيت الحكم. ونسي عبد الملك أنه لا فضل لعربي على أعجمي في الإسلام، وأن الأنظمة الاستبدادية تحطم أهلها عاجلاً أو آجلاً، وأن دماء الأحرار- من قريش أو غير قريش- تغذي شجرة الحرية وبها تنمو وتثمر(28) .

كان الحجاج (75-95هـ/694-713م) سفاكاً بطبعه، يقتل الناس حتى الشيوخ والصبيان لا لشيء إلاّ حباً بالقتل، وإراقة الدماء، وكانت تهمة التشيّع المبرر الوحيد لضرب الأعناق، وفي عهده كان أحب إلى الرجل أن يقال له: زنديق وكافر من أن يقال له: شيعي (29) .

قتل الحجاج سعيد بن جبير (30) على التشيع، قال ابن كثير: "لما سقط رأس سعيد إلى الأرض هلل ثلاثاً، أفصح بمرة، ولم يفصح بمرتين، ولما قُتِل ألتبس عقل الحجاج، وكان يقول: قيودنا قيودنا..." (31) .

وطلب الحجاج سليم بن قيس الهلالي (32) ليقتله، لأنه من أصحاب الإمام علي (عليه السلام) فهرب إلى ناحية من أرض فارس، ومات مستتراً (33).

وطلب قنبراً مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: أنت مولى علي بن أبي طالب، فقال: الله مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي، قال: إبرأ من دينه، قال: إذا فعلت تدلني على دين أفضل منه، قال: إني قاتلك فاختر أي قتلة أحبُّ إليك؟ قال: قد جعلت ذلك إليك، قال: لِمَ؟ قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلاّ قتلك الله مثلها، ولقد أخبرني أمير المؤمنين (عليه السلام) أن ميتتي تكون ظلماً، فأمر به فذبح (34).

وطلب الحجاج كميل بن زياد (35) صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فقال كميل: أنا شيخ كبير ولا ينبغي لي أن أحرم قومي عطاءهم فسلّم نفسه للحجاج، فقال له: كنت أحب أن أجد عليك سبيلاً، فقال كميل: لا تصرف عليّ أنيابك، فوالله ما بقي من عمري إلا اليسير، فاقض ما أنت قاضٍ، فأمر بضرب عنقه فقتل (36) .

ثورة الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام):

أنتهت صحوة الحكم الأموي حال وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ/717-719م) وعاد كل شيء إلى حاله، وكأن تلك الصحوة القصيرة هدأة مصروع، أو كأنها وهجة قبسٍ في ليل بهيمٍ، ريحهُ صرٌّ عاتية، فما أقصر عمرها وأسرع زوال أثرها. وعادت بذلك كل مبررات الحركة التصحيحية المضادّة، دينياً وثقافياً واجتماعياً ومالياً وسياسياً، وكل ذلك ينتظر عاملين: الأول- الوعي الديني السليم المتصل بجذوه اليقين الأولى التي بعثها الوجود النبوي الشريف أمام تعاليمه السماوية السامية.. والثاني- الداعية القائد الذي تكاملت حوله الظروف الموضوعية للحركة.. ولقد تكاملت تلك الظروف حول القائد الفقيه العالم العابد زيد ابن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، في سنة 121هـ/738م، في عهد هشام بن عبد الملك بن مروان (37) .

أما فيما يخص أسباب الحركة وأهدافها فإن كل ما قدمه التاريخ تحت هذا العنوان قد جاء قاصراً عن تشخيص الأسباب الحقيقية لهذه الحركة، وعن معرفة أهدافها.. فعلى مستوى الأسباب، قدمت بعض الكتب المفصّلة دائماً بعبارة: "أُختلِف في سبب خروجه" (38) ، ثم يذكرون أشياء مختلفة لا يمكن أن يعدّ أحدها، ولا جميعها، سبباً حقيقياً لحركة يقودها رجل مثل زيد بن علي علماً وشرفاً، ويكون لها كلّ ذلك الوقع الذي كان لحركة زيد في تقدير علماء ذلك الزمان وأئمتهم، فكل ما دارت عليه تلك "الأسباب" لم يكن يتعدى النزاع الشخصي بين زيد وهشام بن عبد الملك بن مروان ، مما يوحي بأنها حركة كان وراءها "الحميّة للنفس" ليس إلا، وهذا قدح كبير، وإن لم يكن أصحاب التاريخ يعتقدونه، فكيف يصحّ لزيد، وهو المعروف ديناً وعلماً وفقهاً وشرفاً، أن يخوض الدماء لأن هشاماً قد أهانه وحطّ من منزلته؟.

إن أهم دور يمكن قبوله لتلك الأسباب التي ذكروها، هو أنها كانت محفزاً أخيراً لكسر الأغلال التي مازال يقف وراءها القائد الثائر، فلم يبق أمام ثورته الكامنة إلا أن تجد أنصارها، فما أن وجدت لها في الكوفة أنصاراً، وإن قلّوا قياساً إلى قوة هشام، حتى تفجرت بكل ثقلها .

وعند الوقوف على أهداف الحركة تتكشف الأسباب والدواعي الحقيقية لقيامها، الأهداف التي أدرجها زيد الشهيد في نصّ البيعة التي بايع الناس عليها، ولعله لو لم يصنع ذلك لم يحفظ لها التاريخ ذكراً. فقد دعا الإمام زيد إلى: الكتاب، والسنّة، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين، والعدل في قسمة الفيء، وردّ المظالم، وإقفال المجمر (39) ، ونصرة أهل البيت على من نصب لهم وجهل حقهم (40).

هذه الأهداف الكبيرة هي التي ينهض لمثلها زيد بن علي، تلك النهضة التي دعا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) إلى نصرته (41)، وضاهت عند أبي حنيفة خروج رسول الله (صلى الله عليه واله) على قريش يوم بدرٍ الكبرى، وأفتى بوجوب نصرتها (42). وناصر تلك الحركة أيضاً من الفقهاء والعلماء: منصور بن المعتمر، وسفيان الثوري، ويزيد بن أبي زياد صاحب عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهلال بن حباب، وسليمة ابن كهيل، والحسن بن سعيد الفقيه وغيرهم (43). ودافع عنها الإمام علي الرضا (عليه السلام)، ودفع عنها الشبهات، وفرّق بينها وبين الحركات التي تقوم لأغراض دنيوية وحسب (44) .

قال المسعودي (ت 346هـ/957م): مضى زيد إلى الكوفة وخرج عنها ومعه القرّاء والأشراف، فحاربه- والي العراق- يوسف بن عمر الثقفي، فلما قامت الحرب إنهزم أصحاب زيد وبقي في جماعة يسيره فقاتلهم أشدّ قتال، وهو يقول متمثلاً:

أذلّ الحياة وعزّ الممات *** وكــــــــلاً أراه طعــــاماً وبيــــلا

فإن كــان لابدّ من واحد *** فسيري إلى الموت سيراً جميلا (45)

وحال المساء بين الفريقين، فراح زيد مثخناً بالجراح، وقد أصابه سهم في جبهته، فطلبوا من ينزع النصل، فأتي بحجام من بعض القرى فاستكتموه أمره، فإستخرج النصل، فمات من ساعته (46)، فدفنوه في ساقية ماء، وجعلوا على قبره التراب والحشيش وأجري الماء على ذلك، وحضر الحجّام مواراته، فعرف الموضع، فلمّا أصبح مضى إلى يوسف متنصحاً فدلّه على موضع قبره، فاستخرجه يوسف وبعث برأسه إلى هشام، فكتب إليه هشام: أن أصلبه عرياناً، فصلبه يوسف كذلك، ففي ذلك يقول بعض شعراء بني أمية يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم في أبيات :

صلبنا لكم زيداً على جذع نخلةٍ *** ولم أر مهدياً على الجذع يصلبُ (47)

"ولمّا قتل زيد، وكان من أمره ما كان، تحركت الشيعة بخراسان، وظهر أمرهم، وكثر من يأتيهم ويميل معهم، وجعلوا يذكرون للناس أفعال بني أميّة، وما نالوا من آل رسول الله، حتى لم يبق بلد إلا فشا فيه هذا الخبر، وظهرت الدعاة ورُئيت المنامات وتُدورست كتب الملاحم " (48).

ثورة يحيى بن زيد بن علي زين العابدين (عليهم السلام) :

تتابعت بعد حركة الإمام زيد الشهيد سلسلة من الحركات العلوية في أماكن شتى، ولقد اختلفت دعواتها منذ الآن، وغلبت عليها روح الثورة والأنفة والإباء، وخفت فيها بريق المباديء الحقّة وإن لم يختف كلياً. وأول هذه الحركات كانت حركة يحيى بن زيد في سنة 125هـ/742م، في بلاد فارس، في عهد الوليد بن يزيد بن عبد الملك (125-126هـ/742-743م)، خلف هشام بن عبد الملك، فرّ بعد مصرع أبيه إلى خراسان، فحبسه الوالي عليها نصر بن سيار، ثم أطلقه وأخذ يوصيه بتقوى الله، ويحذره الفتنة. فقال له يحيى: وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما أنتم فيه من سفك الدماء وأخذ ما لستم له بأهل؟ (49).

والذي يُذكر عن حاكم عصره الوليد بن يزيد بن عبد الملك. أنه: كان مجاهراً بالفواحش، مصراً عليها، منتهكاً محارم الله عز وجل، لا يتحاشى من معصية، وربما أتهمه بعضهم بالزندقة والأنحلال من الدين، قال ابن كثير (ت 774هـ/1372م): "لكن الذي يظهر أنه كان عاصياً شاعراً ماجناً متعاطياً للمعاصي، لا يتحاشا من أحد ولا يستحي من أحد قبل أن يلي الخلافة وبعد أن ولي.." (50) .

وأن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله، قال: أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً ولقد أرادني على نفسي الفاسق (51). وللوليد من الخلاعة والمجون وسخافة الدين ما يطول ذكره. ومن شعره ما صرّح فيه بالإلحاد في القرآن العزيز والكفر بمن أنزله ومن أُنزل عليه (52). وتمادى في فجوره حتى أنقلب عليه أهل بيته أنفسهم فخلعوه وقتلوه (53).

هذا هو "الخليفة" الذي خرج عليه يحيى بن زيد، فقاتل بسبعين فارساً فهزم جيوشاً كثيرة، وقطع بلاداً عريضةً حتى قتل (عليه السلام)، وصُلب، ولم يزل مصلوباً حتى ظهر أبو مسلم الخراساني- داعية العباسيين- سنة 130هـ/747م فأنزله وصلّى عليه ودفنه، وأخذ ديوان بني أمية فعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى فقتل من بقي حيّاً منهم جميعاً (54) .

وحتى مقتل يحيى سنة 125 هـ/742م كان زيد الشهيد ما يزال مصلوباً في الكوفة منذ أول صفر سنة 121هـ/738م، فلمّا بلغ الوليد بن يزيد مقتل يحيى كتب إلى يوسف بن عمر عامله على العراق: أن خذ عُجيل أهل العراق – يعني زيداً- فأنزله من جذعه وأحرقه بالنار ثم أنسفه في اليمّ نسفاً (55) . وجعل الله ثأر زيد ويحيى من آل مروان على أيدي بني العباس.

هذه هي سُنّة الأمويين، وسيرة أولهم وآخرهم: شتم الإمام علي وفاطمة البتول والحسن والحسين (عليهم السلام)، وقتل أبناء الرسول (صلى الله عليه واله)، والتنكيل بهم، والسير برؤوسهم من بلدٍ إلى بلد. والذنب الأول والأخير أن أبناء الإمام علي وأحفاده لا يطيقون أن يعبث أحد بدين جدهم رسول الله، ويتلاعب بمقدرات الناس وحقوقهم، وقد ظهرت هذه الحقيقة للقريب والبعيد، وكان من أثرها الكره والمقت للأمويين، والذي لا شك فيه أن الأمويين قد أسهموا إسهاماً فاعلاً في إنتشار مذهب التشيّع وتوطيده.

__________________

(1) أبو مخنف الأزدي، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن مسلم الغامدي (ت 157هـ/773م)، مقتل الحسين ()، تحقيق: ميرزا حسن الغفاري، (قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي، 1398هـ/1978م)، ص 3؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 3، ص 269؛ ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 8، ص 157 .

(2) ابن نما الحلي، محمد بن جعفر بن أبي البقاء (ت 645هـ/1247م)، مثير الأحزان، (النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1369هـ/ 1950م)، ص 14 .

(3) ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 8، ص 158 .

(4) الفتّال النيسابوري، أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي (ت 508هـ/1114م)، روضة الواعظين، (قم، منشورات الشريف الرضي، بلا)، ص 173 .

(5) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 3، ص 281 .

(6) المرعشي، إحقاق الحق، جـ 33، ص 672؛ المقرّم، عبد الرزاق الموسوي، مقتل الحسين (عليه السلام)، ط5، (بيروت، دار الكتاب الإسلامي، 1399هـ/1979م)، ص 150 .

(7) هو: "هانيء بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قماس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي، مخضرم سكن الكوفة وكان من خواص علي بن أبي طالب، ولما بايع أهل الكوفة مسلم بن عقيل للحسين بن علي نزل على هانيء المذكور، فلما قدم عبيد الله بن زياد قتل مسلم بن عقيل وقتل هانيء بن عروة وذلك سنة 60 للهجرة".

(8) النباطي، أبو محمد علي بن يونس العاملي البياضي (ت 877هـ/1472م)، الصراط المستقيم الى مستحقي التقديم، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، ط1، (النجف الأشرف، مطبعة الحيدري، 1384هـ/1964م)، جـ 2، ص 36 .

(9) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 3، ص 303؛ ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 8، ص 182؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، جـ 1، ص 447؛ الأزدي، مقتل الحسين ()، ص 79؛ الفتّال النيسابوري، روضة الواعظين، ص 179.

(10) القاسم، أسعد وحيد، أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة، ط1، (بيروت، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1418هـ/ 1997م)، ص 133.

(11) ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 41؛ القندوري، سليمان بن ابراهيم الحنفي (ت 1294هـ/1877م)، ينابيع المودة لذوي القربى، تحقيق: علي جمال أشرف الحسيني، ط1، (طهران، دار الأسوة، 1416هـ/1996م)، جـ 3، ص 66؛ القرشي، حياة الإمام الحسين (عليه السلام)، جـ 1، ص 119.

(12) أبو مخنف الأزدي، مقتل الحسين (عليه السلام)، ص 135؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 3، ص 324؛ المفيد، الإرشاد، جـ 2، ص 103؛ الطبرسي، إعلام الورى، جـ 1، ص 462 .

(13) ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 8، ص 197.

(14) ابن نما الحلي، مثير الأحزان، ص 79.

(15) الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 120؛ النعمان، أبو حنيفة، شرح الأخبار، جـ 3، ص 253؛ ابن سيد الناس، محمد بن عبد الله بن يحيى (ت 734هـ/1333م)، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، (بيروت، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، 1406هـ/1986م)، جـ 1، ص 443 .

(16) ابن الدمشقي، ابو البركات محمد بن أحمد بن ناصر الباعوني الشافعي (ت 871هـ/1466م)، جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب، تحقيق: محمد باقر المحمودي، ط1، (قم، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، 1415هـ/1995م)، جـ 2، ص 300 .

(17) القاسم، أسعد وحيد، أزمة الخلافة والإمامة، ص 136.

(18) الخصيبي، أبو عبد الله الحسين بن حمدان (ت 334هـ/945م)، الهداية الكبرى، ط4، (بيروت، مؤسسة البلاغ، 1411هـ/ 1991م)، ص 204.

(19) سورة الجاثية- آية: (23) .

(20) ابن حنبل، مسند أحمد، جـ 1، ص 22؛ الطبراني، المعجم الكبير، جـ 18، ص 237؛ الفريابي، جعفر بن محمد بن الحسن (ت 301هـ/913م)، صفة المنافق، تحقيق: بدر البدر، ط1، (الكويت، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، 1405هـ/1985م)، ص 52 .

(21) ابن نما الحلي، جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله (ت 645هـ/1247م)، ذوب النضار في شرح الثأر، تحقيق: فارس حسون كريم، ط1، (قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1416هـ/1996م)، ص 88 .

(22) عين الوردة: وهو رأس عين المدينة المشهورة بالجزيرة كانت فيها وقعة للعرب ويوم من أيامهم وكان أحد رؤسائهم رفاعة بن شداد.

(23) أبو مخنف الأزدي، مقتل الحسين (عليه السلام)، ص 302؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، جـ 4، صص 292-293؛ العصفري، تاريخ خليفة بن خياط، ص 262؛ ابن حبان، أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي (ت 354هـ/965م)، مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم، ط1، (القاهرة، دار الوفاء، 1411هـ/1991م)، ص 81؛ الأمين، محسن بن عبد الكريم الحسيني العاملي (ت 1371هـ/1951م)، أصدق الأخبار في قصة الأخذ بالثأر، (صيدا، مطبعة العرفان، 1331هـ/1912م)، صص 15-19؛ الموسوي، عبد الحسين شرف الدين (ت 1377هـ/1957م)، المراجعات، تحقيق: مرتضى آل ياسين، ط10، (بيروت، دار الأندلس، 1391هـ/ 1972م)، صص 97-98 .

(24) هو: المختار بن ابي عبيد بن مسعود الثقفي، ابو إسحاق (1-67ﻫ/ 622-687م) من زعماء الثائرين على بني أمية، وأحد الشجعان الأفذاذ . من أهل الطائف. أنتقل منها الى المدينة مع أبيه في زمن عمر بن الخطاب. وتوجه أبوه الى العراق فأستشهد يوم الجسر، وبقي المختار في المدينة منقطعاً الى بني هاشم . وتزوج عبد الله بن عمر بن الخطاب أخته (صفية بنت ابي عبيد) ثم كان مع الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) بالعراق، وسكن البصرة بعد الإمام.

(25)  جزيرة أقور: وهي التي بين دجلة والفرات مجاورة الشام، تشتمل على ديار مضر وديار

بكر، سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات، وهي صحيحة الهواء جيدة الريع والنماء واسعة الخيرات، بها مدن جليلة وحصون وقلاع كثيرة، ومن أمهات مدنها حرّان والرّها والرّقة ونصيبين وسنجار وماردين وميّافارقين والموصل وغير ذلك.

(26) أبو مخنف الأزدي، مقتل الحسين، صص 275-276؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، جـ 2، صص 180-181 ؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 3، صص 400-408؛ ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، جـ 2، صص 19-20 .

(27) المسعودي، التنبيه والأشراف، ص 270 .

(28) المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام العكبري (ت 413هـ/1022م)، الأختصاص، تحقيق: علي اكبر الغفاري، (قم، جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، بلا)، ص 315؛ الأربلي، علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت 693هـ/1293م)، كشف الغمة في معرفة الأئمة، ط2، (بيروت، دار الأضواء، 1405هـ/ 1985م)، جـ 2، ص 323 .

(29) مغنية، محمد جواد، الشيعة والحاكمون، ط3، (بيروت، المكتبة الأهلية، 1386هـ/1966م)، ص 94 .

(30) هو: سعيد بن جبير بن هشام مولى بني والبة بن الحارث من بني أسد بن خزيمة، كان أحد أئمة التابعين، راوية ابن عباس، قتله الحجاج صبراً بواسط سنة (94هـ/712م)، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.

(31)  ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 9، ص 114 .

(32) هو: سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي (ت 85هـ/704م)، من أوائل المصنفين في الإسلام، كان من أصحاب الامام علي بن أبي طالب () وعاش في الكوفة إلى أن دخل الحجاج الثقفي العراق.

(33)  الطبرسي، الإحتجاج، جـ 1، ص 105 .

(34) المفيد، الإرشاد، جـ 1، ص 328 .

(35) هو: "كميل بن زياد بن نهيك النخعي (12-82هـ/633-701م) تابعي ثقة من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، كان شريفاً مطاعاً في قومه. شهد صفين مع علي، وسكن الكوفة. وروى الحديث".

(36)  ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 9، ص 57 .

(37) عبد الحميد، صائب، تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي، ط1، (بيروت، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1417هـ/ 1997م)، ص 710 .

(38) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 4، ص 193 .

(39) المجمّر: الجند الذين أبقاهم الحاكم في الثغور عند الحدود مع العدو فمكثوا زمناً طويلاً، وإقفالهم: إعادتهم الى أهاليهم وأوطانهم.

(40)  الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 4، ص 199.

(41) الطبرسي، إعلام الورى، جـ 1، ص 493 ؛ العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر (ت 726هـ/1325م)، خلاصة الأقوال، (النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1381هـ/1961م)، ص 127 .

(42) الجصاص، أحكام القرآن، جـ 1، ص 85 .

(43) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، صص 145-148 .

(44) الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، جـ 1، صص 225-226 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، جـ 15، ص 54 .

(45) الحائري، محمد مهدي، شجرة طوبى، ط5 (النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1385هـ/1965م)، جـ 1، ص 148 .

(46) أُستشهد الإمام زيد بن علي (عليه السلام) يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة.

(47)  المسعودي، مروج الذهب، جـ 5، صص 469-470؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، جـ 15، ص 134؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، جـ15، ص 238؛ المقريزي، النزاع والتخاصم، ص 4؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، جـ 2، ص 214؛ المجلسي، بحار الأنوار، جـ 62، ص 72؛ الأميني، الغدير، جـ 7، ص 290 .

(48) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ﺠ2 ، ص 228 .  

(49) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، جـ 2، ص 232 ؛الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 156 .

(50) ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 10، ص 8 .

(51) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 4، ص 246؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، جـ 63، ص 344 ؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، جـ 5، ص 373؛ ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 10، ص 8؛ العسكري، مرتضى، معالم المدرستين، (بيروت، مؤسسة النعمان، 1410هـ/ 1990م)، جـ 2، ص 357 .

(52) يراد أبياته الشهيرة يخاطب بها القرآن الكريم قائلاً :

تهدّد كل جبّارٍ عنيدٍ

          فها أنذا جبارٌ عنيدُ

إذا ما جئت ربك يوم حشرٍ

          فقل يا ربّ مزقني الوليدُ

ثم أخذ يرمي القرآن الكريم بالسهام .

(53)  ابن كثير، البداية والنهاية، جـ 10، ص 10 .

(54) الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 158 .

(55) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، جـ 4، ص 234 ؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، صص 143-144 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





بالصور: عند زيارته لمعهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) للمكفوفين وضعاف البصر في كربلاء.. ممثل المرجعية العليا يقف على الخدمات المقدمة للطلبة والطالبات
ممثل المرجعية العليا يؤكد استعداد العتبة الحسينية لتبني إكمال الدراسة الجامعية لشريحة المكفوفين في العراق
ممثل المرجعية العليا يؤكد على ضرورة مواكبة التطورات العالمية واستقطاب الكفاءات العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين
العتبة الحسينية تستملك قطعة أرض في العاصمة بغداد لإنشاء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ومركز تخصصي للتوحد