لم تكن سيؤول مستعدة لأن تصبح مدينة كبرى، فمع تنامي الاقتصاد وقدوم الملايين إليها بعد الحرب منذ فترة الخمسينيات، يعيش اليوم حوالي 25 مليون نسمة داخل المدينة، أي حوالي نصف سكان كوريا الجنوبية، ما وضع المدينة التي تبلغ من العمر 600 عام في موقف مزدحم.
ومع تضاعف السيارات في المدينة بحوالي 50 مرة منذ السبعينيات، تعاون مركز سيؤول للأبحاث عام 2004 مع مكتب المحافِظ للبدء ببرنامج لتغيير نظام النقل العام جذرياً، واليوم وبعد 13 عام، تملك سيؤول أفضل شبكة لأنظمة النقل وأكثرها تعقيداً في العالم.
 
وما يتمز به نظام النقل هو تواجد المقر الرئيسي لمركز خدمة عمليات النقل التشغيلية ومعلوماتها وسط المدينة، والتي توفر خدمة تشابه ما نراه في المركبات الفضائية، حيث يحصل المركز على معلومات فورية لتحريك الباصات والسيارات والقطارات وبأكبر قدر من الفعالية، وتسمح التذاكر الذكية بإحصاء عدد الركاب في مترو الأنفاق.
وتتابع أجهزة استشعار في الطرق العامة حالة السير، بينما تقوم شبكة بتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية "GPS" بتتبع مركبات الأجرة، وكل تلك المعلومات ترسل لفريق المركز الذي يعمل على تحديث المعلومات بعرضها على لافتات ضخمة في الطرق العامة
وتعتبر أزمة الطرق مشكلة عالمية، إذ أشارت الأمم المتحدة بأن أكثر من 6 مليارات شخص سيملؤون المدن بحلول عام 2045، ويؤمن الخبراء في سيؤول بأن وضع الأولوية لإنشاء شبكات خاصة بالمشاة ووسائل النقل سيزيح الكثير من العبء من ضغوطات العيش بالمدن، لتطور مشاريع أحدثها مشروع " Seoullo 7017" الذي قامت فيه بتحويل طريق علوي قديم بالمدينة إلى حديقة معلّقة لسكان سيؤول.