ضمن منهجيتها الواضحة للحفاظ على البنية الدينية والأخلاقية لمجتمعنا الكريم، والمساهمة بشكل فاعل في تغيير الواقع المرير الذي يعيشه أبناؤه، تقيم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثامن في رحاب الصحن الكاظمي الشريف تحت شعار: تحت شعار.. (مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بأمورِ المُسْلِمينَ فليسَ بِمُسلِم). ويأتي عقد المؤتمر في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها بلدنا وشعبنا في سياق الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي تبذلها العتبات المقدسة في العراق ومنها العتبة الكاظمية المقدسة لمعالجة المشاكل ومواجهة التحديات على الصعد كافة، هذا فضلاً عن وضع الحلول الناجعة لتلك المشاكل على الصعيد العملي والواقعي. كما يجسد عقد مثل هكذا مؤتمرات من قبل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة إيمانها الراسخ بمبدأ التواصل والانفتاح على العديد من المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، والسعي الدائم لرعاية العلم والعلماء، وتشجيع الكفاءات والمواهب العلمية والفنية والإبداعية ، ولتسليط الضوء على موضوع ومحاور هذه التظاهرة العلمية المباركة، واطلاع القارئ على أفكارها وأهدافها كان لموقع العتبة الكاظمية المقدسة لقاء مع رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د. جمال عبد الرسول الدباغ جاء فيه: كيف تبلورت الفكرة الأولى للموضوع الرئيس للمؤتمر؟ وما هي الأسباب والدوافع التي دعت اللجنة التحضيرية لاختياره؟ تُعد العتبات المقدسة معقلاً رئيساً للدين والفضيلة في المجتمع، ولها أدوار متعددة فيه، منها الدور العلمي والثقافي والدور الاجتماعي، ولا بد لها أن تؤدي أدوراها المختلفة بما يعزز تأثيرها الايجابي الفاعل في المجتمع، ومن أجل ذلك تقوم العتبة الكاظمية المقدسة بالعديد من الأنشطة التي تمكّنها من أداء أدوارها المختلفة. لقد سعت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة أن يكون موضوع مؤتمرها السنوي الدولي الثامن خاصاً بالمشاكل الاجتماعية والتحديات المعاصرة للأهمية القصوى في تسليط الضوء عليها ومعالجتها بشكل عملي حتى يمثّل المؤتمر إسهاماً جاداً من العتبة المقدسة في خدمة المجتمع. 2ـ من خلال الاطلاع على محاور المؤتمر يُلاحظ وجود تنوع وغزارة في المواضيع ذوات الصلة بالمشاكل والتحديات التي يعاني منها المجتمع، ما الأسباب التي دعت إلى ذلك؟ كما لا يخفى أن ما يواجهه المجتمع بشرائحه المختلفة من مشاكل وتحديات ليست بالقليلة، فضلاً عن إنها مؤثّرة سلباً في جميع مفاصله مما لا يترك مجالاً لإهمال بعضها والاهتمام بأخرى. وبهذا الصدد لا يمكن الجزم فإن محاور المؤتمر الرئيسة والفرعية منها قد أحاطت إحاطة كاملة، ولكن ما تم تحديده كان من خلال لجنة المؤتمرات والندوات في العتبة المقدسة التي تشاورت أيضاً مع العديد من ذوي الشأن والتخصص جزاهم تعالى خير الجزاء. 3ـ مما لا شك فيه أن للعتبة الكاظمية المقدسة لها منهجية نابعة من النهج الرسالي للمرجعية الرشيدة ووجود توافق وتناغم كبير مع توجيهاتها في الآونة الأخيرة أمر بديهي، ولعل هذا أهم ما نلمسه في فكرة المؤتمر، ما رأيكم في ذلك؟ المرجعية الدينية العليا "دام ظلها الوارف" أبوة روحية للجميع، أثبتت على مدى التاريخ رعايتها لأبنائها واهتمامها المطلق بشؤونهم والشواهد على ذلك كثيرة جداً، ولعل أقربها ما صدر منذ العام 2003 ولحد الآن (وهي فترة من أكثر الفترات حساسية وتعقيداً في تاريخ العراق) عن سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" وعن مكتبه في النجف الأشرف حول المسألة العراقية من فتاوى وبيانات ورسائل ومقابلات صحفية وتصريحات ومواقف أسهمت بشكل حاسم في حفظ كيان هذا البلد العظيم وإرشاد الناس إلى ما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم. ولا يخفى على القارئ الكريم ما أحدثته فتوى الجهاد الكفائي من انقلاب في الموازين المحلية والإقليمية والعالمية وبما غيّر مسار التاريخ. لقد كان الشعور بتخصيص محاور المؤتمر بما ينسجم مع توجهات المرجعية الدينية العليا والتي يتم التوكيد عليها باستمرار يمكن أن يمثل استجابة عملية للاسهام في إيجاد الحلول لمواجهة المشاكل والتحديات والحدمن تأثيراتها السلبية. 4ـ ما المتوقع أن يحققه أو يضيفه المؤتمر ـ المؤمل عقده هذا العام ـ على الصعيد العملي والواقع الذي يعيشه مجتمعنا ووضع الحلول الناجعة للمشاكل التي يعاني منها؟ كان من الشرائط المشاركة بالمؤتمر على القبول البحوث النظرية، بل ينبغي أن تكون البحوث المقدّمة بحوثاً تطبيقية من الواقع العراقي تتضمن توصيات وآليات عملية قابلة للتطبيق لحل المشكلات ومواجة التحديات وتخضع البحوث المقدّمة إلى إجراءات التقويم العلمي المتعارف عليها في الجامعات، فضلاً عن أن البحوث التي ستُلقى لا تقل درجة تقويمها عن 70 % وبهذا فمن المتوقع أن هذه الشرائط ستُفضي إلى بحوث واقعية.