مصبا- زفّت النساء العروس الى زوجها زفّا من باب قتل ، والاسم الزفاف : وهو إهداؤها اليه ، وأزفتها بالألف : لغة. وزفّ الرجل يزفّ من باب ضرب : أسرع ، والاسم الزفيف.
مقا- زفّ : أصل يدلّ على خفّة في كلّ شي‌ء ، يقال زفّ الظليم زفيفا : إذا أسرع ، ومنه زفّت العروس الى زوجها. وزفّ القوم في سيرهم : أسرعوا- فأقبلوا اليه يزفّون. والزفزافة : الريح الشديدة لها زفزفة اي خفّة. ويقولون لمن طاش حلمه : قد زفّ رأله.
لسا- الزفيف : سرعة المشي مع تقارب الخطور والسكون. وقيل أوّل عدو النعام. وقيل هو كالذميل . وقال اللحياني : الزفيف الاسراع ومقاربة الخطو ، ويكون ذلك في الناس وغيرهم ، وأزفّ أبعد اللغتين . وزفّ القوم في مشيهم : أسرعوا. وزفّت الريح زفيفا وزفزفت : هبّت هبوبا ليّنا ودامت. وزفّ الطائر في طيرانه وتزفزف : ترامى بنفسه.
الجمهرة 1/ 90- زفّ الطائر : إذا بسط جناحيه وقرب من الأرض.
والزفيف : ضرب من مشى الإبل وهو مشى فيه سرعة.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو سرعة المشي والحركة مع دقّة وتفكّر. وهذا المفهوم ينطبق على جميع موارد استعمالها.
ولا يخفى ما بين المادّة وموادّ- الزحف مشى وحركة مع دافع. والزوف تبختر في مشى. والذرف سيلان. والزفي سرعة وخفّة. والذفّ سرعة. والزرف السرعة : من التناسب لفظا ومعنى.
ثمّ انّ المفهوم أعمّ من أن يكون في انسان أو في غيره ، ومن لوازم الفكر‌ و الدقّة : اللينة والسكون والاطمينان والخفّة وعدم الاضطراب وتقارب الخطو والعلاقة وبسط الجناح والسرعة ، في كلّ موضوع بحسبه وبمقتضى المورد.
{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ....} [الصافات : 91] {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ }[الصافات : 93 ، 94] اي فلمّا رأوا آلهتهم منكسرة مضروبة : أقبلوا الى مسكن ابراهيم ماشين اليه بالتفكّر والحساب في نسبة الأمر اليه ومع ذلك فهم في سرعة حتّى يطّلعوا على حقيقة الأمر.

فظهر لطف التعبير في الكريمة بالمادّة.