المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الآثار المترتبة على المنهج الإسلامي والوضعي  
  
2353   09:29 صباحاً   التاريخ: 14-3-2018
المؤلف : عباس الذهبي
الكتاب أو المصدر : الأسرة في المجتمع الاسلامي
الجزء والصفحة : ص100ـ109
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-18 669
التاريخ: 9-1-2016 1957
التاريخ: 11-7-2022 1579
التاريخ: 24-10-2018 1636

وهنا لابدّ من التطرق للآثار الاجتماعية والتربوية والأخلاقية التي تترتّب على المنهجين ، وتنعكس ـ سلباً أو إيجاباً ـ على الفرد أو المجتمع.

أ ـ الآثار الاجتماعية :

إنّ الاُسرة المسلمة تقوم على أسس واضحة من السكينة والمودَّة والرَّحمة ، إذ تشكّل القيم الدينية والقواعد الأخلاقية السور الوقائي لأفرادها ، فالرجل هو قائد دفّة سفينة الاُسرة وله قيمومة عليها ، بينما المرأة تضطلع بوظيفة مزدوجة ، فهي زوجة وأمّ ترضي زوجها وترعى أطفالها ، فهي البيئة الاجتماعية الاُولى التي تساهم في توفير حوائجهم وتربيتهم وتشكيل الهوية الدينية لهم وتغرس فيهم المثل الاخلاقية.

وعليه فان المنهج الإسلامي يمنح الاُسرة دوراً اجتماعياً كبيراً ، بينما نجد أنّ المنهج الغربي قد جعل دور الاُسرة هامشياً ، وقلّص من وظائفها بعد أن جعل بعض المؤسسات ودور الحضانة تحرم الطفل من حق الحضانة والتربية في محيط الاُسرة ، وتنافس الاُسرة في الاضطلاع بدورها بشكل تام.

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين عاشوا في مؤسسات إيوائية يتلقّون فيها اهتماماً ورعاية محدودين ، ويكون نموهم معوقاً ، كما أن التأثير الخطير لهذه البيئات يمكن أن يقلّ عند عودة هؤلاء الأطفال إلى منازلهم العادية (1).

ولا يخفى بأن الاُسرة خلية اجتماعية مصغّرة يجرّب الطفل فيها اختباراته الاجتماعية وينمو فيها حسّه الاجتماعي تجاه الآخرين ، ومن هنا نجد أن الإسلام يحرص على بقاء وتعزيز دور الاُسرة ، بينما نجد أن تهميش دورها في الغرب قد أفرز مزيداً من الظواهر الشاذة وما رافقها من انحلال وميوعة ، أسفرت عن ظهور حركات العبث واللاجدوائية كالهيبز والبيتلز ... وما إلى ذلك.

ثم إنّ الحرية الغير منضبطة في الغرب قد تركت آثاراً سيئة ، وركاما من التراجع الخلقي على مستوى الفرد أو الجماعة. فقد تفشّى الزنا على نطاق واسع ، وانتشرت ظاهرة (الأطفال غير الشرعيين) ، الإجهاض وما إلى ذلك من مظاهر مرضية أخذت تشكّل هاجساً مقلقاً لعلماء الاجتماع الغربيين.

تقول الاحصاءات : ( إنّ ثلث السكان الذين يولدون في إيطاليا أولاد غير شرعيين ، وإنّ عدد حوادث الاجهاض في فرنسا سنوياً مليون حادثة ، والبعض يقول مليونان.

أي أن كلّ (100) ولادة يقابلها (120) إجهاضاً ، وقد كثرت حوادث الاجهاض في السنوات الأخيرة بسبب العلاقات الجنسية التي لم تعد تخضع إلى أي قيود ) (2).

ثم إنّ الاعراض عن الزواج في الغرب ، والاكتفاء بالاتصال الجنسي بدون زواج ، قد خلق مشكلة تهدّد بقاء الاُسرة ، كما أن عمل المرأة خارج البيت وبالتالي استقلالها الاقتصادي عن الرجل قد أضعف من سلطته وقيمومته ، كما ترك عملها خارج المنزل أثراً عكسياً على تربية الأطفال والاهتمام بشؤون البيت ، ونتيجة لذلك فقد هاجم كثير من علماء الغرب عمل المرأة ، حتى أنه ( نشأت في انجلترا جمعية قوية تعمل على مقاومة اتجاه النساء إلى العمل في المصانع والشركات والمصالح الحكومية وإهمالهن البيوت ) (3).

وهكذا نجد انعطافاً اجتماعياً حاداً في أنماط السلوك الغربي نتيجة لاضعاف دور الاُسرة ، يقول بعض الباحثين الاجتماعيين : ( إننا لوعدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية ، ثم دخلنا المدارس وأحصينا الراسبين من الطلاب ، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حُرموا من الاستقرار العائلي ، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً من أب يحدب عليهم وأُمّ تدرك معنى الشفقة ، وفساد البيت كان السبب في ضياع هذا الجيل الذي لا يعرف هدفاً ، ولا يعرف له مستقراً ) (4).

ولم تقتصر هذه المعطيات السلبية على الاُسرة فحسب ، بل امتدّ نطاقها وانعكس على المجتمع بأسره ؛ لأنّ انحلال وفساد الجيل سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تسبب هزيمة الدولة ، ركعت فرنسا تحت أقدام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية صاح (بيتان) في قومه : ( لم تريدوا أطفالاً وهجرتم حياة الاُسرة ، وانطلقتم وراء الشهوات تطلبونها في كلِّ مكان ، فانظروا إلى أي مصير قادتكم الشهوات ) (5).

إضافة لما تقدم فقد نجم عن تفكّك الروابط العائلية في الغرب بروز (ظاهرة الاجرام) وأخذ القانون الجنائي الغربي يتعرّض لنقدٍ لاذعٍ بسبب تفاقم هذه الظاهرة تفاقماً لم تعرفه البشرية من قبل ، فقد أخذت تهدّد الأمن العام وتكلّف ميزانيات الدول الغربية مبالغ طائلة ، والأهم من ذلك حرمان هذه المجتمعات من العناصر الشابة القادرة على العمل والانتاج ، وبدلا من توسيع المعامل أخذت السلطات هناك ببناء أو توسيع السجون وزجّ آلاف الشباب وراء القضبان!

ولا سبيل إلى الانكار بأن بعض الظواهر المنحرفة كتعاطي المخدرات وبعض مظاهر الفساد قد انتشرت في بعض بلداننا الإسلامية نتيجة لابتعادها عن المنهج الإسلامي الصحيح ، وسيرها في ركاب الغرب بدعوى الحداثة والمعاصرة ومسايرة الحضارة.

ب ـ الآثار التربوية :

من المعلوم أن الهدف الأساس للتربية في الإسلام هو تأهيل الإنسان لكي يتمسّك بالقيم الدينية ، ويتحلى بالأخلاق الفاضلة ، وبالتالي يكون مسيطراً على نزواته وأهوائه النفسية من خلال أساليب تربوية عديدة ، كالتوجيه ، والموعظة النافعة ، واُسلوب القدوة ، والاُسوة الحسنة ، وأسلوب القصّة ، وما إلى ذلك من أساليب تصل في نهاية المطاف إلى اُسلوب العقوبة.

والملاحظ أنّ المنهج الإسلامي لم يكتفِ بالعقوبة المجرّدة لتقويم الانحراف ، بل يبحث عن الحلول العملية الناجعة لتطويق الجريمة ، يروي الإمام الصادق عليه السلام: (إنّ أمير المؤمنين عليه السلام أُتي برجل عبث بذكره ، فضرب يده حتى احمرَّت ثمّ زوّجه من بيت المال) (6).

فلم يكتف الإمام عليه السلام هنا بالعقوبة المجرّدة كأسلوب تربوي نهائي ، بل أردفها بحلّ جذري ، وضع نهاية لهذه المشكلة الجنسية.

وفي نظرة مقارنة نجد أنّ الحضارة المادية تطلق العنان للانحرافات الجنسية إلى درجة الاسفاف والابتذال وبدلاً من إيجاد الحلول العملية لإعادة الاُمور إلى نصابها الصحيح والمحافظة على كيان الاُسرة ، نلاحظ أن الدوائر الغربية قد اتخذت حلولاً تكرّس هذا الانحراف وتضفي عليه الصفة القانونية وترضخ للأمر الواقع.

على أنّ الأكثر إثارة في هذا الصدد أنّ بعض جهات الكنيسة الكاثولوكية وتمشياً مع موجة الفساد التي عصفت بالعلاقات الاُسرية ، طلبت من المدرسين أن يسقطوا كلمتي ( أب وأُمّ ) من حديث الصفّ في المدارس أثناء مناداة الطلبة ، اعترافاً بالعدد المتزايد للعائلات المتألفة من أحد الأبوين فقط بحسب صحيفة (الاندبندت).

وأضافت الصحيفة أنه بدل ذلك يجب أن يستخدم المدرسون كلمات مثل (الراشدون الذين يعيشون في منزلك أو الناس الذين يعتنون بك) وهذه اللغة جزء من المصطلحات الجديدة التي تستخدمها الكنيسة في أحدث برامجها التربوية للأطفال الذين هم بعمر خمس سنوات.

ونقلت الصحيفة عن أحد منظّمي الحملة قوله : ( في الماضي كان هناك أب وأمّ لكلِّ عائلة ، أمّا اليوم فلم نعد بحاجة لهذه الأسماء) (7).

ونتيجة لحرمان الصبية والفتيان من أجواء العائلة الدافئة ، وبغية الهروب من الواقع أقبلوا على تناول المخدرات والمشروبات الكحولية ، ففي أمريكا بلد الحرية غير المحدودة (أقبل الصبية الفتيان على احتساء الخمر، وقال قضاة الأمريكيون : لم يعهد في تاريخ بلادنا هذه الكثرة الكاثرة من الصبيان المقبوض عليهم في حالة سكر) (8).

وقد ثبت بالتجربة أن قاعدة (القدوة والاُسوة) التي تتمّ داخل الاُسرة هي أساس التربية: (فالأطفال يأخذون بالتقليد والمحاكاة أكثر ممّا يأخذون بالنصح والارشاد) (9).

يقول الكسيس كاريل في كتابه : (الإنسان ذلك المجهول) : ( لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبدال تدريب الاُسرة بالمدرسة استبدالاً تاماً ، وكذا ترك الاُمهات أطفالهن لدور الحضانة حتى يستطعن الانصراف إلى أعمالهن ومطامعهن ، إنهن مسؤولات عن اختفاء وحدة الاُسرة واجتماعاتها التي يتصل فيها الطفل بالكبار ، فيتعلم منهم أموراً كثيرة ؛ لأنّ الطفل يشكّل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبق القوالب الموجودة في محيطه) (10).

فالمدارس التي تسير وفق المنهج الغربي لم تقدّم للناشئة الغذاء الفكري السليم ولم تطبعهم على السلوك القويم ، ولم توفّر لهم المناعة النفسية ضدّ الانحراف.

وبعد المدرسة تعمل وسائل الاعلام في الغرب على تشكيل وعي وثقافة الشباب فتشجّعهم على العنف والاجرام ، فهي تعلّم الحدث ـ ضمناً ـ كيف يسرق مصرفاً أو بيتاً أو كيف يقتل رجلاً ويخفي جريمته ، وكيف يتجسّس على عورات الناس ، وتعلّم الزوج ـ عملياً ـ كيف يخون زوجته وأولاده واُسرته! ونتيجة لذلك برزت ظاهرة (عصابات الأحداث) التي أخذت تقلق الباحثين والمربين في الغرب ؛ لأن نسبة إجرامها في تصاعد مستمر ، وأسبابها كثيرة ، فإضافة لدور وسائل الاعلام ، لوحظ أن ضعف رقابة الآباء وتفكّك عرى الاُسرة نتيجة الافراط في الطلاق أو الهجر ، وكذلك رفقاء السوء ، إذ يظلّ الحدث دون موجّه ، فيتلقفه الشارع بشروره ، وفي غير هذه الحالات يلعب إدمان الآباء على الخمور والمخدّرات أقبح دور في دفع الأولاد نحو الجريمة.

وهكذا نصل إلى نتيجة يقينية هي أنّ المنهج المادي قد أفرز ظواهر سلبية انعكست على التربية، ولم تقصر ثمارها المُرّة على الفرد ، بل امتدّت إلى المجتمع ، فهددت أمنه ومستقبل أجياله ، ومزّقت النسيج الاجتماعي الذي يربط أفراده.

جـ ـ الآثار الأخلاقية :

يتّصف المجتمع الإسلامي ـ عموماً ـ بالتماسك الاُسري بالمقارنة مع مثيله الغربي نتيجة للمناعة الذاتية التي يحصل عليها أفراده من خلال تمسّكهم بالأخلاق الحميدة التي تدفع الوالدين إلى الاحترام المتبادل وتحثّ الآباء على إحاطة أولادهم بسياج من الحماية والرعاية ، وبالمقابل تلزم الأولاد على البرِّ والاحسان إلى الوالدين ، فتصبح الاُسرة ـ والحال هذه ـ متلاحمة كسبيكة صلبة يصعب تفكيكها.

ومن نماذج الاُسرة الكريمة المتمسكة بمكارم الأخلاق الإسلامية ، أسرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ، الذي عاش مع زوجته خديجة خمسة وعشرين عاما ، في تمام الانسجام والصفاء والحبّ المتبادل ، وبعد وفاتها لم ينفكّ يردّد ذكراها الطيبة على لسانه بين نسائه ، فالحبّ الذي يكنّه الرسول صلى الله عليه وآله لخديجة كان مبعثه نبلها ، وسموّ خلقها ، ووفاؤها ، إلى الإسلام.

وعاش الإمام علي عليه السلام مع زوجته فاطمة عليها السلام في وئام وانسجام ، ونتيجة لما عرف عنهما من نبل وسموّ أخلاقي لم ينقل لنا التاريخ أنّ خلافاً نشب بينهما على الرغم من شظف العيش ومعاناة الفقر المدقع الذي يكتنف حياتهما.

كان واضحاً من هذين النموذجين المشرقين أن السياج الاخلاقي الذي أحاط الاُسرة في النظام الإسلامي كان ومازال يدفعها نحو التماسك في أشد الظروف وأقصاها.

أما المنهج المادي الذي يدير ظهره للأخلاق ، فيعرض لنا نماذج بشعة من التردّي والانحطاط على الرغم من الرفاهية وبحبوحة العيش في الغرب.

ولقد أصبحت الاُسرة لا معنى لها في الظروف الاجتماعية الحديثة في الغرب ، بعد أن ضعفت عاطفة الاُمومة ، وانحلّت الرابطة الزوجية ، حتى يمكن القول بأنّ الاُسرة يكاد يختفي رسمها وإن بقي أسمها في سجلاّت القانون...

وهذا التردّي الأخلاقي لا تقتصر آثاره الضارة على الفرد ، بل تطال المجتمع أيضاً.

وقد دقّ جرس الخطر أكثر من شخصية غربية ، وليس أدلّ على ذلك من تصريح زعيم أقوى دولة في العالم (جون كندي) في سنة 1962م : (بأنّ مستقبل أمريكا في خطر ؛ لأنّ شبابها مائع منحلّ غارق في الشهوات ، لا يقدّر المسؤولية الملقاة على عاتقه ، وإنه من بين كلِّ سبعة شباب يتقدّمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين ؛ لأنّ الشهوات التي غرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية) (11).

هذه الصيحات كانت قبل ظهور مرض الأيدز الذي أخذ يفترس الناس هناك وينخر الكيان الحضاري ، ولم يتمكن الطب بعد من إيقافه عند حدّه.

هذه هي نتائج المنهج المادي الذي تنكّر للدين والأخلاق والفطرة بتهميشه لدور الاُسرة.

_____________

1ـ اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد 1283 ـ 8 شهر رمضان 1418 هـ.

2ـ دراسات معمقة : 42.

3ـ أحكام الاُسرة في الإسلام / محمد مصطفى شلبي : 130.

4ـ اُنظر : النظام التربوي في الإسلام / باقر شريف القرشي : 77.

5ـ الحياة الاجتماعية في التفكير الإسلامي / د. أحمد شبلي : 29.

6ـ وسائل الشيعة 18 : 574 / كتاب الحدود والتعزيرات.

7ـ اُنظر : مجلة المجتمع الكويتية ، العدد 1277 ، 25 رجب 1418 هـ.

8ـ خصائص الشريعة الإسلامية / د. عمر سليمان : 43.

9ـ التربية وبناء الاجيال / أنور الجندي : 168.

10ـ التربية وبناء الأجيال : 171.

11ـ الزنا : أحكامه ، أسبابه : 130.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات