المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Measurement of position and momentum
2024-04-20
Probability wave amplitudes
2024-04-20
The uncertainty principle
2024-04-20
First principles of quantum mechanics
2024-04-20
أثر شطب العلامة التجارية على انقضاء حق الملكية
2024-04-20
Watching the electrons
2024-04-20

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تقديم المتحدثين ، وإهداء الجوائز وتسلمها  
  
2246   10:45 صباحاً   التاريخ: 3-1-2018
المؤلف : ديل كارنيجي
الكتاب أو المصدر : طريقة سهلة وسريعة للحديث الفعال
الجزء والصفحة : ص269-288
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2022 1378
التاريخ: 21-4-2022 1182
التاريخ: 27-8-2022 945
التاريخ: 5-9-2021 2020

عندما ينادى عليك للحديث على الملأ، فأنت قد تقدم متحدثاً آخر، أو تلقي بكلمة أطول لغرض الإعلام، أو التسلية، أو الإقناع، أو الترغيب. ولعلك تكون رئيس برامج لمؤسسة مدنية، أو عضو في نادٍ نسائي وتواجه مهمة تقديم المتحدث الرئيسي في اجتماعك القادم، أو لعلك تتطلع الى الوقت الذي تخاطب فيه اتحاد مجلس الآباء المحلي، أو فريق مبيعاتك، أو اجتماعاً نقابياً، أو منظمة سياسية...

كان جون ماسون براون – الكاتب والمحاضر الذي اجتذبت أحاديثه الحية الجماهير في كل أنحاء البلاد – يتحدث ذات ليلة مع الرجل المقرر أن يقدمه الى الجمهور.

قال الرجل للسيد براون: (لا تقلق بشأن ما أنت مقبل على قوله، وكن مسترخياً. فأنا لا أؤمن بإعداد الكلمات. كلا، الإعداد ليس مفيداً؛ فهو يفسد سحر الشيء، ويقتل البهجة. كل ما هنالك أنني أنتظر مجيء الإلهام وأنا واقف على قدمي، ولم يخيب ظني أبداً).

هذه الكلمات المطمئنة جعلت السيد براون يتطلع الى مقدمة منمقة، وهو يسترجعها في كتابه (معتاد كما أنا)، ولكن عندما وقف الرجل ليلقيها جاءت بالصورة التالية.

أيها السادة، هلا أعرتموني انتباهكم من فضلكم؟ لدينا أخبار تسيئكم هذه الليلة؛ فقد كنا نريد أن يتحدث اليكم إسحاق إف. ماركوسون، ولكنه لم يستطع المجيء؛ فهو مريض (تصفيق) بعد ذلك طلبنا من السيناتور بليدريدج إلقاء كلمة على مسامعكم.. ولكنه كان مشغولاً (تصفيق)، وأخيراً حاولنا دون جدوى أن نأتي بالدكتور لويد جروجان من مدينة كانساس ليتحدث إليكم (تصفيق) لذا، فقد جئنا بدلا من ذلك – بجون ماسول براون (صمت) لم يزد السيد براون – عند استرجاع هذه الكارثة – عن قول (على الأقل يا صديقي أن ذلك الرجل الملهم نطق اسمي صحيحاً).

يمكنك أن ترى – بالطبع – أن هذا الرجل – الذي كان متأكداً تماماً أن إلهامه سينصره – لم يكن ليفعل ما هو أسوأ لو حاول ذلك، فقد انتهكت مقدمته كل التزام من ناحيته تجاه المتحدث الذي قام بتقديمه، والجمهور الذي سيسمع اليه وليس هناك الكثير من هذه الالتزامات، ولكنها مهمة، ومن المثير للعجب أن كثيراً من رؤساء البرامج لا يدركون هذا.

إن كلمة المقدمة تخدم نفس الغرض كمقدمة اجتماعية، فهي تجمع بين المتحدث والجمهور، وتخلق جواً ودياً، وتنشئ رابطة اهتمام بينهم والرجل الذي يقول: (لن تضطر الى إلقاء كلمة، وكل ما عليك هو تقديم المتحدث) مُدان بالتقصير في القول؛ فليس هناك حديث أكثر تشويها من كلمة المقدمة، ربما لأن كثير من رؤساء المؤتمرات - الذين يكلفون بمهمة إعدادها وإلقائها – يعتبرونها عديمة الأهمية.

وينبغي للمقدمة أن تقودنا الى داخل الموضوع بكفاءة تجعلنا نريد سماع مناقشته، كما يجب أن تقودنا الى الحقائق الداخلية بخصوص المتحدث. الحقائق التي تثبت ملاءمته لمناقشة هذا الموضوع بعينه. بعبارة أخرى، يجب على المقدمة أن تروج الموضوع للجمهور، وكذلك أن (تروج) المتحدث، وبالتالي تفعل هذه الأشياء في أقصر وقت ممكن.

ذلك ما يتحتم على المقدمة فعله، ولكن هل تفعل ذلك؟ تسعون بالمائة من المقدمات لا تفعل ذلك. لا بكل تأكيد؛ فمعظم المقدمات أمور تافهة، وتجدها واهنة وغير كافية دون مبرر. فيجب ألا تكون كذلك، وإذا ما كان المتحدث الذي يلقي بالمقدمة يدرك خطورة مهمته، ويبدأ في أدائها بالطريقة الصحيحة، فسرعان ما يكثر عليه الطلب كرئيس، أو مدير للمراسم.

وإليك بعض الاقتراحات التي تساعدك على إلقاء كلمة تقديم ذات تنظيم جيد.

أولاً: أعدّ ما ستقوله إعداداً دقيقاً

حتى ولو كانت كلمة التقديم قصيرة، وقلما تجاوزت الدقيقة الواحدة، فإنها تتطلب الإعداد بعناية. أولاً عليك جمع الحقائق، هذه الحقائق ستتركز حول ثلاثة بنود: موضوع كلمة المتحدث، ومؤهلاته للحديث عن ذلك الموضوع، واسمه، وغالباً ما يتضح وجود بند رابع، وهو السبب الذي يجعل الموضوع الذي اختاره المتحدث ذا اهتمام خاص بالنسبة للجمهور.

تأكد من معرفتك لعنوان الكلمة الصحيح، وبعض الشيء عن تطوير المتحدث لمادة الموضوع، فلا شيء أكثر إحراجاً من اعتراض المتحدث على المقدمة مدعياً عدم صدق جزء منها من موقعه تجاه الموضوع. ويمكن تحاشي هذا بأن تتأكد من معرفتك بماهية موضوع المتحدث، والامتناع عن التنبؤ بما سيقول. ولكن واجبك كمقدم يتطلب ذكرك لعنوان كلمة المتحدث بشكل صحيح، وتوضيحك لعلاقتها باهتمامات المتحدث، وإذا كان ممكنا، حاول الحصول على هذه المعلومات مباشرة من المتحدث. وإذا اضطررت للاعتماد على طرف ثالث – رئيس برنامج مثلاً – حاول أن تحصل على المعلومات مكتوبة، وتراجعها مع المتحدث قبيل الاجتماع، ولكن ربما يتمثل معظم ما تقوم به من إعداد في الحصول على الحقائق الخاصة بمؤهلات المتحدث، فيمكنك الذهاب الى العلاقات العامة، أو مكتب الأفراد بمكان عمل المتحدث، أو في بعض الأحيان يمكنك التأكد من صحة الحقائق التي لديك بالاتصال بأحد أصدقائه المقربين، أو أفراد أسرته.

والفكرة الرئيسية هي التأكد من صحة معلوماتك عن المتحدث، والناس المقربون من متحدثك سيسعدهم تزويدك بالمادة.

وبالطبع أن المعلومات الزائدة عن الحد ستؤدي الى الملل، ولا سيما عندما تتضمن إحدى الدرجات العلمية حصول المتحدث على الدرجات الأقل؛ فقولك أن رجلاً وحصل على درجتي الليسانس، والماجستير يصبح غير ضروري عندما تشير الى كونه دكتوراً في الفلسفة. وبالمثل، فإنه من الأفضل الإشارة الى أعلى وأحدث المناصب التي شغلها الشخص بدلاً من نظم فهرس للمناصب التي شغلها مذ تخرج في الجامعة، والأهم من ذلك كله هو عدم إغفال أبرز الإنجازات في التاريخ المهني للشخص، بدلاً من قلة الأهمية.

فقد سمعت – على سبيل المثال -  متحدثاً شهيراً وكان على قدر ضئيل من المعرفة بالشاعر – يقدم الشاعر الأيرلندي دبليو بي بيتس، والذي كان مقرراً أن يلقي بعضاً من أشعاره الخاصة وقد نال هذا الشاعر جائزة نوبل في الأدب قبل ذلك بثلاث سنوات، وهذه الجائزة هي أعلى تمييز يمكن لأديب الحصول عليه. وأنا واثق أن أقل من عشرة بالمائة من ذلك الجمهور بعينه يعرفون بأمر الجائزة وأهميتها وكان ينبغي ذكر الأمرين مهما تكلف الأمر. ولكن ما الذي فعله الرئيس؟ لقد تجاهل هاتين الحقيقتين تماماً، بل إنه أخذ يصول ويجول في الحديث حول الميثولوجيا، والشعر اليوناني.

قبل كل شيء عليك التأكد من اسم المتحدث، وتبدأ من فورك في تعويد نفسك على نطقه الصحيح ويقول جون ماسون براون لقد تم تقديمه على أنه جون براون ماسون، وحتى جون سميث ماسون يقول الكاتب الفكاهي الكندي المتميز ستيفن ليكوك في مقاله الممتع (معنا هذه الليلة) متحدثاً عن مقدمة تلقاها، يقول فيها المقدم:

كثيرون منا انتظروا مجيء ليرويد بأسعد التوقعات ويبدو أننا تعرفنا عليه من خلال كتبه، فأصبح كصديق قديم لنا وفي الحقيقة، لا أبالغ عندما أخبر السيد ليرويد أن اسمه أصبح كلمة تجري على كل لسان في مدينتنا، منذ زمن بعيد يسعدني كثيراً جداً جداً أن أقدم لكم السيد ليرويد.

الغرض الرئيسي من وراء بحثك أن تكون دقيقاً، لأنه بدقتك وحدها سوف تحقق المقدمة غرضها، ألا وهو زيادة انتباه الجمهور وإعداده لتقبل كلمة المتحدث. والرئيس الذي يأتي الى اجتماع بإعداد سيء عادة ما يتوصل الى قول شيء غامض، ومثير للنوم مثل الآتي:

محدثنا معروف في كل مكان باعتباره حجة في ... في موضوعه. ونحن متشوقون لسماع ما سيقوله عن هذا الموضوع لأنه جاء من ... مكان بعيد. يسعدني بشدة أن أقدم لكم، دعنا نرى الآن ... آه، ها هو: السيد بلانك.

بقضاء وقت قصير في الإعداد يمكننا تجنب الانطباع المؤسف الذي تولده مثل هذه المقدمة لدى المتحدث، والجمهور.

ثانياً: اتبع وصفة م- أ – م

بالنسبة لمعظم المقدمات نجد أن وصفة م – أ – م تخدمنا كدليل سهل لتنظيم الحقائق التي جمعتها في بحثك، وهي:

1ـ م يرمز الى الموضوع. ابدأ مقدمتك بذكر العنوان الصحيح لكلمة المتحدث.

2- أ يرمز الى الأهمية. وأنت في هذه الخطوة تصنع جسراً على المنطقة بين الموضوع، والاهتمامات المعنية للجماعة.

3- م يرمز الى المتحدث. وهنا تقوم بإعداد قائمة بمؤلفات المتحدث البارزة، ولا سيما التي ترتبط بموضوعه. وأخيراً تذكر اسمه بأسلوب متميز، وواضح.

وهناك متسع رحب في هذه الوصفة لاستخدام خيالك؛ فليست المقدمة بحاجة لأن تكون ذات نمط ثابت. وفيما يلي نقدم إليك مثالاً لمقدمة تتبع الوصفة دون أن تعطي أثراً لأي وصفة على الإطلاق. ألقى هذه المقدمة أحد رؤساء التحرير بمدينة نيويورك وهو هرمزثورن، عندما كان يقدم أحد التنفيذيين بشركة هاتف نيويورك، وهو جورد ويلبوم، الى مجموعة من الصحفيين، والصحفيات.

موضوع متحدثنا هو: (الهاتف في خدمتك)، يبدو لي أن واحداً من أكبر الألغاز في العالم – مثل الحب – هو ما يحدث عندما تقوم بعمل مكالمة هاتفية.

لمَ تحصل على رقم خطأ؟ لما يمكنك أحياناً عمل مكالمة هاتفية من نيويورك الى شيكاغو في وقت أسرع من مكالمة بين مدينتك، وأخرى قريبة جداً منها؟ متحدثنا يعرف الأجوبة على هذه الأسئلة، وعلى كل الأسئلة الأخرى المتعلقة بالهاتف، فقد ظل عشرين عاماً في وظيفة مهمتها استيعاب شتى أنواع التفاصيل عن صناعة الهاتف، ولتوضيح هذه الصناعة للآخرين. إنه تنفيذي بشركة للهاتف، حصل على لقبه هذا بالعمل.

سوف يتحدث الينا الآن عن الطرق التي بها تخدمنا شركته، وإذا ما كانت الخدمة تعجبك اليوم انظر اليه كقديس شفيع، وإذا لقيت مؤخراً بعض المضايقات من جانب هاتفك، دعه يكون المتحدث الرسمي للدفاع.

أيها السيدات والسادة، أقدم لكم الآن نائب رئيس شركة هاتف نيويورك السيد جورج ويلبوم.

لاحظ مهارة المقدم في حمل الجمهور على التفكير في الهاتف، وبتوجيه الأسئلة يتمكن من إثارة فضولهم، ثم يشير الى أن المتحدث سيجيب على هذه الأسئلة، أو أي أسئلة أخرى لدى الجمهور.

أنا أشك أن تكون هذه المقدمة مدونة، أو محفوظة، حتى ولو كانت مكتوبة على الورق فإنها تبدو عادية وطبيعية، وينبغي عدم استظهار المقدمات أبداً ذات مرة تم تقديم كورنيليا أوتيس سكينز من جانب رئيس الأمسية، وقد نسيت كورنيليا كلماته المستظهرة بمجرد أن بدأت.

أخذت نفساً عميقاً، ثم قالت: (نظراً للثمن الباهظ للأميرال بيرد، فإن معنا هذا المساء الآنسة كورنيليا أوتيس سكينز).

يجب أن تكون المقدمة تلقائية، وتبدو نابعة من المناسبة، وليست متزمتة، أو صارمة.

وفي مقدمة السيد ويلبوم – التي اقتبسها فيما سبق – لا توجد صيغ مبتذلة مثل (أشعر بسعادة بالغة) و (لي عظيم الشرف أن أقدم لكم)، وأفضل طريقة لتقديم المتحدث هي ذكر اسمه، أو قول (أقدم لكم) وتذكر اسمه.

يرتكب بعض الرؤساء خطأ الإفراط في الحديث وإصابة الجمهور بالملل، ويستغرق آخرون في التحليق في الخيال الخطابي من أجل إشعار المتحدث والجمهور بأهميتهم. وهناك آخرون يرتكبون خطاً مؤسفاً وهو الخروج عن المناسبة وذكر (مزح مستهلكة) قد لا تتفق أحياناً مع الذوق الرفيع، أو استخدام الدعابة التي قد تنتقص من قيمة مهنة المتحدث كل هذه الأخطاء ينبغي تجنبها من جانب الرجل الذي يرغب في تحقيق أغراض المقدمة الفعالة.

وفيما يلي نقدم مثالاً آخر لمقدمة تتبع بدقة وصفة م – أ – م، ومع ذلك فهي متفردة وذات طابع خاص. لاحظ على الأخص الطريقة التي يمزج بها إدجار إل. سناديج مراحل الوصفة الثلاث هو يقدم المربي العلمي، ورئيس التحرير المميز جيرالد ويندت:

موضوع متحدثنا هو (العلم اليوم)، وهو ذو شأن عظيم. فهو يذكرني بقصة المريض السيكوباتي الذي كان يعاني من الهلوسة بأن قطة بداخله. ولعدم قدرة الطبيب النفسي على تفنيد هذا الادعاء فقد حاكى إجراء عملية جراحية، وعندما آفاق الرجل من البنج، أروه قطة سوداء، وقالوا له أن متاعبه انتهت، فأجاب الرجل: (معذرة أيها الطبيب، ولكن القطة التي تسبب لي المتاعب لونها رمادي).

لذا، فإنك اليوم بالعلم تستطيع الوصول الى قطة اسمها يوم – 235، وتتوصل الى قطيع من القطط اسمها نيبتونيوم، بلوتونيوم ويورانيوم 233، أو شيء آخر. لقد أمكن التغلب على العناصر مثل شتاء شيكاغو. لقد التمس أول عالم نووي – وهو على فراش الموت – بقاء يوم واحد لاكتشاف سر الكون. أما الآن، فالعلماء يخرجون علينا بأسرار لم يحلم بها الكون أبداً.

متحدثنا اليوم شخص يعرف العلم كما هو الآن، وكما يمكن أن يكون مستقبلاً. إنه أستاذ الكيمياء بجامعة شيكاغو، وعميد كلية ولاية بنسلفانيا، ومدير معهد باتل للبحوث الصناعية بكولمبوس، أوهايو، وهو يعمل كعالم في السلك الحكومي، ورئيس تحرير ومؤلف. وُلد في دافنبورت بولاية أبوا، وحصل على درجته من جامعة هارفارد، أكمل تدريبه في المصانع الحربية، وسافر كثيراً الى أوروبا.

متحدثنا مؤلف ورئيس تحرير العديد من الكتب في شتى العلوم، أشهر كتبه هو العلم من أجل عالم الغد نُشر عندما كان مديراً للعلوم بالمعرض الدولي بنيويورك، وبوصفه رئيس تحرير استشاري لمجلات تايم، ولايف، وفورتشن ومارتش أف تايمن فإن ترجماته للأخبار العلمية وصلت الى جمهور عريض. أما كتاب العصر الذري الذي ألفه متحدثنا فقد ظهر في عام 1945، بعد عشرة أيام من قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية عبارته الأثيرة هي: (الفضل سيأتي بعد)، وهو كذلك فعلاً. من دواعي فخري ودواعي سروركم أن أقدم لكم مدير تحرير مجلة ساينس إلاستريتيد دكتور جيرالد ويندت.

منذ سنوات ليست ببعيدة كانت نوعية الموضة الخطابية هي المبالغة في الثناء على المتحدث في المقدمة. كان الرئيس يغدق طاقات الزهور على المتحدث، وكان المتحدث الرديء غالباً ما تقهره رائحة التملق النفاذة.

أخبر الفكاهي الشهير توم كولينز من مدينة كانساس، بولاية ميسوري هيربرت بروشناو مؤلف كتيب مقدمي الخطباء قائلاً: (أن الشئ القاتل بالنسبة للمتحدث – الذي يعتزم أن يكون فكاهياً – أن يعد جمهوره بأنهم سيستلقون على قفاهم من الضحك، وعندما يبدأ المقدم في التمتمة باسم ويل روجرز، تعلم أنه الأجدر بك المضيّ الى بيتك؛ لأنك أصبت بالإحباط).

ومن ناحية أخرى لا تبخسه حقه في الثناء، ويسترجع ستيفن ليكوك وقت أن اضطر الى الرد على عبارات تقديم انتهت بهذا الأسلوب:

هذه هي المحاضرة الأولى في سلسلة محاضراتنا لهذا الشتاء، وكما تعلمون، فإن السلسلة الأخيرة لم تلق نجاحاً. وفي الحقيقة، فإننا خرجنا آخر العام بحدوث عجز في الميزانية، لذا فإنا هذا العام سنبدأ أسلوباً جديداً محاولين تجربة المواهب الأقل تكلفة، والآن أقدم لكم السيد ليكوك.

علق السيد ليكوك بجفاء: (احكم كيف يكون شعورك، حين تحبو أمام الجمهور وأنت تحمل سمة موهبة أرخص).

ثالثاً: كن متحمساً

عند إعداد مقدمة لمتحدث يكون الأسلوب بنفس أهمية المادة. فحاول أن تكون ودوداً، وبدلاً من قول كم؟ أنت سعيد، كن دمثاً بحق في إعداد كلمتك، وإذا كنت تلقي الكلمة بنوع من التصاعد حتى الوصول الى الذروة في النهاية عن الإعلان عن اسم المتحدث، فإن الإحساس بالتوقع سوف يزداد، وسيصفق الجمهور للمتحدث بمزيد من الحماس، وهذا الاستعراض لمشاعر الجمهور الطيبة يساعد بدوره على تحفيز المتحدث لبذل أقصى جهده.

وعندما تنطق باسم المتحدث في نهاية المقدمة يجدر بك أن تتذكر كلمات (وقفة) و (فاصل) و (بشدّة). ومعنى وقفة أن تسبق الاسم فترة صمت قليلة لزيادة حدة التوقع. ومعنى فاصل أن يتم الفصل بين الاسم الأول والأخير بوقفة قصيرة وكي يحصل الجمهور على انطباع واضح لأسم المتحدث، ومعنى شدّة أنه يجب النطق بالاسم بنشاط وقوة.

هناك تحذير آخر: من فضلك، أرجو لك ألا تستدير الى المتحدث، وأنت تنطق باسمه؛ بل تنظر الى الجمهور حتى نطق المقطع الأخير، ثم تستدير الى المتحدث. فقد رأيت أعداداً لا حصر لها من الرؤساء يلقون كلمات تقديم منمقة، ويفسدونها في النهاية لأنهم يستديرون نحو المتحدث، ناطقين باسمه له وحده، تاركين الجمهور يجهل تماماً هُويته.

رابعاً: كن صادقاً بحق

أخيراً تأكد من تحرّيك الصدق، ولا تستغرق في عبارات الاستنكار، أو المزح الزائف، ونوعية المقدمات التي لا تعني ما تقول غالباً ما يساء تفسيرها من جانب بعض أفراد الجمهور. كن صادقاً بحق لأنك في موقف اجتماعي يتطلب أعلى درجة من الدقة واللباقة، وربما تكون هناك علاقة ألفة بينك وبين المتحدث، ولكن الجمهور ليس كذلك، وقد يساء تفسير بعض عباراتك،

رغم احتمال براءتها.

خامساً: اعدّ كلمة الإهداء إعداداً دقيقاً

(لقد ثبت أن أعمق رغبات قلب الإنسان هي الرغبة في التقدير.. التكريم).

عندما كتبت المؤلفة مارجري ويلسون هذه العبارة عبرت عن شعور عام، فنحن جميعاً نريد النجاح في حياتنا، نريد أن نحظى بالتقدير، وثناء شخص آخر علينا، حتى ولو بمجرد كلمة – ناهيك عما لو كانت هدية تقدم في مناسبة رسمية – يرفع روحنا المعنوية بشكل خيالي.

تمكنت نجمة التنس الثي جيبسون ببراعة شديدة من التعبير عن (رغبة قلب الإنسان) هذه في عنوان سيرتها الذاتية التي اختارت لها عنوان (أردت أن أكون شخصاً ذا شأن).

عندما نلقي كلمة إهداء، فإننا نؤكد للمتسلم أنه شخص ذو شأن حقاً؛ فقد نجح في محاولة معينة، وهو يستحق التكريم، وقد اجتمعنا من أجل تكريمه، فينبغي أن يكون ما نقوله موجزاً، ولا يجب التفكير فيه بعناية، قد لا يعني ذلك الكثير بالنسبة لمن اعتادوا التكريم، ولكن للآخرين الأقل حظاً، قد يكون التكريم شيئاً يتذكرونه بابتهاج بقية حياتهم.

من ثم يجب علينا أن نعير اهتماماً جاداً لاختيار ألفاظ إهداء الجائزة، وإليك وصفة مجرّبة:

1ـ اذكر سبب منح الجائزة، إذ ربما تكون للخدمة الطويلة، أو للفوز بمسابقة، أو لإنجاز بارز بعينه.

2- اذكر شيئاً عن اهتمام المجموعة بحياة، وأنشطة الشخص الذي يتم تكريمه.

3- اذكر مدى جدارته بالجائزة، وكيفية شعور المجموعة بالوداد تجاه متسلم الجائزة.

4- هنأ متسلم الجائزة، وانقل له تمنيات الجميع له بمستقبل طيب.

وليس هناك شيء جوهري بالنسبة لهذه الكلمة القصيرة مثل الصدق. كل شخص يدرك هذا، ربما دون قول ذلك. لذا، فإذا تم اختيارك لإلقاء كلمة تقديم، فهذا تكريم لك ولمتسلم الجائزة على حد سواء، فرفاقك يعرفون أنك أهل للمهمة التي تتطلب قلباً وعقلاً، ويجب ألا يغريك هذا الكتاب بارتكاب أخطاء معينة يرتكبها بعض المتحدثين، وهي أخطاء مختصة بالمبالغة.

في وقت مثل هذا يكون من السهل أن تبالغ في فضائل شخص ما وتتعدى كثيراً حجمها الحقيقي. إذا ما كانت الجائزة مستحقة عن جدارة، فلابد أن نقول هذا، ولكن يجب ألا نضيف كلمات المبالغة في الثناء، فالثناء المغالى فيه يشعر المكرم بعدم الارتياح، ولا يقنع الجمهور الذي يعرف أكثر مما تتوقع يتعين علينا أيضاً تجنب المبالغة في أهمية الجائزة نفسها، وبدلاً من التشديد على قيمتها الفعلية، لابد أن نؤكد على مشاعر الود لدى مانحيها.

سادساً: عبر عن مشاعرك الصادقة في كلمة تَسَلّم الجائزة

يتحتم أن تكون هذه الكلمة أقصر من كلمة الإهداء، ويقينا، فمن المقرر ألا تكون شيئاً نحفظه عن ظهر قلب، ومع ذلك، فإن استعدادك لإلقائها سيكون ميزة لك، فإذا ما كنا نعرف أننا سنحصل على جائزة، يصاحبها كلمة إهداء، ينبغي ألا نكون في حيرة من أمرنا بحثاً عن كلمات الشكر التي ستكون فخراً لنا.

ومجرد تمتمتك (أشكركم) و (أعظم يوم في حياتي) و (أروع شيء يحدث لي على الإطلاق) ليس جيداً بما يكفي. هنا ايضاً – كما في كلمة الإهداء – يكمن خطر المبالغة. فعبارات (أعظم يوم) و (أروع شيء) فيها قدر كبير من المغالاة، ويمكنك التعبير بشكل أفضل عن الامتنان القلبي بعبارات أكثر اعتدالاً. وإليك بنية مقترحة:

1ـ قل للجماعة (أشكركم) بصدق نابع من قلبك.

2- عبر عن عرفانك للآخرين الذين ساعدوك، رفاقك، أو أصحاب عملك، أو أصدقاؤك، أو أسرتك.

3- اذكر ما تعنيه الهدية، أو الجائزة بالنسبة لك، وإذا كانت مغلقة، افتحها وأرها للجمهور. أخبر الجمهور عن مدى فائدتها، أو زخرفتها، وكيف تعتزم استخدامها.

4- انهي كلمتك بتعبير صادق آخر عن امتنانك.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






عبر مؤسسة الإمام الرضا (ع) الخيرية.. ممثل المرجعية العليا يستقبل مجموعة من العوائل المتعففة ويقدم المساعدات اللازمة والضرورية لها
الأمين العام للعتبة الحسينية: العتبات المقدسة هي المظلة الروحية والملاذ الأمن لجميع أطياف الشعب العراقي تحت خيمة المرجعية العليا
بمشاركة (60) مشتركا..أكاديمية الوارث التابعة للعتبة الحسينية تسهم في تأهيل كادر العلاقات العامة في العتبة العسكرية عبر دورة تدريبية متخصصة
بناءً على تقييم شامل لمؤهلاتهم وأدائهم في المقابلة.. برنامج (رواد التبليغ) الذي تنفذه العتبة الحسينية يعلن قبول (30) طالبا ضمن دورته الأولى